الجيش اليمني يخسر ابرز قادته... ودعم سعودي جديد لحكومة هادي

الأربعاء 22/فبراير/2017 - 06:10 م
طباعة الجيش اليمني يخسر
 
تواصل القتال في اليمن بين القوات الحكومية والتحالف العربي من جهة، والحوثيين وصالح من جهة اخري،ياتي ذلك مع مرور الذكرى الخامسة لانتخاب الرئيس اليمني، عبدربه منصور هادي،  في ظل اوضاع حرب يعيشها اليمن، فيما  ظهر العميد ناصر مشبب العتيبي قائد القوات الإماراتية في اليمن، في لقاء مع قناة أبوظبي، اليوم الأربعاء، نافياً بذلك وبشكل قاطع كل الشائعات التي تداولت أنباء عن مقتله أو إصابته في اليمن وسط خسارى الجيش اليمني لنائب رئيس هيئة الاركان اللواء أحمد سيف اليافعي.

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، قتل اللواء أحمد سيف اليافعي، نائب رئيس الأركان اليمني في المخا غربي تعز، اليوم الأربعاءن فيما ظهر العميد ناصر مشبب العتيبي قائد القوات الإماراتية في اليمن، في لقاء مع قناة أبوظبي، اليوم الأربعاء، نافياً بذلك وبشكل قاطع كل الشائعات التي تداولت أنباء عن مقتله أو إصابته في اليمن.
فيما سيطرت قوات الجيش الوطني اليمني، فجر الأربعاء، على جبل النار شرقي منطقة المخا الساحلية، بعد معارك عنيفة استمرت نحو 24 ساعة مع الميليشيات الانقلابية، بحسب ما أفادت مصادر عسكرية.
وخلال المعارك قتل 9 من عناصر الميليشيات، وأصيب العشرات بغارة لطائرات التحالف.
كما تقدمت قوات الجيش الوطني باتجاه مواقع معسكر خالد في منطقة موزع تحت غطاء جوي كثيف من طائرات التحالف العربي.
وأوضح مصدر عسكري أن الجيش الوطني يواصل تقدمه شرق مديرية المخا باتجاه منطقة البرح الواقعة على الطريق الرابط بين محافظتي تعز والحديدة لوقف الإمدادات للميليشيات الانقلابية.
يأتي ذلك فيما سيطر الجيش الوطني مسنوداً بالقبائل على منطقة حمة الحصم في محافظة البيضاء عقب تنفيذ هجوم مباغت على الانقلابيين في تلك المنطقة أسفر عن سقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف الميليشيات الانقلابية.
وفي جبهة نهم شمال شرقي العاصمة صنعاء، اعترفت الميليشيات الانقلابية بمقتل 3 قيادات عسكرية موالية للرئيس المخلوع صالح بغارة لطيران التحالف العربي.
و أعلنت جماعة الحوثي، اليوم الثلاثاء، عن مقتل 3  قيادات عسكرية موالية لها في معارك، مساء أمس، مع قوات حكومة اليمن الشرعية في مديرية “نهم” شرقي محافظة صنعاء.
وذكرت وكالة “سبأ” الحوثية للأنباء أن “العميد زيد أحمد صالح الفقيه، والمساعد علي محمد حمزة، والمساعد أحمد صالح العليي، وهم من منتسبي اللواء الثالث مدرع حماية رئاسية، قتلوا في جبهة نهم، شرقي محافظة صنعاء”.
وأضافت الوكالة أنه جرى للقادة الثلاثة مراسم تشييع رسمية، بحضور رئيس ما يسمى هيئة الإسناد اللوجستي، اللواء علي محمد الكحلاني، وعدد من القادة العسكريين الموالين للحوثي.
كما أعلنت ميليشيات الحوثي، مقتل أحد قياداتها بمحافظة “تعز” اليمنية في غارة جوية شنتها مقاتلات التحالف العربي.
ونقلت وكالة الأنباء (سبأ) الخاضعة لسيطرة الحوثيين، عن مصدر محلي قوله، إن “مدير عام مديرية مقبنة بمحافظة تعز محمد هائل سنان، قتل في غارة لطيران التحالف العربي شرق مدينة المخا”.
فيما اعتبر رئيس المجلس الأعلى للمقاومة بمحافظة ذمار اللواء علي بن محمد القوسي، مديرية “عتمة” الشرارة الأولى لعملية تحرير محافظة ذمار، والتي قال أنها “باتت قريبًة جدًا”.
ودعا رئيس المجلس في بيان وزع على الصحفيين صباح اليوم الثلاثاء كافة مشايخ وقبائل محافظة ذمار إلى مساندة رجال المقاومة بعتمة وعدم السماح للمليشيات بالزج بأبنائهم للقتال مع الانقلابيين.
وقال القوسي -وهو محافظ محافظة ذمار المعين من قبل الرئيس عبد ربه منصور هادي-  إنه “حان الوقت لنقف صفًا واحدًا،وندفع الظلم والجور والقتل والإجرام الذي ترتكبه هذه المليشيات ضد أبناء ذمار على مدى أكثر من عامين”.
كما أعلن الجيش اليمني، مساء يوم الثلاثاء، مقتل 19 مسلحاً من مليشيات الحوثي بينهم قياديان ميدانيان، في معارك وغارة للتحالف العربي، بمحافظة حجة المحاذية للحدود السعودية شمال غربي البلاد.
وقال المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة، في بيان نشره على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”، إن القيادي الحوثي القاضي أحمد حسن الجرب، قتل “بغارة جوية لمقاتلات التحالف العربي، في جبهة مدينة حرض (بحجة)، صباح الثلاثاء”.
وعلى صعيد آخر، قتل 8 من عناصر ميليشيات الحوثي في قصف للتحالف العربي على منطقة آل زماح بمديرية باقم الحدودية شمال محافظة صعدة.
ودخل فريق قناة العربية إلى جبال حبش والساير والثأر في محافظة صعدة والتي كانت ساحة معركة عنيفة بين الميليشيات وقوات الشرعية، وذلك بعد يومين من وصول موفد "العربية" إلى المحافظة اليمنية وخروجه على الهواء مباشرة من هناك لأول مرة.
ودخل فريق "العربية" لأول مرة إلى تلك المنطقة، وكان أول فريق إعلامي يصل إليها، حيث تنقل طاقم الفريق بالأقدام بعد أن عجزت السيارات عن التقدم.
ودامت الرحلة 6 ساعات، بدأت من جبل حبش اليمني مروراً بجبل الساير وصولاً إلى جبل الثأر في محافظة صعدة.
وكان برفقة الفريق مقاتلون ينتمون إلى لواء الفتح وهم تشكيلات  الجيش الوطني اليمني متخصصون في التضاريس الجبلية.
ولم تكن طريق العودة تختلف كثيراً بصعوبتها عن طريق الذهاب،فالتضاريس الجبلية الوعرة لطالما كانت مسرحاً لاشتباكات مسلحة قبل أن يبسط الجيش اليمني سيطرته عليها".
كما أعلنت السلطات السعودية، امس الثلاثاء، عن اصابة 4 مقيمين بقصف شنه مسلحو مليشيا الحوثي وصالح، على مدينة نجران الحدودية مع اليمن، فيما شنت القوات السعودية هجومًا بالمدفعية وطائرات الأباتشي، على مصدر الهجوم، في الأراضي اليمنية.
وتشن مليشيا الحوثي، هجمات متقطعة بين الحين والأخر على الاراضي السعودية، القريبة من الحدود اليمنية، غالباً ما تسفر عن وقوع ضحايا من المدنيين، حسب الرواية الرسمية للسلطات السعودية.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد الصراع بين الحوثيين والرئيس اليمني علي عبد الله صالح، أكدت مصادر مطلعة في صنعاء قيام مجموعة من العناصر الحوثية بالاعتداء على وزير التعليم العالي في حكومة الانقلابيين "من الموالين للمخلوع صالح وطرده من مبنى الوزارة.
وقالت المصادر إن مسلحين تابعين لميليشيات الحوثي قاموا باقتحام الوزارة، ومن ثم طرد الوزير حسين حازب "القيادي في حزب المؤتمر الشعبي" بطريقة مهينة.
ووفقاً للمصادر، فقد جاءت الواقعة على خلفية إصدار حازب قرارات تعيينات داخل الوزارة اقتصرت على شخصيات موالية لحزب المؤتمر الشعبي العام.
وكانت عصابة مسلحة تابعة لجماعة الحوثي قامت في اليوم الأخير من شهر يناير الماضي بمحاصرة مكتب وزير الصحة في حكومة الانقلابيين الدكتور محمد سالم بن حفيظ، وهو من الموالين للمخلوع صالح، ووجهت له بعض الشتائم قبل أن تقوم أيضاً بنهب الهيئة العامة للأدوية بصنعاء.
وحينها لم يرد أي تعليق على الحادثة من قبل حزب المؤتمر، وإنما صدرت دعوة من صالح لأنصاره بالكف عن المناكفات مع الحوثيين.
وكان ياسر العواضي القيادي في حزب صالح قد تقدم في وقت سابق باستقالته من تلك الحكومة غير الشرعية بعد أن كان يشغل فيها منصب وزير التخطيط والتعاون الدولي.
وبرر العواضي استقالته باستمرار تدخل ممثلي الحوثيين في صلاحياته، وأنه يفضل البقاء في منزله على أن يكون واجهة لأعمال كارثية يقوم بها الحوثيون باسمه.
وبعد مرور نحو 3 أشهر على تشكيل حكومة الانقلابيين، ينظر مراقبون إلى أن تلك الحكومة لا تعدو كونها مجرد "واجهة صورية كرتونية"، فيما اللجان الثورية التابعة للحوثيين هي من تدير الأمور في الوزارات عبر ما يطلق عليهم "المشرفين" ، وأن وزراء حزب المخلوع صالح لا يستطيعون القيام بأي عمل أو إصدار قرارات أو إجراء تعيينات دون موافقة "المشرف الحوثي" المغروس في جسم الوزارة.
وقدرت مصادر يمنية عدد مشرفي الحوثيين في الوزارات والهيئات الحكومية الأمنية والعسكرية بأكثر من 3 آلاف مشرف، يتحكمون في قرارات تلك المؤسسات.
ويرى محللون أن كل تلك التداعيات تعكس تطور الخلافات بين الحليفين الانقلابيين، رغم كل محاولات القيادات العليا في الطرفين لنفي ذلك واتهام من يثيرون أخبارها بمحاولة شق الصف.

دعم سعودي:

دعم سعودي:
وعلي صعيد اخري،  قال الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي، اليوم الأربعاء، إن السعودية ستدعم بلاده بعشرة مليارات دولار، موزعة بين 8 مليارات دولار لإعادة الإعمار، وملياري دولار وديعة في البنك المركزي اليمني لدعم العملة المحلية.
وفي لقاء جمع الرئيس بعدد من المحافظين في العاصمة اليمنية المؤقتة، أكد هادي أن الدعم يأتي لإعادة إعمار البلاد التي تعاني من التوتر الأمني، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء الحكومية (سبأ).
ووجه الرئيس، الحكومة "بوضع الأولويات الملحة في الاعتبار، ومنها الكهرباء والمياه والصحة والتعليم والطرق والاتصالات وغيرها، ليلمس المواطن أعمال التحول، ويستشعر تواجد السلطات المحلية ودوران عجلة الاستقرار والبناء"
كما اتفقت كل من السعودية واليمن على إنشاء منطقة تجارية حرة بين البلدين، بعد انتهاء الحرب على الانقلابيين الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، وبسط الحكومة الشرعية نفوذها على كافة المناطق في اليمن، والشروع في إنجاز برامج إعادة الإعمار.
وبحسب المحادثات السابقة بين البلدين، فإن منطقة منفذ الوديعة هي المرشحة لإقامة المنطقة التجارية الحرة، نظرًا لموقعها الاستراتيجي بين السعودية واليمن، حيث سيمنح كل بلد 20 مليون متر مربع من أراضيه لإقامة المشروع.
وتتكون المنطقة الاقتصادية من منطقة مخصصة للصناعات الخفيفة، ومنطقة للدعم اللوجستي، ومنطقة للمستودعات والتخزين والتعبئة، ومنطقة لتطوير الأعمال والخدمات الإدارية والتقنية، وستسهم المنطقة الحرة في زيادة التبادل التجاري وإيجاد آلاف فرص العمل.
وستتمتع المنطقة الحرة باستقلال مالي وإداري، وسيُسمح فيها لمواطني البلدين بالعمل والتنقل الحر، ومن المتوقع أن تصل قيمة حركة البيع في أول سنة من إنشاء المنطقة إلى نصف مليار ريال، كما ستسهم المنطقة في دعم مشاريع إعادة الإعمار، من خلال تصدير الإسمنت وحديد التسليح والأخشاب ومواد البنية التحتية.

الدور الايراني:

الدور الايراني:
وعلي صعيد الدور الايراني في دعم الحوثيين، قال وزير الإعلام اليمني "إن على إيران إثبات جديتها في الدعوة للحوار مع دول المنطقة من خلال الوقف الفوري لدعمها للجماعات الخارجة عن القانون وتصدير الطائفية، وسط دعوات إلى ضمانات دولية لأي مفاوضات وتحالفات استراتيجية لمواجهة مكر إيران.
وأكد وزير الإعلام اليمني معمر الارياني في تصريح لـ»البيان« أن إيران انتهجت سياسة عدائية تجاه البلدان العربية، ولا تزال تسعى لزعزعة استقرار بلدان المنطقة عبر دعمها للجماعات الخارجة على القانون، وإشعال الفتن الطائفية والمذهبية، ولهذا فمن المنطق أن توقف سياساتها العدائية أولاً قبل أن تعرض على الأشقاء في دول الخليج العربية الحوار. 
وأشار إلى أن اليمن يعاني من التدخلات الإيرانية في الشؤون الداخلية سواء عبر دعمها للانقلابيين الحوثيين، أو تهريب الأسلحة وفتح معسكرات لتدريب الميليشيات وتسخير وسائل إعلامها لخدمة المشروع الانقلابي. 
وأضاف: وعليه فإن طهران مطالبة بإثبات حسن نيتها تجاه دول الخليج واليمن والدول العربية عموماً، إذا كانت جادة في عرضها للحوار، أما غير ذلك فإنه مجرد ذَر للرماد في العيون لأن الممارسات الإيرانية على أرض الواقع، لا تعكس جدية ومصداقية لهذا الطرح.

المشهد اليمني:

مع تواصل القتال واتساع هوية الخلافات بين الحوثيين وصالح، يسعي المبعوث الأممي الي اليمن من اجل اعادة الفرقاء اليمنيين الي الطاولة في محاولة لانهاء الحرب في اليمن.
ويؤكد المبعوث الأممي أنه "لن يكون هناك حل في اليمن خارج مرجعيات القرار الأممي 2216، والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني"، وهو لن يكون الا عبر تنازلات وتضحيات من الفرقاء اليمنيين لان الشعب اليمني يستحق السلام.

شارك