صعوبة الطعن ضد قرار ترامب الجديد يعقد معاناة المحظورين من السفر للولايات المتحدة

الثلاثاء 07/مارس/2017 - 09:40 م
طباعة صعوبة الطعن ضد قرار
 
جاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بشأن حظر سفر مواطنى عدد من دول الشرق الأوسط للولايات المتحدة ليزيد من الأزمة التى خلفها قراره السابق فى هذا الشأن والذى رفضته المحكمة العليا الأمريكية، ولكن الجديد فى الأمر خروج العراق من قائمة المحظور  من دخول الولايات المتحدة، وهي التي يتندر عليها البعض بوصفها "قائمة الممنوعين من دخول الفردوس".، وجاء الاستثناء بعد محادثات أجراها مسؤولون بمستويات عليا في الإدارة الأمريكية في العراق وفي واشنطن، وبعد مشاورات مع وزيري الخارجية والدفاع الأمريكيين اللذين نقلا للرئيس الأمريكي قلق المسؤولين العراقيين من تداعيات القرار التي قد تؤثر على جبهة الحرب على الإرهاب التي تقودها الولايات المتحدة الأمريكية في العراق وسوريا.

صعوبة الطعن ضد قرار
من جانبه قال الدكتور غسان العطية، مدير المعهد العراقي للتنمية والديمقراطية بلندن،  أنّ " العراق شريك أساسي للتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة لمحاربة تنظيم الدولة " داعش"، والشريك يجب أن يعامل كشريك لا أن يعامل كطرف مشكوك فيه، وجاء القرار الجديد تصحيحا للموقف بناء على هذا الأساس".
ويري مراقبون أن قرار الرئيس الأمريكي التنفيذي الجديد يخلص بقليل من التأمل إلى أنّ رئيس الولايات المتحدة الأمريكية قد سد الباب بوجه القادمين إلى بلاده من الدول الفقيرة، لكنه أبقى الباب مفتوحا أمام الوافدين من الدول الغنية، خاصة الخليجية منها، في حين أنه لم يشارك أي عراقي أو سوري أو يماني مثلا في تنفيذ أي هجوم إرهابي تسبب بمقتل أمريكيين داخل الولايات المتحدة الأمريكية، فإن 9 من منفذي هجمات الحادي عشر من سبتمبر 2001 هم سعوديون، ومن مجموع كل العمليات الإرهابية التي تعرضت لها الولايات المتحدة الأمريكية منذ عام 1975 وصولا إلى عام 2015 شكل السعوديون العدد الأكبر من المنفذين والذي وصل إلى 19 إرهابيا حسب إحصائية نشرتها صحيفة "ذا اتلانتك" الأمريكية عام 2015.
ويري محللون أن إيران وليبيا والصومال والسودان واليمن وسوريا ستواجه 90 يوما من الحظر المعلن في الولايات المتحدة، ولن تواجه أي دولة خليجية تحديدات سفر على مواطنيها إلى الولايات المتحدة الأمريكية.
ورصدت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية تصريحات مارجريت هوانج المدير التنفيذي لفرع منظمة العفو الدولية في الولايات المتحدة الأمريكية بأنّ النظام الجديد " سيثير مخاوف جمة وقلقا كبيرا لألوف العائلات، مروجا مرة أخرى لأجندة كراهية المسلمين".
لوتمت الاشارة إلى أن كل المسموح  بدخولهم إلى الأراضي الأمريكية باستثناء الأفغان، قادمون من دول غنية، وهو ما يوجه الأنظار إلى أصدقاء وحلفاء وشركاء الولايات المتحدة في المرحلة المقبلة.

صعوبة الطعن ضد قرار
بينما قال الدكتور غسان العطية، " دون شك إنّ الدول النفطية في الشرق الأوسط والسعودية تحديدا هي من الحلفاء الأساسيين للولايات المتحدة، فهذه الدول تحتاج إلى التحالف مع واشنطن بسبب مخاوفها الإقليمية من إيران ".
ولا ينسى المطلعون على المشهد الأمريكي ما قاله الرئيس ترامب بشأن النفط العراقي ورغبته في أن يأخذ هذا النفط ليوظفه في خدمة مصالح الولايات المتحدة " الولايات المتحدة بعقلية رجل الأعمال ترامب ترى أنّ المال العربي يجب أن يوظف لأهداف سياسية لا المال الأمريكي"، مضيفا بقوله " تراهن دول الخليج على أن الرئيس ترامب سيكون أكثر حزما مع إيران، والسؤال الكبير هنا هو كيف؟ هل بالإمكان تصور صدام عسكري؟"
ويري مراقبون أن أخطر ما في المنع الجديد هو تواصل حظر الإيرانيين من دخول الولايات المتحدة الأمريكية، وهو أمر سيضر تماما بما درجت عليه السياسة الأمريكية منذ قيام الثورة الإيرانية عام   1979 والتي اعتمدت سياسة الباب المفتوح للهاربين من إيران الإسلامية، بما كان سيشجع على تشكيل تيار معارض قد يزعج أو يقلق النظام الإسلامي في إيران.
وسلّط د العطية الضوء على جانب إنساني في العلاقة المحتملة بين أمريكا وبين الخليج، في مقابل إيران، وما يمكن أن ينجم عنها بالقول" الصراع الطائفي السعودي الإيراني تحول إلى معارك بالوكالة في العراق وسوريا، وتحالفت الولايات المتحدة مع دول الخليج، ومن يدفع الثمن هو الشعب السوري والشعب العراقي" وخلص إلى القول"من يريد أن يحارب داعش عليه أن يكسب العرب السنة، ومن يريد أن يقلل النفوذ الإيراني عليه أن يكسب العرب الشيعة".

صعوبة الطعن ضد قرار
وكشف خبراء قانونيون إن نجاح أي طعن قانوني في مرسوم حظر السفر الجديد الذي وقعه الرئيس دونالد ترامب سيكون أصعب من الحظر السابق. وقال الخبراء إن من يرغب في الطعن على الأمر التنفيذي الجديد سيجد صعوبة في العثور على أفراد في الولايات المتحدة يمكنهم الإدعاء بأن ضررا لحق بهم ومن ثم يحق لهم مقاضاته حيث أن لم يعد يشمل من يحملون إقامات قانونية وحملة التأشيرات الحالية.
كان الأمر التنفيذي الأول الذي وقعه ترامب في 27 يناير حظر دخول المسافرين من سبع دول ذات غالبية مسلمة هي إيران والعراق وليبيا والصومال والسودان وسوريا واليمن لمدة 90 يوما وأوقف دخول المهاجرين للبلاد أربعة أشهر ومنع المهاجرين من سوريا إلى أجل غير مسمى.
وتسبب التسرع في تطبيقه في حالة من الفوضى واحتجاجات في المطارات ورفعت أكثر من 20 دعوى قضائية للطعن فيه جاء في كثير منها أنه يمثل تمييزا ضد المسلمين. أما الحظر الجديد الذي يبدأ سريانه يوم 16 مارس فاستثنى العراق وأضاف فئات أخرى معفاة منه. وقالت إدارة ترامب إن الأمر التنفيذي ضروري لأسباب تتعلق بالأمن القومي، ومن الفئات التي يمكن استثناؤها من الحظر المسافرون الذين سبق لهم الدخول إلى الولايات المتحدة للعمل أو الدراسة أو الساعين لزيارة قريب أو العيش معه ومن سيواجهون مشاقا شديدة إذا منعوا من الدخول والأطفال الرضع والصغار وأطفال التبني أو المحتاجين للرعاية الطبية أو العاملين لدى الحكومة الأمريكية والمنظمات الدولية وغيرهم.
وقال أندرو جرينفيلد المحامي المتخصص في الهجرة بشركة فراجو من للمحاماة في واشنطن إن كل الاستثناءات تزيد بشدة من صعوبة الطعن في الأمر الجديد.
بينما قال ستيفن ييل لوير أستاذ القانون بجامعة كورنيل والمتخصص في الهجرة أن معارضي الأمر قد يتمكنون من العثور على من يحق له رفع دعوى فمن الممكن على سبيل المثال أن يرفع أمريكي دعوى إذا رفضت الحكومة استثناء زوجته الأجنبية لسبب ينطوي على تعسف.
وفي طعن قانوني على الأمر التنفيذي الأول نجحت ولاية واشنطن في وقف تنفيذه، وقال قاض اتحادي في سياتل ثم محكمة استئناف في سان فرانسيسكو إن من حق واشنطن رفع الدعوى لأسباب منها أن الأمر يؤثر سلبا على المقيمين فيها إقامة قانونية ممن يحملون بطاقات خضراء.

شارك