القوات البرية.. "سلاح" ترامب " المتهور" لتحرير الرقة من داعش

الخميس 16/مارس/2017 - 01:58 م
طباعة القوات البرية..
 
كانت الولايات المتحدة الامريكية حريصة طوال فترة حكم الرئيس  السابق باراك اوباما على عدم تكرار تجربة احتلال العراق من خلال القوات البرية بسبب ماترتب عليها من خسائر بشرية وهو الامر الذى لايبدو أن الرئيس الحالى دونالد ترامب حريص عليه وهو ما كشفت عليه خطط أميركية جديدة لنشر ألف جندي إضافي شمال سوريا. 

القوات البرية..
 وكشفت مصادر في وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" عن احتمال مضاعفة أعداد  الجنود الأميركيين المتواجدين في  سوريا تحضيراً لمعركة استعادة  الرقة من أيدي " داعش " حيث نقلت صحيفة "واشنطن بوست"  عن مصادر في وزارة الدفاع الأميركية، قولها إن الخطوة ستزيد من احتمال المشاركة المباشرة للقوات القتالية الأميركية في الصراع الدائر في سوريا.
وبحسب المصادر، ستعتمد الزيادة المقترحة على عدد من القضايا بينها كم  الأسلحة التي سيتم تقديمها لقوات  سوريا الديمقراطية وطبيعة الأدوار التي ستلعبها القوى الإقليمية مثل تركيا في حملة  استعادةالرقة وفيما اعتُبر محاولة لاستيعاب الرفض التركي لأي دور للقوات الكردية في سوريا، أعلن الكولونيل جون دوريان، المتحدث باسم الجيش الأميركي، أن نحو 75% من قوات سوريا الديمقراطية التي ستستعيد مدينة الرقة ستكون من  لمقاتلين العرب المتحدث باسم الجيش الأميركي أضاف أنه يتوقع مشاركةَ المقاتلينالأكراد في تحريرالرقة بمستوى معين، دون الإفصاحِ عن مزيد من المعلومات، كما أوضح أن تركيا أيضاً سيكون لها دور في معركةاستعادة الرقة ، وأن المشاورات بين البلدين جارية من أجل تحديد الدور التركي. 
 هذة الخطط كان جزء منها ما كشف عنه  المتحدث باسم التحالف الدولي ضد داعش بقيادة الولايات المتحدة الأميركية، العقيد جون دوريان، بنشر وحدة مدفعية من مشاة البحرية في سوريا قائلاً إنها تهدف لتعجيل هزيمة التنظيم في الرقة وأنه تم نشر 400 جندي أميركي أو نحو ذلك في سوريا خلال الأيام القليلة الماضية، و أن حملة عزل الرقة تسير بشكل جيد جداً وأن القوات الأميركية الإضافية أرسلت إلى #منبج، وستواصل العمل مع وعبر شركاء محليين ولا نعتزم الدخول في مواجهات.
وتأتي تلك التصريحات لتؤكد ما سبق أن أعلن عنه مسؤول أميركي، الأربعاء، عن قيام الولايات المتحدة بنشر بطارية مدفعية لمشاة البحرية في سوريا، دعما للهجوم على معقل داعش في الرقة وقال المسؤول إن جنودا من الوحدة 11 لمشاة البحرية الأميركية نشرت بطارية "هاوتزرز" من عيار 155 ملم في أحد المراكز الأمامية في سوريا وتمثل هذه العملية خطوة مهمة للقوات الأميركية المتواجدة في سوريا والتي تدعم قوات سوريا الديموقراطية ، وهو تحالف عربي-كردي.
ووفقا لـ"واشنطن بوست"، فإن نشر المدفعية كان في طور النقاش "لبعض الوقت"، وليس جزءا من طلب الرئيس دونالد ترمب وضع خطة جديدة لتكثيف القتال ضد تنظيم داعش وكان البنتاغون أعلن في وقت سابق من الأسبوع الحالي أن عسكريين أميركيين انتشروا في سوريا قرب مدينة منبج ، رافعين العلم الأميركي على آلياتهم تفاديا لوقوع معارك بين مختلف القوات الموجودة في المنطقة. 

القوات البرية..
 يذكر أن عدد صغير من القوات الخاصة الأميركية  كان يعمل فى سوريا طوال فترة الرئيس اوباما  الذى  رفض وضع قوات مقاتلة في خضم الحرب الأهلية في سوريا ولم يقدم   البنتاغون  وقتها اى مقترحا لنشر القوات إلى البيت الأبيض وقال مسؤول أميركي  فى وقت سابق إن الولايات المتحدة لديها بالفعل عدد صغير من جنود القوات الخاصة في سوريا و أن الأمر لا يزال قيد الدراسة، ولم تقدم أية خيارات لترمب  وجاءت التصريحات فى الوقت الذى كان  التدخل البري في سوريا  غير مطروحًا لدى الولايات المتحدة الأمريكية فى عهد الرئيس السابق باراك اوباما والذى لم يكن يريد التورط في حرب جديدة بعد تجربة أفغانستان،  وقد أكد على ذلك بقوله: "إن استخدام الولايات المتحدة أو بريطانيا قوات برية للإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد سيكون خطأ، وإنه من الممكن تقليص الأراضي التي يسيطر عليها "داعش" ببطء والسيطرة على معاقل التنظيم في الموصل والرقة، وإنه من المستبعد إمكانية هزيمة "داعش" خلال الأشهر التسعة المتبقية من وجودي على رأس الإدارة الأمريكية، وإن الخيارات العسكرية وحدها لن تكون حلا للمشكلات التي طال أمدها في سوريا، ويجب على المجتمع الدولي أن يواصل الضغط على كل الأطراف المعنية، بما في ذلك روسيا وإيران وممثلو المعارضة المعتدلة، بهدف دفع كل المشاركين في الحوار السوري- السوري للجلوس إلى طاولة المفاوضات والاتفاق على شروط للمرحلة الانتقالية".
 وكان حديث الرئيس الأمريكي السابق   قد حسم بشكل نهائي  سيناريو التدخل البري فى ذلك الوقت لكن يبدو ان الرئيس دونالد ترامب له راى اخر وهو امكانية التدخل البرى فى سوريا الذى اعتبره الكاتب  رشيد الحوراني لخدمة المصالح الأمريكية وحمايتها وأن سلوك التدخل العسكري الأمريكي في عدة مناطق من العالم يبدأ تحت مبرر معين و يتطور فيما بعد إلى شيء مغاير تماماً عن المبرر الأول ، ولهذا التدخل  عدة محددات أهمها:

القوات البرية..
1-خدمة المصالح الأمريكية وحمايتها وتقسم المصالح الأمريكية إلى ثلاث أقسام رئيسية : حيوية وحرجة ونائية. وأمريكا مستعدة للدفاع عن مصالحها الحيوية بقوتها العسكرية المباشرة، وفي المصالح الحرجة والنائية يقتصر التدخل الأمريكي على تقديم المساعدات العسكرية للأطراف المدافعة عن تلك المصالح إضافة إلى عسكرة المساعدات وتوجيهها بما يخدم المصالح الامريكية.
2-  إقامة نُظم أكثر كفاءة وتوافقاً مع الاستراتيجية الأمريكية الكونية بالاستناد إلى دوافعها الأمنية .
3-تصنيع نخبة جديدة للتعامل مع هذه الاستراتيجية . (كما حدث في العراق 
وتسأل  ما الذي تريده الإدارة الأمريكية حقاً في سوريا؟ وأجاب قائلا إن المصلحة الحيوية لأمريكا واضحة فقط في سوريا وهي منع تنظيم «الدولة الإسلامية» من شن هجوم إرهابي ضد أمريكا وحلفائها ( بعدما سمحت بأن تكون الدولة الإسلامية بمثابة المغناطيس الذي يجذب كل جهاديي العالم إليه ) ، وتفتيت تنظيم القاعدة بالسماح في ظهور وتمدد تنظيم الدولة الإسلامية . لكن حتى هذا الهدف يفتقر إلى الإرادة السياسية والمصلحة الوطنية للالتزام بإنهاء الحرب الدموية. فالتخبط الأمريكي وصل إلى مرحلة تستدعي ترك ما سُمي الصبر الاستراتيجي الذي خرج به أوباما ويراهن عليه للحصول على تقدم لصالح دول التحالف على المدى الطويل وهذا يعني المزيد من الدماء والدمار ، وليس هناك بارقة أمل ترجى من استراتيجية تتطلب من العالم الانتظار لسنوات طويلة لتدمير « الإرهاب » ولا تقدم أي ضمانة لسقوط نظام الأسد.
مما سبق نستطيع التأكيد على ان بالرغم من الولايات المتحدة الامريكية  كانت حريصة طوال فترة حكم الرئيس  السابق باراك اوباما على عدم تكرار تجربة احتلال العراق من خلال القوات البرية بسبب ماترتب عليها من خسائر بشرية يبدو ان الرئيس الحالى دونالد ترامب  لم يعد حريص  على ذلك وهو ما ستكشف عنه  الايام القادمة بشكل كبير . 

شارك