"الشباب" و"داعش" .. أهم التحديات أمام الرئيس الصومالي الجديد

الأربعاء 22/فبراير/2017 - 01:42 م
طباعة الشباب وداعش .. أهم
 
احتفلت مقديشيو وسط حضور  شعبي سياسي وعربي وعالمي، بتنصيب الرئيس المنتخب محمد عبدالله فرماجو، رئيسا لجمهورية الصومالية.
ويواجه الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، العديد من التحديات في مقدمتها رئيس ‏الوزراء وتشكيل الحكومة ومحاربة الارهاب.

محاربة الارهاب

محاربة الارهاب
تعد الصومال  من الدول العربية التي تعاني منذ سنوات طويلة من الجماعات الارهابية، لذلك يمثل الوضع  الأمني ومحاربة الارهاب، أهم التحديات أما الرئيس محمد عبد الله فرماجو، حيث أضحت الصومال ساحة خصبة للتنظيمات الإرهابية، وعلى رأسها الحركة التي تنتمي لتنظيم القاعدة العالمي منذ 2012، ومن ثم تمثل تحديًا كبيرًا للحكومات المتعاقبة في الصومال، في ظل عملياتها المستمرة، وكان آخرها هجومها على فندق في مدينة بوصاصو شمال شرقي البلاد، وأودى بحياة 6 أفراد وإصابة آخرين في 8 فبراير الجاري، الذي عقدت فيه الانتخابات الرئاسية.
وتشكل حركة "شباب المجاهدين" الإرهابية التى تستهدف عملياتها منذ عام 2009 الحكومة الصومالية، وتحولت إلى تهديد إقليمى كبير للدول المجاورة للصومال، خاصة بعد أن ارتبطت بتنظيم القاعدة فى عام 2011. كما اتجه فصيل من الحركة لمبايعة "تنظيم الدولة الإسلامية" (داعش) خلال الشهور الأخيرة،  اهم التحديات الأمنية الداخلية فى الصومال.
وقد أعلن الرئيس الصومالي محمد عبد الله فرماجو، في تصريحات صحيفية غعب تفجير سيارة مفخخة الاحد الماضي، عن رصد مكافئة مالية قدرها 100 ألف دولار لمن يقدم معلومات تؤدي إلى إفشال الهجمات التي تنفذ بالسيارات المفخخة للسلطات الصومالية.
ومن اجل القضاء علي الارهاب عودة الاستقرار السياسي، يسعي الرئيس فرماجو ، الي إعادة هيكلة وبناء المؤسسات الأمنية، من خلال تولي قيادات وطنية نزيهة، وإعلاء الولاء الوطني للمؤسسات على الولاء القبلي، والعمل على تدريب أفراد الأمن والجيش وتزويدهم بأحدث الأسلحة لمواجهة المخاطر الأمنية والجماعات المتطرفة، بالإضافة إلى توفير المرتبات وسبل المعيشة لأفراد الأجهزة الأمنية من الشرطة والجيش الصومالي، لإضفاء المزيد من الاستقرار داخل تلك المؤسسات وضمان الولاء لها.
وعلى الرغم من النجاحات التى حققتها قوات الاتحاد الأفريقي والقوات الصومالية، خاصة طرد حركة "شباب المجاهدين" من العديد من المدن والموانئ الرئيسية الصومالية، وبدء عودة بعض اللاجئين إلى ديارهم، لكن لازالت الحكومة الصومالية عاجزة عن السيطرة على كامل أراضى الدولة، ولا تزال حركة "شباب المجاهدين" تفرض نفوذها على مناطق مختلفة فى جنوب ووسط البلاد، كما تعمل الحركة على تطوير عملياتها وزيادة أعداد ضحاياها لتأكيد استمرارها وعدم تراجع قوتها.
وقد تعهد الرئيس الصومالي الجديد محمد عبد الله محمد فرماجو بإعادة بناء القوات المسلحة الوطنية لإنهاء الاعتماد على بعثة الاتحاد الإفريقي لحفظ السلام في الصومال "أميصوم" البالغ تعدادها 22 ألف جندي.
 وهكذا، فإن التحدي الأول أمام فرماجو يتعلق بمدى قدرة نظامه وحكومته على فرض سيادة الدولة الصومالية على كامل الأراضي والأقاليم في مواجهة التنظيمات الدينية المتشددة التي تمثل تحديا خطيرا لسيادة الدولة.

بعثة أميصوم

بعثة أميصوم
يعد الرئيس محمد فرماجو صاحب فكرة خروج قوات الاتحاد الإفريقي من ثكناتها لمواجهة وملاحقة مقاتلي حركة الشباب المتشددة ، وفي 19 من شهر يناير/ 2007 أصدر الاتحاد الإفريقي بيانًا يُقَرِّر فيه إرسال بعثة سلام إلى الصومال تحلُّ محلَّ القوات الإثيوبية؛ مهمَّتها:  الحدُّ من التهديد الذي تشكِّله حركة الشباب المجاهدين، وتقديم الدعم لجهود مؤسسات الحكومة الانتقالية الرامية إلى ضبط الاستقرار في البلاد، وتوفير تسهيلات للجهود الإنسانية وخلق ظروف مواتية على المدى البعيد للاستقرار وإعادة الإعمار والتنمية.
وفي 20 من شهر فبراير 2007 أصدر مجلس الأمن الدولي قرارًا رقم 1744/2007 يعلن فيه دعمه لخطوة الاتحاد الإفريقي لنشر بعثة حفظ سلام إفريقية في الصومال، وترحيبه بإعلان الحكومة الإثيوبية استعدادها لسحب قواتها من الصومال.
وقد تمكنت القوات الإفريقية منذ وصولها إلى العاصمة الصومالية قبل سبع سنوات من القيام ببعض الإنجازات الملموسة؛ التي من أهمها توفير الحماية الأمنية للمؤسسات الحكومة ولمقار المسؤولين الحكوميين، وتدريب مئات من عناصر الجيش الصومالي، كما أن زيادة عدد القوات الإفريقية دفعت مقاتلي حركة الشباب المجاهدين إلى الانسحاب من مواقعهم في العاصمة مقديشو؛ وذلك في أغسطس 2011.
وفي شهر أغسطس 2014  شنَّت القوات الحكومية وبدعم من القوات الإفريقية حملة أُطلق عليها اسم: "عملية المحيط الهندي"؛ التي تمكنت من خلالها القوات المتحالفة من استعادة أهم المدن والمناطق الرئيسة؛ التي كانت تحت سيطرة حركة الشباب المجاهدين.
ويسعي الرئيس فرماجو، الي تقوية علاقة  الصومال ببعثة الاتحاد ‏الأفريقي في الصومال (أميصوم)  مناجل مواجهة الجماعات الارهابية في البلاد وفي مقدمتها حركة الشباب الصومالية.
وأكد الرئيس  فرماجو في تصريح للصحافيين، على الجهود التي تبذلها القوات الإفريقية مضيفا "إنهم يضحون بأغلى ما يملكون، يضحون بأرواحهم من أجل إعادة الأمن والاستقرار إلى بلادنا". وأشار إلى أن الجنود الأفارقة سيعودون إلى بلدانهم، في حال باتت القوات المسلحة الصومالية جاهزة، لتسلم زمام الأمور والحفاظ على سلامة المواطنين وممتلكاتهم.
ورغم أن قوات الاتحاد الأفريقي تمثل ذراعا مهمة للدولة الصومالية في هذا الإطار، إلا أن هذا لا يقلل من خطورة هذا التحدي، ولا ينفي مشروعية إثارة التساؤلات حول مدى قدرة النظام الجديد على تحقيق هذا الهدف.

انتخاب رئيس الوزراء:

انتخاب رئيس الوزراء:
ومن التحديات الاخري والمهمة امام  الرئيس فرماجو، مسألة تعيين رئيس ‏الوزراء المقبل، وذلك في إطار تنافس محموم بين العشائر المنتمية إلى قبيلة "هوية" والتي سيأتي ‏منها رئيس الوزراء المنتظر وفقا لنظام المحاصصة القبلية المعروف بـ 4.5.‏
ومن المقرر أن يعين الرئيس الصومالي المنتخب في غضون ثلاثين يوما رئيس وزراء تمهيدا ‏لتشكيل حكومة جديدة، إلا أن عملية تعيين رئيس الوزراء وتشكيل الحكومة كانت من أصعب ‏التجارب التي مر بها الرؤساء الصوماليون الذين تعاقبوا على حكم البلاد في الفترة الأخيرة.‏
ورئيس الوزراء المرتقب وحكومته بحاجة إلى الحصول على ثقة البرلمان الصومالي، ‏ولذلك يتحتم على رئيس الجمهورية المنتخب دراسة الموضوع بشكل جيد والبحث عن شخصية ‏مناسبة لهذا المنصب من خلال إجراء مشاورات مع الأطراف المعنية وخاصة أعضاء البرلمان ‏الصومالي؛ ليتسنى له تعيين رئيس وزراء يحظى بثقة داخل البرلمان؛ والذي بإمكانه أيضا تشكيل ‏حكومة فعالة تحظى كذلك بثقة أغلبية أعضاء البرلمان.‏
ويقترح بعض المحللين الصوماليين حاجة البلاد في الوقت الحالي إلى رئيس وزراء متسم ‏بالحكمة والدبلوماسية وقادر على ملئ الفجوة بين الرئيس الصومالي المنتخب وبين المجتمع ‏الدولي لتفادي تكرر الخلافات بينه وبين المجتمع الدولي حينما كان رئيس الوزراء في عام ‏‏2010، وذلك من أجل إنقاذ البلاد من المؤامرات الإقليمية والدولية المحتملة لإفشال الرئيس ‏المنتخب الذي يعلق عليه الكثير من الصوماليين آمالهم باعتباره شخصية تتسم بحسن وطني رفيع.‏

المشهد الصومالي

المشهد الصومالي
يأمل الصوماليون من الرئيس التاسع للبلاد منذ الاستقلال الي دخول الصومال مرحلة جديدة من الاستقرار  وعودة الامن وتراجع سطوة الجماعات المتشددة والقبيلة التي تعاني منها البلاد منذ  بداية تسعنينات  القرن الماضي.
الارهاب واستقرار الأمن وتحسن الاقتصاد، والعلاقات مع دول الجوار ستكون اهم التحديات  للرئيس فرماجو، والذي يحظى بشعبية كبيرة وسط ابناء الشعب الصومالي المنهك.

شارك