مبادرة أممية جديدة للحل في اليمن.. وخسائر للحوثيين بصنعاء

الخميس 09/مارس/2017 - 04:59 م
طباعة مبادرة أممية جديدة
 
مبادرة جديدة للسلام في اليمن يحملها المبعوث الأممي إلى اليمن " إسماعيل ولد الشيخ أحمد " خلال جولته الحالية بدول الخليج ولقائه المرتقب مع الفرقاء اليمنيين، في وقت تصاعد فيه الخلفات بين الرئيس اليمني  السبق علي عبد الله صالح وجماعة الحوثيين، مع تواصل الحرب الامريكية ضد تنظيم القاعدة، بينما تواصل قوات التحالف والجيش اليمني عملياته العسكرية ضد الحوثيين.

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلي صعيد المسار التفاوضي، أكدت مصادر سياسية يمنية أن المبعوث الدولي لليمن اسماعيل ولد الشيخ أحمد سوف يتقدم بخطة سلام جديدة ومعدلة لحل الأزمة اليمنية والعودة إلى مفاوضات السلام مرة أخرى.
وبحسب هذه المصادر تحمل خطة السلام البديلة الجديدة عدة نقاط من أبرزها بقاء الرئيس اليمني عبدربه منصور هادي لمرحلة انتقالية بكامل صلاحياته وإلغاء منصب نائب الرئيس الذي يشغله حاليا الجنرال علي محسن الأحمر وتشكيل حكومة وطنية بكامل الصلاحيات وتسليم جماعة الحوثي السلاح للألوية العسكرية المتواجدة في حضرموت بعد انتقالها للتمركز في صنعاء، بحسب العربية نت.
وأشارت المصادر إلى أن التعديلات التي سيقدمها ولد الشيخ للأطراف اليمنية خلال جولته الحالية للمنطقة، تمثل آلية وخريطة طريق لتنفيذ القرار 2216 بكامل بنوده، فيما تخضع التعديلات للحوار المباشر الذي يرجح أن يتم تحديد مكانه وموعده قريباً.
ومن المقرر أن يلتقي اسماعيل ولد الشيخ الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي الخميس أو السبت في الرياض، هذا ويسبق اللقاء عدة لقاءات مع دبلوماسيين غربيين ومسؤولين سعوديين في الرياض.
يذكر أن الحكومة اليمنية والرئيس هادي قد رفضا في وقت سابق خطة السلام التي تقدم بها ولد الشيخ بحجة أن الخطة تتجاوز قرارات مجلس الأمن والمبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني التي اعتبرتهم الحكومة اليمنية أساسا لأي تفاوض مع الانقلابيين الحوثيين بالاضافة إلى أنها جردت الرئيس هادي من كامل صلاحياته كرئيس.
هذا ووصل إلى الرياض الليلة الماضية المبعوث الأممي إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ أحمد في إطار جولته الحالية لمواصلة مساعي استئناف المشاورات وبالتزامن وصل الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي إلى الرياض بعد مشاركته في قمة رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي.

الصعيد الميداني:

الصعيد الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني،  شنت مقاتلات التحالف العربي بقيادة السعودية خلال الساعات الماضية  قصف جوي على مواقع مليشيات الحوثي وصالح في صنعاء.
كما سيطرت قوات الجيش اليمني مسنودة بالمقاومة الشعبية، اليوم الخميس، على عدة مواقع جبلية، شرقي العاصمة صنعاء، إثر معارك خاضتها ضد مسلحي جماعة الحوثي والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبد الله صالح.
فقد سيطرت قوات الجيش الوطني مسنودة بالتحالف مساء اليوم الخميس بشكل كامل على جبل دوة الإستراتيجي المطل على مديرية أرحب شمال شرقي العاصمة صنعاء.
ونقل موقع "سبتمبر نت" الحكومي عن مصادر ميدانية قولها: "إن قوات الجيش الوطني تقدمت نحو جبل العياني المطل على بني حشيش والذي ستؤدي السيطرة عليه إلى قطع الطريق الواصل بين أرحب وبني حشيش".
وكانت قوات الجيش تمكنت صباح اليوم من تحرير سد العقران وجبل الجرجور والتباب المطلة على قرية العقران فيما لا تزال المعارك مستمرة حتى اللحظة.
وقال صالح القطيبي، عضو المركز الإعلامي للمقاومة الشعبية بمحافظة صنعاء، إن قوات الجيش والمقاومة سيطرت على موقع “سد عقران” العسكري الذي يتكون من سلسلة جبلية، في مديرية نهم، بعد هجوم عنيف شنته على مواقع الحوثيين وقوات صالح.
واوضح  القطيبي أن “3 من أفراد القوات الحكومية قتلوا فيما جرح 5 آخرون، حتى الآن، فيما سقط قتلى وجرحى من الحوثيين وقوات صالح”، لم يعرف عددهم بشكل دقيق على الفور، لاستمرار المعارك.
ومنذ حوالي عام ونصف العام تدور اشتباكات متقطعة بين القوات الحكومية اليمنية من جهة، ومسلحي الحوثي وقوات صالح من جهة ثانية، في هذه المديرية الجبلية التي تبلغ مساحتها أكثر من 1800كم مربع.
فيما لقي قيادان من الميليشيات الانقلابية مصرعهما في جبهة ميدي بمحافظة حجة اليمنية، وأفادت مصادر في المنطقة العسكرية الخامسة للجيش اليمني الوطني أن كلاً من محمد حسن حسن الخالد المكنى أبو هاشم وعماد شرف صالح محمد صولان والمكنى أبو أنعم، لقيا حتفهما في غارات لطيران التحالف العربي في جبهة ميدي.
يذكر أن ميدي الساحلية عادت إلى الشرعية اليمنية باستثناء بعض الأحياء الجنوبية التي تمت إحاطتها بالمئات من الألغام وهو ما يعيق عودة أهلها إليها.
كما صدت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي ، فجر الأربعاء، صاروخاً باليستياً أطلقته ميليشيات الحوثي و صالح نحو مواقع قوات الجيش الوطني في مدينة المخا.
وتشير مصادر عسكرية الى أن الميليشيات أطلقت الصاروخ من محافظة إب وجرى إسقاطه قبل وصوله إلى الهدف.
في غضون ذلك، تجددت المعارك في غرب مديرية المصلوب بمحافظة الجوف ، وقال مركز الجوف الإعلامي التابع للمقاومة إن اشتباكات عنيفة اندلعت وسقط خلالها عدد من القتلى في صفوف الحوثيين بينهم القيادي علي صالح بن طويرش.
فيما تمكنت الفرق الهندسية اليمنية والسعودية،الخميس، من انتزاع وتفكيك عدد من حقول الألغام البحرية إيرانية الصنع مختلفة الأحجام والمهام، زرعتها الميليشيات الانقلابية في سواحل منطقة ميدي إلى الشمال الغربي لليمن.
وكان انفجار لغم بحري إيراني، الأربعاء، في قارب بسواحل ميدي، قد أدى إلى مقتل ثمانية صيادين كانوا على متن قارب.
وقتل وأصيب المئات من المدنيين جراء الألغام، حسبما يقول السكان في المناطق التي طرد منها الحوثيون.
 وتعتمد الميليشيات المتمردة على زرع الألغام لعرقلة تقدم قوات الشرعية أو لعرقلة أعادة إعمار المناطق المحررة التي فروا منها تحت ضربات الجيش اليمني.
 وتم زرع الجزء الأكبر من الألغام على  السواحل الواقعة إلى شمال وجنوب الحديدة، بمساعدة فنية من خبراء إيرانيين وآخرين تابعين لحزب الله دخلوا اليمن لهذه المهمة.
ووفقا لمصادر يمنية، فإن المتمردين زرعوا الألغام في مساحات تقدر بنحو 50 كلم في منطقة الصليف، كما فخخوا السواحل المحيطة بميناء الحديدة بالكثيب.

حرب القاعدة :

حرب القاعدة :
وعلي صعيد حرب القاعدة، قتل قيادي في تنظيم القاعدة في غارة أميركية على موقع في محافظة أبين اليمنية، حسبما أفادت مصادر محلية، الخميس.
وتأتي الغارة التي يرجح أن تكون نفذت بواسطة طائرة بدون طيار، ضمن سلسلة من الغارات المكثفة التي يشنها الجيش الأميركي على التنظيم، مستهدفا أبرز قياداته ومعاقله في اليمن.
ولم تتوفر معلومات فورية عن شخصية القيادي المستهدف.
وشن الجيش الأميركي منذ الخميس نحو 40 غارة في اليمن استهدفت تنظيم القاعدة في اليمن.
وكانت عمليات جوية سابقة باستخدام طائرات وطائرات بدون طيار مطلع الأسبوع قد سلطت الضوء على تصاعد القلق الأميركي من تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، الذي سيطر على أراض في خضم الفوضى التي خلفتها الحرب الأهلية اليمنية الممتدة منذ عامين.
كما اعتقل تنظيم “القاعدة” في اليمن، اثنين من عناصره، بتهمة التخابر لصالح الولايات المتحدة في منطقة جنوبية تعرّضت لقصف أميركي في الأيام الماضية، بحسب ما نقلت “فرانس برس” عن مصادر قبلية، اليوم الأربعاء.
وأوضحت المصادر أنّ تنظيم “قاعدة الجهاد في شبه جزيرة العرب” اعتقل العنصرين، في منطقة موجان في محافظة أبين، وأنّه تمّ نقلهما إلى مديرية مودية في المحافظة ذاتها جنوبي اليمن.
وتعرّضت مواقع تابعة للتنظيم الذي تعتبره واشنطن “أخطر” فروع “القاعدة” في العالم، لقصف أميركي مكثف في أبين التي شهدت أيضاً هجوماً للتنظيم ضد نقطة تفتيش عسكرية حكومية، قُتل فيه خمسة جنود.
ومنذ تسلّم الرئيس الأميركي دونالد ترامب منصبه في واشنطن، صعدت الولايات المتحدة ضرباتها ضد تنظيم القاعدة في اليمن، حيث شنّت الأسبوع الماضي وحده 40 غارة على الأقل ضد مواقع في أبين وشبوة في الجنوب، ومحافظة البيضاء في الوسط.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد المشهد السياسي، هدد الرئيس السابق ورئيس حزب المؤتمر الشعبى العام على عبدالله صالح هدد بالإنسحاب الحكومة الموازية التي شكلها مع الحوثيين برئاسة بن حبتور.
جاء ذلك خلال اجتماع عقده مساء الأربعاء حزب المؤتمر الشعبي العام (جناح صالح) للوقوف على اعتداءات الحوثيين على وزراء المؤتمر وفقاً لسكاي نيوز.
يأتي ذلك عقب تعرض 3 "وزراء" ينتمون إلى حزبه للاعتداء والطرد من مكاتبهم على يد مسلحين حوثيين يتبعون القيادي عبدالكريم الحوثي، وهو عم زعيم المتمردين عبدالملك الحوثي.
كما هدد رئيس حكومة الإنقلابيين عبدالعزيز بن حبتور بتقديم استقالته بسبب تعرض الوزراء الثلاثة للضرب والطرد من مكاتبهم فى الوزارات.
وطالب حزب المؤتمر الشعبي العام رئيس ما يسمى بالمجلس السياسي صالح الصماد بمحاسبة المعتدين.
ووجه القيادي الحوثي " صالح الصماد " رئيس وزراء حكومة الجماعة " عبدالعزيز بن حبتور " بإلغاء كافة القرارت التي اتخذها وزراء محسوبين على حزب المؤتمر في الحكومة.
المشهد اليمني:
مع وجود مقترح اممي معدل يبحثه  المبعوث الأممي إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في عدة عواصم خليجية ومع الفرقاء اليمنيين، تشير التحركات الي مساعي حثيثة من قبل الأمم المتحدة لانهاء الصراع في اليمن، مع تواصل الحرب الأمريكية ضد تنظيم القاعدة.. هل سينجح المبعوث الأممي في الوصول الي اتفاق سلام أم ان الحرب ستواصل مسيرتها في حرق الأرض والشعب؟

شارك