أقليات العراق تعلن.. "سنجار وتلعفر وسهل نينوى" إقليمًا خاصا بها ؟!

الإثنين 06/مارس/2017 - 04:13 م
طباعة أقليات العراق  تعلن..
 
هل يحدث بالفعل اقامة اقليم منفصل لاقليات العراق تحت مسمي اقليم الرافدين ؟ وماهي خطورة هذا الانفصال ؟ فقد أعلن الايزيديون والاشوريون والتركمان في العراق عن تحالف ثلاثي يجمع أقليات العراق التي سكنت منطقة بلاد ما بين النهرين منذ آلاف السنين ضمن إدارة ذاتية مرتبطة بحكومة بغداد. وتحت شعار "إقليم الرافدين ضمانة اكيدة لاستقرار الأقليات في العراق" أعلن المجلس الايزيدي الأعلى المستقل ومنظمة أنفاذ التركمان ومنظمة الرافدين عن تحالف ثلاثي وطني يجمع الأقليات وطالبت خلال بيان مشترك باقليم الرافدين الذي سيشمل حسب البيان ثلاث محافظات وهي ( سنجار وتلعفر وسهل نينوى) كإقليم متعدد القوميات والاديان والثقافات العراقية. وأضاف البيان أن التحالف بعيد عن أي تخندق عنصري أو طائفي، مشيراً أنه وجه جديد لممارسة الديمقراطية في العراق، بعد فشل الانظمة العراقية في حماية القوميات والمجتمعات الصغيرة المتعايشة داخل حدود الاقليم الجديد نقلاً عنه. ودعا التحالف الوطني لإقليم الرافدين التحرك وفق اسس الدستور العراقي الذي يسمح بتشكيل اقاليم ومحافظات جديدة، ويعطي الحق لجميع القوميات التي تتعايش داخل العراق، في الادارة الذاتية، والحفاظ على التراث، والثقافة والحضارة، (حسب الباب الخامس / الفصل الاول / المواد : ١١٢ و ١١٥ و ١١٦ من الدستور العراقي الدائم لسنة ٢٠٠٥) وأكد التحالف الثلاثي أن هدف مشروعه هو ممارسة الحقوق الدستورية والادارية والانسانية، والحفاظ على المجتمعات الصغيرة والاصيلة في العراق، اعتماداً على مبدأ الانفتاح في العلاقات مع الجميع على حد سواء, ونوه أن الدعوة الى انشاء الاقليم ما هي الا ممارسة الحقوق الدستورية المشروعة للجميع، ويهدف إلى منع تكرار المصائب وحملات الابادة الجماعية والمجازر التي ارتكبت وما زالت تُرتكب ضد المجتمعات الصغيرة، وحمايتها. واستطرد البيان أن يهدف المشروع تقسيم العراق مؤكداً على وحدة العراق ارضا وشعبا وثروات وتقوية النسيج الاجتماعي الوطني و تحقيق الاستقرار في المنطقة، بكل الوسائل الديمقراطية والحضارية، والحفاظ على وحدة العراق، واستعادة حقوق الأقليات بالطرق القانونية، وبالاستناد الى الدستور العراقي . ودعا التحالف كافة التشكيلات والمنظمات السياسية والاجتماعية التي تنتمي الى القوميات والمجتمعات التي تعيش داخل خارطة الاقليم الجديد الانضمام الى التحالف المعلن ,واعتماد مبدأ الحوار مع كل المكونات الدينية والعرقية في العراق، والتمسك بحسن الجوار مع جميع الاطراف المجاورة. يذكر أن الأيزيديين والشبك والاشوريين وغيرهم من الأقليات تعرضوا على مرّ التاريخ لحملات الابادة الجماعية وتجاهل الحقوق والاقصاء من قبل الحكومات العراقية المتعاقبة الى يومنا, وتعرضوا إلى الارهاب الدولي وكانت حصتهم من هذا الارهاب بعد عام ٢٠٠٣ الأكبر، وأعنفها هجمة تنظيم داعش التكفيرية بعد ١٠ يونيو  ٢٠١٤ واحتلالها لمعظم مناطقهم، والتي تسببت بهجرة مئات الالوف منهم وما رافقها من أعمال اجرامية بشعة كالقتل وخطف النساء والصبايا واغتصابهن وبيعهن في اسواق الرق في مناطق سيطرته في العراق وسوريا . وحتى الان وبعيدا عن التعليقات القليلة الرافضة لم يخرج رد رسمي حول بيان اعلان الاقليم 
ويمكن تقديم معلومات اولية عن اقليات العراق كما يلي 
1- التركمان:
يعود تاريخ استيطان التركمان في العراق إلى سنة 54 هجرية، وقد بدأ إطلاق اسم التركمان على أتراك العراق في عهد السلاجقة.
ويقطن معظم التركمان في كركوك وبعض مناطق شمالي العراق، ولذلك فهم على احتكاك مباشر مع الأكراد، والعلاقة بين الطرفين ليست جيدة، ومؤخراً وقعت اشتباكات مسلحة في كركوك بين الأكراد من جانب والتركمان والعرب من جانب آخر في إطار صراع السيطرة على المدينة الغنية بالنفط.
وتعرض عدد من زعماء التركمان لمحاولات اغتيال يبدو أن وراءها أسباباً عرقية، وهو ما عزز شعورهم بوجود محاولات لاستهدافهم، لكن ما زاد في سوء هذا التصور إحساس التركمان بالتمييز حينما صدر قانون الدولة للمرحلة الانتقالية من غير أن يتضمن كل ما أراده التركمان من حقوق ثقافية ولغوية مماثلة لما حصل عليه الأكراد.
وللتركمان حركة سياسية منظمة ممثلة بعدد من الأحزاب والتجمعات الاجتماعية والثقافية تضم أكثر من 15 تنظيماً، كما أنهم تمكنوا من فرز قيادات سياسية لهم خلال مدة وجيزة، وربما يفسر هذا النشاط إلحاحهم المستمر على نيل ما يصفونه بحقوقهم المشروعة في العراق.
وهم أبرز الأقليات العرقية التي تشكو من عدم منحها حقوقاً موازية لأهميتها السكانية الممثلة في مجلس الحكم بعضو واحد، لكن التركمان يعدون أن هذا التمثيل غير كافٍ، لاسيما وأنهم يقدرون عددهم بنحو أربعة ملايين شخص، لكن تقديرات أخرى تقول إنهم لا يتجاوزون المليونين، وذلك من غير أن تتأكد صحة أي من التقديرين في ظل عدم وجود إحصاء سكاني دقيق ومعلن.
2- الآشوريون:
قوم ساميون استوطنوا القسم الشمالي من العراق منذ الألف الثالثة قبل الميلاد. وسمي الآشوريون بهذا الاسم نسبة إلى الاسم القديم لعاصمتهم آشور الواقعة على نهر دجلة وهو اسم إلههم. ويطلق اسم الآشوريون حاليا على أبناء كنيسة الشرق القديمة الآشورية والكنيسة الرسولية الجاثليقية القديمة.
يتكلم الآشوريون اللغة الآشوريّة الحديثة والتي تعرف أيضاً باللغة السُّريانية في الأدبيّات الكنسيّة نسبة إلى انتشارها بواسطة كنيسة المشرق التي عُرفت بالسُّريانية.
برزوا كقوة منافسة على مسرح الأحداث في الشرق القديم في بدايات الألف الأول قبل الميلاد حين استطاع ملكهم "أداد نيراري الثاني" أن يخضع الأقاليم المجاورة ويتحالف مع بابل. وابتداء من زمن حكم هذا الملك، أرخ الآشوريون أخبارهم بالطريقة المعروفة باسم "اللمو"، وهي إعطاء تأريخ كل سنة يحكم فيها موظف كبير، ابتداء من اعتلاء الملك العرش. ومن أشهر ملوكهم آشور ناصر بال الثاني.
وللآشوريين حضور في الساحة السياسية العراقية يتمثل في الحركة الديمقراطية الآشورية المعروفة باسم زوعا وهي تجمع عرقي معارض يسعى لإقامة دولة مستقلة للآشوريين في العراق، ويشغل أربعة مقاعد من الخمسة مقاعد المخصصة للآشوريين في البرلمان الكردي والحزب الوطني الآشوري. ويشكل الآشوريون نسبة 0.5% من مجموع السكان.
3- الكلدانيون:
الكلدان المعاصرون هم أحفاد سكان بلاد الرافدين الأصليون ويتكلمون الآرامية. تبنى أجدادهم الديانة المسيحية في القرون الأولى من بدء انتشارها. وكنيستهم، الكنيسة الكاثوليكية الكلدانية، في اتحادها مع الكنيسة الكاثوليكية في روما، هي الوريث الشرعي لكنيسة بلاد الرافدين العريقة، كنيسة المشرق.
وهناك منظمتان تعملان الآن على التعبير عن وتمثيل الطموحات السياسية للكلدان تتمثل في المجلس القومي الكلداني بفروعه وممثليه في أنحاء العالم وحزب الاتحاد الديمقراطي الكلداني في العراق.
يتوزع الكلدانيون في عواصم العالم وتعد أكبر جالية لهم في أمريكا، إذ يبلغ عددهم 150.000 وهم يتفقون مع سياسة الحكومة الأمريكية في سعيها لبناء عراق جديد على أساس وحدة أراضيه واحترام حقوق الإنسان وحقوق الأقليات والديمقراطية التعددية. ولهم بعض المطالب في هذا الشأن.
ويبلغ تعدد الكلدان داخل العراق حوالي 650.000 نسمة. وهم يشكلون نسبة 80% من مجموع مسيحي العراق وهذه النسبة لها تأثيرها في الانتخابات. ويعيش الكلدانيون في الجزء الجنوب للعراق على الضفة اليمنى لنهر الفرات.
4- الصابئة المندائية:
يبلغ عدد الصابئة في العراق حوالي 200 ألف نسمة، وتعود جذورهم إلى الشعوب الآرامية من أسلاف العرب، وقد هاجروا إلى العراق في العام 67 الميلادي.
يتمركز الصابئة في بغداد وفي العمارة والبصرة والناصرية والكوت وديالى والديوانية، ويعيشون على ضفاف الأنهار وخاصة دجلة ويتكلمون لغة خاصة بهم. وقد امتهنوا المهن الحرة مما عزز موقعهم بين الاقوام التي كانت تتعايش معهم بسبب إتقانهم الحرف اليدوية، كالحدادة والنجارة والصياغة وصناعة القوارب والالات الزراعية البسيطة وغيرها من المهن
يؤمن الصابئة المندائيون بأن أول نبي ومعلم لهم هو آدم وابنه شيت وسام بن نوح ويحيى بن زكريا (يوحنا المعمدان) عليهم السلام، ويقول الصابئة إنهم يتبعون يحيى.
والصابئة المندائيون موحدون في ديانتهم، لهم كتاب ديني مقدس يدعى (كنزارابا) أي الكنز العظيم، يليه في الأهمية كتاب "دراشة إد يهيا" أو مواعظ وتعاليم النبي يحيى.
وترتبط طقوسهم بالماء، وتعنى كلمة صبأ بالآرامية "اغتسل" ويسمون في بعض كتب التاريخ "المغتسلة"، ويرد بعض العلماء مثل ابن قيم الجوزية والباحثين المحدثين مثل أنستاس الكرملي الكلمة إلى الضياء، وفي كتابهم المقدس الكنزاربا نص يقول "سمح لي العظيم بعظمته أن أنشر الضياء، العظيم سمح لي أن أنشر النور" وتعني كلمة مندائي: القديم، وهي كذلك في السريانية.
يتطلع الصابئة المندائيون في العراق إلى مرحلة جديدة يعترف فيها بهم كقومية وثقافة لها حقوقها وخصوصيتها، ويكون لهم تمثيل في المجلس النيابي القادم ومدارسهم الخاصة.
5- اليزيدية:
يعيش اليزيديون في جبل سنجار شمال العراق، وينتمون إلى الأديان القديمة، وأما نسبتهم إلى يزيد بن معاوية فجاءت لاحقة وبتأثير قومي، والصحيح أن النسبة إلى يزدان وهو أحد أسماء الله التي يتعبدون بها، وينسبه البعض إلى مكان مقدس لديهم في شمال العراق يدعى يزدم، وينسبهم بعض المؤرخين إلى السومرية، وتعني كلمة "أزيدا" بالسومرية الروح الخيرة النقية، ويسميهم البعض عبدة الشيطان لأنهم يعتقدون أن إبليس هو أحد الملائكة بل هو رئيسهم.
تعرض اليزيديون لاضطهاد على يد العثمانيين في عهد السلطان سليمان القانوني، وهم أكراد، ويعتبر عدي بن مسافر الذي عاش في القرن الثاني عشر الميلادي أهم مرجعية لديهم ويضفون عليه قداسة عظيمة رغم أنه مسلم شافعي متصوف، وقد يكون المقصود آدي وليس عدي وإن تأثرت اليزيدية كثيرا بالصوفية.
بلغ عدد اليزيديين عام 1977 أكثر من مائة ألف، ولديهم مركز ثقافي اجتماعي في دهوك شمال العراق.

شارك