الجزائر "تصفع" الجماعات المسلحة بمقتل 14 إرهابيًا في البويرة

الأربعاء 22/فبراير/2017 - 02:22 م
طباعة الجزائر تصفع الجماعات
 
في ظل المساعي التي تقوم بها الدول العربية وبالأخص دول الجوار الليبي، لدحر الجماعات الإرهابية التي استطاعت أن تتوغل إلي الأراضي المجاورة لليبيا بعد طرد عناصر التنظيم الإرهابي "داعش" من بعض المدن الليبية، تقوم بعض الدول وعلي رأسهم الجزائر بالتصدي لمحاولات توغل التنظيم الإرهابي إلي أراضيها.
وسبق أن أعلنت وزارة الدفاع الجزائرية، منذ يومين، أن قوات الجيش قتلت 9 متشددين مسلحين بمنطقة العجيبة في ولاية البويرة، على بعد 125 كلم جنوب شرق العاصمة الجزائرية.
الجزائر تصفع الجماعات
وجاء في بيان وزارة الدفاع أنه "في إطار مكافحة الإرهاب ومواصلة لعملية البحث والتمشيط التي باشرتها قوات الجيش الوطني الشعبي قرب بلدية العجيبة بولاية البويرة، قضت قوات الجيش على 9 إرهابيين، مضيفًا أنه تم ضبط 5 مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف و3 بنادق نصف آلية من نوع سيمونوف وكمية من الذخيرة.
وكان الجيش الجزائري أعلن مقتل 5 مسلحين، الأسبوع الماضي، بنفس منطقة العجيبة وضبط خلالها 5 مسدسات رشاشة من نوع كلاشنيكوف.
وتدخل ولاية البويرة الجبلية ضمن مثلث تحرك عناصر تنظيم القاعدة في بلاد المغرب في الجهة الشرقية للعاصمة الجزائرية، الذي يضم أيضا تيزي وزو وبومرداس.
ووفق احصائية لوكالة "فرانس برس"، فإن عدد المسلحين الذين قتلهم الجيش وصل لـ 21 منذ مطلع العام في هذه المناطق استنادا إلى أرقام رسمية.
ويبدو أن الجماعات الإرهابية بدأت تتكبد خسائر فادحة في الدول العربية، ففي ليبيا أوشك التنظيم الإرهابي "داعش" علي الخلاص، كذلك في العراق يبدو أن نهاية داعش اقتربت من الحسم في ظل حرب القوات العراقية بمدينة الموصل.
ويري خبراء أن عملية البويرة، بشمال الجزائر، التي قامت بها وحدات عسكرية قبل يومين، تدل على تغير جذري في موازين القوى في ميدان المواجهة بين الجيش الجزائري والجماعات الإرهابية، معتقدين أن هذه العملية الأخيرة تكشف عن تراجع قدرات المجموعات المتطرفة بشكل كبير.
وأكدت مصادر جزائرية أن العملية التي قام بها الجيش الجزائري بداية الأسبوع الجاري أسفرت عن مقتل 14 مسلحا من تنظيم "داعش" الإرهابي بمحافظة البويرة جنوب العاصمة، ليبدو أن انهيار التنظيمات الإرهابية التي تقاتل في البلاد منذ تسعينات القرن الماض، باتت علي وشك الانتهاء.
وسبق أن أعلن الجيش الجزائري أنه قضى على 136 عنصرا من جماعة "جند الخلافة"، الموالية للتنظيم الإرهابي "داعش"،  بينهم أمراء، منذ الإعلان عن تأسيسها في سبتمبر 2014، بعد انشقاق أعضائها عن تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي.
ووفق متابعون فإن الجماعات الإرهابية التي تهدد الأمن الوطني في الجزائر، فقدت القدرة على المناورة وعلى تنفيذ عمليات كبيرة ونوعية، بسبب تراجع عدد المقاتلين في تنظيمي القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي، وجند الخلافة الموالي لداعش.
وتشير الإحصائيات الخاصة بوزاة الدفاع الوطني أن التنظيمين فقدا 278 عنصرا عامي 2015 و2016، كلهم قتلوا في عمليات عسكرية وأمنية، يضاف إليهم ما لا يقل عن 380 مشتبها بهم متهمين بمساعدة الجماعات المسلحة، تم إيقافهم في عمليات أمنية.
وفي عام 2016 قتلت قوات الجيش نحو 125 إرهابيا خلال 2016 فقط، دون الكشف عن انتمائهم، كما أكدت إيقاف 225 شخصا في عمليات مكافحة الإرهاب.
الجزائر تصفع الجماعات
ووفق متابعون فإن الجماعات الإرهابية فشلت في الرد على الضربات العسكرية التي تعرضت لها، وفشلت في تنفيذ عمليات نوعية بين عامي 2015 و 2016، وهو مؤشر على انهيار الجماعات المسلحة التي تقاتل الجيش الجزائري منذ 1992، حسب تقديرات خبراء أمنيين.
وفقد فرع داعش أو ما يسمى ولاية الجزائر أو جند الخلافة، ما لا يقل عن ثلثي تعداده في العمليات العسكرية والأمنية التي نفذها الجيش الوطني الشعبي ضد التنظيم في الفترة بين أكتوبر 2014 وديسمبر 2016، وفق مصادر موثوقة.
وخلال العامين الماضيين 2015، و2016، قتلت أغلب قيادات الصف الأول في داعش، من بينهم الأمراء الثلاثة المؤسسون للتنظيم وهم: عثمان العاصمي، وعبدالمالك قوري، وقوادر مسعود المكنى أبوميسرة، إلى جانب أغلب قيادات التنظيم، كما دمرت مخابئه الرئيسية في جبال البيبان بالبويرة.
علي الزاوي، الخبير الأمني الجزائري الذي قاد فرقا لمكافحة الإرهاب بهذه المناطق في تسعينات القرن الماضي، أكد أن الأكثر أهمية في موضوع النتائج الميدانية المحققة في جبهة مكافحة الإرهاب في الجزائر لا يتعلق بعدد القتلى في صفوف الجماعات الإرهابية المعلن عنهم في النشرات العسكرية، بل في عجز الجماعات الإرهابية عن الرد في الميدان، وفق العرب اللندنية.
في سياق التصدي للجماعات الإرهابية، أجرى رئيس الحكومة الجزائرية عبد المالك سلال أمس الثلاثاء 21 فبراير 2017، اتصالا هاتفيا مع المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تناولا فيه تطوير التعاون الثنائي والوضع في المنطقة.
وذكرت الحكومة الجزائرية، في بيان اليوم ، أن "المستشارة الألمانية، التي اطمأنت على تطور الحالة الصحية للرئيس عبدالعزيز بوتفليقة، جددت كامل استعدادها لزيارة الجزائر وذلك في أقرب وقت".
وأضاف البيان أن المحادثات تناولت التعاون في مجال محاربة الارهاب والهجرة غير الشرعية" حيث تم الاتفاق، على "تعزيز كافة الإمكانيات والقدرات للقضاء على هاتين الظاهرتين في إطار الاتفاقيات التي تربط البلدين".
وفيما يتعلق بالوضع في المنطقة لا سيما في ليبيا والساحل، أكدت الجزائر استعدادها للمشاركة في التسوية السلمية والشاملة للنزاعات بهدف تحقيق الاستقرار في المنطقة ووضع حد لظاهرتي الإرهاب والجريمة العابرة للحدود".
وكانت السلطات الجزائرية أعلنت الاثنين أنه تم تأجيل الزيارة الرسمية التي كان من المقرر أن تقوم بها المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل إلى الجزائر بسبب "التعذر المؤقت للرئيس عبد العزيز بوتفليقة نتيجة التهاب حاد للشعب الهوائية".
وسبق أن وقعت كل من مصر وتونس والجزائر عن "إعلان تونس الوزاري" بشأن الأزمة الليبية، واتفقت تونس ومصر والجزائر على استبعاد التنظيمات والجماعات الإرهابية الناشطة حاليا في ليبيا، من الحوار الليبي-الليبي الذي تسعى إلى إطلاقه في إطار جهودها لإيجاد تفاهمات جديدة تكون مقدمة للخروج من حالة الانسداد السياسي التي وصلت إليها الأزمة الليبية.
ويبدو أن الصراع الدائر في ليبيا بسبب تنامي الجماعات الإرهابية، طال دول الجوار والتي تسعي جاهدة للقضاء عليه من جذوره.

شارك