المانيا تبدأ ترحيل التوانسة المتطرفين.. وتصاعد الهجمات ضد المهاجرين

الأحد 26/فبراير/2017 - 11:00 م
طباعة المانيا تبدأ ترحيل
 
تصاعد الجدل فى المانيا على خلفية تفاقم أزمة اللاجئين والمهاجرين، فى الوقت الذى بدأت فيه برلين بترحيل عدد من المواطنين التوانسة على خلفية ارتباطهم بحادث الدهس الذى وقع فى برلين مؤخرا، وقام بتنفيذه تونسي الجنسية.

المانيا تبدأ ترحيل
يأتى ذلك فى الوقت الذى كشفت فيه تقارير عن تعرض المهاجرون فى المانيا لنحو 10 هجمات يوميا في عام 2016 بألمانيا، وجرح في أعمال العنف 560 مهاجرا بمن فيهم 43 طفلا، واستهدفت ثلاثة أرباع الهجمات مهاجرين خارج مساكنهم في حين تعرض نحو 1000 مهاجر لهجمات بداخل مساكنهم.
ويري مراقبون ان قرار المستشارة الألمانية، أنجيلا ميركل، بفتح أبواب ألمانيا أمام اللاجئين الفارين من النزاعات والاضطهاد أدى إلى استقطاب داخل المجتمع الألماني وتعزيز جرائم الكراهية، وتسعى ألمانيا جاهدة للتعامل مع طلبات اللجوء في ظل المخاوف الأمنية إثر سلسلة من الهجمات الإرهابية شهدتها عدة مناطق في أوروبا بما في ذلك ألمانيا ذاتها.
وترصد تقارير تصاعد عدد طالبي اللجوء الذين وصلوا إلى ألمانيا في عام 2016 هو 280 ألف أي أقل من 600 ألف الذين تدفقوا على البلد في عام 2015 بعدما أغلقت طرق البلقان التي كان يسلكها المهاجرون للوصول إلى ألمانيا وفي أعقاب الاتفاق بين الاتحاد الأوروبي وتركيا بشأن اللجوء، ويتوقع أن يحظى هذا الموضوع بحضور قوي خلال إجراء الانتخابات البرلمانية في شهر سبتمبر المقبل.
ونشرت وزارة الداخلية هذه الأرقام الأولية استجابة لسؤال طرح في البرلمان، ومنها هجمات تعرض لها طالبو لجوء ومهاجرون، ففى ديسمبر 2015: 12 شخصا جرحوا في فندقين يؤويان لاجئين إثر إضرام النيران فيهما بولاية بفاريا، وفى يناير 2016: إلقاء قنبلة موقوتة على مركز إيواء يضم 170 شخصا في بلدة بالجنوب الغربي من البلد لكنها لم تتفجر، وفى فبراير 2016: اشتعال النيران في مركز كان يعد لإيواء مهاجرين في ألمانيا الشرقية وقد أدى إلى تدمير سقف المبنى. وقالت الشرطة إن بعض المارة رحبوا بإضرام النيران في المبنى وحاولوا منع الإطفائيين من التدخل.
وفى سبتمر 2016: اشتبك سكان محليون في ألمانيا الشرقية مع مهاجرين في منطقة بوزين، وفى فبراير 2017: سجن أحد السياسيين من اليمين المتشدد لمدة ثماني سنوات بسبب إضرامه النار في قاعة رياضية كانت مخصصة للاستقبال لاجئيين في أغسطس آب 2015 بغربي العاصمة برلين.

المانيا تبدأ ترحيل
يأتى ذلك فى الوقت الذى تواصل فيه الحكومة الألماينة بالتعاون مع نظيرتها التونسية متابعة ما تم التوصل إليه بشأن ترحيل التونسيين المرتبطين بنشاط الجماعات الارهابية، إثر إعلان المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل خلال مؤتمر صحفي مشترك في برلين مع رئيس الحكومة التونسية يوسف الشاهد، تخصيص مساعدات مالية كحوافز للمهاجرين التونسيين الذين ترفض طلبات لجوئهم في ألمانيا، لتشجيعهم على العودة طواعية إلى بلدهم، يبدو تقبُّل الفكرة من الشبان المعنيين لحد الآن صعبا، وحسب مصادر تونسية مطلعة على ملف ترحيل المهاجرين غير الشرعيين، فان عدد الذين يتقدمون للمصالح القنصلية التونسية بألمانيا، بهدف الإستفادة من هذا العرض ما يزال محدودا، وقدرت المصادر المعدل بـ 10 في المائة من مجموع المهاجرين التونسيين الذين يفترض ترحيلهم.
وتمت الاشارة إلى انه اذا كان الراغبون في العودة طواعية إلى بلدهم تونس لا يخفون دوافعهم مثل الصعوبات القانونية والاجتماعية والثقافية التي واجهتهم في المهجر الألماني، فان الرافضين للعودة لهم أسباب متعددة، وفق آراء بعض الشبان الذين فى تقرير مع شبكة دويشته فيله الألمانية في أحد المطاعم الشعبية التونسية في حي برليني، وهم من رواد هذا المحل الصغير يقصدونه من أجل تناول أكلات تونسية شعبية مثل اللبلابي أوالطاجين وغيرها، وتبادل الأحاديث..
حيث قال الشاب سامي  يعيش في برلين منذ ما يزيد عن أربع سنوات، بعد أن ترك بلاده تونس ووصل إلى ألمانيا بعد رحلة مغامرة في البحر الأبيض المتوسط، من "أجل حياة أفضل". 

المانيا تبدأ ترحيل
أضاف "أعيش حياة أرغد من تلك التي كنت أعيشها في تونس، أعمل يوميا في إحدى المحلات العربية حيث أحصل على راتب أسبوعي أرسل قسطا منه لوالدتي، ولدي ثلة من الأصدقاء من بني وطني تعرفت عليهم هنا في برلين."
 أثناء حديثه معنا كان سامي يتكلم بحماس كبير حول حياته في المهجر وفخور بالدعم المالي الذي يقدمه لوالديه. لكنه سرعان ما بدا منفعلا حين سألناه حول رأيه في إجراءات تسريع ترحيل المهاجرين غير الشرعيين من ألمانيا، والتي تم الاتفاق بين رئيس الوزراء التونسي والمستشارة الألمانية. يقول الشاب التونسي:"ماذا يريد منا هذا الوزير، عليه أن ينشغل بأمور أخرى تعنيه، سأظل هنا في برلين حيث أعيش وأعمل لن أعود إلى الفقر والبطالة...".
ويري محللون أن اتفاق الحكومتين الألمانية والتونسية على تسريع ترحيل التونسيين الذين ترفض طلبات لجوئهم، إلى وطنهم لم ترق أيضا للشاب التونسي شادي، الذي كان يجلس هو الآخر في المطعم. 
أضاف:"من هو هذا الوزير أصلا، إنه يريد أن يبرم اتفاقية على حسابنا نحن المهاجرين مقابل "صفقة أخرى" كما يعتقد هذا الشاب. لقد تمكنا من الرحيل من تونس بعد صعوبات جمة عرفناها في عرض البحر كدت أفقد فيها حياتي."الشاب شادي الذي يبلغ من العمر 19 ربيعا ترك حي الكبارية في أحد أحياء تونس الشعبية الفقيرة وهو في 15 من عمره.
 


شارك