بوش الابن: لم نحارب الإسلام.. ومن يقتل الأبرياء ليسوا برجال دين

الأربعاء 01/مارس/2017 - 02:43 م
طباعة بوش الابن: لم نحارب
 
على الرغم من أن الرئيس الأمريكي الأسبق جورج دبليو بوش الابن، أمضى الثمان سنوات الماضية – هي فترة حكم باراك أوباما – متجنبا أي ظهور إعلامي له، إلا أنه ظهر أول أمس الاثنين، في أول حوار تلفزيوني بعد تنصيب الرئيس الأمريكي الحالي دونالد ترامب، انتقده فيها على ما أسماه "الحرب على الإسلام الأصولي".
أجرى الحوار مات لوير، المذيع بقناة إن بي سي الأمريكية،  بمناسبة إصدار كتاب "صور من الشجاعة" من تأليف جورج بوش الابن، والذي يرصد فيه حياة عدد من المحاربين والجنود الأمريكيين الذين أمضوا حياتهم وضحوا بها في الجيش الأمريكي.
تناول الحوار عدد من المحاور والقضايا التي تشغل الرأي العام الأمريكي منها الحرب على الإرهاب وقانون منع استقبال القادمين من الدول الإسلامية وغيرها من القضايا.
وهذا نص الحوار الذي دار بين بوش الابن ومات لوير:
- توليت الرئاسة عام 2001، في توقيت مليء بالأحداث، خاصة بعد أن حسمت المحكمة العليا النزاع المتعلق بإعادة فرز الأصوات المتنازع عليها في ولاية فلوريدا، والتي قسمت وقتها الشعب الأمريكي، كيف تقارن بين التقسيم الحادث وقتها، والتقسيم الذي نشهده حاليا؟
صعب أن تقارن كلتا الحالتين، من الصعب مقارنة شيء واحد ببعض، على الرغم من أن المنصب في حد ذاته مهمة صعبة، وأنا شهدت عددا من الانقسامات عندما كنت طفلا، وعرفت أنه لرأب هذا النوع من الانقاسامات على كثير من الناس أن يتحدوا معا لتوحيد البلاد والرئيس يلعب دورا هاما في ذلك.
- الرئيس ترامب أعرب أنه يأمل أن يوحد البلاد، هل رأيته خلال هذا الشهر يفعل شيئا أو قال شيئا تدل فعلا عن رغبته في توحيد البلاد؟
الرئيس تسلم مهامه منذ أقل من شهر، ومن الصعب الحكم الآن لأنها فترة قصيرة جدا، مازال أمامه أربع سنوات لنقرر ذلك، ثانيا علينا أن ننتظر حتى نستطيع أن نرى ما الذي يمكنه الرجل أن يقوم به، الآن وسائل الاعلام الحديثة موجودة ومحيطة بنا في كل مكان، فأصبحت المعلومة تأتي من كل مكان، بما قد تحمله من مغالطات، عندما كنت في السلطة كان الأمر يتطلب منكم كاعلاميين الكثير من العمل، إن العالم مختلف تماما الآن.
- أشرت في كلامك إلى نقطة هامة حول وسائل الاعلام لأنه خلال فترتي ولايتك تم مدحك وانتقادك كثيرا في وسائل الاعلام، في الوقت الذي مرت فيه البلاد بالكثير من الأزمات، هل اعتبرت الاعلام يوما وأنت رئيسا للبلاد عدو للشعب الأمريكي؟
أنا اعتبر الاعلام قيمة لا غنى عنها للديمقراطية، نحن في حاجة لاعلام مستقل ليحاسبوا ناس مثلي، السلطة قد تكون إدمانا للقائمين عليها، كما إنها آكلة للحقوق، ومن المهم لوسائل الإعلام أن تكون مستقلة لمحاسبة الأشخاص الذين يسيئون استخدام سلطتهم، سواء كان هذا هنا أو في أي مكان في العالم، من الأشياء التي حاولت القيام بها هو إقناع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين من قبول فكرة الاعلام المستقل، ومن الصعب أن تحاول إقناع الآخرين بأهمية وجود صحافة مستقلة بينما لسنا على استعداد أن يكون لدينا إعلاما مستقلا خاص بنا.
- بمناسبة الحديث عن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وما تردد عن تورط حملة ترامب بالحكومة الروسية، هل ترى أن يتم تعيين مدعي عام خاص للتحقيق في هذه الاتهامات ، حتى تستطيع أن تجاوب على كل تساؤلات الشارع الأمريكي؟
أظن أنه كلنا في حاجة إلى إجابات، لا أعرف أن كان ينبغي تعيين مدعي عام خاص لهذه القضية أم لا، فأنا لست محاميا، وأنت تسأل الشخص الخطأ في هذا المجال، لكنني أعتقد أن سيناتور ولاية نورث كارولينا ريتشارد بور، رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ الأمريكي، وهو شخص صالح جدا ومفكر مستقل بذاته، فهو سيكون له مصداقية أكثر مني للإجابة عن هذا التساؤل فأنا لا أعرف المسلك الصحيح للتحقق من هذا ولكنني واثق أننا جميعا في حاجة إلى إجابات.
- لم يمض على فترة ولايتك سوى تسعة أشعر عندما وقعت هجمات 11 سبتمبر وهي أسوأ عمل إرهابي شهدته البلاد، وبعدها قمت بإلقاء خطاب قلت فيه نصا "أود أيضا التحدث إلى المسلمين في كل أنحاء العالم، نحن نحترم عقيدتكم وممارسة شعائركم، فهناك الملايين من الأمريكيين المسلمين وأيضا المسلمين حول العالم الذين نعتبرهم أصدقاؤنا، الإسلام التي تحرص تعاليمه على الخير والسلم"، حديث مختلف تماما عما نسمعه هذه الأيام، هل تعتقد أن موقف الرئيس الحالي مدروس تجاه المسلمين؟
من الأشياء التي علينا جيد أن نعيها أن عظمة هذه الأمة هو حرية العبادة وحرية ممارستها سواء كنت مؤمنا بدين أو لا تتبع أي دين على الإطلاق، جزء من حريتنا هو ممارسة العبادة بمنتهى الحرية، أنا أتفهم وجود خفافيش، وأن هذا صراع أيدولوجي والناس الذين يقتلون الأبرياء ليسوا برجال دين أنهم يريدون دفع أيديولوجية بعينها، ولقد واجهنا تلك الأنواع من المنظرين في الماضي.
- وهل سياسة منع المهاجرين القادمين من سبعة دول ذات أغلبية مسلمة من الدخول إلى بلادنا يصعّب أم يسهّل الحرب على الإرهاب؟
أعتقد أنه من الصعب محاربة الإرهاب لو أننا حاربناهم من وراء شجرة، هذا درس تعلمته الولايات المتحدة بعد حروبها التي خاضتها في الفترة الماضية، عندما تدافع عن حرية مجتمعك عليك فأنت ستحارب داعش وعلينا أن نهزمهم، كما ستحارب أي تهديد داخلي.
- هل أنت مع سياسة المنع؟
أنا مع سياسة الهجرة المرحبة بالقادمين وفقا للقوانين.
- سمعت خطاب الرئيس ترامب عندما تحدث عن "المجزرة الأمريكية"، هل هذه هي أمريكا التي تراها عندما تسافر عبر أرجاءها؟
أمريكا التي أراها هي تلك التي قدمت وضحت بأشياء عظيمة لمصالح أعظم، واضعين حياتهم على خط النار ليجعلوا من أمريكا مكانا أفضل للعيش، ولهذا أنا هنا، ولهذا السبب ألف كتابي "صور من الشجاعة" لأبرز حياة أشخاص قدموا حياتهم من أجل هذا البلد".

شارك