بعد السيطرة علي مقر حكومة "الإخوان".. صراع ليبي يتجدد بين الوفاق والإنقاذ

الخميس 16/مارس/2017 - 02:24 م
طباعة بعد السيطرة علي مقر
 
يبدو أن الصراعات المستمرة بين أطراف النزاع علي السلطة الليبية ستتفاقم يوما عن الأخر، بالأخص بعد سيطرة جماعات مسلحة متحالفة مع حكومة الوفاق الوطني المدعومة من الأمم المتحدة في طرابلس على مجمع كان يشغله رئيس حكومة الإنقاذ الوطني المعلنة من جانب واحد خليفة الغويل، بعد قتال عنيف امتد إلى مناطق عدة في العاصمة الليبية في الساعات الأولى من اليوم الأربعاء، واحترق مقر قناة تلفزيونية موالية لحكومة الإنقاذ الوطني خلال القتال وانقطع بث القناة.
بعد السيطرة علي مقر
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن الأجواء بين الحكومات المتنازعة في طرابلس اشتعلت في الآونة الأخيرة وبالأخص مع تمسك كل طرف بالحكم في طرابلس، وتتصارع حكومة الإنقاذ الموالية لجماعة الإخوان المسلمين، مع حكومة الوفاق الليبية التي انبثقت من اتفاق الصخيرات في العام الماضي.
كذلك أفادت بوابة الحركات الإسلامية في تقريرها السابق أن هناك احتمالات كبيرة بوقوع مواجهات عنيفة بين قوات الحرس الوطني، التابعة لـحكومة الإنقاذ التي يتزعمها خليفة الغويل، وقوات حكومة الوفاق الوطني، التابعة للمجلس الرئاسي الليبي المعترف به دوليا، وذلك من أجل السيطرة على مقرات حكومية في العاصمة.
ومنعت قوات الأمن المركزي التابعة لوزارة الداخلية بحكومة الوفاق بطرابلس، أنذاك، قوات الحرس الوطني التابعة لحكومة الانقاذ من إقامة استعراض مسلح بميدان الشهداء وسط العاصمة، حيث قامت قوات الأمن المركزي المتمركزة أمام برج أبوليلى باطلاق أعيرة نارية اجبرت قوات الحرس الوطني على الانسحاب من المنطقة.
هذا وكانت ذكرت مصادر مقربة من الإخوان أن قوات تابعة لحكومة خليفة الغويل من مصراتة في مسعى إلى دخول طرابلس والسيطرة على مقر المجلس الرئاسي ومنع رئيسه فايز السراج من دخوله مجدداً.
وفي 12 يناير الماضي، أعلن الغويل رئيس حكومة الإنقاذ الليبية التابعة للمؤتمر الوطني المنتهية ولايته، أن المليشيات التابعة له سيطرت على وزارات الدفاع والعمل والجرحى والعدل، والاقتصاد.
وظهر الغويل 15 أكتوبر 2016 من مجمع القصور الرئاسية في العاصمة طرابلس، وهو يقرأ بيانا يدعو فيه وزراء حكومته وموظفيها إلى العودة لمزاولة أعمالهم وتقديم الخدمات للشعب الليبي.
من جانب أخر توعد فايز السراج بملاحقة المسؤولين عن الأحداث وتقديمهم إلى المحاكمة؛ لكنه سرعان ما خسر قوات الحرس الرئاسي التي انشقت عنه، فيما أدانت الأمم المتحدة والعواصم الغربية سيطرة حكومة المؤتمر الوطني العام على طرابلس وتعطيل عمل الحكومة المعترف بها دوليا.
واندلع القتال أمس الأربعاء 15 مارس 2017، في ما يبدو نتيجة خلاف في شأن السيطرة على بنك في حي الأندلس غرب طرابلس قبل أن يتحول إلى صراع نفوذ بين الجماعات المتنافسة من طرابلس ومن مدينة مصراتة الساحلية وبين جماعات منحازة لحكومة الوفاق الوطني وحلفائها.
وتخضع طرابلس لسيطرة عدد من الجماعات المسلحة التي كونت مناطق نفوذ محلية وتتنافس على السلطة منذ انتفاضة 2011.
واستمرت أحدث موجة من القتال أمس في غرب طرابلس قبل أن تمتد إلى الأحياء الجنوبية في المساء، وتسنى سماع دوي تبادل كثيف لإطلاق النار وانفجارات بصورة غير معتادة في وقت متأخر من الليل وانتشرت دبابات وأسلحة ثقيلة أخرى في الشوارع.

بعد السيطرة علي مقر
من جهة أخرى، هاجم مجهولون مقرّ قناة النبأ الخاصة المعروفة بتوجهاتها الاسلامية ليل الثلاثاء الأربعاء متسبّبين ببداية حريق وتعليق بثها، كما ذكر شهود.
وكان حراس كتيبة الأمن المركزي في منطقة أبو سليم المتحالفة مع حكومة الوفاق الوطني يقفون خارج مجمع فندق ريكسوس الذي اتخذه رئيس حكومة الإنقاذ الوطني مقراً لحكومته.
واستهدفت صواريخ وقذائف مباني مكتبية وفندقية بارزة قرب الساحل الغربي لطرابلس وكذلك مستشفى في حي أبو سليم واندلع حريق في قسم طب الأطفال، وألغيت الدراسة في مدارس وسط طرابلس اليوم نتيجة العنف.
وعاودت حكومة الإنقاذ الوطني ومؤيدوها المسلحون الظهور بينما تكافح حكومة الوفاق الوطني لفرض سلطتها واندلعت عدة جولات من القتال العنيف بين الجماعات المسلحة المؤيدة للحكومة المدعومة من الأمم المتحدة والجماعات المعارضة لها.
وتعاني طرابلس من أزمة سيولة حادة وغالباً ما تكون البنوك بؤر توتر وتندلع بسببها أعمال العنف. والأسبوع الماضي سب حريق في مقر بنك عمان بعد اندلاع القتال خارج المبنى.
ويعتمد الغويل الذي عبّر مرارا عن انتقادات لحكومة الوفاق الوطني على مسلّحين من مسقط رأسه مصراتة (غرب) ومجموعات أخرى في طرابلس تتمركز خصوصا في جنوب العاصمة.
ووفق وكالة فرانس برس، بدأت المعارك مساء الاثنين في منطقتي حي الاندلس وقرقارش السكنيتين والتجاريتين.
وأعلنت مديرية أمن طرابلس التابعة لوزارة الداخلية في حكومة الوفاق الوطني أنها "تقوم والقوة المساندة لها بتطهير منطقة حي الأندلس الكبرى من الخارجين عن القانون ولن تتوقّف حتى يتمّ طرد العابثين والمعرقلين لعمل مراكز الشرطة والنجدة والمرور وبسط الأمن بالمنطقة، وعلى سكان المنطقة ضرورة أخذ الحيطة والحذر".
ومنذ بدأت حكومة الوفاق الوطني برئاسة فايز السراج عملها في مارس 2016، لم تتمكن من بسط سلطتها في كلّ أنحاء البلاد، وفي طرابلس، تمكّنت من الحصول على تأييد بعض المجموعات المسلّحة لكن هناك عدة أحياء لا تزال خاضعة لسيطرة مجموعات أخرى معادية لها.
وكانت ذكرت بوابة الحركات الإسلامية في تقرير سابق لها، أن انقلاب الإخوان علي حكومة الوفاق سيقلب المشهدين السياسي والأمني في العاصمة الليبية طرابلس، حيث أعلن الأمن الرئاسي الموجود في قصور الضيافة عن عودته لما أسماه بـ"الشرعية"، أي حكومة الإنقاذ المنبثقة عن المؤتمر الوطني العام المنتهية ولايته.
ويتوقع محللون أن مصير المجلس الرئاسي المنبثق عن اتفاقية الصخيرات وحكومة الوفاق، بات مهددًا بالفشل، وبالأخص مع تعنت حكومة الإخوان والظهور مجددًا في العاصمة طرابلس.
وتتجسد الأزمة السياسية الحالية في وجود ثلاث حكومات متصارعة، اثنتان منها في العاصمة طرابلس، وهما الوفاق الوطني المدعومة من المجتمع الدولي، والإنقاذ الموالية للإخوان، إضافة إلى المؤقتة بمدينة البيضاء، والتي انبثقت عن مجلس نواب طبرق.

شارك