بوتين يكشف عن سيناريوهات موسكو للأزمة السورية..والأمم المتحدة تدين تفجيرات دمشق

الخميس 16/مارس/2017 - 09:21 م
طباعة بوتين يكشف عن سيناريوهات
 
بوتين
بوتين
كشف الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مراسم تسلم أوراق الاعتماد من سفراء أجانب جدد في موسكو تطورات الأوضاع في الشرق الأوسط ولاسيما الأزمة السورية، مشددا على أن موسكو لا تقسم شركاءها إلى كبار وصغار، بل مستعدة لإطلاق حوار متكافئ وتعزيز التعاون البناء على أساس الاحترام المتبادل مع كل دولة.
نوه أن روسيا تعارض محاولات زعزعة العلاقات الدولية، معتبرا أن الوضع الحالي في العالم بحاجة إلى معالجة، ما يتطلب من الدول التحلي بالضبط النفس والحكمة والمسؤولية. وجدد إصرار موسكو على تضافر الجهود من أجل حل القضايا الحقيقية التي تواجه المجتمع الدولي برمته.
أوضح أن العلاقات الروسية التركية تعود إلى مجراها الطبيعي بوتائر ثابتة وتستعيد طابعها متبادل المنفعة. وذكر بأنه اجتمع في 10 مارس الجاري مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، إذ ترأس الرئيسان اجتماع مجلس التعاون الثنائي، والذي ركزت مناقشاته على تنفيذ مشاريع كبرى في مجال الطاقة، بما في ذلك بناء خط أنابيب نقل الغاز "السيل التركي" ومحطة "أكويو" الكهروذرية، موضحا أن لقاءه مع أردوغان شهد ترسيم خطط مستقبلية في سياق محاربة الإرهاب في سوريا والتسوية السياسية في هذا البلد.
استمرار المعارك فى
استمرار المعارك فى سوريا
ذكر بأن الدور النشط لروسيا وتركيا ساهم بقدر كبير في وقف الأعمال القتالية بين الجيش السوري والمعارضة المسلحة. وتابع قائلا: "نعرف الدور الذي لعبته تركيا في ذلك، ونقدره عاليا، وهو سمح بالشروع في عملية التفاوض السلمية حول سوريا في أستانا".
كان السفير التركي الجديد لدى موسكو حسين ديريوز من بين المشاركين بالمراسم في الكرملين.
نوه بوتين على الدعم الروسي للسلطات العراقية في جهود التصدي للإرهاب الدولي والتطرف، وجدد الدعوة إلى الحفاظ على وحدة العراق وسلامة أراضيه مع أخذ مصالح كافة المجموعات الإثنية والطائفية بعين الاعتبار، وأكد بوتين أن موسكو تولي اهتماما كبيرا لتطوير التعاون مع تونس في المجالات الاقتصادية والعسكرية التقنية والإنسانية.
جدد دعم روسيا لحرص الشعب التونسي على أن يعيش بسلام وأمان، وتعهد بتقديم شتى أنواع الدعم للقيادة التونسية في محاربة الإرهاب، كما عبّر الرئيس الروسي عن تقديره للحوار الصريح المبني على الثقة مع القيادة القطرية، مشيرا إلى العلاقات متبادلة المنفعة بين البلدين، ولاسيما في مجالي المالية والاستثمارات. كما أشاد بوتين بالحوار الروسي القطري حول جدول الأعمال الإقليمي، بما في ذلك محاربة الإرهاب وتسوية النزاعات في فضاء الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، وكذلك الوضع في أسواق النفط العالمية.
من ناحية أخري طرقت صحيفة "إيزفيستيا" إلى انتقال كبار قادة "داعش" من الموصل والرقة؛ مشيرة إلى تأكد التنظيم الإرهابي من أنه سيفقدهما قريبا.
أكدت الصحيفة إلى أن داعش سينقل قادته الكبار من الرقة والموصل إلى دير الزور. وبما أن التنظيم يفقد شيئا فشيئا مواقعه في سوريا والعراق، فقد تصبح هذه المدينة "عاصمة" جديدة له. أما الخبراء فيقولون إن "داعش" بهذه الطريقة يؤخر بعض الشيء نهايته الحتمية.
نوهت أن الإرهابيين لن يتخلوا عن الرقة من دون قتال. فقد أعلن التنظيم الأحكام العرفية في المدينة، وأكد الاستعداد للدفاع عنها. وقد نُشرت في شبكة الانترنت صور متاريس رملية في الشوارع لإعاقة حركة الآليات. بيد أنه أصبح واضحا أنه لن يتمكن من الدفاع عن المدينة والشيء نفسه يتعلق بمدينة الموصل، حيث يستمر تقدم القوات العراقية داخلها، والتأكيد على أن الإرهابيين في ضوء هذه الأوضاع بدأوا بنقل قادتهم الكبار إلى دير الزور.
بينما قال الخبير العسكري العميد المتقاعد تركي حسن هذه المعلومات، وقال إن "المقصود هنا ليس فقط القادة العسكريين فقط، بل وأسرهم أيضا، ومن المحتمل أنهم لن يبقوا في المدينة، بل سيتابعون السير إلى المناطق الجنوبية–الشرقية. ومن المحتمل جدا أن يقوموا بمهاجمة القوات الحكومية السورية، التي تسيطر على بعض مناطق دير الزور. كما لا يستبعد أن تصبح دير الزور "عاصمة" جديدة لدولة "الخلافة"، لكن التنظيم من أجل ذلك سيكون عليه في هذه الحالة القضاء على الوجود العسكري السوري فيها. لأنه بعكس ذلك قد يتم اختيار مدينة الميادين، التي تقع جنوب–شرق دير الزور على مسافة 50 كلم.
فى حين قال اللواء المتقاعد يحيى سليمان إن الإرهابيين قرروا فعلا مهاجمة القوات الحكومية في دير الزور. ففي الأيام الأخيرة بدأوا هجوما واسع النطاق على مواقعها بالقرب من المطار العسكري، حيث حاولوا الاستيلاء عليه ولكن محاولتهم باءت بالفشل. وعموما، إن العسكريين السوريين يصمدون في دير الزور منذ عام 2014 رغم أن أقرب الوحدات العسكرية تبعد عنهم عشرات الكيلومترات، ولذلك يزوَّدون بالأسلحة والذخيرة والمواد الغذائية عن طريق الجو وباستخدام الطيران الروسي.
تفجيرات دمشق
تفجيرات دمشق
يذكر أن الإرهابيين قاموا بهجوم واسع على مواقع القوات السورية في شهر يناير الماضي تمكنوا بنتيجته من فرض سيطرتهم على الطريق الموصل بين المطار والمناطق، التي تسيطر عليها القوات الحكومية. أي قسمت هذه القوات إلى قسمين. ولكن الاتصال أعيد لاحقا بين القسمين.
أما الباحث العلمي الأقدم في مركز الدراسات العربية والإسلامية التابع لمعهد الاستشراق لدى الأكاديمية الروسية للعلوم بوريس دولجوف قال أن من المهم بالنسبة إلى "داعش" حاليا هو جمع قواته في نقطة معينة، ودير الزور هي مدينة ملائمة لذلك.
أضاف إن الإرهابيين يستميتون في المقاومة. ولكن هذه المدينة ستصبح قريبا آخر معقل كبير لهم. فمع استمرار النجاحات، التي تحققها البلدان التي تحارب "داعش"، فإن التنظيم يتحول إلى مجموعات مسلحة لا تسيطر على أراضٍ معينة.
هذا، وإن الإرهابيين بحاجة إلى تحضير الأرضية لمثل هذه التحولات. بيد أن هذا غير ممكن حاليا في الموصل والرقة، لذلك تبقى دير الزور فقط، حيث يسيطر الجيش السوري على بعض أحيائها، لكنه لا يخرج عن حدود هذه الأحياء.
وفى سياق آخر أعرب منسق الأمم المتحدة للشؤون الإنسانية لدى سوريا علي الزعتري في بيان صادر عن إدارته بالتفجيرين الإرهابيين اللذين هزا دمشق يوم أمس وخلفا 35 قتيلا.
أضاف "لا يسع المنسق المقيم للأمم المتحدة، منسق الشؤون الإنسانية في الجمهورية العربية السورية وزملاءه إلا أن يعبروا عن عميق حزنهم لسقوط هذا العدد من الضحايا الأبرياء جراء الحادثتين الإجراميتين اللتين وقعتا يوم أمس في مدينة دمشق، سائلين للقتلى الرحمة والمغفرة، ويتقدموا لذوي القتلى بالعزاء الحار ويتمنون الشفاء العاجل للجرحى".

شارك