تقرير أمريكي.. غطرسة قاسم سليماني تهدد علاقة إيران بالشيعة العرب

الإثنين 27/فبراير/2017 - 10:58 ص
طباعة تقرير أمريكي.. غطرسة
 
كشف تقرير معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، عن ارتفاع النزعة الفارسية لدى قائد فيلق القدس الجنرال الإيراني قاسم سليماني في التعامل مع المليشيات الشيعية التي تقاتل إلى جانب قوات بشار الأسد في سوريا.
واوضح معهد واشنطن حقائق جديدة عن العلاقة بين إيران وميليشيا  الشيعية وفي مقدمتها مليشيا  حزب الله اللبناني وكيفية استغلال قائد ميليشيا الحرس الثوري قاسم سليماني لعناصر الحزب وزجهم بالصفوف الأمامية للمعارك وقطع الرواتب عنهم وازدرائه للشيعة العرب.

الفرس والشيعة العرب:

الفرس والشيعة العرب:
وقد سلّط معهد واشنطن الضوء على العلاقات المعقدة بين الشيعة الفرس والعرب، موضحا أن الحرب في سوريا اتخذت صبغة طائفية ما أدى إلى توحد جميع الميليشيات الشيعية تحت راية «الحرس الثوري الإيراني»، لافتا إلى أن ظهور توترات عميقة بين المليشيات الشيعية العربية والإيرانيين، بسبب ارتفاع نزعة الاستعلاء بين الفرس والعرب.
وقال أحد مقاتلي «حزب الله»: لقد كان واضحًا للكثيرين منّا أن سليماني يولي الأولوية لحماية الإيرانيين، وأنه قد يضحي بـمقاتلي «حزب الله» وجميع الشيعة غير الإيرانيين.
وذكر معهد واشنطن في تقرير له: "اشتكى عددًا من المقاتلين الآخرين من أن حلفائهم الإيرانيين والعراقيين الشيعة قد تخلوا عنهم في ساحة المعركة. ويبدو أن مثل هذه الحوادث قد أدّت إلى وقوع خسائر كثيرة في صفوف «حزب الله»، مما دفع ببعض المقاتلين إلى رفض القتال تحت إشراف قياديين إيرانيين".
وتابع التقرير:" وعلى نحو مماثل، اشتكى العديد ممن أجريت مقابلات معهم من "القسوة" و"الغطرسة" التي يعامل بها الإيرانيون المقاتلين العرب. فقد علّق أحد المقاتلين على هذا الموضوع قائلًا: "أشعر أحيانًا أنني أقاتل إلى جانب غرباء لن يكترثوا إذا متّ... علينا أن نسأل أنفسنا لم تعذّر علينا تحقيق أي هدف في سوريا، على الرغم من أننا نمتلك أسلحة متطورة في حين تمكن من سبقنا من مقاتلي «حزب الله» من تحقيق الكثير باستعمالهم كمية أكبر من الأسلحة التقليدية. نحن نقاتل في المكان الخاطئ".
وبالمثل، فإن مقاتلي «حزب الله» ليسوا بالوكلاء الوحيدين الذين أثارت غضبهم الغطرسة الإيرانية؛ فعلى سبيل المثال، يقال أن المقاتلين العراقيين المعتقلين الذين استجوبتهم السلطات الأمريكية انتقدوا مدربيهم ومستشاريهم الإيرانيين المتغطرسين. إلا أن حلفاء إيران العراقيين يواصلون القتال في سوريا حتى في ظل ازدياد انسحاب مقاتلي «حزب الله» المتمرسين من المعركة، لذلك لا يجب التقليل من شأن التوترات الحالية.

غطرست سليماني ووحدة الشيعة:

غطرست سليماني ووحدة
وأضاف التقرير "كما تعتبر العلاقات بين عناصر حزب الله وقادتهم في الحرس الثوري الإيراني معقدة أيضاً تشير بعض التقارير إلى أنه قد يفقد مكانته لدى طهران، بسبب الغطرسة الفارسية في التعامل مع الشيعة العرب.
ويبدو أنه لا يوجد لدى سليماني قدر كبير من التسامح تجاه مثل هذه الانتقادات. فقد جاء على لسان قيادي أنه: "عندما ازدادت الشكاوى وأوقفت قيادة «حزب الله» تنفيذ مطالب سليماني الرامية إلى إرسال المزيد من المقاتلين إلى حلب، قطع سليماني الرواتب لمدة ثلاثة أشهر، إلى أن لبّى «حزب الله» طلبه." 
وبينما عبّر معظم من أَجريتُ معهم هذه المقابلة بأنهم يكرهونه، بالإضافة إلى إزدرائه الواضح من العرب، إلا أنهم يحترمونه ويخشون منه، على أساس أن علاقتهم به أصبحت أشبه بعلاقة موظف برب عمله أكثر مما هي شراكة بين فريقين. ونتيجة لذلك، أصبح العديد من المقاتلين المخضرمين يعتقدون أن مفهوم "وحدة الهوية الشيعية" هو خيال، وأنهم سيعودون إلى بلادهم كعرب لبنانيين خائبي الأمل أكثر من كونهم مقاتلين منتصرين يمثلون عموم الشيعة.

تراجع شعبية وقوة حزب الله:

تراجع شعبية وقوة
وعلى الرغم من أن قيادة «حزب الله» قد سعت إلى ربط الحرب في سوريا بأهداف أسمى، كموقفها الراسخ المتمثل بـ "المقاومة" ضد إسرائيل، والدعوة الأكثر حداثة لهزيمة الجماعات التكفيرية الإسلامية السنية كتنظيم «الدولة الإسلامية»، إلا أن العديد من المقاتلين لا يزالون غير مقتنعين بذلك. فهم متشائمون حيال هذا الأمر لأن معظم معاركهم كانت تستهدف دعم نظام الأسد وليس محاربة تنظيم «الدولة الإسلامية». كما يعتقد الكثير من المقاتلين أنهم يدفعون جميع التكاليف بينما يجني الإيرانيون الثمار. ونتيجة لذلك، تنسحب أعداد كبيرة من المقاتلين المخضرمين من صفوف «حزب الله»، مما يفسح المجال أمام انضمام مجموعة جديدة ومختلفة من المقاتلين الشباب.
ووفقاً لبعض عناصر «حزب الله» الذين أخذوا (إجازة) من القتال في الحرب أو تركوا المشاركة فيها بصورة تامة، لا ينخرط المنضمون الجدد في الحرب لأسباب أيديولوجية أو لتحقيق الذات. فوجودهم هو للحصول على راتب أو لتأمين مستقبلهم - وهم ليسوا معنيين بشكل خاص بالمهمة الأوسع لـ «حزب الله»، ويميلون إلى اتباع الأوامر الإيرانية من دون تذمر.
ولكن وفي الوقت نفسه، يبدو أن المنتسبين الجدد أقل وفاءً من أسلافهم، وليسوا على القدر نفسه من الجهوزية والتدريب. 
ووفقاً للتقارير الإعلامية اللبنانية لا يخضع المقاتلون الجدد للتدريب لأكثر من شهر أو شهرين قبل أن يتم زجهم مباشرة في المعركة. وسابقاً، كان «حزب الله» يقضي عقوداً من الزمن في غربلة مقاتليه وإعدادهم، وكانت قيادة «الحزب» تنتقي نخبة الشباب الشيعة للانضمام إلى صفوفها لأنها كانت تبحث عن رجال أوفياء وجديرين بالثقة. أما اليوم، فإن جيش «حزب الله» في سوريا مليئاً بمقاتلين شباب لا يمكن الاعتماد عليهم ولا يتحلّون بالأخلاق المطلوبة.

مستقبل حزب الله:

مستقبل حزب الله:
ويري التقرير أن حزب الله لم يعد قادرا علي الوفاء بالالتزامات الاجتماعية تجاه عائلات المنخرطين مع الحزب في الحرب بسوريا، مشيرا الي أن الحزب تراجع دوره الاجتماعي مما يؤثر علي مكانته وسط البيئة الشيعية في لبنان.
وذكر التقرير أن «حزب الله»  لن يتمكن من تحمل  الضربات التي تشوه سمعته لوقت طويل، إلا أنه يبدو أن إيران وسليماني غير منزعجين من الوضع الراهن، بل يعتبران أن هذه المشكلة تخص «حزب الله» دون غيره. وكلما يغادر محاربو «الحزب» سوريا، يتم استبدالهم على الفور بعراقيين شيعة ليس لديهم نفس الشواغل المحلية المتعلقة بالحفاظ على "المقاومة" ضد إسرائيل. إن واقع اختلاف طهران و«حزب الله» في الأولويات والأساليب أحياناً لم يعد بالأمر المفاجئ؛ فمن بين الحالات السابقة الأخرى، كان القادة الإيرانيون أقل من أن يكونوا متحمسين لقرار «حزب الله» بشن حرب مع إسرائيل في عام 2006.
واوضح التقرير أن هناك عدة عوامل قد تساعد على تفسير هذه الظاهرة، كالتغير الكبير في خطاب «حزب الله» من "مقاومة إسرائيل" والتصدي إليها إلى "محاربة السنة"، والنقص المتفاقم في الخدمات الاجتماعية في لبنان، والفشل في تحقيق وعد "النصر الإلهي"، و"غطرسة" من يفترض أن يكونوا شركاء «الحزب» الإيرانيين. وفي كافة الأحوال، فقدَ «حزب الله» بعضاً من "القدسية" التي كان يحظى بها في لبنان، فلم يعد العديد من الشيعة الذين يبحثون عن هوية وخطاب مغاير أو عن طريقة عيش مختلفة يعتبرون «الحزب» مجدياً.

مستقبل الشيعة العرب وايران:

مستقبل الشيعة  العرب
يبدو ان اتساع أمد الحرب في سوريا، وعدم تحقيق مكاسب عسكرية تعيد سمعة المقاتلين للمليشيات الشيعية رونقها، ومكانتها في المقاومة والحرب ضد التكفيريين، وسياسية الغطرسة  الايرانية ضد المقاتلين العرب، أدت الي شرخ في جدار الشيعة العرب المؤمنين بإيران ونظام خامنئي وهو ما يمكن للحكومات العربية استخدامه واللعب عليه في تقليص نفوذ ايران في المنطقة العربية، واسترجع الشيعة العرب من القبضة الايرانية.

شارك