الأزهر يتساءل: هل تصبح ولاية "ننجرهار" عاصمة جديدة لتنظيم داعش الإرهابي؟

الإثنين 27/فبراير/2017 - 06:21 م
طباعة الأزهر يتساءل: هل
 
الأزهر يتساءل: هل
نشر مرصد الأزهر اليوم الإثنين 27 فبراير 2017، أحدث تقاريره حول تنظيم الدولة "داعش" والذي يتساءل فيه عن العاصمة الجديدة لهذا التنظيم الإرهابي الذي يصفه الأزهر دائما بـ "الفئة الباغية" بدلا من لعنه،  وبهذا الوصف يدخل تنظيم الدولة "داعش" في وصف الآية 4 من سورة " الحجرات "والتي يقول فيها الله عز وجل" وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما فإن بغت إحداهما على الأخرى فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر الله "
فيكون الأزهر بدلا من لعن داعش أو تثبيت عداوتها في قلوب المصريين يكون قد أثنى عليها من حيث ادعى أنه يهاجمها لأن وصف الفئة الباغية هو وصف شمل فئة من الفئتين الذين وصفهم الله بأنهم " من المؤمنين " ويكون أشاوس الأزهر قد وصفوا كل المذابح التي اقترفتها داعش بالمسلمين والمسيحيين والطوائف إنما هي مجرد " بغي " فقط
وجاء في التقرير الأخير للأزهر انه تشير التقارير الدولية إلى انحصار دور تنظيم داعش الإرهابي في دول سوريا والعراق، تحت الضربات المتكررة للائتلاف الدولي ضد التنظيم، وإن تحدثت بعض المصادر عن تراجع استراتيجي للتنظيم عن بعض المناطق، على غرار ما حدث في مدينة تدمر السورية، على كل حال، كان على التنظيم البحث عن بدائل أخرى تضمن له البقاء من جهة، وتعوض خسائره الجغرافية من جهة أخرى، فمنذ أن ظهر التنظيم على مسرح العراق والشام وهو يتمدد أفقيًّا إلى مناطق مختلفة في العالم، إلى أن وصلت شظاياه بداية من عام 2015م إلى المنطقة القبلية الواقعة داخل الحدود الباكستانية الحالية مع أفغانستان، وهو ما يعرف بإقليم ننجرهار، الأمر الذي أتاح للتنظيم فرصة إدخال مقاتليه إلى الأراضي الأفغانية، ومنذ ذلك الوقت تنامى تأثيره على الأحداث في المنطقة عمومًا، وفي أفغانستان بشكل خاص.
ولاية ننجرهار هي إحدى المحافظات الـ 34 بأفغانستان وتقع شرقي البلاد مع الحدود الباكستانية، وعاصمتها مدينة جلال آباد ويصل عدد سكانها قرابة المليون نسمة، كما أنها إحدى معاقل حركة طالبان.
لم يكن دخول ننجرهار سهلاً على التنظيم، خاصة مع اندلاع المصادمات مع عناصر حركة طالبان الأفغانية، فقد بدأت المنافسات بين الطرفين على فرض السيادة والنفوذ، ولا نبالغ إذا قلنا إن التنظيم الإرهابي يتطلع إلى أن يتخذ من ننجرهار عاصمة لولايته الجديدة في أفغانستان.
فالمؤشرات الأولية تعكس إمكانية نجاح التنظيم في تحقيق أهدافه والسيطرة على الولاية، وفي هذا السياق أقدم  التنظيم مطلع العام الميلادي الجاري على حرق نحو 56 منزلًا بننجرهار ما دفع بعض السكان إلى مغادرة منازلهم، والتي استخدمها التنظيم فيما بعد كقاعدة لانطلاق عملياته ضد طالبان والحكومة الأفغانية، الأمر الذي ساهم في تعزيز تواجده بالولاية.
إضافة إلى هذا لم يتورع التنظيم عن التنكيل والتمثيل بعناصر طالبان التي رفضت الانضمام إلى داعش، بخلاف ترويع وتهجير كل من يرفض العمل بمقتضى مقررات التنظيم في الولاية، حيث ذكر أحد شهود العيان لموقع أفغاني "من المتوقع أن يسيطر داعش على الولاية بالكامل، خاصة مع الزيادة المطردة في أعداد عناصر طالبان التي تعلن مبايعة تنظيم داعش تحت إغراء الأموال الطائلة التي يمتلكها داعش مقارنة بطالبان"، مؤخرًا أقدم التنظيم مؤخرًا على نشر صورًا وفيديوهات على مواقع التواصل الاجتماعي لعملية قطع يد شاب بتهمة السرقة في أفغانستان، وصور معسكرات تدريب الأطفال على حمل السلاح، لتأكيد سيادته ونفوذه في الولاية، وقد ذكر موقع " Afghanistan times" أن هذا التنظيم ارتكب انتهاكات كثيرة ضد الأبرياء في أفغانستان؛ منها اختطافه للعشرات من النساء والفتيات وإجبارهن على الزواج من مقاتليه، واقتحامه للمنازل واختطاف الأطفال من أجل ضمهم للتنظيم، وغيرها من الجرائم الإرهابية التي استهدفت المدنيين والعسكريين على السواء.
ويبدو أن دور الحكومة الأفغانية في هذه الولاية معدوم تمامًا إلى حد عدم التواجد، أو موجود لحراسة أناس بعينهم من أعضاء الحكومة فقط، ويظهر ذلك جليًا بعد أن طالب أهالي ننجرهار الرئيس التنفيذي للحكومة الأفغانية باتخاذ الإجراءات اللازمة لحمايتهم من هجمات هذا التنظيم الارهابي، لكن دون جدوى.
يتضح مما سبق أن تنظيم داعش احكم السيطرة على الإقليم بنسبة كبيرة، رغم استمرار النزاع بينه وبين تنظيم طالبان، لكن يبقى السؤال لمن تكون الغلبة لداعش أم طالبان؟ وهل ستشهد الفترة المقبلة صراعًا بين الجانبين على النفوذ والسيطرة؟ وإذا ما حدث هل سيكون كفيلاً بشغلهم عن استهداف المدنيين لطالما كانوا ضحايا للفريقين؟ أم أن الأوضاع ستنقلب رأسًا على عقب، ويحدث تحالف غير متوقع بين الجانبين، خاصة وأن هدفهما واحد وهو "المزيد من الدماء والوحشية".

شارك