كلمات رجال الدين المسيحي في مؤتمر المواطنة ....نحتاج ترابط للعيش معا

الأربعاء 01/مارس/2017 - 12:44 م
طباعة كلمات رجال الدين
 
في اطار انطلاق فعاليات  أعمال المؤتمر الدولي «الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل»، والذي يعقده الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين، بمشاركة وفود من أكثر من خمسين دولة، ويختتم اليوم حيث كان قد ترأس الجلسة الافتتاحية للمؤتمر إمام الأزهر ورئيس مجلس حكماء المسلمين الشيخ الدكتور أحمد الطيب، وبطريرك الأقباط الأرثوذكس البابا تواضروس الثاني، بحضور الأمين العام لجامعة الدولة العربية، وعدد من بطاركة كنائس الشرق الأوسط، وعلماء ومفكرين مسلمين ومسيحيين؛ وذلك للتداول في قضايا المواطنة والحريات والتنوع الاجتماعي والثقافي.
ومن المقرر أن يصدر عن المؤتمر إعلان «الأزهر للعيش الإسلامي المسيحي المشترك»، الذي يؤكد أهمية العيش سويًا في ظل المواطنة والحرية والمشاركة والتنوع، وهي الرسالة التي يوجهها الأزهر ومجلس حكماء المسلمين ورؤساء الكنائس وكذلك علماء الدين، إلى كافة الشعوب وصناع القرار في العالم.
وناقش المؤتمر أربعة محاور تتضمن: المواطنة، الحرية والتنوع، ومبادرات الأزهر والمبادرات المسيحية والمبادرات المشتركة، وسبل العمل معًا لدرء مخاطر التفكك والانقسام ومواجهة التعصب والتطرف والإرهاب، وترسيخ شراكة القيم وتفعيلها، والحيلولة دون توظيف الدين في النزاعات وفي هذا التقرير ننشر اهم كلمات رجال الدين المسيحي المشاركين في المؤتمر 
الحرية اساس المواطنة 
قال البطريرك الماروني الكاردينال بشارة بطرس الراعي، إن "المس بالحرية الدينية هو مس بكل الحقوق والحريات الأساسية"، وذلك خلال الكلمة التي ألقاها في مؤتمر الأزهر ومجلس حكماء المسلمين، بعنوان: "الحرية والمواطنة... التنوّع والتكامل".
وأضاف "الحرية هي في أساس المواطنة. فالإنسان كائن حر بكينونته. حريته لا تقف عند حدود الخيار والتقرير، بل هي تعبير عن انفتاحه على المطلق، لكونه مخلوقًا على صورة الله ومثاله. ولذا، هي بعد روحي في الإنسان يدعوه للاكتمال في وجوده التاريخي، وللترقي نحو الأفضل. هذه الحرية تمنح الإنسان كرامة، لا يحق لأحد انتزاعها منه أو المس بها أو التنكر لها".
تابع: "في كل الحريات وفي طليعتها الحرية الدينية تتجلى خصوصيّة الشخص البشري، إذ فيها يوجه حياته الشخصيّة بكلّ ابعادها الدينية والاجتماعية والوطنية. المسّ بالحرية الدينية هو مسّ بكل الحقوق والحريات الأساسية، وبأسس العيش السليم معًا. فالحرية الدينية طريق نحو السلام"، مؤكدًا أن "المواطنة السليمة تفترض الحرية وحقوقها".
وقال البطريرك الراعي: "تقتضي المواطنة رابطة يشاد عليها العيش معًا، ويقوم البناء الحقوقي للدولة. فمنهم من أسس الرابطة على الدين ومنهم على العرق ومنهم على عهود. أما العالم العربي فأقامها على العروبة أي تلك الحاضنة الحضارية التي أقرت بالتعددية كمنطلق للاعتراف لكل مواطن بالمساواة مع غيره والشراكة الفاعلة في نهضة المجتمع وتحقيق غاياته. وأعطت العروبة مكونات عالمنا العربي إمكانية المشاركة في صناعة التاريخ، بما تقدمه هذه المكونات من خير، انطلاقًا من مخزونها الثقافي الذاتي ومما كوّنته مع غيرها من إرث حضاري مشترك. هكذا حصلت دول منطقتنا على شرعيتها من تلك العروبة التعددية، ولن تجد خارجًا عنها سبيلًا لمستقبل أفضل".
وأضاف: "لا أحد منا إلا ويرى اليوم تراجعًا خطيرًا في مبدأ العروبة، إذ نشهد في بعض من دولنا العربية مظاهر إقصاء أو محو أو طمس لحق أحد مكوناتها بالوجود والمشاركة الفاعلة. فالتطرف السائد اليوم دفع بالدين والعروبة إلى اتخاذ شكل إثني أو جيوسياسي تنتفي معه التعددية والمشاركة والتعايش، وتتوطد الأحادية. وهذا هو الخطر الأكبر على العالم العربي. فنرى مجموعات تتنكر لعروبة غيرها، وترفض مواطنيتهم. فلا بد من تجديد مفهوم العروبة، بإدخالها في صلب التكوين الدستوري للدول العربية، من دون خوف من التنوّع كأساس للتكامل".
لا اكراه في الدين 
توجه المطران منيب يونان، رئيس الكنيسة الإنجيلية اللوثرية في الأرض المقدسة، ورئيس الاتحاد اللوثري العالمي، خلال كلمته التي ألقاها في المؤتمر الدولي "الحرية والمواطنة؛ التنوع والتكامل"، بالشكر إلى الأزهر الشريف ومجلس حكماء المسلمين على المواقف المشرفة لهم محليًا وعالميًا تجاه القضايا العادلة. كما أثنى على أخذهم موضوع الحرية والمواطنة موضوعًا رئيسيًا لهذا المؤتمر.
وقال: إن العالم الإسلامي عندما يوضع في هذا الوقت موضع تساءل ومسائلة، يتناسى العالم أن ثمة مبادرات مختلفة تطورت من قلب الوطن العربي والتي تعزّز معنى العيش المشترك وتشرح الإسلام كما نحن نعرفه وعشنا معه ألف وأربعمائة عام كعرب مسيحيين، مؤكدًا أن الاسلام هو دين سلام وحرية، ودين قبول الآخر ودين يعلم أن "لا أكراه في الدين" ودين لا يجنح للحرب بل للسلم.
وأضاف أنه بالرغم من محاولة التطرف الاقصائي التكفيري واختطاف الدين وتحويله إلى إيديولوجية جامدة، إلا أن أصحاب دين الوئام والسلام هم أكثر منهم، ولن يسمحوا لأي تطرف إقصائي مهما كان دينه أو جنسه أن ينتزع فتيلة حب الله وحب القريب، فلا مجال لأن يروج بعضهم للهوية الدينية على حساب المواطنة، ولا مجال أن تقسم المجتمعات إلى سني أو شيعي، إلى مسيحي أو مسلم، إلى أرثوذكسي أو كاثوليكي أو لوثري، وغيرها من هذه التسميات.
وقال: إنه قد حان الوقت لإقرار معنى المواطنة المتكافئة في الحقوق والواجبات المتساوية للمواطنين والتي تقوم على ركنين أساسيين هما المشاركة والمساواة، مشيرًا إلى أن الوطن العربي يحتاج اليوم لخطاب المواطنة المتكافئ، وتكاتف المواطنين العرب المسلمين والمسيحيين مع أصحاب الضمائر الحية في جميع المذاهب، لتعزيز المواطنة المتكافئة بحقوق وواجبات متساوية. وشدد أن الخطاب الديني والمناهج التعليمية والبيت والإعلام لهم دور رئيسي في ترسيخ تلك الأفكار.
الارهاب لادين له 
قال المطران إقلييمس يوسف، مطران القاهرة للسريان الكاثوليك: "جميعنا اليوم متفقون على أن الإرهاب لا دين له، وأن من يتذرع بالدين ليقتل ويسبى ويقصى لهو عدو لإله الرحمة، بل مسخ تصورت فيه الحيوانية بأبشع صورها".
وأضاف خلال كلمته بمؤتمر "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل": "نريد أن نقنع أنفسنا بأن من يعتدى على إنسانية الغير، قريبًا كان فى الدين أو بعيدًا، هو ألعوبة بيد المستكبرين المتآمرين على حضارتنا وقيمنا ومكارم أخلاقنا".
وأكد المطران إقليميس أن "قلبنا ليدمى حينما تطالعنا الأخبار عن الجرائم التى تنسب لأفراد وجماعات من شعوبنا العربية، حان الوقت كى نستيقظ ونوقظ الوعى لدى أجيالنا الطالعة، وننفح فى نفوسهم نسمة الأمل، ونربيهم على مكارم الأخلاق، والتنوع والعيش المشترك وقبول الآخر".
مناهج الازهر لم تراجع 
قال الأنبا أرميا، عضو المجمع المقدس بالكنسية الأرثوذكسية، إن الأزهر يقوم بدروره على أكمل وجه، لإرساء قيم التعايش والسلام بين أتباع الديانات المختلفة، منوها أن بيت العائلة المصرية يسير فى زيادة عدد فروعه فى محافظات مصر وسيكون له فروع خارجها قريبا.
وأضاف، فى كلمته باليوم الثانى، بمؤتمر الأزهر العالمى بعنوان "الحرية والموطنة.. التنوع والتكامل"، أن لجنة التعليم ببيت العائلة المصرية راجعت مناهج التعليم الوزارى للتربية والتعليم وأصدروا تعليقاتهم عليها، ولكن لم يتم مراجعة المناهج الأزهرية.
وأوضح أن المؤتمرات والمبادرات تعالج مشاكل أساسية فى المجتمع، وتعزز روح التعاون والعمل الجاد بين أبناء الوطن، لأن القضاء على المفاهيم المغلوطة والإرهاب سيتحقق من خلال التكاتف الجاد بين الجميع.
 نختلف فى التفكير.. ولكن هدفنا واحد
قال المطران نقولا بعلبكى، ممثل البطريرك يوحنا العاشر اليازجى، بطريرك أنطاكية، وسائر المشرق للروم الأرثوذوكس، إن المواطنة نوع من المعايشة والتآلف، وتحقيقها يكون بالاقتراب من القوانين، والدساتير التى تضمن حق الإنسان بصرف النظر عن انتماءاته.
وأضاف، خلال كلمته فى مؤتمر الأزهر الدولى "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، اليوم الثلاثاء، أن المواطنة من ثوابت الهُوية الوطنية، وهى حق، ومسؤولية، ومصير يحدد ضوابطها الدستور، والقوانين بحيث تضمن تكافؤ الفرص والمساواة للجميع فى منظور وطنى إنسانى دون تمييز.
وأوضح ممثل البطريرك يوحنا العاشر اليازجى، أن الاختلاف قد يكون مشروعًا إذا ما كان فى التفكير، والرؤية، والتخطيط، والعقيدة، ولكن هذا لا يبرر الاختلاف فى الهدف الذى يجب أن يكون واحدًا عند الجميع، وهو البناء، وبذل التضحية، ونبذ الفرقة والهيمنة والانعزال، من أجل تحقيق مستقبل يضمن بناء مجتمع متماسك، يضمن حقوق مكوناته دون تمييز.
وأشار إلى دور قادة الأديان فى التوجيه وتصويب المسار، وتحقيق التفاعل، معربًا عن تقديره لدور الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر، ومجلس حكماء المسلمين فى نشر الخير والتقدم، معتبرًا أن هذا المؤتمر يشكل خطوة لابد منها بعد مؤتمر الأزهر لمكافحة التطرف والإرهاب فى 2014م، وله دور مهم فى إظهار الصورة الصحيحة والمشرقة للبلاد والأديان والأطياف كافة.
وكان  البابا تواضروس الثانى، بابا الإسكندرية، وبطريرك الكرازة المرقسية،قد اكد في كلمته امس  أن التسامح والتعايش بين الأديان أصبح ضرورة قصوى من أجل ضمان الاستقرار، والأمان بين كل البشر.
جاء ذلك، خلال كلمته فى مؤتمر الأزهر الدولى حول "الحرية والمواطنة.. التنوع والتكامل"، اليوم الثلاثاء، والذى تشارك فيه وفود من 50 دولة، ويُعقد تحت رعاية الرئيس عبدالفتاح السيسى.
وقال البابا، إن الفهم المخطئ للدين الإسلامى تسبب فى التطرف والإرهاب، مضيفًا: "قبلنا هدم الكنائس مقابل بقاء الوطن"، لافتًا فى الوقت نفسه إلى أن الدين حل للمشكلة وليس جزءًا منها.
وتابع البابا: "نحن نشجع ثقافة الحوار الدائمة ونريد أن نبنى القيم الجميلة المتمثلة فى الاختلاف، والتنوع، واحترام الآخر".
وتابع البابا: "الله خلق عقولنا لكى نبدع فى حياتنا على الأرض ونصنع الحضارة، ونحن فى حاجة ماسة إلى بناء الوعى الإنسانى"، مناشدًا مستخدمى مواقع التواصل الاجتماعى استخدامها فى مواجهة التطرف، ودعم دور المرأة فى التوعية والاهتمام بالأسرة، لأنها الركيزة الأساسية للحفظ من التطرف.
واستطرد: "إننا فى تعايش مستمر مع أبناء الوطن الواحد، وهذا يؤدى إلى الاستقرار والتقدم، متابعًا: "نصلى أن يبارك الله الجهود المخلصة وأن يحفظ بلدنا من كل سوء".
جدير بالذكر أن المؤتمر يُعقد على مدار يومين، ومن المُقرر أن يصدر عنه "إعلانِ الأزهرِ للعيش الإسلامى المسيحى المشترك"، والذى يقتضى العيش بين المصريين فى ظل المواطَنة، والحرية والمشاركة والتنوع.

شارك