اندماج 4 جماعات جهادية.. القاعدة توحد فصائل الإرهاب في الساحل والصحراء

الخميس 02/مارس/2017 - 07:43 م
طباعة اندماج 4 جماعات جهادية..
 
يبدو أن هناك تغيير علي مستوي الجماعات الجهادية في منطقة الساحل والصحراء بينما ينذر بارتفاع موجهة الهجماعات ضد دول الساحل والصحراء، في ظل صراع النفوذ بين تنظيم القاعدة و"داعش" بمنطقة الساحل والصحراء.

اندماج 4 جماعات جهادية

اندماج 4 جماعات جهادية
أعلنت عدة حركات وكتائب جهادية ناشطة في دولة مالي ومنطقة الساحل الاندماج في جماعة جديدة أطلقت عليها "جماعة نصرة الإسلام والمسلمين"، واختارات الجماعات المندمجة أمير جماعة أنصار الدين إياد أغ غالي أميرا لها، مجدد المباعية لزعيم القاعدة أيمن الظواهري.
وقد أعلنت جماعات وكتائب "إمارة منطقة الصحراء، والمرابطون، وأنصار الدين، وكتائب ماسينا"، الاندماج في الجماعة الجديدة، وظهر قادتها على منصة واحدة خلال إعلان الجماعة الجديدة.
وظهر على منصة إعلان الاندماج قاضي إمارة منطقة الصحراء أبو عبد الرحمن الصنهاجي، ونائب أمير كتيبة المرابطون الحسن الأنصاري، وأمير جماعة أنصار الدين - الذي اختير لإمارة الجماعة الجديدة - إياد أغ غالي، وأمير إمارة منطقة الصحراء يحي أبو الهمام، وأمير كتائب ماسينا محمد كوفا.
وشكلت مواكبة القاضي الشرعي لإمارة منطقة الصحراء عبد الرحمن الصنهاجي للاندماج الجديدة، مؤشرا على السعي لزيادة مصداقية هذه الخطوة لدى المرتبطين بهذه الجماعات والكتائب من خلال إجازة المسؤولين الشرعيين في المنطقة لإجراءات القادة العسكريين.
واعتمدت الجماعة الجديدة عن مؤسسة إعلامية باسم "الزلاقة"، تولت إصدار الشريط الجديدة، وكذا صور الاجتماع الذي أعلن فيه الاندماج.
وكانت الحركات الجهادية في مالي قد أعلن قبل أيام عن بدئها مشاروات بهدف الاندماج في جماعة واحدة، بأمير واحد، وكشفت عن انعقاد اجتماع بهذا الخصوص.
للمزيد عن القاعدة في المغرب الاسلامي اضغط هنا 

الفصائل المندمجة:

الفصائل المندمجة:
وحركة "أنصار الدين"،  تأسست في نوفمبر 2011 من قبل زعيم الطوارق المالي أياد أغ غالي الذي يتمتع بنفوذ كبير، وينحدر اغلب عناصر حركة "أنصار الدين"، من الطوارق.
وزعيم الجماعة اياد اغ غالي استنكر اتفاقية السلام الموقعة في الجزائر في 20 يونيو 2015، بين المتمردين الطوارق و باماكو، و دعا الى مواصالة قتال القوات الفرنسية، خلال تسجيل صوتي تم التثبت من صحته.
و تشير التقارير الصحفية إلى أنه بحلول أوائل عام 2012 انضمت أعداد أكبر من المتشددين في مالي إلى صفوف حركة "أنصار الدين" -- بما فيهم مقاتلو تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» تحت قيادة ابن عم أغ غالي القائد في تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» حمادة أغ هما -- كما حصلت حركة "أنصار الدين"على السلاح من مصادر متنوعة. وُيعتقد كذلك بأن مقاتلي تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» كان لهم دور في أعمال القتال أثناء الشهور الأولى من تمرد في مالي.
للمزيد عن حركة انصار الدين اضغط هنا 
فيما جماعة المرابطون، نشات جماعة المرابطون شمالي مالي، في شهر اغسطس عام 2013  بعد تطوير تحالف بين حركة التوحيد و الجهاد بغرب افريقيا (التي تسيطر على منطقة غاو شمالا) و جماعة "الموقعون بالدم" وانقسمت الجماعة، منذ شهر مايو المنقضي، الى فصيلين.
لمزيد عن جماعة المرابطون اضغط هنا
اما جبهة تحرير ماسينا، التي تقتبس اسمها عن امبراطورية فولا الدينية التي حكمت مالي خلال القرن 19،  نشات مطلع عام 2015. وتنتسب المجموعة "الجهادية" الى حركة "انصار الدين"، التي تدين بالولاء لتنظيم القاعدة في بلاد المغرب الاسلامي.
وجبهة تحرير ماسينا تبنت أيضا هجوم باماكو على غرار جماعة المرابطين. و اكدت في بيان لها، ان هجومها المشترك مع جماعة "انصار الدين" المسلحة جاء "كرد فعل على هجمات القوات الفرنسية في منطقة الساحل (تعرف باسم "برخان")، والتي تعاضد جهود القوات المالية، وتستهدف عناصر جبهة تحرير ماسينا وجماعة انصار الدين.
للمزيد عن جبهة تحرير ماسينا اضغط هنا
وجبهة تحرير ماسينا تسعى الى اختراق وسط مالي، بقيادة زعيمها الداعية امادو كوفا، المعروف بخطبه النارية و سعيه الدؤوب لتاسيس دولة خلافة يتزعمها فيما بعد.

الزعيم الجديد:

الزعيم الجديد:
زعيم حركة انصار الدين، إياد أغ غالي، الأمير الجديد للجماعة "نصرة الإسلام والمسلمين"،  التي تضم في عضويتها عدة حركات وكتائب جهادية سبق وأن عمل دبلوماسيا لمالي في المملكة العربية السعودية، وذلك خلال "استراحة محارب" أخذها بعد توقيع اتفاقية بين الحركات الأزوادية المتمردة والحكومة المالية، في الفترة من 1996 وحتى العام 2011.
وزعيم حركة أنصار الدين في مالي، احد المطلوب علي قائمة الإرهاب للخارجية الامريكية.
و"اياد أغ غالي"  هو  اول متشدد من الطوارق يدخل القائمة الارهابية لوزارة الخارجية الأميركية، التي تضم مجموعات أعضاء تنظيم القاعدة في الصحراء، مثل الجزائريين مختار بلمختار، وعبدالمالك ركدال.
وعرف إياد أغ غالي من خلال بروزه كقائد يساري لحركة تحرير أزواد بداية التسعينيات، حين قاد حركة الطوارق في حرب مع مالي انتهت بتوقيع اتفاقيات سلام لم تنفذ، ولكن عقب سفره إلى اسلام اباد تأثر بجماعات التبليغ في باكستان التي عقد معها صلات واسعة، وأطلق إياد من وقتها لحيته، وأصبح شبه منعزل عن الناس، ملازما لمنزله في معقله كيدال شمالي مالي.
وعاد إياد إلى مالي، وبقي متنقلا بين الصحراء وليبيا حتى اندلعت الثورة الليبية التي دفعت بأعداد كبيرة من الطوارق إلى العودة إلى مالي بعد أن غنموا أسلحة ضخمة كان القذافي قد سلحهم بها للقتال معه، ليعود أغ غالي مع مجموعة كبيرة مدججة بشتى أنواع الأسلحة إلى شمالي مالي.
كما يحتفظ الزعيم الجديد للحركات الجهادية الناشطة في منطقة الساحل والصحراء إياد أغ غالي، برمزيته القيادية في وسطه القبلي، ويتجاوز تأثيره هذا الوسط إلى القوميات الأخرى المنخرطة في الجماعة الجديدة التي توج قائدا لها.
للمزيد عن "إياد غالي" اضغط هنا

القاعدة في الساحل والصحراء:

القاعدة في الساحل
وجددت الجماعة الجديدة تمسكها ببيعة تنظيم القاعدة الأم أيمن الظواهري، وكذا أمير فرع التنظيم في المغرب الإسلامي أبو مصعب عبد الودود، وأمير حركة طالبان الأفغانية الملا هيبة الله.
يشكل إعلان الجماعة الجديدة، والشخصيات التي ظهرت على منصتها، ونوعية اختيار أميرها، خطوة متقدمة من الحركات الجهادية في سبيل إثبات تغلغلها في النسيج الاجتماعي المحلي في الشمال المالي، وفي المناطق المحاذية له، وكذا سعيها لإيجاد حاضنة شعبية لها في المنطقة.
وقد كشف اندماج الفصائل الاربعة عن وجود ممثلون عن القوميات الأساسية المنتشرة في منطقة الساحل والصحراء، حيث حضور ممثلين من طوارق، وفلان، وعرب، إضافة لتمثيل المقاتلين الوافدين على المنطقة من دول الجوار أو مختلف مناطق العالم.
ختما يبقي اندماج الفصائل المحسوبة علي تنظيمم القاعدة هو نجاح كبير لأيمن الظواهري في مواجهة "داعش"، مع خسار تنزظيم ابوبكر البغدادي في العراق وسوريا وعدة مناطق بالعالمين العربي والاسلامي، وهوما يعزز موقف القاعدة ضد دولة خلافة البغدادي.
الأمر الأخر سيكون امام مالي ودول الساحل والصحراء مهمة صعبة وثقيفة في مواجهة الجماعات المتشددة المحسوبة علي تنزظيم القاعدة، وهي الجماعات التي  تبنت اغلب العلميات الارهابية ضد الاهداف في عدة دول كدولة مالي وموريتانيا بوركينافاسو، والجزائر وغيرها من الدةول التي تشهد عمليات مختلفة لجماعات الارهابية.
توحد الجماعات المتشدده يتعين على واشنطن وحلفائها في غرب أوربا  وفي مقدمتها فرنسا والعواصم الإقليمية بافريقيا الاستعداد لأسوأ السيناريوهات المتعلقة بعدوى انتشار العنف ومحاولات الهجوم سواء داخل هذه البلاد أو خارجها، وكذلك العودة المحتملة لأنشطة التمرد. وبينما جاء تدخل فرنسا الاستباقي ليحول دون بسط الجهاديين لسيطرتهم على المناطق الاستراتيجية الحساسة في مالي، تلوح إشارات من حالة عدم الاستقرار التي تشهدها المنطقة بشكل عام وكذلك الخبرات السابقة مع المنظمات الجهادية الأخرى على أن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» وحلفاءه سوف سيبدأون مرحلة جديدة من الارهاب في دول الساحل والصحراء.

شارك