خلافات بين وفود المعارضة السورية.. والحكومةتحث على إدانة جريمة حمص

الأحد 26/فبراير/2017 - 07:55 م
طباعة خلافات بين وفود المعارضة
 
استمرار المعارك رغم
استمرار المعارك رغم بدء المفاوضات
دخلت مفاوضات جنيف بشأن التسوية السياسية للأزمة السورية إلى مرحلة تبادل الاتهامات بين المجموعات المشاركة، فى ظل استمرار المعارك المسلحة بين الجيش السوري والجماعات المسلحة من جانب، وعودة العمليات الارهابية لاستهداف مواقع حكومية من جانب آخر. 
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير اعلامية من داخل جلسات مفاوضات عن وجود خلافات داخل وفد الهيئة العليا للمفاوضات بين السياسيين والعسكريين بما يخص طريقة التعامل مع تفجيرات حمص،تمحور حول بند الحكومة، بين أعضاء هيئة التنسيق حسن عبد العظيم والمقربين من السعودية بالوفد. وعلى عكس منطق "الصقور" في الهيئة، الذي يجدد المطالبة باستبعاد الأسد، ترى هيئة التنسيق أن القرار 2254 لم يتحدث عن أشخاص ومصير أشخاص، إنما عن هيئة حكم أو حكومة شاملة يكون دورها الارتكاز على دستور جديد وإجراء انتخابات تحدد هي مصير الأسد وباقي الشخصيات.
وقال جهاد مقدسي، رئيس وفد منصة القاهرة لمفاوضات جنيف إن وفد الهيئة العليا لم يدن هجمات حمص بصورة مباشرة لأن أعضاء الهيئة يختلفون فيما بينهم حول "تبني الحل السياسي حصرا دون العسكري للأزمة السورية، والأمر بالنسبة إليهم لم يحسم بعد".
شدد على أن هناك إجابة عريضة وواسعة عندما يتعلق الأمر بإدانة الهيئة العليا للتفجيرات الإرهابية، لأن هناك آراء مختلفة ضمن الهيئة بجانبها العسكري لم تحسم بخصوص تبني الحل السياسي حصرا دون العسكري، لذلك تكون التجربة انعكاسا لهذا التنوع".
أضاف "لذلك فإنهم أدلوا بتصريح من شأنه إرضاء الجماعات المسلحة"، مشيرا إلى أنه يعتبر هذا الموقف "خطأ سياسيا".، موضحا بقوله "أحيانا يحاولون إرضاء الجميع.. أعتقد أن السياسيين يجب عليهم أن يقودوا العملية بدلا من الخضوع للعسكريين"، وفقا لـ"تاس".
شدد على أنه يتعين على الهيئة العليا "تحديد موقفها بوضوح أمام أعضائها الذين لا يزالون يؤمنون بالحل العسكري للأزمة السورية".
دى ميستورا والجعفري
دى ميستورا والجعفري
يذكر أن نصر الحريري رئيس وفد الهيئة العليا للمفاوضات لم يدن بصورة مباشرة خلال مؤتمر صحفي أجراه السبت 25 فبراير ، الهجمات الانتحارية على المراكز الأمنية التي وقعت صباح السبت في مدينة حمص السورية وتبناها تنظيم "جبهة فتح الشام" (جبهة النصرة سابقا)، واقتصر كلام الحريري على القول إن "منصة الرياض تدين أية هجمات إرهابية من قبل جميع الجماعات الإرهابية".
وأعلن جهاد مقدسي إدانة منصة القاهرة لتفجيرات حمص، وقال "إنها عملية إرهابية، و"جبهة النصرة" تنظيم إرهابي مدرج على قائمة المنظمات الإرهابية للأمم المتحدة"، مضيفا أنه وجه رسالة إدانة للمبعوث الأممي.
قال مشددا: "قال السيد بشار الجعفري إنه يريد أن يعرف مواقف الجميع "وفود المعارضة المشاركة في مفاوضات جنيف 4"، ليس لدينا أي شيء لإخفائه على الإطلاق. إننا ضد الإرهاب بكل تأكيد، وإن ذلك إرهاب".
كما اعتبر مقدسي أن غياب وفد موحد يمثل منصات المعارضة السورية الثلاث "موسكو، القاهرة والرياض" يجب ألا يشكل عقبة أمام مفاوضات السلام السورية في جنيف، مشيرا إلى أن الإطار المتعدد الأطراف يمكن أن يؤدي أيضا إلى إيجاد حل للأزمة في سوريا.
قال إنه يعتزم تقديم مقترحاته حول مسألة شكل وفد المعارضة في المفاوضات إلى المبعوث الأممي ستيفان دي ميستورا خلال لقائه الأحد 26 فبراير الجاري.
فى حين قال سالم المسلط رئيس وفد  الهيئة العليا للمفاوضات إلى جنيف أنه لا يمكن محاربة الإرهاب إلا عبر الانتقال السياسي، متهما إيران بدعم الإرهاب في سوريا ومطالبا بوضع حد لتدخلات طهران إلى شؤون البلاد، موضحا بقوله "جئنا إلى جنيف من أجل الانخراط الإيجابي بعملية سياسية حقيقية تؤدي إلى الانتقال السياسي، لا نحلم بالسلطة ولا نفكر فيها لكننا نريد أن نضمن لشعبنا الأمن والاستقرار".
فى حين قال عضو وفد الهيئة العليا والعقيد السابق في الجيش السوري، فاتح حسوم، إن الهجوم في حمص كان عملية نفذتها القوات الحكومية لتصفية "بعض الأشخاص المطلوبين دوليا".
أضاف حسوم: "جرى الحديث منذ الصباح من قبل وسائل الإعلام المحسوبة على النظام... لكن المنطقة التي يتواجد بها الفرع الأمني في حمص منطقة أمنية مشددة وخاضعة للمراقبة الدائمة".، واعتبر المعارض السوري أن "هذه المنطقة ليس فيها أي وجود عسكري للفصائل المسلحة".
نوه حسوم: "حقيقة ما جرى اليوم ممكن أن نعده التصفية من قبل النظام للمطبوبين دوليا وعلى رأسهم اللواء الذي تم قتله اليوم، وهو متهم بضلوعه في قضية مقتل رفيق الحريري، إضافة لعدد من المعتقلين كان موجودين في فرع أمن الدولة".  
وعلى صعيد المعارك المسلحة أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية استعادتها السيطرة على بلدة تادف جنوب شرق مدينة الباب بريف حلب الشرقي، وتكبيد تنظيم داعش الإرهابي خسائر كبيرة في العدد والعتاد".
متحدث باسم الهيئة
متحدث باسم الهيئة العليا للمفاوضات التي تمثل المعارضة السورية سالم المسلط
وقالت القيادة إن "وحدات الهندسة التابعة للجيش تعمل حاليا على تفكيك العبوات الناسفة والمفخخات التي خلفها الإرهابيون في المباني والساحات العامة".، ووصفت قيادة الجيش السوري استعادة تادف بأنه "إنجاز يأتي في إطار العمليات العسكرية الناجحة التي تنفذها قواتنا المسلحة في الريف الشمالي ــ الشرقي لمدينة حلب، كما يعزز السيطرة على طرق المواصلات ويشكل قاعدة انطلاق هامة لتطوير العمليات القتالية ضد تنظيم داعش الإرهابي في المنطقة".
ودخلت القوات الحكومية بلدة تادف بريف الباب الجنوبي عقب انسحاب تنظيم "داعش" من المدينة، كما تمكنت من التقدم مجددا في ريفها الجنوب الشرقي، وسيطرت القوات السورية على 3 قرى جديدة عقب معارك مع التنظيم في المنطقة، ليرتفع بذلك عدد النقاط التي استعادها الجيش أو تقدم فيها خلال الساعات الـ24 الماضية إلى 17 قرية وتلا وجبلا.
وتتواصل المعارك في الريف الشرقي لمحافظة حلب بين القوات الحكومية ومسلحي "داعش"، حيث بدأ الجيش، بالتوجه من ريف دير حافر الشمالي وريف الباب الجنوبي الشرقي باتجاه بلدة الخفسة الاستراتيجية الواقعة قرب الضفاف الغربية لنهر الفرات، والتي تحتوي على محطة لضخ المياه إلى مدينة حلب، بعد استجرارها من نهر الفرات.
يذكر أن المعارك في الريف الجنوبي الشرقي لمدينة الباب، التي تجري على بعد نحو 21 كيلومترا من الخفسة، تصاعدت وتيرتها خلال الـيومين الفائتين، مع انسحاب "داعش" من الباب وبلدتي بزاعة وقباسين.
وسبق وأعلنت الخارجية الروسية أن بلدة تادف تمثل نقطة في الخط الفاصل بين القوات الحكومية السورية من جهة، وتشكيلات "الجيش السوري الحر" من جهة أخرى، مشددة على أن "هذا الخط تم التنسيق حوله مع الجانب التركي".
يأتي تقدم الجيش السوري هذا بعد أن أعلنت هيئة الأركان العامة التركية، أن قوات عملية "درع الفرات" بسطت السيطرة على كافة الأحياء في مدينة الباب السورية.
وبات "الجيش السوري الحر" يسيطر على ما يقارب 2225 كيلومترا مربعا من أراضي شمال سوريا نتيجة العمليات العسكرية التي تم إنجازها في إطار "درع الفرات".
من جانبه، أعلن رئيس هيئة الأركان التركية، الجنرال خلوصي أكار، أن عملية "درع الفرات"، التي تنفذها أنقرة بالتعاون مع فصائل سورية معارضة، على رأسها "الجيش السوري الحر"، شمال سوريا، حققت أهدافها.
وقال أكار: "بعد السيطرة على الباب تم تنفيذ المهمات التي وضعت خلال إطلاق العملية".، وأضاف رئيس هيئة الأركان التركية أنه "سيجري بعد ذلك تقديم المساعدة من أجل تطبيع الحياة لكي يتمكن السكان المحليون من العودة إلى بيوتهم بشكل سريع".

شارك