الأمم المتحدة تستعد لجولة جنيف بشأن سوريا وسط تساؤلات بشأن التسوية السياسية

الثلاثاء 21/فبراير/2017 - 08:33 م
طباعة الأمم المتحدة تستعد
 
تضع الأمم المتحدة الخطوط الرئيسية لانجاح جولة المفاوضات القادمة بشأن الأزمة السورية، وسط تواصل مع كثير من الفصائل والجماعات المعارضة، فى الوقت الذى تشتد فيه المعارك بين الجيش السوري وتنظيم داعش. 

الأمم المتحدة تستعد
فى حين قال مايكل كونتت مدير مكتب ستيفان دي مستورا المبعوث الأممي إلى سوريا أن دي مستورا يضع اللمسات الأخيرة على الترتيبات الخاصة بهذه المشاورات، معتبرا أن "جدول أعمال المشاورات يستند إلى قرارات مجلس الأمن الدولي وفي مقدمتها القرار 2254 الذي تسترشد به الجهود الأممية للتسوية في سوريا، الفقرة الإجرائية الثانية من القرار 2254 تطالب المبعوث الخاص للأمم المتحدة برعاية انعقاد مفاوضات رسمية بين الأطراف المعنية حول الانتقال السياسي".
تتركز المشاورات على النقاط الرئيسية في قرار مجلس الأمن 2254  المتعلقة بوساطة دي ميستورا، بما يخدم الوصول بسوريا إلى "قيام نظام حكم يتسم بالمصداقية والتعددية واللاطائفية وصياغة دستور جديد للبلاد وإعلان انتخابات حرة ونزيهة تجرى برعاية الأمم المتحدة".
ومن المنتظر أن تبحث الأطراف السورية في مفاوضات جنيف مسودة الدستور السوري المقترح من روسيا، ووقف إطلاق النار في كافة المناطق، وإجراء الانتخابات العامة برعاية أممية.
وتعد الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل واحدة من فرق المعارضة السورية، متمسكة حسب التصريحات التي صدرت عنها مؤخرا بإجراء "مفاوضات مباشرة مع النظام حول الانتقال السياسي في إطار مفاوضات خاصة للسلام".

الأمم المتحدة تستعد
بينما أشار السكرتير العام للأمم المتحدة أنطونيو جوتيريش مؤخرا إلى تعذر إمكانية التسوية السورية في المستقبل القريب، حيث قال في كلمة ألقاها خلال مؤتمر ميونخ للأمن "لست متأكدا من إمكانية حل الأزمة السورية في المستقبل المنظور، إذ يستحيل إحلال السلام في سوريا دون إدراك جميع الأطراف أنه لا يمكن لأحد الانتصار على الآخر".
من جانبه أعلن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أن تعاون روسيا والولايات المتحدة في الرقة السورية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي قد يصبح بداية لتعاون البلدين في مجال مكافحة الإرهاب في المنطقة، مؤكدا بقوله "يمكن اليوم إطلاق خطوات مشتركة حول الرقة، إذا تحدثنا بشكل محدد. وكل شيء واضح وبديهي هناك، ولا توجد أي خلافات حول من يوجد هناك. ومن الممكن بدء هذا العمل"، وأن ذلك يتطلب بدء عمل بناء مع واشنطن على تحسين العلاقات بين البلدين.
قال شويجو أن الجانبان على تواصل مستمر لتجنب وقوع حوادث جوية قبل كل شيء، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن البلدين بذلا جهودا كبيرة من أجل تحرير شرق حلب من المسلحين "أعتقد أننا سنضع بعد عدة أيام خريطة دقيقة تتضمن المعلومات حول مواقع المعارضة التي انضمت إلى نظام وقف إطلاق النار ومواقع الإرهابيين".
أوضح أن تركيا، وهي العضو في حلف شمال الأطلسي، يمكن أن تبادر إلى إشراك الناتو في تشكيل تحالف حقيقي لمكافحة الإرهاب.

الأمم المتحدة تستعد
يأتى ذلك فى الوقت الذى استمرت فيه القتال بين ما يعرف بجيش خالد بن الوليد المبايع لتنظيم "داعش" من جهة والفصائل المسلحة من جهة أخرى في ريف درعا الغربي، واصل الجيش السوري عملياته العسكرية وقصفه لمواقع المسلحين ومواقع تنظيم "داعش" في عدد من الجبهات، حيث كشفت تقارير عن حدة الاشتباكات بين ما يعرف بـ "جيش خالد بن الوليد" والفصائل المسلحة تراجعت قليلا بعد أيام من المعارك العنيفة بينهما، تمكن خلالها "جيش خالد بن الوليد" المبايع لـ "داعش" من السيطرة على عدد كبير من القرى والبلدات التي كانت تحت سيطرة الفصائل المسلحة، لكن الأخيرة تمكنت خلال هجوم معاكس من انتزاع السيطرة على قرى جلين والمزيرعة وأجزاء من بلدة حيط.
وكشفت تقارير وحدات من الجيش السوري نفذت بالتعاون مع القوات الرديفة عمليات مكثفة خلال الليلة الماضية على محاور تحرك إرهابيي تنظيم "داعش" التكفيري في مدينة دير الزور تركزت على مواقع التنظيم في  معبر الحويقة القريب من نادي المهندسين مشيرا إلى أن العمليات أسفرت عن تدمير 8 آليات مزودة برشاشات ثقيلة ومقتل وإصابة عدد من الإرهابيين. وكانت حامية مطار دير الزور العسكري أسقطت الاثنين طائرة استطلاع صغيرة مسيرة عن بعد ومحملة بالقنابل لتنظيم "داعش" بينما دمرت وحدة من الجيش تحصينات وتجمعات للتنظيم في محيط المقابر ومنطقة الحراج بقرية الحسينية بالريف الشمالي.

الأمم المتحدة تستعد
كما دارت  اشتباكات عنيفة بين القوات السورية  ومسلحي تنظيم "داعش" في محيط دوار البانوراما على أطراف مدينة دير الزور ترافقت مع قصف الطائرات الحربية مواقع "داعش" في المقابر وحويجة صكر والبغيلية ومحيط مطار دير الزور العسكري ودوار البانوراما وحيي الحويقة والجبيلة بالمدينة، في حين قصف تنظيم "داعش" بقذائف الهاون مناطق في حي هرابش الخاضع لسيطرة الدولة السورية دون وقوع إصابات.
ونفذت وحدات من الجيش السوري مدعومة بالطيران الحربي ضربات مكثفة على تحركات المجموعات المسلحة بزعامة تنظيم "جبهة النصرة" في ريفي حماة وإدلب، ووفقا لمصدر عسكري سوري فإن الطيران الحربي دمر مستودعين يحويان سيارات مفخخة معدة للتفجير وأسلحة في مزرعة التلاوي في ناحية خان شيخون الواقعة جنوب مدينة إدلب بنحو 70 كم، وإلى الجنوب من بلدة خان شيخون نفذ الطيران الحربي غارة على تجمع للمسلحين أسفر عن إعطاب سيارة بيك اب وإصابة خمسة منهم، وأضاف المصدر أن العمليات أدت إلى تدمير مقر لمسلحي ما يسمى "جند الأقصى" في قرية مورك.
وفي محيط محافظة الرقة تجددت الاشتباكات العنيفة بين قوات سوريا الديمقراطية المدعومة بطائرات التحالف الدولي من جهة، وتنظيم "داعش" من جهة أخرى في محور ريف الرقة الشرقي وسط تقدم لـ "قوات سوريا الديمقراطية" وسيطرتها على إحدى القرى في المنطقة ليرتفع إلى ثلاث عشرة قرية ومزرعة تمكنت "قوات سوريا الديمقراطية" من السيطرة عليها حتى الآن بالريف الشرقي للرقة.
ويستمر فيه الجيش السوري بعملياته ضد تنظيم "داعش" في بادية تدمر قالت مصادر إعلامية إن القوات السورية حققت تقدما جديدا ضد "داعش" وتمكنت من السيطرة على تلتين قرب منطقة الدوة بريف المدينة، وفي ريف حماة الغربي قصفت القوات السورية مواقع للمسلحين في محيط قلعة المضيق بريف حماة الغربي وفي قرية الجنابرة بريف حماة الشمالي مترافقا مع قصف الطائرات الحربية مواقعهم  في قرية الجنابرة، كما نفذت الطائرات الحربية عدة غارات على مواقع المسلحين  في بلدتي اللطامنة ومورك بريف حماة الشمالي، وقريتي سرحا والجرداوي بريف حماة الشرقي، بينما استهدفت الفصائل المسلحة بالصواريخ وقذائف الهاون تمركزات للقوات السورية في حواجز المغير وبريديج والصخر بريف حماة الشمالي الغربي.

شارك