قوات السعودية لحسم معركة صنعاء.. واتساع هوية الخلافات بين الحوثيين وصالح

الخميس 16/مارس/2017 - 07:04 م
طباعة قوات السعودية لحسم
 
يواصل الجيش اليمني اليمني عملياته العسكرية بعدة جبهات في مقدمتها محيط العاصمة صنعاء والحديدة، مع انباء عن وصول قوات سعودية لحسم معركة العاصمة، ياتي ذلك مع وجود تقارير اممية عن تردي الوضع الانساني بالبلاد، في ظل اتساع هوية الخلافات بين "الحوثي" و"صالح".

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
وعلي صعيد الوضع الميداني، دمرت مدفعية الجيش الوطني والمقاومة الشعبية، خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، مخازن أسلحة، للمليشيات الانقلايبة، في جبهة المخدرة، بصرواح غرب محافظة مأرب.
وأوضحت المصادر، أن مدفعية الجيش الوطني استهدفت مخازن للذخائر والأسلحة، في منطقة الغدو بالمخدرة، مشيرة إلى أن انفجارات عنيفة استمرت أكثر من نصف ساعة جراء استمرار احتراق مخزن الذخائر، حيث شوهدت ألسنة اللهب وهي تتصاعد من الموقع المستهدف.
هذا في الوقت الذي استمرت الاشتباكات بين الجيش الوطني والمليشيات الانقلابية في مناطق متفرقة في جبهة صرواح غرب مأرب.
من جانبها، أكدت مصادر محلية، بمحافظة مأرب، وصول كتيبة عسكرية تابعة للجيش السعودي إلى مأرب.
وأوضحت المصادر أن كتيبة مدفعية من القوات السعودية، وصلت إلى معسكر التحالف العربي في محافظة مأرب، تمهيدا لبدء معركة الحسم.
ويأتي هذا، بعد يوم من لقاءات مكثفة عقدها رئيس الجمهورية ونائبه بقيادة الجيش الوطني، تم خلالها التأكيد على الحسم، وضرورة رفع الجاهزية القتالية.
كما اعترضت الدفاعات الجوية التابعة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، صاروخا باليستيا أطلقه الحوثيون وقوات اصالح، على مواقع لقوات الجيش في مديرية ذوباب، القريية من مضيق باب المندب.
وقالت مصادر عسكرية،إن الدفاعات اعترضت الصاروخ في سماء مديرية ذوباب، وفجرته قبل وصوله إلى الأهداف العسكرية، مضيفه ان الصاروخ أطلق من معسكر خالد في مديرية موزع.
من جانبها  زعمت مليشيات الحوثي أن قواتها اسقطت مروحية أباتشي تابعة للتحالف العربي في الساحل الغربي بمحافظة الحديدة.
ونقلت وكالة سبأ الخاضعة لسيطرة الحوثيين عن مصدر عسكري قوله : إن دفاعاتهم الجوية تمكنت من إسقاط مروحية أباتشي تابعة للتحالف في منطقة الجاح الأعلى بمديرية بيت الفقيه التابعة لمحافظة الحديدة.
فيما كشف المتحدث باسم الجيش الوطني اليمني، العميد الركن عبده مجلي، عن وجود خطة جاهزة لتحرير الحديدة، وقوات بأعداد كبيرة، مدربة وجاهزة للقيام بهذه المهمة، ورغم زراعة الحوثيين للألغام بكثافة في محيط الحديدة وسواحلها البحرية.
وأشار مجلي إلى وجود دائرة هندسية على درجة عالية من الخبرة والمهنية، وسوف تقوم بمهمتها لتنظيف وتمشيط كل المواقع، وإن تسبب ذلك في التأخير قليلا،على حد قوله.

وأضاف في تصريح لـ«الوطن» «هناك خطة مرسومة مسبقاً للعمليات العسكرية في مختلف الجبهات، ولا نزال نطالب الانقلابيين بالعودة إلى رشدهم، وهناك من سمع النداء وعاد إلى حضن الشرعية، وخططنا لتحرير الحديدة وكل محافظات الجمهورية دون استثناء بما فيها العاصمة صنعاء تسير وفق الآلية المخطط لها.
ولفت مجلي أن الشرعية تسير بخطى ثابتة وتحقق انتصارات متوالية، ، مبينا أن قوات الشرعية في جبهة نهم ومحيط الحديدة تعمل بصورة موحدة، وكذلك باقي المحافظات التي يسيطر عليها الانقلابيون.
فيما أعلنت القيادة العامة للقوات المسلحة الإماراتية مقتل أحد جنودها المشاركين ضمن التحالف العربي لدعم الشرعية في اليمن.
وأوضحت في بيان نشرته وكالة أنباء "وام"، أن الجندي زكريا سليمان الزعابي، قتل في اليمن، دون أن تضيف تفاصيل حول مقتله.
وتشارك الإمارات بقوات برية، في العمليات الجارية في اليمن، خصوصا في مأرب والساحل الغربي بتعز.

حرب القاعدة:

حرب القاعدة:
وعلي صعيد اخر، أعلنت الخارجية الأمريكية، أمس الأربعاء، تخصيص مكافأة قدرها 5 ملايين دولار لمن يساعد في الكشف عن الضالعين في قتل مواطن أمريكي بمدينة تعز جنوب غرب اليمن في 2012.
وقالت في بيان لها إن المكافأة مخصصة لمن يدلي بمعلومات من شأنها المساعدة في القبض على أو إدانة كل من ساهم أو ساعد على قتل المواطن الأمريكي جويل شرم.
وأوضحت أن شرم (29 عاماً) كان يعمل مدرساً للغة الإنجليزية في مركز التدريب والتطوير الدولي، وقُتل على يد مسلح يركب دراجة نارية أثناء توجهه إلى مقر عمله.
ومركز التدريب والتطوير الدولي هو أحد أقدم مراكز التعليم الدولية في اليمن، حيث تعاقد منذ 1969 مع الحكومة اليمنية لتقديم دورات تدريبية في عدد من المجالات، وفق الموقع الإلكتروني للمركز.

ولفتت الخارجية الأمريكية إلى أن تنظيم القاعدة في شبه جزيرة العربية تبنى عملية قتل شرم بعد أيام من وقوعها.
ويأتي تخصيص المكافأة ضمن برنامج مكافآت من أجل العدالة، الذي بدأ عام 1984، وهو تابع لوزارة الخارجية الأمريكية، حيث تستخدمه في مطاردة كل من يعمل لصالح أي جماعة تستهدف المصالح والمواطنين الأمريكيين، سواء داخل أو خارج الولايات المتحدة.

المشهد السياسي:

المشهد السياسي:
وعلي صعيد الخلافات بين حزب المؤتمر الشعبي العام(جناح الرئيس اليمني السابق علي عبد الله صالح) والحوثيين، 
طالب القيادي السابق بجماعة الحوثي، حسن زيد، المعين وزيرا للشباب والرياضة، بحكومة "بن حبتور"، بانفصال مبكر ومستعجل، بين جماعة الحوثي وحزب المؤتمر الشعبي العام، الأمر الذي يعكس حجم الخلافات التي باتت تعصف بتحالف "صالح- الحوثي".
وقال حسن زيد في منشور على حسابه الشخصي بموقع "فيسبوك: "إذا تعذرت العشرة فالطلاق هو الحل"، في إشارة منه لتدهور العلاقة بين جماعة الحوثي وحزب صالح، مضيفا "، إنه عندما تسبب الشراكة النزاع تتحول إلى كارثة يجب مواجهتها، لأنها أخطر من "العدوان الخارجي".
وأَضاف حسن زيد: "التحالف ( الشراكة في السلطة ) ليس غاية لذاتها وإنما وسيلة لتعزيز الوحدة الوطنية في مواجهة العدوان، وعندما تصبح سبب في إضعاف الوحدة الوطنية نتيجة لتحولها إلى محاصصة وقسمة ينتج تنازع على السلطة والنفوذ فيتسبب في إضعاف الوحدة الوطنية وتفكيك الجبهة الداخلية ما يسبب في إطالة أمد العدوان بإغرائه إمكانية انهيار الجبهة الداخلية", حسب زعمه.
وتصاعدت مؤخرا حدة الخلافات بين طرفي الانقلاب، وصلت حد إقدام مليشيا الحوثي على إهانة عدد من وزراء المؤتمر، وكذا اقتحام وزارة التعليم العالي ونهب أرشيفها.
وعلي صعيد أخر ناقش نائب الرئيس اليمني علي محسن صالح، اليوم الخميس،  مع نائب رئيس مجلس النواب "البرلمان اليمني" محمد علي الشدادي جهود استئناف عمل البرلمان وإنقاذه من انتهاكات ومخالفات الانقلابيين.
وأكد نائب الرئيس اليمني، على ضرورة العمل على استعادة مهام مجلس النواب وأهمية عمله في هذه المرحلة الحساسة، مشيراً إلى المخالفات القانونية والانتهاكات التي يرتكبها الانقلابيون بحق السلطة التشريعية في البلد.
ونوه باهتمام القيادة السياسية بعودة مؤسسات الدولة ككل إلى العمل ومن ضمنها مجلس النواب في العاصمة المؤقتة عدن وفقاً للقرار الجمهوري، وفي إطار عودة الشرعية واستعادة الدولة التي يمضي اليمنيون جميعاً في تحقيق هذا الهدف بدعم من دول التحالف ومساندة إقليمية ودولية.
وأطلع الشدادي نائب الرئيس على الجهود المبذولة في إطار استعادة المجلس إلى حضن الشرعية وتجاوب أعضاء مجلس النواب ورفضهم لإملاءات الانقلابيين، علاوة على أهم المعوقات التي تؤخر تحقيق هذا الهدف، مؤكداً استمرار تلك الجهود حتى تتمثل إرادة اليمنيين وشرعيتهم وحرية اختيارهم في عودة من يمثلهم من أعضاء مجلس النواب وقيادة الشرعية إلى ممارسة المهام التي يكفلها الدستور والقانون.

الوضع الانساني:

الوضع الانساني:
وعلي صعيد الوضع الانساني، كشف تقرير مدعوم من الأمم المتحدة عن اليمن أن نحو 60% من سكان البلاد 17 مليون نسمة في "أزمة" أو "حالة طارئة" للوضع الغذائي بزيادة 20% عن يونيو الماضي، مشيرا إلى عدم وجود مجاعة.
وقال برنامج الأغذية العالمي أمس الأربعاء، إن محافظتي تعز والحديدة على البحر الأحمر مهددتان بالانزلاق إلى مجاعة إذا لم تصلهما المزيد من المساعدات، لا سيما أن المحافظتين كانتا من مناطق إنتاج الغذاء في البلاد، وفقاً لما ذكرته صحيفة "الشرق الأوسط" اليوم الخميس.
وتسببت الحرب التي أشعلتها ميليشيات الحوثي وصالح بالانقلاب على الحكومة الشرعية نهاية العام 2014، في انهيار اقتصادي وقيدت بشدة واردات الغذاء والوقود التي يعتمد عليها اليمن، وقال التقرير "إذا لم يتمكن العاملون في مجال المساعدات الإنسانية من الوصول إلى جميع المحتاجين في الأشهر القليلة المقبلة فقد يتدهور الوضع بشكل مأساوي".
وقال البرنامج، إن تعز والحديدة اللتين تضمان موانئ مهمة في اليمن "سجلتا أعلى معدل عالمي لسوء التغذية الحاد في البلاد ويتراوح بين 17% في مدينة تعز و25% في الحديدة». وأضاف قائلاً إن "مستوى الحالة الطارئة الذي حددته منظمة الصحة العالمية هو 15".
وأعد التقرير فريق من الخبراء باستخدام منهجية آي بي سي (تصنيف مرحلة الأمن الغذائي المتكامل) وهو نظام لتحليل الأمن الغذائي وفقاً لمقياس من 5 نقاط ورقم 5 يعني "مجاعة".
وقال التقرير الذي استند إلى تحليلات من 69 خبيرا من الحكومة اليمنية والمنطقة والأمم المتحدة ومنظمات غير حكومية إن 10.2 مليون شخص في المرحلة الثالثة أو مرحلة "الأزمة" و6.8 مليون في المرحلة الرابعة "حالة طارئة". وأضاف أن المحافظات الأكثر تضرراً - وهي تلك التي في مرحلة الحالة الطارئة - هي لحج وتعز وأبين وصعدة والحجة والحديدة وشبوة.

المشهد اليمني:

مع فشل مسعي المبعوث الأممي في التوصل الي جولة جدية لمفاوضات في اليمن، وتأكيد الرئيس عبدربه منصور هادي، علي مخرجات الحوار الوطني  والمبادرة الخليجية والقرارات الأممية ذات الصلة، في مقدمتها القرار 2216، كمرجعية للحل في اليمن، تشير الي تعقد المشهد السياسي، واستمرار الخيار العسكري كخيار وحيد للاطراف المتصارعة في اليمن

شارك