محمد عبد الله نصر.. وازدراء الأديان

الإثنين 27/فبراير/2017 - 05:09 م
طباعة محمد عبد الله نصر..
 
تهمة من لا تهمة له. او التهمة الجاهزة للإشهار فورا مع المخالف أو المغاير أو الناقد أو حتى من حاول التفكير. "ازدراء الأديان" 
 تهمة يتعرض لها كل من يختلف عقائدياً أو فكرياً في مصر، بالرغم من أن الدستور المصري يكفل حرية العقيدة والتعبير، وبين كل فترة والأخرى نسمع عن القبض على أحد ممن يحاولون التفكير وطرح أسئلة الراهن والمعيش على العقل الإسلامي الذي اتخذ من الوهابية والداعشية الأن مرجعا له متمثلا في تقديس أشخاص وكتابات مات أصحابها من ألف عام، وكأن العقيدة بين الفرد وربه يتم تحديدها في محاضر النيابة وتخضع للتحقيق الجنائي.
وأخر المتهمين بهذه التهمة الجاهزة هو محمد عبد الله نصر بعيدا عن لقب الشيخ أو الأزهري او حتى "الشيخ ميزو" الذي يستخدمه الإسلاميون للسخرية منه، فقد قضت محكمة جنح شبرا الخيمة، والمنعقدة بمجمع محاكم شبرا الخيمة، مساء الأحد، بالقضية رقم 1277 ازدراء أديان، بمعاقبة محمد عبدالله عبد العظيم الشهير بالشيخ "ميزو" بالسجن 5 سنوات مع الشغل والنفاذ، لاتهامه بازدراء الأديان.
وكان سمير صبري المحامي قد أقام جنحتين مباشرتين اتهم فيهما محمد عبدالله نصر بازدراء الأديان، مستنداً إلى حديثه في العديد من القنوات الفضائية وإنكاره أحاديث صحيحة وردت في صحيح الإمام البخاري.
وكان قد آثار محمد عبد الله نصر جدلاً واسعاً في الشارع المصري وعبر مواقع التواصل الاجتماعي، عندما ادعى أنه المهدي المنتظر، حيث أعلن في وقت سابق على صفحته عبر موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك"، قائلًا: "بيان هام.. أعلن أنني أنا الإمام المهدي المنتظر (محمد بن عبدالله) الذي جاءت به النبوءات، وجئت لأملأ الأرض عدلاً وأدعو شعوب الأرض قاطبة لمبايعتي".
ولقد تقدم دفاع محمد عبد الله نصر باستئناف على قرار محكمة جنح شبرا الخيمة بحبس موكله 5 سنوات لاتهامه بازدراء الأديان، وحددت جلسة 8 من مارس المقبل لنظر الاستئناف مع استمرار حبس المتهم.

محمد عبد الله نصر..
وفي أول تعليق له حول هذا الموضوع قال د. محمد عبد الباسط عيد
مشكلة الشيخ عبد الله نصر (ميزو كما يلقبه الإسلاميون سخريةً واستهزاءً) هي نفسها مشكلة إسلام البحيري، شباب طامح، شارك بحماسة في الثورة، وامتلأت روحه بالحرية وحلم بدولة المواطنة، ثم اكتشفا - كل بطريقته - حجم المعضلة المعرفية التي وصل إليها العقل العربي، اكتشفا أن هذا العقل رجعي جدا، وغير قادر على إنتاج معرفة تمكنه من التعايش مع نفسه فضلا عن قدرته على التعايش مع غيره...!
سيبك مما يطرحه "عبد الله نصر"، فقد تختلف أو تتفق، لكنك ستلاحظ صراخه، وازدراءه للمشايخ الذي أرادوا شد الثورة كلها إلى الماضي البعيد: مليونية الخلافة، مليونية الشرعية، مليونية "عمر عبد الرحمن"، مليونية "قندهار"، وشعار "كلنا أسامة بن لادن" .. ثم دعوة الأغا التركي لإعادة الخلافة من جديد...!
كمان سيبك مما يطرحه البحيري، فقد تختلف وقد تتفق، لكنك ستلاحظ صراخه، وهو يؤكد أن أصل الداء يكمن في هيمنة كتب مات أصحابها من ألف عام....!
سيخرج الصارخ الجديد من محنته، كما خرج غيره، وقد نخرج من هذه الغمة بعقل أكثر اتزانا، يمكنه أن يتعامل مع التراث ومع الحاضر جميعًا، بما يجعلنا جزءًا طبيعيا من عالم اليوم.
وأضاف د محمد عبد الباسط عيد، فكرة حماية الدين بالقوانين المتخلفة تارة، أو بالرجوع إلى فقه القرون الوسطى تارة أخرى لن يحمي الدين، بالعكس سيجعل الناس يبالغون أكثر في السخرية من المشايخ ورفضهم، أو يجعلهم يتخلون عن الدين نفسه بالإلحاد او اعتناق أفكار أخرى أو معتقدات أخرى أكثر تسامحا.
الدين لا يقوى بقمع المنتقدين، حتى لو كانوا مشاغبين ، الدين يقوى بالتسامح والحرية وتبني خطاب تحديثي يلائم حياة الناس، ويستجيب لحاجاتهم الجديدة التي لا علاقة لها بخطاب الاسلاف وحياتهم.
محمد عبد الله نصر..
اما الاستاذ عبد الله السيد عبد الله فقد علق على صفحته الشخصية على موقع التواصل الاجتماعي قائلا "رغم اختلافي الكامل والشديد مع اسلوب وطريقة الشيخ محمد عبدالله نصر الا انني اري ان الحكم جائر وهو يشجع من قتلوا فرج فوده والشيخ الذهبي وطعنوا نجيب محفوظ وهجروا د. نصر ابوزيد بعد ان استحلوا دمه وفرقت محكمة الحسبه بينه وبين زوجته.
وقدم رسالة الى متابعيه جاء فيها "رسالة إلي من يهمه الأمر في الدولة والبرلمان المصري!
النهارده الشيخ محمد عبد الله نصر اللي كان بينادي بمراجعة كتب التراث علشان يواجه داعش فكريا أخد خمس سنين سجن مع الشغل والنفاذ بتهمة أزدراء الأديان!!
يعني حتي بصيص الأمل الصغير جدا في مواجهة الفكر التكفيري اللي بيدبح أهلنا حرفيا في العريش بنرميه في السجن!!
لو عايزين تعرفوا مين الجاني الحقيقي في ضحايا العريش. الجاني له أسم واحد أسمه (الفكر الجهادي أو التكفيري) اللي الأزهر بيدافع عنه بأستماتة. الأزهر اللي الرئيس شبه بيستجدي عطفهم أنهم يراجعوا كتب التراث وينقحوها وهم بيدافعوا عنها بشراسة.
اللي بيقتل المسيحيين في العريش متخيل أنه بيؤدي خدمة للإسلام ولربنا وبيعمل كده وهو شايف نفسه بينقذ البشرية من شر النصارى الأنجاس وبيطهر "ولاية سيناء" من عباد الصليب اللي بيقولوا علي ربنا أنه "ثالوث"و بينكروا عقيدة التوحيد. ده وجهة نظره!
وأضاف الفكر التكفيري ده مواجهته ضرورة مش بس لحماية الأقباط الغلابة اللي بيدافعوا تمن مشكلة هم مالهموش أي ذنب فيها ومش بس ضروري لحماية جنود الشرطة والجيش اللي كل يوم والتاني بيموتوا هم كمان باعتبار أنهم "جنود الطاغوت السيسي" اللي بيحاربوا الإسلام ووجب قتلهم لأقامه دولة الإسلام.
مواجهة الفكر ده ضرورة لحماية الدولة المصرية ذات نفسها. اللي اقتصادها أتضرب في مقتل مثلا بعد تفجير الطيارة الروسية برضه لنفس السبب. واللي النهارده أصبحت في مدينة من أرضها خارج سيطرتها الأمنية، والناس بتتدبح فيها زي الفراخ.
إلي كل من يهمه أمر هذا الوطن في الدولة وفي البرلمان المصري: نحتاج إلي تعديل تشريعي فورا. ألغوا المادة (٩٨و) من قانون العقوبات التي بسببها تم سجن إسلام البحيري وتم بسببها الحكم علي فاطمة ناعوت واليوم تم سجن الشيخ محمد عبد الله نصر بنفس المادة.
أطلقوا يد المفكرين المكبلة بالخوف من السجون. أحموهم من دعاة التكفير وهدر الدم أذا كنتم جادين في أيجاد حل للمأساة التي نعيشها.
من أسابيع كانت مذبحة الكنيسة البطرسية والأن الأبرياء يُذبحون في العريش. ومنذ ٣٠ يونيو ولا يمر شهر واحد دون سقوط جنودنا الأبرياء و بالأخص في سيناء الغالية. أطلقوا يد المفكرين ليواجهوا المُكفّرين، قبل فوات الأوان، فهم طوق النجاة الوحيد.

شارك