الإخوان وأمريكا وسؤال الإرهاب..

الخميس 02/مارس/2017 - 03:57 م
طباعة الإخوان وأمريكا وسؤال
 
مازالت قضية تصنيف جماعة الاخوان وتنظيمها الدولي كمنظمة ارهابية محل نقاش داخل اروقة الكونجرس الامريكي بين ومؤيد ومعارض وفي حالة رصدها لهذا النقاش الدائر وفي أحدث تقاريرها قالت صحيفة "وول ستريت جورنال" الأمريكية إن مسألة تصنيف الولايات المتحدة الأمريكية الإخوان المسلمين جماعة إرهابية"، ظلت محلا للنقاش لفترات طويلة في الكونجرس الأمريكي.
ولفتت الصحيفة، في مقال نشرته على موقعها الإلكتروني، إلى حث الجمهوريون في نقاشاتهم أثناء جلسات الكونجرس الأمريكي باعتبار الجماعة تنظيم إرهابي، إلا أن إدارة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما وقفت أمامهم بالمرصاد.
أما الآن، وبعد تولي الرئيس الجمهوري دونالد ترامب للرئاسة، يبدو أن إداراته ستمضي نحو تصنيف الإخوان جماعة إرهابية. وفي الوقت ذاته يحاول المؤيدون والمعارضون للقرار تفسير موقفهم بالحجج والتفسيرات المنطقية.
وأوضحت الصحيفة أن المؤيدين لفكرة تصنيف الإخوان جماعة إرهابية، هو أنها ساعدت على احتضان الأيديولوجيات الإرهابية، وشجعت على استخدام العنف. علاوة على أن العديد من حلفاء أمريكا صنّفوا الجماعة كتنظيم إرهابي، من بينهم مصر، والإمارات، والسعودية.
أما المعارضون فيرون أن تصنيف واشنطن للجماعة كتنظيم إرهابي سيتسبب في إحداث أضرار أكثر من الفوائد، وأشاروا إلى أن ذلك بإمكانه منح داعش المزيد من القوة، لأن المتعاطفين مع التنظيم سيذهبون للقتال في صفوفه.
كما يرى المعارضون للتصنيف أيضا، أن قرار كذلك من شأنه تقويض العلاقات الأمريكية بالدول الداعمة للإخوان، مثل المغرب، وتونس.
وتقول الصحيفة إن ما يثير الانتباه هو أن النقاش الدائر حول الإخوان المسلمين في أمريكا لم يتغير منذ 2001، خاصة عندما يتعلق الأمر بالتنظيم الأم في مصر. فيرى أحد الجوانب أن الإخوان مؤامرة دولية والتي تتسلل ببطء داخل أمريكا.
أما الجانب الآخر، بحسب الصحيفة، فيروها منظمة إسلامية معتدلة، تحتضن الديمقراطية، وتنبذ العنف.
وتشير الصحيفة الأمريكية إلى أن وجهتي النظر لم تصبحا حقيقة، لأن جماعة الإخوان المسلمين المعروفة لم تعد موجودة الآن، بل شهدت الكثير من التغيرات منذ الإطاحة بقادتها من السلطة في يوليو 2013.
وذكرت أن الإخوان المسلمين استطاعوا تحقيق هدفهم بالوصول إلى السلطة، بعد الإطاحة بالرئيس السابق مبارك في 2011. وبعد عامين فقط فقدوا السيطرة على الأمور، إذ أُطيح بالرئيس السابق محمد مرسي من الحكم، ليصل الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إلى مقعد الرئاسة في نهاية المطاف.
وأشارت الصحيفة إلى وقوع أحداث 30 يونيو، والتي انتهت بإطاحة مرسي، كالصدمة على الإخوان المسلمين، تلك الجماعة ذات التنظيم الهرمي، التي تفخر بانضباطها وقوتها. خاصة بعد إلقاء القبض على قادتها، وهروب أغلبهم إلى الخارج.
وتتابع قائلة إن أحداث يونيو وما أسفر عنها، وضع القادة أمام تحديين لا ثالث لهما، الأول هو إنشاء هيكل قيادي جديد، والثاني هو تطوير استراتيجية لإسقاط نظام السيسي.
في بداية عام 2014، اُنتخبت الهيئات قيادات جديدة في مصر وتركيا، التي أصبحت مركزا للإخوان المسلمين. ومن بينهم محمد كمال والذي قتل في اشتباك مع قوات الامن المصرية في اكتوبر 2016، أحد أبرز القيادات في الجماعة. وكثفت الجماعة نشاطها بعد تقويض السلطات المصرية للمظاهرات والاحتجاجات التي أملت أن تُطيح بالسيسي.
ووفقا للصحيفة، فإن الجماعة تمر بحرب أهلية داخلية، وهناك مُنافسة بين التيار القديم والتيار الجديد، وهذا ما اتضح للجميع في مايو 2015، وتبعه تراجع في الهجمات العنيفة، والذي فسره المحللون بأنه يرجع لتوقف القادة القدماء بتمويل التيار الجديد.
وتؤكد الصحيفة أن جماعة الإخوان المسلمين في مصر تتفكك. ويتنافس قادتها على أنقاضها الآن، وانخرط بعضهم في العمليات الإرهابية، وشجعوا على القيام بأعمال عنف.
وحثت الصحيفة إدارة الرئيس الأمريكي على وضع كل هذه التطورات في الحسبان. لأن تصنيف الإخوان المسلمين في مصر جماعة إرهابية لن يعكس الصورة الحقيقية لما يحدث الآن. عوضا عن ذلك عليها استهداف شخصيات وجماعات مُعينة تورطت في الأعمال الإرهابية، أو دعمته على الأقل.

شارك