دمشق وموسكو يتهمان المعارضة السورية بافشال المفاوضات..والجيش يستعيد تدمر

الخميس 02/مارس/2017 - 08:33 م
طباعة دمشق وموسكو يتهمان
 
جانب من مفاوضات جنيف
جانب من مفاوضات جنيف
تتواصل المحاولات الأممية لطرح خطط توافقية مع فصائل المعارضة السورية، ومناقشة مقترحات قدمها المبعوث الأممى إلى سوريا، في الوقت الذى نجح فيه الجيش السوري وبدعم روسي من استعادة تدمر من قبضة تظيم داعش.  
قدم المبعوث الدولي الخاص ستيفان دي ميستورا، خطة للأطراف السورية المشاركة في اجتماع "جنيف 4" ورقة مكونة من 12 بندا لرؤية الأمم المتحدة حول نظام الحكم في سوريا، تتضمن احترام سيادة سوريا ووحدة أراضيها، و المساواة التامة من حيث السيادة الوطنية، وممارسة دورها الكامل في المجتمع المدني، ولا يجوز التنازل عن أي جزء من الأراضي السورية و"يظل الشعب السوري ملتزما باستعادة الجولان السوري المحتل بالوسائل المشروعة".، على أن  يقرر الشعب السوري وحده مستقبل بلده بالوسائل الديمقراطية.
ومن المحاور أيضا أن تكون سوريا دولة ديمقراطية وغير طائفية تقوم على المواطنة والتعددية السياسية وسيادة القانون و تلتزم الدولة بالتمثيل العادل وبإدارات المحليات في الدولة والإدارة المحلية الذاتية للمحافظات، كما تتلزم باستمرارية عمل الدولة ومؤسساتها وتحسين أدائهما، إلى جانب الحفاظ على القوات المسلحة، ورفض الإرهاب والتعصب والتطرف والطائفية، مع احترام حقوق الإنسان وإيجاد آليات لحمايتها، و إسناد قيمة عالية للهوية الوطنية لسوريا، وكذلك توفير الدعم للمحتاجين وضمان السلامة والمأوى للاجئين والمشردين بما في ذلك حقهم في العودة إلى ديارهم، مع حماية البيئة والتراث الوطني.
من جانبه أكد أسامة أبو زيد المتحدث باسم المعارضة السورية المسلحة، استعداد المعارضة للمشاركة في جولة جديدة من المباحثات بالعاصمة الكازاخستانية أستانا، إذا وجهت روسيا وتركيا دعوة لها، أضاف بقوله "وفد المعارضة كان مندهشا"، من رؤية ممثلين عن إيران في مفاوضات أستانا"، مضيفا: "قالوا لنا نريد أن تكون إيران ضامنا، هم يريدون ذلك فليكن، لكن في حال لم يكن هناك توازنا، هناك المجتمع العربي وهناك السعودية والإمارات وقطر، تحدثوا معهم، وهناك الأردن التي توجد في أستانا كمراقب".
أضاف: "نحن نرى أنه إلى جانب الحكومة السورية بلدان، توفران لها الغطاء السياسي وتدعم موقفها في مناقشة الوثائق،.. في حين أن تركيا تقف وحيدة إلى جانب المعارضة كون الأردن مجرد مراقب. طالبنا المجتمع العربي، بما فيه الأردن، ليكون حاضرا أيضا  إيران وروسيا وتركيا، هذا أمر منطقي".
يشار إلى أن الجولة الأولى من المحادثات حول سوريا في العاصمة الكازاخستانية "أستانا" عقدت في 23-24 يناير الماضي، بمبادرة الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الذي عرض إنشاء منصة إضافية لعملية السلام في أستانا إلى جانب جنيف.
ستيفان دي ميستورا
ستيفان دي ميستورا
كان مصدر مقرب منظمي المحادثات بشأن سوريا في أستانا قال إن الجولة القادمة قد تكون في الفترة 14-15 مارس.
وفى سياق متصل اتهمت روسيا الهيئة العليا للمفاوضات، التي تمثل المعارضة السورية بتخريب محادثات السلام في جنيف وذلك بعد يوم من اجتماع مسؤولين بالخارجية الروسية مع ممثلين عن المعارضة في محادثات نادرة لتضييق هوة الخلافات.
حيث التقى أعضاء في الهيئة التي تحظى بدعم دول غربية وعربية وتركيا مع جينادي جاتيلوف نائب وزير الخارجية الروسي أمس الأربعاء لبحث ما تقول الهيئة إنها وعود موسكو بوقف إطلاق النار وللضغط على وفد الحكومة السورية.
وقالت ماريا زاخاروفا المتحدثة باسم الخارجية الروسية "لسوء الحظ نلاحظ بناء على نتائج الأيام القليلة الأولى أن المحادثات تثير مجددا الشكوك بشأن قدرة ممثلي المعارضة السورية على إبرام اتفاق".، مضيفة "ترفض ما تسمى الهيئة العليا للمفاوضات التعاون بشكل متساو مع منصتي موسكو والقاهرة وتفسد في الحقيقة عملية حوار شامل".
ورغم إعلان وقف إطلاق النار منذ أواخر ديسمبر برعاية روسيا وتركيا وإيران زاد العنف منذ انطلاق المحادثات قبل نحو أسبوع وبدا أن الأطراف المتحاربة بعيدة عن الدخول في مفاوضات فعلية.
بينما أكد رئيس الوفد الحكومي إلى جنيف بشار الجعفري أن "عمليات مكافحة الإرهاب ستستمر حتى تحرير آخر نقطة من أراضينا التي تعبث فيها فلول عصابات الإرهاب العالمي".، مضيفا "أجرينا اليوم جولة محادثات مع دي ميستورا تناولت المواضيع الجوهرية أبرزها مكافحة الإرهاب، واستمعنا إلى الخبراء القانونيين حول هذه المسألة".
أكد الجعفري أن دي ميستورا وعد الوفد السوري بالرد على ما قدم من أفكار خلال جلسة الجمعة، مضيفا أن ملاحظات أولية على ما تم الاستماع إليه قدمت إلى المبعوث الأممي، وأشار رئيس الوفد السوري إلى أنه لم يسمع من دي ميستورا "أنه يرفض شخصيا إدراج السلة الرابعة المتعلقة بمكافحة الإرهاب على جدول الأعمال"، مؤكدا أن "من يرفض النقاش في سلة مكافحة الإرهاب هو حصرا وفد معارضة الرياض".
قال الجعفري: "قسم من وفد الرياض يضم مجموعات إرهابية مسلحة بعضها يقاتل إلى جانب القوات التركية الغازية لأراضينا في الشمال والبعض الآخر تديره إسرائيل، محملا "وفد الرياض" مسؤولية أي فشل للمحادثات في جنيف.
الجعفري
الجعفري
وفي نفس السياق قالت بسمة قضماني العضو البارز في وفد المعارضة السورية الرئيسية اليوم الخميس على هامش المحادثات "نحن مقتنعون بعدم وجود حل عسكري.. نحن نسعى إلى حل سياسي". وأضافت "لكن لا توجد احتمالات وهو ما يمكن استنتاجه بعد أسبوعين أو عشرة أيام من المحادثات هنا في جنيف. الاحتمالات ضعيفة للغاية".
وذكرت وكالة الإعلام الروسية نقلا عن المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف أن وزير الدفاع الروسي سيرغي شويغو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين اليوم الخميس أن الجيش السوري استعاد بالكامل مدينة تدمر من تنظيم "الدولة الإسلامية".
من ناحية آخري أعلنت القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة السورية أن وحدات من القوات المسلحة بالتعاون مع القوات الرديفة والحلفاء استعادت مدينة تدمر والمناطق المحيطة بها، والاشارة إلى أن عملية التحرير تمت بعد سلسلة من العمليات العسكرية الناجحة وبإسناد جوي من مركز الطيران الحربي السوري والروسي.
وتم التأكيد على انه تم "استعادة السيطرة على مدينة تدمر تؤسس لتوسيع العمليات العسكرية"، التي تقوم بها القوات السورية ضد تنظيم "داعش" الإرهابي، والاشارة إلى أن أهمية هذا الإنجاز تأتي من المكانة التاريخية والحضارية لمدينة تدمر وتزامنه مع انتصارات الجيش العربي السوري في الريف الشمالي الشرقي لمدينة حلب ما يشكل ضربة قاصمة للتنظيم الإرهابي الذي بدأ يتقهقر وينهار تحت ضربات قواتنا المسلحة وحلفائها".
وسبق وأعلن الكرملين أن وزير الدفاع الروسي سيرجي شويجو أبلغ الرئيس فلاديمير بوتين الخميس بأن القوات السورية استعادت سيطرتها على مدينة تدمر بدعم من القوات الجوية الروسية.
الجيش السوري يستعيد
الجيش السوري يستعيد تدمر
يذكر في هذا الصدد أن تدمر وقعت في قبضة تنظيم "داعش" الإرهابي منتصف مايو عام 2015، وتمكنت القوات السورية من تحرير المدينة السورية العريقة من الإرهابيين في أواخر مارس عام 2016 الماضي، إلا أن مسلحي "داعش" سيطروا عليها من جديد في منتصف ديسمبر الماضي بعد هجمات مستمرة على مدى يومين.
وذكرت وكالات الأنباء أن الجيش السوري بدأ بإنشاء تحصينات دفاعية في ضواحي تدمر بعد استعادتها، كما بدأ بمعاينة الآثار وإزالة الألغام والعبوات الناسفة، التي قد يكون التنظيم زرعها، والاشارة إلى أن المسرح الأثري في المدينة عند فحصه، لم يعثر على أي متفجرات، فيما هدم الجزء المركزي من خشبة المسرح بفعل انفجار.
وعثرت القوات السورية على أسلاك مخصصة للمتفجرات على امتداد الأعمدة والأنقاض، حيث كان المسلحون يعتزمون تفجيرها قبل انسحابهم، لكن الوقت لم يسعفهم في ذلك.
تجدر الإشارة إلى أن آثار تدمر تعتبر من أهم مواقع التراث العالمي الخاضعة لحماية منظمة "يونسكو" الدولية في سوريا. وألحق التنظيم الإرهابي أضرارا جسيمة بالعديد من الآثار في هذه المدينة العريقة.

شارك