خلافات تهدد نجاح مفاوضات جنيف..وموسكو تجدد دعمها لدمشق

الخميس 23/فبراير/2017 - 07:07 م
طباعة خلافات تهدد نجاح
 
جانب من مفاوضات جنيف
جانب من مفاوضات جنيف السابقة
تتجه الأنظار إلى جنيف السويسرية لبدء جولة مفاوضات جديدة من أجل تسوية سياسية للأزمة السورية، وسط تساؤلات حوال إمكانية حدوث توافق بين فصائل المعارضة المشاركة، فى ضوء تسريب عن رفض عدد من الفصائل البدء فى المفاوضات فى ضوء تسريب مسودة لا تحظى بتوافق، يأتى ذلك فى الوقت الذى جددت فيه موسكو من دعمها لدمشق ورفض أشكال التدخل فى الشأن السوري بعيدا عن التنسيق مع النظام الشرعى.   
من جانبه دعا الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إلى منع أي تدخل خارجي في سوريا لدى حل مسألة الحفاظ على وحدتها، مشيرا إلى أن هدف موسكو في سوريا هو حماية السلطة الشرعية ومحاربة الإرهاب هناك، مضيفا أن أداء ضباط البحرية الروسية كبد المسلحين الإرهابيين في سوريا خسائر جسيمة، ما أسهم في تهيئة الظروف لمواصلة المفاوضات بين المعارضة والحكومة السورية.
أشار الرئيس الروسي إلى أن مهمة قطعات البحرية الروسية قبالة سواحل سوريا جرت في ظروف معقدة بسبب "محاولات بعض شركائنا المزعومين لعرقلة جهودنا في مواجهة الإرهاب الدولي بدلا من أن يساعدونا".، كما أكد بوتين أن ضباط البحرية الروس نجحوا في أداء مهامهم العسكرية التي جربت فيها ولأول مرة أنواع مستحدثة من الأسلحة، بما فيها النسخة البحرية من طائرة "ميغ-29" وأسلحة شديدة الدقة.
لفت رئيس الدولة الروسية إلى أن "أعدادا هائلة من المسلحين المنحدرين من الجمهوريات السوفيتية السابقة، ومن روسيا نفسها، تراكموا في أراضي سوريا"، موضحا أن معطيات الاستخبارات تشير إلى وجود حوالي أربعة آلاف مسلح جاؤوا من روسيا، ونحو خمسة آلاف آخرين جاؤوا من جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة، في سوريا.
تابع: "إذا أخذنا بعين الاعتبار عدم وجود تأشيرات دخول بيننا وبين كل دول الاتحاد السوفيتي السابق تقريبا، فيتضح لنا مدى الخطورة التي يمثلها بالنسبة إلى روسيا، وجود حاضنة الإرهاب هذه في أراضي سوريا"، الأمر الذي يجعل أداء البحارة العسكريين الروس بعيدا عن أرض وطنهم مساهمة مباشرة في صون أمن روسيا الاتحادية، بحسب بوتين.
دى ميستورا
دى ميستورا
كما أكد الرئيس بوتين أن موسكو لا تنوي التدخل في شؤون سوريا، قائلا: "الوضع هناك معقد، لكن كلما كان انتقال البلاد إلى تسوية سياسية سريعا، كلما ازدادت فرص المجتمع الدولي للقضاء على عدوى الإرهاب في أرض سوريا، وهي مصلحتنا الحيوية. لكننا لن نتدخل في شؤون سوريا الداخلية، ولا يجب أن نفعل ذلك، وليس هذا هدفنا، فكل هدفنا هو ضمان استقرار السلطة الشرعية وتوجيه ضربات قاضية إلى الإرهاب الدولي، وهذه هي نقطة انطلاقنا في بلورة أهدافنا".
أضاف: "نحن نعرف سوريا كدولة علمانية متعددة القوميات والطوائف الدينية. باتت هكذا على مدار عقود طويلة، وكان ذلك ضمانا لوحدة أراضي هذه البلاد. وهذا ما سنسعى إليه، مع أن القرار الحاسم يعود إلى السوريين أنفسهم".، وشدد الرئيس الروسي على ضرورة عمل ما يمكن عمله لمنع أي تدخل خارجي في سوريا لدى حل مسألة الحفاظ على وحدة أراضي البلاد.
من جانبها قالت يارا شريف، المتحدثة باسم دي ميستورا، إن توقيت توجيه الكلمة الترحيبية إلى المشاركين في الحوار لم يُحدد بعد، مضيفة أن ذلك سيكون مرتبطا بنتائج المشاورات التي يواصلها المبعوث الأممي دي ميستورا.
جانب من اجتماعات
جانب من اجتماعات المعارصة السورية
كان المبعوث الأممي إلى سوريا قد عقد سلسلة لقاءات ثنائية مع المشاركين في الجولة الرابعة من مفاوضات جنيف، قبل الجلسة العامة التي سيحضرها ممثلون عن مجموعة دعم سوريا، واستمر كل لقاء من لقاءات دي ميستورا مع الوفود المصغرة، الحكومية و"منصة الرياض" و"منصة القاهرة" المعارضتين، لنحو ساعة.
فى حين قالت مصادر في الوفود المشاركة إن الغموض لا يزال يكتنف صيغة الحوار بعد الافتتاح الرسمي للمفاوضات، فلم تعلن الأمم المتحدة حتى الآن عن خطط لعقد مفاوضات مباشرة بين الحكومة والمعارضة، بالإضافة إلى وفد المعارضة "منصة الرياض" الذي شكلته الهيئة العليا للمفاوضات والائتلاف الوطني السوري وفصائل المعارضة المسلحة، يشارك في الحوار وفدان يمثلان منصتي موسكو والقاهرة، يضم كل وفد 3 أعضاء رئيسيين واثنين من المستشارين. لكن وضع الوفدين لم يتضح بعد.
من جانبه قال جهاد مقدسي، أحد أعضاء وفد منصة القاهرة، بعد وصوله إلى جنيف، إنه يشارك في اللقاءات بصفة شخصية مستقلة، موضحا أن منصة القاهرة نقلت إلى جنيف اقتراحاتها حول مسودة الدستور السوري الجديد، بما في ذلك أفكارها حول إعادة توزيع الصلاحيات بين فروع السلطة، ولاسيما نقل جزء من صلاحيات الرئيس للبرلمان.
لمح مقدسي إلى أن منصة القاهرة باتت اليوم أكثر استعدادا للحوار المباشر مع الحكومة، مشيدا في هذا السياق بدور موسكو ومساهمتها في  عملية أستانا، حيث تجري المفاوضات حول تثبيت وقف إطلاق النار.
محاولات لاعلاء الحلول
محاولات لاعلاء الحلول السياسية على حساب العسكرية
فى حين أعلن المتحدث باسم وفد الهيئة العليا للمفاوضات السورية المعارضة، سالم المسلط، أن الهيئة تطالب بعقد مفاوضات مباشرة مع وفد الحكومة السورية.
 ويضم الوفد المعارض 22 شخصا، يمثل نصفهم فصائل المعارضة المسلحة. ويترأس الوفد عضو الائتلاف الوطني نصر الحريري، فيما تم تعيين محمد صبرا كبيراً للمفاوضين.
بينما امتنع بشار الجعفري، رئيس وفد الحكومة عن أي تصريحات صحفية بعد وصوله إلى جنيف بعد ظهر الخميس، ولم يتحدث عن إمكانية إجراء حوار مباشر. ويضم وفد الحكومة 11 عضواً، فإضافة إلى الجعفري، يشارك في المفاوضات مستشار وزير الخارجية والمغتربين أحمد عرنوس، والسفير السوري بجنيف حسام الدين آلا، وعضوا مجلس الشعب، أحمد الكزبري وعمر أوسي، وكذلك أمجد عيسى وأمل يازجي وجميلة شربجي وحيدر علي أحمد وأسامة علي، والعقيد سامر بريدي.
كان دي ميستورا قد  أعلن أن المفاوضات، وفق مقتضيات القرار رقم 2254، ستركز على مسائل تشكيل حكومة غير طائفية تتمتع بالثقة، وجدول إعداد مسودة الدستور الجديد، وإجراء انتخابات نزيهة وفق الدستور الجديد تحت إشراف الأمم المتحدة. وأكد أن الشعب السوري هو الوحيد الذي يحق له إقرار المسائل المتعلقة بدستوره الجديد.
أضاف  "لا أتوقع تحقيق اختراق، مباشرة، في سياق هذه الجولة من المفاوضات، بل أتوقع إجراء مزيد من الجولات، ستتناول بشكل مفصل بقدر أكبر المسائل الضرورية للتسوية السياسية في سوريا". وأصر دي ميستورا على ضرورة التخلي عن أي شروط مسبقة.
على الرغم من جدول أعماله المكتظ، وجد المبعوث الأممي إلى سوريا ستيفان دي ميستورا فرصة ليعقد لقاء مع مجموعة نساء سوريات خطف أو اعتقل أزوجهن أو أفراد من عائلاتهن، ووقف دقيقة صمت معهن، في رسالة صامتة تحمل في طيها الأمل في أن تساهم مفاوضات جنيف في الإفراج عن السجناء والمختطفين وتحديد مكان وجود المفقودين.

شارك