وفدا الحكومة والمعارضة السورية يستعدان لجولة جديدة فى أستانا.. وسيناريوهات التقسيم مطروحة

الإثنين 06/مارس/2017 - 07:39 م
طباعة وفدا الحكومة والمعارضة
 
الوفد الحكومة
الوفد الحكومة
تواصل موسكو مساعيها لحل الأزمة السورية وسط اتصال مع كازاخستان لحث المعارضة على التواصل مع الحكومة السورية، والتوافق حول أولويات المرحلة، فى الوقت الذى يتم الحديث فيه عن إمكانية  العمل على تقسيم سوريا إذا فشلت المباحثات السياسية بين المعارضة والحكومة.
يأتى ذلك فى الوقت الذى حذر فيه نائب وزير الخارجية الروسي، ميخائيل بوجدانوف، من سيناريوات التقسيم في سوريا في حال فشلت التسويات السياسية للأزمات الإقليمية، مشددًا على ضرورة التزام المرجعيات الدولية تسوية الملفات الإقليمية.
قال فيها إن موسكو تسعى إلى تقريب المواقف بين الرياض وطهران، والكلام عن انسحاب إيران من سوريا يرتبط بالتوصل إلى تسوية نهائية للأزمة الدائرة فيها منذ ست سنوات.
من جانبه صرح وزير خارجية كازاخستان كايرات عبدالرحمانوف بأن المعارضة السورية عبرت عن قلقها لأن الالتزام بشروط الهدنة لا يتم بشكل كامل، مشيرا إلى انه "أجريت محادثات مع ممثلي المعارضة السورية، وعبروا عن قلقهم من واقع أن الاتفاقات التي تم التوصل إليها حول نظام الهدنة لم تنفذ كاملة حتى الآن، وهذا يشمل برأيهم تحرير الأسرى وتحديد المناطق التي يشملها نظام الهدنة".
وقال وزير خارجية كازاخستان إنه نقل هذا القلق إلى ممثلي الدول الراعية لمفاوضات أستانا، وعبر الوزير الكازاخستاني عن رضى الأطراف المشاركة في مفاوضات التسوية السورية عن لقاءات أستانا بقوله "عموما نتيجة زيارتي لجنيف ولقائي مع المبعوث الخاص ستيفان دي ميستورا أستطيع التأكيد أن معظم المشاركين في عملية التسوية راضون عن السير الناجح لعملية أستانا، ويشيرون إلى أن لقاء جنيف الأخير ما كان لينعقد لولا مفاوضات أستانا".
أضاف وزير خارجية كازاخستان أن موعد اللقاء التفاوضي السوري السوري المقبل في أستانا هو 14 – 15 مارس ، وهو الموعد الذي أعلن في جنيف، منوها بأن الدول الراعية للمفاوضات تحدد مستوى وشكل هذا اللقاء.
أضاف الوزير أن أستانا أجرت اتصالات الأحد بشأن المفاوضات "اتصالاتنا الأخيرة مع الدول الراعية كانت الأحد، وهم يتابعون التشاور حول المواعيد".
الهيئة العليا للمفاوضات
الهيئة العليا للمفاوضات
من ناحية آخري أعلنت وزارة الدفاع الروسية  مقتل جندي روسي في مدينة تدمر وسط سوريا، وقالت الوزارة: "الجندي الروسي من المتعاقدين وقتل الخميس 2 مارس في منطقة تدمر أثناء محاولة المسلحين اقتحام مواقع القوات السورية حيث كان هناك مستشارون عسكريون روس.
ذكرت وزارة الدفاع الروسية أن المتعاقد يدعى أرتيوم غوربونوف، وجاء في بيان للوزارة الدفاع: "نفذ الجندي المتعاقد أرتيوم غوربونوف، في الجمهورية العربية السورية مهمة حماية مجموعة المستشارين العسكريين الروس وقتل في منطقة تدمر خلال التصدي لمحاولات اختراق مجموعة من مسلحي تنظيم (داعش) لمواقع القوات السورية".
فى حين أعلن المركز الروسي للمصالحة أنه قام خلال اليوم الأخير بـ 8 فعاليات إنسانية في محافظات حلب( 6) واللاذقية(1) والسويداء(1) حصل خلالها السكان المدنيون على 4.5 طن من المساعدات الإنسانية
شدد على أن المساعدات في حلب شملت طنا من الخبز و3 آلاف وجبة ساخنة وزعت على سكان بعض الأحياء كالسكري والشيخ مقصود وقاضي عسكر والخالدية وغيرها.
دى ميستورا
دى ميستورا
وفي محافظة السويداء تم توزيع 400 سلة غذائية على سكان بلدة القريا و 300 سلة وألعاب للأطفال على سكان بلدة ياطر في اللاذقية، وقال المركز إن توزيع المساعدات شمل خلال يوم واحد 3908 مواطن سوري، معتبرا أن الأمم المتحدة والمنظمات الإنسانية الأخرى واصلت خلال اليوم توزيع المعونات الغذائية والأدوية وتقديم المساعدة النفسية والقانونية لسكان سوريا. ويتواصل العمل في إعادة إعمار وتأهيل منشآت البنى التحتية.
وفى صعيد آخر تطرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى تطور الأوضاع في سوريا؛ مشيرة إلى اتفاق الكرد مع دمشق بوساطة روسية على إنشاء منطقة عازلة لاعتراض التقدم التركي، حيث تبذل روسيا جهودا كبيرة لوقف العمليات العسكرية في شمال سوريا وإنشاء منطقة عازلة تفصل بين الكرد والقوات التركية، وخاصة أن هذه القوات، بعد دحرها "الجهاديين" في مدينة الباب، بدأت وحلفاؤها في عملية "درع الفرات" التقدم نحو مدينة منبج، التي تسيطر عليها "قوات سوريا الديمقراطية".
وقال مصدر دبلوماسي–عسكري إن العسكريين الروس لعبوا دور الوسيط بين الحكومة السورية والكرد، حيث تم بنتيجة الاتفاق نشر وحدات من القوات الحكومية السورية في منطقة عازلة. كما بذلوا كل ما في وسعهم من أجل تهدئة الجانب التركي، وتجدر الإشارة إلى أن لدى القيادة التركية خططا كبيرة في شمال سوريا. فقد سبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن وعد بأن القوات التركية، بعد السيطرة على مدينة الباب، سوف تحرر وحلفاؤها في المعارضة السورية مدينة منبج من الكرد، الذين تشير مصادرهم أيضا إلى أن القوات التركية تنشئ قواعد ثابتة في منطقتي الباب وأعزاز.
وصرح رئيس رئيس مجلس منظمة الحكم الذاتي الثقافي لأكراد سوريا فرحات باتييف للصحيفة بأنه بعد استعادة مدينة الباب، برزت مسألة التقدم نحو مدينة الرقة باعتبار أنها هي الهدف المعلن لعملية "درع الفرات". ولكن القوات الحكومية السورية المدعومة جوا بالقوة الجو-فضائية الروسية تمكنت من سد الاتجاه الجنوبي. لذلك قررت القيادة التركية التقدم نحو الرقة عبر الأراضي، التي تسيطر عليها وحدات حماية الشعب الكردي، وهدفها الأول مدينة منبج.
فى حين بدأ هجوم القوات التركية وحليفها "جيش سوريا الحر" على منبج في الأول من مارس الجاري، حيث هاجمت فصائل "جيش سوريا الحر" بدعم من الدبابات والطائرات التركية عددا من المراكز السكنية تقع على بعد 27 كلم إلى الشرق من المدينة. ولكن الوحدات الكردية قاومت ببسالة، وبالنتيجة تكبد الجانبان خسائر.
على الجانب الاخر أعلن المجلس العسكري لمدينة منبج عن تسليمه المناطق الواقعة غرب المدينة إلى القوات الحكومية السورية. وبهذه العملية تقام منطقة عازلة تمتد حوالي 30 كلم من الشمال إلى الجنوب بعرض 10 – 20 كلم.
بوجدانوف
بوجدانوف
وقال المدير العام لمعهد القضايا الإقليمية دميتري جورافليوف في حديث إلى الصحيفة إن قرار الكرد بالاتفاق مع الحكومة السورية هو خطوة رائعة، فإذا سلموا المناطق الواقعة غرب منبج إلى القوات الحكومية السورية فإنهم بذلك ينشئون منطقة عازلة لا يمكن للقوات التركية تجاوزها. كما أن تركيا هي إحدى الدول الضامنة لمفاوضات أستانا والمصالحة في سوريا، لذلك ولأسباب سياسية لن تتمكن من محاربة القوات السورية.
أكد أن هذا الخيار مفيد لدمشق، لأنه يمكن النظر إلى مثل هذا الاتفاق باعتباره جزءا من المصالحة مع الكرد، وهذا اتجاه مهم جدا للحكومة السورية، ومع أن المنطقة الواقعة شمال مدينة منبج تبقى مكشوفة، فإن الأتراك لا يملكون القوة الكافية لمهاجمتها. ويحتاج نقل هذه القوات من الباب إلى وقت. لذلك يشير المراقبون المحليون إلى زيادة نشاط المستشارين الأمريكيين من بين العاملين في القوات الخاصة في مساعدة الكرد لتنظيم دفاعاتهم وتحصيناتهم.
ولن تحصل مواجهة مباشرة بين الأتراك والأمريكيين. فبحسب معلومات شبكات التواصل الاجتماعي، قد يتم مستقبلا مد المنطقة العازلة باتجاه الشرق إلى نهر الفرات، من أجل فصل الكرد عن فصائل المعارضة السورية الموالية لتركيا، ولن تعطي المنطقة العازلة ضمانات مئة في المئة لوقف العمليات القتالية، ولا سيما أن اشتباكات دارت في فترة المعارك حول مدينة الباب وإلى جنوبها بين فصائل "جيش سوريا الحر" ووحدات قوات الحكومة السورية. 

شارك