المواجهة بين "الأكراد" و"تركيا " تجدد فى مدينة "منبج" "الإستراتيجية" فى سوريا

الثلاثاء 28/فبراير/2017 - 02:44 م
طباعة المواجهة بين الأكراد
 
 يبدو ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دائما ما يكشف عن خطواته التوسعية القادمة فى سوريا  فبعد إستيلاء قوات "درع الفرات " التى تدعمها بالقوة العسكرية على مدينة "الباب " اسس للخطوة التالية في عملية سوريا بإعلانه  إن قوات المعارضة السورية المدعومة منه  ستتحرك صوب بلدة  منبج في شمال سوريا، بعد إكمال عمليتها في مدينة  الباب مثلما كان مخططاً في الأساس.
المواجهة بين الأكراد
وأضاف في مؤتمر صحفي في أنقرة، قبل بدء زيارة رسمية لباكستان،  "إذا صدق حلفاؤنا في مكافحة داعش فنحن مستعدون للتعاون معهم في طرد التنظيم من الرقة ثم تسليمها لسكانها لأن تركيا لا تريد البقاء هناك وإنه يتعين تحريك وحدات حماية الشعب الكردية - التي تعتبرها تركيا منظمة إرهابية - إلى شرق نهر الفرات وانه لاتوجد  أي فرصة للتعاون مع قوات سوريا الديمقراطية التي تضم وحدات حماية الشعب الكردية.
وكانت القوات التركية  قد دعمت عملية  "درع الفرات"    في شمال سوريا لإبعاد عناصر تنظيم داعش عن حدود البلاد  وفى يوم 23 فبراير 2017م أعلنت المعارضة السورية، سيطرة قوات "درع الفرات" المدعومة من تركيا على مدينة الباب شمالي سوريا كما أعلن وزير الدفاع التركي أن مدينة الباب السورية أضحت بالكامل تقريباً تحت سيطرة قوات درع الفرات وقال أسامة أبو زيد، المستشار القانوني للجيش السوري الحر في تغريدة له على تويتر:" الباب محررة بالكامل بعد معارك ضارية خاضها أبطال  الجيش السوري الحر في مواجهة تنظيم  داعش كما ذكر أحمد عثمان قائد مجموعة "السلطان مراد"  أنه تم تحرير مدينة  الباب بالكامل، ويتم حالياً تمشيط الأحياء السكنية من الألغام و أن قوات الجيش السوري الحر المدعومة من الجيش التركي، انتزعت السيطرة على المدينة الواقعة في شمال  سوريا .
 وتتمثل الأهمية الاستراتيجية لمدينة منبج فيما يلى : 
1- تعد قاعدة مهمة لاستقبال وتصدير مقاتلي تنظيم داعش  الذى يبلغ عددهم ما يقارب  سبعة آلاف  من المقاتلين الأجانب  دخلوا  عبر هذه المدينة القريبة على الحدود الشمالية لسوريا. 
2- تعد طريق استراتيجية يربط بين معقل تنظيم  داعش  في الرقة وقلب أوروبا.
3- تعد طريق إمداد رئيس لتنظيم داعش  ومن أبرز معاقلها في سوريا.
4- قاعدة لاستقبال المقاتلين الأجانب للتنظيم وتدريبهم وتصديرهم للخارج.
5- موقعها الجغرافي الحساس القريب من الحدود الشمالية مع تركيا.
6- الاهتمام الأمريكي بها ودعمها لقوات سوريا الديمقراطية ضد التنظيم.
 على الجانب الاخر يحظى هجوم قوات "قسد" ذات الأغلبية الكردية من المقاتلين، بإسناد جوي كثيف من التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة ويرى  الخبير العسكري هشام خريسات أن الدعم الأمريكي لهذا القوات الكردية جاء للضغط على الدولة التركية،  وأن العلاقات الأمريكية التركية متوترة وهشة جدا جراء الدور التركي في سوريا الذي عقّد الوضع الأمريكي، إلى جانب الخلافات حول مصير رئيس النظام السوري بشار الأسد، لافتا إلى أن أمريكا توقفت عن استخدام قاعدة "أنغرليك" التركية، واستأنفت طلعاتها من البحر المتوسط.
المواجهة بين الأكراد
وكشف أن الأتراك عرضوا على أمريكا إرسال قوات خاصة بالإضافة إلى قوات مارينز أمريكية إلى المدينة عوضا عن دعم قوات سوريا الديمقراطية، إلا أن الأخيرة رفضت، بنية الضغط على تركيا التي تعتبر هذه القوات "معادية" كما تقوم الطائرات الحربية الأمريكية بدور كبير في معركة منبج إلى "جانب المستشارين والخبراء العسكريين الأمريكيين"، بحسب خريسات الذي لفت إلى أن 700 من قوات المارينز الأمريكية متواجدون هناك، وفق قوله.
 واستبعد  سيطرة قوات "قسد" على منبج، وقال إنها محافظة على مسافتها من المدينة، مشيرا إلى صعوبة ذلك على هذه القوات فهي "غير مؤهلة عسكريا"  وتساءل في حال دخولها إلى مدينة منبج: "هل ستتحمل قوات قسد تكلفة قرار الدخول، وخسارتها المئات من مقاتليها؟"، موضحا أن عددهم بلغ سبعة آلاف مقاتل، يحاصرون المدينة التي تعد مكانا مفخخا، إلى جانب أن مقاتلي تنظيم الدولة لم يهربوا أو يتخلوا عنها، فالفاتورة ستكون مكلفة جدا في حال خسارته هذه المدينة.
من جهتها، ذكرت صحيفة "واشنطن بوست" الأمريكية،  فى تقرير لها  أن واشنطن تجاهلت مظاهر القلق التركية المرتبطة باستمرار تقديم الدعم للأكراد في سوريا، وقررت منحهم فرصة أوسع، وأدارت ظهرها لتركيا ولا يزال تنظيم داعش  يسيطر على شريط حدودي وطرق فرعية مؤدية إلى تركيا، لكنها أكثر خطورة وصعوبة، وفق المرصد السوري.
وكانت قوات "سوريا الديموقراطية" تمكنت في الأيام الأخيرة بغطاء جوي من التحالف الدولي، من قطع الطريق التي تربط منبج بمعبر جرابلس (شمالا)، المستخدم لعبور الأسلحة والتمويل إلى تنظيم الدولة وبات على التنظيم ليتنقل بين الرقة والحدود الشمالية -بحسب الناشط السوري أبو الطيب- سلوك طريق أكثر خطورة بالنسبة، "لأن قوات النظام السوري التي تدعمها روسيا، قريبة منها".
المواجهة بين الأكراد
يشار إلى أن القيادة العسكرية الأمريكية في الشرق الأوسط، قالت في وقت سابق، إنه تم شن أكثر من 100 ضربة جوية على أهداف تنظيم  داعش ، دعما للهجوم على منبج، موضحة في بيان أن هذه الجهود العسكرية تندرج في إطار "طرد داعش من الحدود التركية، والحد من تدفق المقاتلين الأجانب، واحتواء تهديد داعش لتركيا وأوروبا والولايات المتحدة"، وفق تعبيرها لكن الناشط السوري من ريف حلب، أحمد أبو الطيب، وافق ما ذهب إليه خريسات،  بإن سيطرة القوات الكردية على المدينة بمساعدة القوات الجوية الأمريكية، يشكل نقطة تهديد أخرى لتركيا، بهدف الحد من نفوذها في سوريا والمنطقة، من خلال دعمها مثل هذه القوات التي تصنفها تركيا بأنها "إرهابية و إن سيطرة قوات "قسد" على هذه المدينة "يجهض مساعي الثوار السوريين ويحرمهم من طرق الإمداد، ووصول المساعدات إلى ريف حلب الشمالي".
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو أن المواجهة بين "الأكراد" و"تركيا  سوف  تجدد فى  مدينة "منبج"   "الإستراتيجية"  فى سوريا  و يبدو ان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان دائما   يكشف  مجددا عن خطواته التوسعية القادمة فى سوريا   بعد مدينة "الباب "  لتكون بلدة  منبج  هى الخطوة التالية .

شارك