المناطق الآمنة "مسار" جديد للخلاف بين " إيران وتركيا" فى سوريا

الثلاثاء 21/فبراير/2017 - 12:30 م
طباعة المناطق الآمنة مسار
 
 يبدو ان  حدة التوتر في العلاقات الإيرانية التركية  تتجه الى المزيد من التصعيد  وتشكل المناطق الآمنة  المسار الجديد للخلاف بينهما  "   حيث رفض المتحدث باسم الخارجية الإيرانية بهرام قاسمي الدعوات التركية لإقامة مناطق آمنة في سوريا،  لان ذلك سيزيد من تأزم الوضع  وان بلاده  ترفض إقامة مناطق آمنة، لأنها فكرة خاطئة،  لأن الوضع في سوريا معقد ويتطلب تفاهمات ومبادرات متعددة للوصول إلى الحل .
المناطق الآمنة مسار
 تصريحات المسئول الايرانى جاءت بعد ساعات من استدعاء السفير التركي في طهران على خلفية تصريحات تركية اتهمت طهران بزعزعة استقرار المنطقة  وهو الامر الذى سبقه إستداع  إيران للسفير التركي في طهران، وسلم  مساعد وزير الخارجية الإيراني إبراهيم رحيم بور سلم السفير التركي في طهران رضا هاكان تكين مذكرة احتجاج بعد استدعائه إلى مقر الخارجية الإيرانية، ردا على ما قال إنها "تصريحات غير بناءة" أدلى بها إردوغان لدى زيارته للسعودية وقطر والبحرين، وتصريحات وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو حول إيران.
وكانت وكالة أنباء الأناضول الرسمية نقلت عن جاويش أوغلو قوله لوفود خلال مؤتمر أمني في ميونيخ إن "إيران تريد تحويل سوريا والعراق إلى المذهب الشيعي وأن تركيا تعارض أي طائفية في الشرق الأوسط، وتدعو للكف عن تهديد استقرار المنطقة وأمنها  وسبق كلام أوغلو تأكيد رئيسه رجب طيب أردوغان  على أن بلاده تريد إقامة "منطقة آمنة تكون خالية من الإرهابيين في شمال سوريا"، وقال وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو إن فكرة إقامة "مناطق آمنة" يجب أن تنفذ سريعا لاستقبال آلاف النازحين السوريين، ورأى أنه في حال إقامة بنى تحتية في هذه المناطق، فإن الكثير من اللاجئين سيفضلون العودة إلى سوريا".
المناطق الآمنة مسار
 وتعود الخلافات بين الطرفين لفترة طويلة حيث أن إيران  التى  لا تنكر   أنها أرسلت عناصر نظامية ومتطوعة من قواتها المسلحة لدعم الرئيس السوري بشار الأسد في صراعه مع مقاتلي المعارضة  وداعش وتشارك عناصر من قواتها  في القتال  وفي تقديم المشورة في الحرب الدائرة في سوريا منذ خمس سنوات  سبق و عارضت على لسان مساعد وزير خارجيتها، دخول تركيا الأراضي العراقية لمحاربة تنظيم "داعش"، وقالت إن ذلك "يجب أن يتم بإذن الحكومة العراقية  واعتبر مساعد وزير الخارجية الإيراني للشؤون العربية والإفريقية، حسين أمير عبداللهيان، دخول القوات التركية إلى الأراضي العراقية بأنه "إجراء خاطئ".
وقال إن "الدعم من الدول الأخرى ومكافحة داعش بحاجة إلى التنسيق الكامل مع الحكومة القانونية العراقية وأخذ الإذن منها وإننا نعتبر مثل هذه الإجراءات بأنها تتعارض مع أمن المنطقة فيما لو جرت من دون تنسيق مع الحكومة العراقية ونعتقد بأن مثل هذا السلوك لا يساعد في قمع الإرهاب، بل سيؤدي إلى الفوضى وتشديد اضطراب الأمن فيها ولا شك بأن الجميع سينتفع من المكافحة المنسقة للإرهاب وإرساء الأمن بالمنطقة"  وهو الأمر الذى يؤكد الخلافات بين إيران وتركيا وأنه مستمر حول الوضعين السوري والعراق، وأدى الى وقوف طهران مع موسكو في اتهاماتها ضد أنقرة ونشر معلومات متناقضة حول دور الأخيرة في محاربة "داعش" وكانت طهران قد ردت على تصريحات الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، التي اتهم فيها إيران بالوقوف مع روسيا ضد بلاده.
المناطق الآمنة مسار
بدوره، هاجم مستشار المرشد الإيراني في الشؤون الدولية، علي أكبر ولايتي، تركيا بشدة. وقال ولايتيإن إطلاق هذه التصريحات يسفر عن تأجيج التوتر. وكرر الاتهامات ضد أنقرة لافتاً إلى أن هناك "بعض الوثائق التي نشرها الروس حول بيع تنظيم داعش للنفط إلى تركيا" وتصاعدت الخلافات بين البلدين منذ ذلك الوقت وسرعان ما ضمت طهران صوتها إلى موسكو في اتهام أنقرة بشراء النفط من داعش ليرد الرئيس التركي  أردوغان بتحذير  لإيران من مغبة الالتحاق بروسيا في إثارة تهمة شراء النفط من داعش لتركيا قائلاً "أنا تحدثت مع الرئيس الإيراني وقلت له محذراً بأنكم مساهمون في بعض الأخطاء وبعد ذلك حذفت إيران هذه الافتراءات من أدبيات مسئوليها ومن بعض المصادر الخبرية وقلت للمشاركين في قمة العشرين في حال استطاع بوتين إثبات حدوث أمر كهذا فأنا أقدم استقالتي ولكن هل سيفعل بوتين ذلك أيضاً (في حال عدم إثبات اتهامه لأردوغان)؟".
وبعد أن كشف أردوغان للإعلام تحذيره للرئيس الإيراني بخصوص عدم الانجرار وراء روسيا، من المتوقع أن تشهد العلاقات بين البلدين تصعداً إعلامياً ظهرت بوادره في تصريحات عضو لجنة الأمن القومي والسياسة الخارجية في البرلمان الإيراني أحمد شوهاني الذي قال "إن الجميع يعرف عن شراء تركيا النفط من داعش"، مضيفاً "ارتكبت تركيا في الأيام الأخيرة بعض الأخطاء فبدلاً من أن تصححها تطرح مزاعمها ضد إيران وأنه على  تركيا إلى احترام مصالح المنطقة لا أن تنثر بذور العنف فيها"  من ناحية أخرى، قال أمين مجلس تشخيص مصلحة النظام ومن قادة الحرس الثوري الإيراني الجنرال محسن رضائي في تصريح له نشره موقع "تابناك" القريب منه، إن إيران لديها وثائق تثبت شراء تركيا النفط من داعش وصور مستشاري إيران في سوريا الصهاريج التركية وهي تنقل نفط داعش إلى تركيا واصحة ".
المناطق الآمنة مسار
مما سبق نستطيع التأكيد على أنه يبدو ان  حدة التوتر في العلاقات الإيرانية التركية  تتجه الى المزيد من التصعيد  وان  المناطق الآمنة   ستكون المسار الجديد للخلاف بينهما وهو ما سيزيد من تأزم الوضع   فى سوريا  ويعرقل التفاهمات والمبادرات المتعددة للوصول إلى حل فى سوريا  . 

شارك