الحرب الأمريكية ضد القاعدة في اليمن.. الاستراتيجية والأهداف

السبت 04/مارس/2017 - 12:56 م
طباعة الحرب الأمريكية ضد
 
وسعت الإدارة الأمريكية من حربها على تنظيم القاعدة في اليمن، فبعد أسابيع من عملية إنزال جوي في محافظة البيضاء وسط البلاد أسفرت عن مقتل العشرات بينهم مدنيون، كان التنظيم، عُرضة لسلسلة هجمات جوية في ثلاث محافظات يمنية متفرقة، وسط غموض في وصول العديد من الاسلحة الي تنظيم القاعدة في اليمن، مع اتهامات لجماعة الإخوان والحوثيين بدعم القاعدة بالسلاح.

الحرب الأمريكية ضد القاعدة

الحرب الأمريكية ضد
فقد ذكرت تقارير أمريكية، أن الولايات المتحدة شنت 30 غارة جوية على عدة مواقع لتنظيم "القاعدة في جزيرة العرب" في محافظات أبين وشبوة والبيضاء باليمن.
واستخدم الجيش الأمريكي، ائرات بدون طيار وطائرات مقاتلة يقودها طيارون في تنفيذ الغارات، في أول هجوم ينفذه الجيش الأمريكي ضد القاعدة في اليمن منذ العملية التي نفذها في يناير الماضي وأسفرت عن مقتل ضابط أمريكي وعدة مدنيين في محافظة البيضاء.
وقال جيف ديفيز المتحدث باسم وزارة الدفاع الأمريكية" البنتاجون" في مؤتمر صحفي إن الولايات المتحدة نفذت 30 غارة خلال اليومين الماضيين في محافظات شبوة وأبين والبيضاء. 
ولم يكشف الجيش الأمريكي عن عدد الذين قتلوا من مقاتلي القاعدة الجمعة، فيما ذكرت مصادر صحفية، ان الغارات الامريكية أسفرت الضربات عن مقتل 5 من عناصر القاعدة بغارة لطائرة أمريكية دون طيار في منطقة “المزرعة”، ببلدة “الوضيع” التابعة لمديرية “مودية” في محافظة أبين، فيما قتل 3 عناصر آخرون، بغارة مماثلة، استهدفت منزلهم في محافظة شبوة.
كما استهدفت الغارات، مركز تدريب لمقاتلي القاعدة في “جبل نوفان” ببلدة “قيفة” في مديرية رداع، بمحافظة البيضاء، ومنزل القيادي البارز في القاعدة، عبد الإله الذهب، الذي نجا من العملية السابقة التي سقط فيها شقيقاه “عبد الرؤوف وسلطان الذهب”، لكن الغارة أخطأت المنزل، ولم تسفر عن سقوط ضحايا، وفقا للمصادر.
وتواصلت الغارات الجوية العنيفة التي بدأت ليل الأربعاء والخميس، فجر اليوم الجمعة، حيث شن الجيش الأمريكي عشرات الغارات على مواقع مفترضة للقاعدة في البيضاء وشبوة.
واستهدفت غارات شبوة وادي الصعيد ومطارح آل عاطف التي ينتمي لها سعد بن عاطف، أمير القاعدة في المدينة.
ولم تعرف على الفور حصيلة لتلك الغارات لكن مصدرا محليا استبعد أن تكون الضربات نجحت في قتل سعد بن عاطف؛ لأن المنطقة تم إخلاؤها في وقت سابق.

حرب ترامب ضد القاعدة:

حرب ترامب ضد القاعدة:
وجاء التصعيد الجديد في أعقاب حديث للرئيس الأمريكي دونالد ترامب أمام الكونجرس، الأربعاء الماضي، قال فيه إن هجوم البيضاء أسفر عن الحصول على “معلومات مخابراتية قيّمة ستؤدي إلى مزيد من الانتصارات في المستقبل”.
فموجة التصعيد الأخيرة، سبقها عمليات استخبارية مكثفة منذ العملية الأخيرة بمحافظة البيضاء، ووفقا لسكان محليين، فقد نفذت طائرات دون طيار حملات تحليق مستمرة في سماء محافظتي البيضاء وأبين.
وتعتبر واشنطن تنظيم "أنصار الشريعة" في اليمن "أخطر فروع" تنظيم القاعدة.
وهذه هي الموجة العسكرية الثانية في عهد الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، والتي يراها مراقبون بأنها مؤشر على “بداية حرب واسعة” ضد التنظيم المصنف بأنه الأخطر في شبه جزيرة العرب.
ومنذ شنت الولايات المتحدة غارة في أواخر يناير الماضي ضد تنظيم القاعدة في اليمن والتي نفذتها قوات أمريكية خاصة أظهرت واشنطن اصرارا على تنفيذ استراتيجية مكثفة لمكافحة التنظيم المتشدد في اليمن كانت الإدارة الأمريكية السابقة أذنت بها.
ويبدو أن الإدارة الأمريكية فضلّت في الجولة الثانية من التصعيد عدم المجازفة بمعركة برية، وخصوصا بعد مقتل عسكري أمريكي في المعركة السابقة مع القاعدة في بلدة “يكلا” بالبيضاء، والتي قوبلت بتنديد محلي لسقوط أحد أفراد قوات التدخل السريع، بالإضافة إلى سقوط عدد من المدنيين بينهم أطفال ونساء.

غموض دعم القاعدة بالسلاح:

غموض دعم القاعدة
يأتي ذلك مع استمرار غموض حصول تنظيم القاعدة علي شحنات اسلحة، خلال الايام الماضية في ظل التصعيد الامريكي ضد القاعدة.
وقالت مصادر محلية باليمن، إن تنظيم القاعدة تمكن مساء أمس الجمعة، من الاستيلاء على شحنة أسلحة جديدة في محافظة أبين جنوبي البلاد، تزامناً مع تصعيد عسكري أمريكي غير مسبوق ضد التنظيم في محافظات يمنية.
ونقلت وسائل إعلام يمنية، “أن عناصر من القاعدة استولت على شاحنة تحتوي على كميات كبيرة من الأسلحة والذخائر بالقرب من بلدة لودر بمحافظ أبين”.
وأشارت صحيفة عدن الغد إلى أن الشاحنة “كانت في طريقها لمعسكر اللواء 115 مشاة في البلدة المتاخمة لمنطقة مكيراس” مؤكدة “أن الشحنة تحتوي على 180 قطعة سلاح كلاشينكوف و نحو 80 قطعة سلاح متوسط ، فضلاً عن 30 ألف ذخيرة للأسلحة”.
واستولى تنظيم القاعدة قبل أسابيع في محافظة أبين على 4 شاحنات أسلحة كانت قادمة من محافظة مأرب، فيما ذكرت مصادر غير رسمية حينها أنها كانت متوجهة صوب محافظة تعز لدعم عناصر المقاومة هناك.
ويتهم الكثيرون في اليمن حزب الإصلاح اليمني الجناح السياسي لجماعة الإخوان في اليمن  بدعم تنظيم القاعدة، خاصة أن الحزب تكّون عند نشأته في مطلع تسعينيات القرن الماضي من عدد من المجاهدين العائدين من أفغانستان.
فيما اتهمت وسيائلاعلام يمنية، عن وجود صفقات بين الحوثين وتنظيم القاعدة، في مقدمتها دعم الحوثيين لتنظيم القاعدة بالسلاح مقابل شن هجمات ضد حكومة الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي والمناطق الواصعة تحت سيطرة الحكومة الشرعية.
وكان تقرير سابق لبعثة خبراء من الأمم المتحدة كشف بعضا من تلك المناورات والتكتيكات، خاصة علاقة صالح بجماعات إرهابية يستخدمها كأذرع داعمة له من أجل تخريب اليمن والعبث بأمنه وتقويض استقراره وتعطيل أي بادرة بناءة لإرساء قواعد السلم في البلاد.
وأكد تقرير لجنة الخبراء في الأمم المتحدة تواطؤ صالح وأفراد عائلته والصلات الوثيقة التي تربطه مع تنظيم القاعدة الإرهابي وزعمائه في اليمن. حيث أشار التقرير، إلى أن وزير دفاع المخلوع آنذاك محمد ناصر أحمد، عقد لقاءات عدة جمعت صالح بسامي ديان زعيم تنظيم القاعدة لوقف العمليات العسكرية ضد التنظيم في أبين.
وذكر  التقرير أن أوامر عسكرية صدرت في مايو 2011 من يحيى صالح، وهو ابن شقيق صالح والمسؤول عن وحدة مكافحة الإرهاب في أبين، بانسحاب القوات العسكرية نحو العاصمة صنعاء، مما سهل لتنظيم القاعدة شن هجوم على المحافظة والسيطرة عليها حتى منتصف عام 2012.
وأفادت بعض الروايات عن زعماء في تنظيمات متشددة أن صالح كان يشرف على تلقين السجناء من تنظيم القاعدة في اليمن الأقوال والشهادات التي يتعين عليهم الإدلاء بها أمام المحققين الأميركيين الذين يتناوبون على التحقيق معهم، حسبما أوردت وسائل إعلام محلية يمنية.

لماذا الحرب ضد القاعدة في اليمن؟

لماذا الحرب ضد القاعدة
وحول اهمية الحب ضد القاعدة في اليمن، قال السفير الأمريكي لدى اليمن، إن بلاده تشن حملة عسكرية قوية على تنظيمي القاعدة وداعش في اليمن.
وأوضح في تصريح صحفي، إن هدف العملية، هو تحطيم هاتين المنظمتين الإرهابيتين اللتين لم تجلبا لليمن سوى الموت والخراب، والإيغال في القتل وإلحاق الأذى ببقية دول العالم، ومن ضمنه الولايات المتحدة. ونؤكد على أن حربنا عليهما تسير بلا هوادة».
أحد اهم ال÷داف الأمريكية في تصعيد الحرب ضد القاعدة،هو القضاء علي أي مكان أمن للجماعات الارهابية، مع وجود  تقارير تشير الي استعداد عناصر تنظيم "داعش" الفارين من ساحات القتال في العراق وسوريا،  للتوجه إلى اليمن مستغلين بذلك الفراغ الأمني وتمرد الميليشيات الحوثيين ضد الحكومة الشرعية. 
فيما ذهب مراقبون الي أن التصعيد الأمريكي ضد التنظيم في اليمن ، يأتي إدراكا للخطر الذي تمثله  القاعدة وهو يستند إلى معلومات استخباراتية عن حجم هذا التنظيم ونشاطه وتوغله في  نسيج المجتمع ومنظومة الحكم  في ظل هشاشة الدولة ومناخات الحرب التي تعدّ ملائمة جدًا لبروز ونشاط التنظيم، ولذلك جاء تصعيد الحرب ضد تنظيم القاعدة لحجم من مخاكر سقوط مناطق يمنية تحت راية القاعدة وتصبح امارة جديدة لجماعات الارهابية، كما سيطرة "داعش" علي الموصل والرقة ودرير الزور.
كما يأتي التصعيد ضد القاعدة لدعم الاستقرار في اليمن والجزيرة العربية ومنطقة باب المندب والتي تعتبر ممر ملاحي دولي يشكل اهمية استراتيجية للولايات المتحدة الامريكية والعالم ، وسيطرة جماعات ارهابية علي مناطق قريبة من باب المندب يشكل خطرا علي عمليات النقل البحري في بحر العرب وباب المندب والبحر الاحمر.
واخيرا يشكل النجاح الأمريكي في حربه ضد تنظيم القاعدة في اليمن،  هو نجاح لاستراتيجة الرئيس ترامب في مواجهة الجماعات الارهابية، والتي تعهد باقتلاعها من جذورها، بعد سياسية الفاشلة لسلفه الرئيس  الامريكي اسلابق باراك اوباما والذي ازدهرت في ظل سياسيته الجماعات الاسلامية في منطقة الشرق الأوسط والعالم.

شارك