مع اعتقال 9 أعضاء من التنظيم.. إندونيسيا تواصل مواجهة "داعش"

السبت 11/مارس/2017 - 02:30 م
طباعة مع اعتقال 9 أعضاء
 
أعلن متحدث باسم الشرطة الإندونيسية، اليوم السبت، اعتقال تسعة أشخاص يشتبه في كونهم متشددين، في جزيرة سولاويسي، وهو ما يكشف سياسة مواجهة جاكرتا لتنظيم "داعش علي اراضيها وسط وجود المئات من الإندونيسيين منضمين لجماعات متطرفة في سوريا والعراق.

اعتقال 9 أعضاء من"داعش"

اعتقال 9 أعضاء منداعش
واليوم السبت، أعلن متحدث باسم الشرطة الإندونيسية، يوم السبت، اعتقال تسعة أشخاص يشتبه في كونهم متشددين، في جزيرة سولاويسي.
ونقلت وسائل إعلام إندونيسية، أن عملية لشرطة البلاد استهدفت مجموعة من المنتمين لتنظيم داعش الإرهابي.
ورفض المتحدث باسم الشرطة، مارتينوس سيتومبول، ذكر المزيد من التفاصيل بالنظر إلى تواصل التحقيقات، لكن وسائل الإعلام قالت إن الشرطة صادرت مواد تستخدم في تصنيع قنابل كانت ستستخدم في هجمات على الشرطة ومبان رسمية.
وينتمي المشتبه فيهم إلى جماعة "مجاهدي إندونيسيا تيمور" التي كان يسيطر عليها سانتوسو، حتى العام الماضي، وهو أحد أوائل الإندونيسيين الذين بايعوا تنظيم داعش.
وظل سانتوسو أحد أبرز المطلوبين في البلاد قبل أن تقتله قوات الشرطة والجيش، في اشتباك بالأسلحة، في يوليو تموز الماضي، وكان مسؤولو الأمن يتوقعون هجمات ثأرية.
ومن المرجح أن يكون  بعض أعضاء جماعته  مختبئين حتى اليوم في غابات سولاويسي الكثيفة.
وينبه خبراء أمنيون، إلى خطر متزايد من داعش في إندونيسيا، التي تعد دولة علمانية على المستوى الرسمي ويسكنها أكبر عدد من المسلمين في العالم.
وقتلت الشرطة، خلال الشهر الماضي، متشددا بعد أن فجر قنبلة صغيرة في مدينة باندونغ. وقالت السلطات إنها تحقق لمعرفة ما إذا كان مرتبطا صلات بشبكة متشددة متعاطفة مع داعش.
وفي نوفمبر 2016 أعلنت الشرطة الإندونيسية توقيف ثلاثة أشخاص يشتبه في ارتباطهم بتنظيم ابو بكر البغدادي كانوا يخططون لاعتداء على السفارة البورمية في جاكرتا، موضحة أنَّ جميع الموقوفين أعضاء في خلية موالية للتنظيم، وجمعوا موادًا متفجرة كافية لصنع عبوات ناسفة، أقوى من تلك التي اُستُخدمت في اعتداءات سابقة في بالي خلال العام 2002، وأسفرت عن مقتل 202 شخص.
وفي يناير 2016، شهد وسط العاصمة الإندونيسية جاكرتا انفجارات، وتبنى تنظيم "داعش" لاحقًا المسؤولية عن سبعة انفجارات قوية، ستة منها متزامنة، هزَّت وسط العاصمة الإندونيسية جاكرتا، أحدها قرب مكتب الأمم المتحدة، وقال وزير الأمن العام وقتها إنَّ خمسة متشددين بينهم أجنبي، قتلوا في هجوم بقنبلة وإطلاق نار، كما قتل مدنيان بالهجومين.
للمزيد عن تفجيرات جاكرتا اضغط هنا  

الإندونيسيين المتطرفين في سوريا والعراق

الإندونيسيين المتطرفين
ويبلغ عدد الإندونيسيين المتطرفين في سوريا والعراق، وفق تقدير مركز تحليل السياسات والنزاعات، حوالي 250 شخصًا، إلا أنَّ بعض التقارير الصحفية تقول إنَّ العدد تضاعف إلى 500 إندونيسي خلال عام 2015، وظهرت عدة مقاطع فيديو على الإنترنت لمقاتلين إندونيسيين في سوريا وأخرى في إندونيسيا خلال عام 2015 تهدد بالقيام بهجمات في إندونيسيا.
وفي أغسطس 2014، كانت تقارير إعلامية إندونيسية قد حذرت من احتمال انتقال تنظيم "داعش" إلى البلاد وقدرته على تشكيل خطر حقيقي على أمنها واستقرارها، لافتةً إلى أنَّه ليس هناك معلومات عن الشخص الذي يقود داعش في إندونيسيا.
وبعد أسابيع من تقارير أفادت بأنَّ تنظيم "داعش" حصلت على بعض التأييد في المجتمع الإندونيسي، عقد الرئيس سوسيلو بامبانج يودويونو اجتماعات وزارية محدودة حول القضية، وقاد ذلك في النهاية إلى إعلان منع التنظيم في البلاد.
ويسعى تنظيم "داعش" إلى تغيير شكل وجوده ليتوافق مع طبيعة المرحلة التي قد يشهد نهايته فيها، وقد لاحظ خبراء أنَّ إعادة الانتشار يمكن أن تكون في شكل شبكات مستقلة عن بعضها البعض فيما يوصف بتحرير المبادرة، كما يمكن أن يكون الشكل المنتظر إعادة تجمع في مركز جديد قد يكون جنوب شرق آسيا.

خلافة "داعش" إندونيسيا

خلافة داعش إندونيسيا
وفي ديسمبر 2015 حذرت أستراليا على لسان نائبها العام، جورج برانديس، من أن تنظيم "الدولة الإسلامية" يعمل من أجل إقامة "خلافة بعيدة" في إندونيسيا، الدولة التي تضم أكبر عدد من المسلمين في العالم.
وقال النائب العام الاسترالي لصحيفة "ذي استراليان" إن "تنظيم "داعش" لديه طموحات بتعزيز وجوده وحجم نشاطه في إندونيسيا بشكل مباشر أو عن طريق وكلاء".
وأوضح أن التنظيم الجهادي "أعلن نيته إقامة مناطق خلافة خارج الشرق الأوسط، في الواقع ولايات تابعة للخلافة وحدد إندونيسيا هدفا لطموحاته".
وقالت "ذي استراليان" إن السلطات الأسترالية تعتقد أن فرصة نجاح تنظيم "الدولة الإسلامية" في مساعيه ضئيلة لكنها تشعر بقلق كبير من تمكنه من إقامة معقل له في الأرخبيل، ما يسمح له بشن هجمات على الغرب والمصالح الأسترالية في البلدين.
وصرح وزير العدل الأسترالي مايكل كينان أن "صعود تنظيم (داعش) في الشرق الأوسط كان أمرا زعزع أمن أستراليا وأمن إندونيسيا ويزعزع أمن أصدقائنا وشركائنا وخصوصا هنا في هذه المنطقة"
كما حذَّر خبراء من وصول تنظيم ابو بكر البغدادي إلى بلاد آسيوية كإندونيسيا، وقال بيلفير سينج بروفسور في العلوم السياسية بسنغافورة: "كلما تعرَّض داعش للمزيد من الحصار في منطقة الشرق الأوسط زادت دوافعه لضرب أهداف خارج هذه المنطقة، هذا التطور يمكن أن يؤدي في منطقة جنوب شرقي آسيا إلى شن هجمات من جانب مقاتلي داعش العائدين إلى دولهم، وكذلك من جانب مؤيديهم، بما فيهم الجهاديون من خارج جنوب شرقي آسيا مثل العرب وقومية الإيغور".
بدوره، حذَّر أيوب خان بيتشاي رئيس وحدة مكافحة الإرهاب بماليزيا من أنَّه تمَّ احتجاز 213 مواطنًا وأجنبيًّا من المؤيدين لتنظيم "الدولة" في إطار حملة الإجراءات الصارمة ضد المتطرفين منذ عام 2013.
وقال فيرجوس هانسون الباحث بمعهد بروكنجز الأمريكي:  "على الرغم من أنَّه لا يوجد إلا بضع مئات من المواطنين في دول جنوب شرقي آسيا وأستراليا يقاتلون في صفوف داعش، فإنَّ التجربة الجارية في إندونيسيا بينت أنَّه يمكن لمجموعة صغيرة العدد من المسلحين السابقين المدربين والذين لديهم إرادة القيام بعمليات إرهابية، أن تخلف دمارًا واسعًا". 

المشهد الإندونيسي:

المشهد الإندونيسي:
عندما يتعلق الأمر بالإرهاب، لا يتطلب الأمر أكثر من هجومٍ ناجح لإثارة الذعر في المجتمع، وردة الفعل المبالغ فيها من قبل الحكومات القلقة. ولكن عندما تتخذ الحكومات الاجراءات الأمنية اللازمة لمواجهة الارهاب فإنها تقضي علي خطورته في احداث اي خروقات للمجتمع، واعتقال الشرطة الإندونيسية لخلية "داعش" يؤكد علي مساعي السلطات الامنية في إندونيسيا لمواجهة الارهاب والتطرف بالبلاد.
ومع مراقبة  السلطات الإندونيسية لجماعات المتطرفة بالبلاد والتي تشكل خزان  داعمي داعش والمتعاطفين معه داخل إندونيسيا، يؤكد علي مساعي الحقيقة التي تبذلها الحكومة الإندونيسية في مواجهة التطرف ولكن تبقي "داعش" لخطر الحقيقي ليس متمثلًا في اكتساء العالم براية داعش السوداء، بل في أن مظهر داعش سوف يثير الكثير من النشاط وسط التنظيمات الجهادية والشبكات الشخصية القائمة داخل إندونيسيا، بشكل محتمل، بمشاركة تنظيمات من الفلبين وماليزيا، ما سيؤدي إلى المزيد من العنف.

شارك