"ردوس" تجمع ليبيا وإسرائيل.. هل تنجح مساعي مصالحة يهود طرابلس المطردوين؟

السبت 11/مارس/2017 - 01:12 م
طباعة ردوس تجمع ليبيا وإسرائيل..
 
في الوقت الذي تتفاقم الأوضاع في ليبيا ما بين صراعات بين أطراف النزاع علي السلطة، يتوقع أن يعقد في جزيرة "ردوس" اليونانية بالبحر المتوسط، في نهاية شهر يونيو المقبل، لقاء إسرائيلي – ليبي بمشاركة شخصيات رسمية من الجانبين، بينهم وزراء وأعضاء برلمان ومرشح لرئاسة الحكومة الليبية، وفق ما ذكرت صحيفة "معاريف" الإسرائيلية أمس الجمعة 10 مارس 2017.
ردوس تجمع ليبيا وإسرائيل..
ووفق الصحيفة فإن المؤتمر يستهدف المصالحة بين ليبيا واليهود الذين طردوا من ليبيا عام 1967، مضيفة أنه سيعقد فى 29 يونيو المقبل فى جزيرة رودس، ويستمر 3 أيام، مشيرًا إلي مشاركة شخصيات سياسية ووزراء من إيطاليا وبريطانيا ومثقفين إسرائيليين. 
ويحمل المؤتمر المشار إليه عنوان "مؤتمر التصالح" ويتردد أن الخلفية الأساسية لتنظيمه تقوم على استغلال فرصة أن العام الجارى يواكب مرور 50 عامًا على طرد آخر يهودى من طرابلس.
رئيس اتحاد يهود ليبيا، رفائيل لوزون، أشار إلي أن المبادرة لهذا اللقاء الذي يوصف بأنه مؤتمر مصالحة هدفه إجراء حوار ومصالحة بين ليبيا ويهودها وإسرائيل، على غرار العلاقات القائمة مع المغرب على سبيل المثال، لافتًا إلي أنه من خلال اتصالاته مع أشخاص من ليبيا على الرغم من أن الدولة منقسمة اليوم، لكن لا توجد مجموعة في ليبيا لا تريد علاقات مع إسرائيل.
وكما ذكر لوزون، فإن مجموعة من الشخصيات الرسمية الليبية عبرت عن رغبتها في المشاركة في اللقاء في رودوس، وبينهم وزير الإعلام والثقافة الليبي السابق، عمر القويري، والمرشح لرئاسة الحكومة الليبية، معيد الكيخيا، والسفير الليبي المقبل في البحرين، فوزي علي، ورئيس بورصة الأسهم السابق، سليمان شحومي.
وأضاف لوزون أن وزير المساواة الاجتماعية الإسرائيلية، غبلا غمليئيل، أكدت أنها ستشارك في اللقاء، إضافة إلى الجنرال في الاحتياط يوم طوف سامية، ونائب رئيس الكنيست حيليك بار من كتلة 'المعسكر الصهيوني' المعارضة.
وتابع لوزون أن عضو برلمان إيطالي، ووزير بريطاني، روبرت حلفون، أكدا مشاركتهما في اللقاء، ووفقا للدعوة إلى اللقاء، فإن المشاركين في المؤتمر سيبحثون إقامة علاقات بين ليبيا وإسرائيل ومواضيع متعلقة بحياة اليهود في ليبيا في الماضي وانعكاسها على ليبيا الجديدة.
وأقام رفائيل لوزون المولود في ليبيا ويقطن في لندن، علاقات منذ سنوات طويلة مع ليبيا، حتى أن حاكم ليبيا السابق، معمر القذافي، دعاه مرتين لزيارة ليبيا. 
وبحسب لوزون، فإن شخصيات سياسية بارزة من ليبيا أرادوا زيارة إسرائيل ضمن وفد رسمي، وتوجهت إلى مسؤولين في وزارة الخارجية (الإسرائيلية)، الذين ترددوا ولم أتلق إجابة والزيارة لم تخرج إلى حيز التنفيذ'.
معاريف أشارت إلي أن مصادر بالخارجية الإسرائيلية أكدت علي أهمية لإجراء اتصالات كهذه عندما تكون الأمور مؤكدة ومن دون مخاطرة'.
وكان عقد لقاء مشابها في لندن بمبادرة لوزون أيضا، قبل عشر سنوات، وشارك فيه عضو الكنيست في حينه موشيه كحلون، وزير المالية الحالي، ورئيس الحكومة الإيطالي السابق جوليو أندريوتي، ومندوبين من السفارة الليبية في لندن وكذلك مندوبين عن المعارضة لنظام القذافي. وبعث القذافي رسالة إلى هذا اللقاء دعا فيها اليهود من أصول ليبية إلى العودة إلى ليبيا.
المنظمون أشاروا إلي أن المؤتمر سيشهد محاولات أولية لمعرفة إذا ما كان بالإمكان إرساء علاقات طبيعية بين ليبيا وإسرائيل، من منطلق أن ليبيا كانت تستضيف جالية يهودية كبيرة نسبيًا، إذ بلغ قوام تلك الجالية بحسب بعض الإحصائيات قرابة 38 ألف نسمة عشية إعلان دولة الاحتلال عام 1948، وكانت تتركز فى الغالب فى طرابلس. 
ردوس تجمع ليبيا وإسرائيل..
وعقب سقوط نظام معمر القذافى فى ليبيا عام 2011، قامت جهات إسرائيلية بمحاولات للحديث عن إعادة بناء المعبد اليهودى فى طرابلس، قادها يهودى من أصول ليبية يدعى دافيد جربي، لكن الظروف حالت حتى الآن دون تحقيق ذلك.
وأعرب قائد عسكرى أمريكى، عن قلق وزارة الدفاع الأمريكية، من لقاءات جمعت مؤخرا عددا من السياسيين والعسكريين الليبيين مع نظرائهم الروس خلال الفترة الأخيرة.
ونقلت وكالة أنباء سبوتنيك الروسية، عن قائد القيادة العسكرية الأمريكية فى أفريقيا، الجنرال توماس وولدهاوزر، قوله، لأعضاء بمجلس الشيوخ الأمريكى، نحن لقون جدا من هذا
وقال الجنرال الأمريكى، إن قائد الجيش الليبى خليفة حفتر، زار روسيا، وزار حاملة الطائرات الروسية (كوزنيتسوف)، كما توجه رئيس المجلس الرئاسى، فايز السراج، أيضا إلى موسكو فى زيارة.
وأعرب مسئولو البنتاجون، ومجلس الشيوخ الأمريكى، خلال اجتماعهم، عن قلقهم من تنامى النفوذ الروسى فى الشرق الأوسط وشمال إفريقيا
ووفق تقارير عالمية فإن معلومات الموسوعات الإسرائيلية تؤكد أنه كانت تقطن ليبيا طائفة يهودية يقدر عددها بحوالي 49 ألفًا، بعضهم كان متجذّرًا في التربة الليبية من قبل الفتح الإسلامي، وبعضهم هاجر إليها من دول شمال أفريقيا الأخرى، فيما لجأ البعض الآخر إليها من الأندلس هربًا من محاكم التفتيش الكاثوليكية.
واستقر اليهود كما هو معروف عنهم في أحياء خاصة بهم تسمى الحارة، وضمت مدينة طرابلس حارتين استقر فيهما أغلب يهود ليبيا، أولها: الحارة الكبيرة، والأخرى الحارة الصغيرة، كما وجدت هذه الحارات في كل المدن الليبية التي يوجد بها اليهود، ومنها حارة الزاوية الغربية وحارة زليتن وحارة مسلاته وحارة امواطين وحارة يدّر في مصراتة. فيما سكن اليهود المدن الخمس الإغريقية والفينيقية في ليبيا ابتداءً من القرن السادس قبل الميلاد، وكان سبب مجيئهم إلى ليبيا هو التجارة والعمل وصياغة الذهب.
أما هجرة اليهود الثانية إلى ليبيا، فبدأت بعد سقوط الأندلس عندما قام الإسبان بتعميد واضطهاد أصحاب الديانات الأخرى غير المسيحية. فبعد الاحتلال الإسباني لطرابلس قدر عدد اليهود في طرابلس بـ750 عائلة ثم توزعت في المناطق القريبة من طرابلس.
وذكرت تقارير أنه كان من ضمن مخططات اليهود إقامة وطن قومي لهم في ليبيا بمنطقة الجبل الأخضر، وتبنت هذا الاقتراح منظمة الأراضي اليهودية بلندن التي ترأسها في حينه اليهودي إسرائيل زانجويل فاقترح عليهم فكرته وحدد لهم منطقة الجبل الأخضر في برقة بالذات، كما يتبين من المقدمة التاريخية والسياسية التي كتبها إسرائيل زانجويل في الكتاب الذي تضمن تقارير بعثة أرسلتها منظمة الأراضي اليهودية لفحص المنطقة المقترحة لتوطين اليهود في برقة، وهو ما صار يعرف بـالكتاب الأزرق.
وفي إسرائيل يقيم نحو 40 ألف يهودي من مواليد ليبيا وذرياتهم وهم موزعون على جميع أنحاء إسرائيل، باستثناء مجموعة واحدة كبيرة منهم يبلغ تعدادها 15 ألف نسمة تقريبًا ويعيشون في منتجع نتانيا (25 كيلومترًا شمال تل أبيب) على ساحل البحر الأبيض المتوسط، حيث تعتبر هذه الطائفة من الطوائف الصافية في إسرائيل لكن يوجد لها تنظيم خاص باسم الاتحاد العالمي لليهود المقبلين من ليبيا إلى إسرائيل. 

شارك