المستقبل المجهول للـ "البغدادي" و"خليفته" "يتعاظم" بعد تحرير الموصل

السبت 18/مارس/2017 - 03:26 م
طباعة المستقبل المجهول
 
لازال مصير زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي مجهولاً بعد الانباء التى تواردت حول اختفاءه وهروبه من الموصل عقب سيطرة القوات العراقية على 75% من من مساحتها  ولا يزال الغموض يكتنف مصير الزعيم  الاقوى للتنظيم منذ انطلاق عملية تحرير الجانب الغربي من الموصل وحتى اللحظة.
المستقبل المجهول
ففي حين أشارت أنباء عديدة إلى إصابته في منطقة القائم، ظل مصيره مجهولاً فيما عدا بعض المواقع المناصرة للتنظيم المتطرف التي تعيد نشر بعض الخطب القديمة لزعيم التنظيم، وبعض الرسائل التي وجهها لمناصريه وأعوانه والتي تصفها مواقع مناصرة لـ"داعش" بأنها رسائل "الخليفة إلى الرعية" "العربية.نت" تحدثت مع مصادر من داخل الموصل، مؤكدة أن قادة عناصر "داعش" وعوائلهم هربوا من الساحل الأيمن باتجاه الصحراء، وبقي قادة الخط الثاني والثالث وعناصر "داعش" الأجانب يقاتلون فقط.
 أما  البغدادي فترجح كل الأنباء والمعلومات الواردة من داخل الموصل أنه شوهد بموكب كبير يضم سيارات مدنية وبدون إظهار المسلحين لأنفسهم، وقد خرج من قلب الجانب الغربي باتجاه الصحراء مصادر أمنية تحدثت عن أن زعيم "داعش" زار الموصل 3 مرات، ولكن كان يغير مكانه كل ساعة، وموكب الحماية لا يحمل أي هواتف نقالة أو أي وسائل تكنولوجية خوفاً من التعقب، ومن ثم ضرب الموكب والمرجح أن  أبو بكر البغدادي قد غادر باتجاه الصحراء، فهناك عدة أماكن يذهب لها:
1- أولها  صحراء نينوى من جهة الغرب باتجاه  سوريا إلى  الرقة.
2-  الثاني هو  صحراء الأنبار باتجاه القائم إلى الحدود الأردنية، ثم إلى  صحراء النخيب على الحدود الأردنية.
3- الأخير هو  صحراء جنوب الموصل باتجاه صلاح الدين إلى منطقة مطيبيجة بين محافظة صلاح الدين ومحافظة  ديالى.
المستقبل المجهول
وبالنظر لأبجدية التنظيم، نلاحظ أن زعيم "داعش" يعتمد على طريقة "الحلقات المفقودة" التي يستخدمها هو ومقاتلوه وهذه  الحلقات هي عبارة عن مجموعة من الأشخاص يكون عليهم قائد، يشكلون حلقة منفردة قائدها يرتبط بقائد الحلقة الأخرى، والتنظيم هو تنظيم حلقي، وإذا صادف أنه تمت السيطرة على أي عنصر لا يستطيع معرفة بقية العناصر لكن مصادر من داخل الموصل تحدثت أنه مازال هناك عناصر أجنبية وعربية تتواجد داخل أزقة وأحياء الموصل، وهم يرفضون الهرب أو الخروج بحجة أنهم قد أتوا "للجهاد"، حسب ما يقولونه للمدنيين وأنهم لن يهربوا أبداً لكن المهم في الموضوع أنه يبقى البغدادي رقماً صعباً بالنسبة لدول  التحالف الدولي وكذلك العراقيين.
 يذكر انه مع  تكثيف ضربات قوات التحالف الدولي ضد تنظيم  داعش في  العراق وسوريا،  طرح السؤال بشأن مستقبل منصب "  الخليفة " في حال القضاء على  "أبو بكر  البغدادي"، وهوية الشخصية المحتملة لتولي خلافة التنظيم، لاسيما بعد إفراغ الساحة العراقية والسورية من القيادات الداعشية البارزة إلا أن المتابع لنشأة التنظيم مع ما كان يسمى "دولة العراق الإسلامية" في 15 أكتوبر  2006، والذي جاء في خط تراكمي، تَمثَّل تدريجياً بإعلان أبو مصعب الزرقاوي تأسيس جماعة "التوحيد والجهاد في بلاد الرافدين" سنة 2004 ، ومن ثم مبايعة  الزرقاوي لـ  أسامة بن لادن ليعلن عن قيام تنظيم "القاعدة في بلاد الرافدين"، يجد أن استلهام التنظيم لقوته، وفرض حضوره بين أوساط  الجماعات_الجهادية الراديكالية في العراق عقب مقتل رجله الأول الزرقاوي (الأردني) 2006، لم يكن في الدرجة الأولى مستنداً على منصب الخلافة بحد ذاته، وإنما على البنية المركزية للتنظيم وقياداته العسكرية الميدانية. 
المستقبل المجهول
ويبقى منصب "الخليفة" وهوية "أمير المؤمنين"، الذي جُعل حكراً على "البغداديين" حيث مركز التنظيم في العراق، لا يتعدى عن كونه مهمة رمزية، كقائد ديني وسياسي، له حق الطاعة بعد اختياره من قبل مجلس الشورى وأهل الحل والعقد، فكان منهم أبو عمر البغدادي (حامد داود الزاوي) ومن بعده أبو بكر البغدادي، "إبراهيم عواد البدري"، كما عيَّنَ الزرقاوي بعد تشكيله ما عرف بمجلس شورى المجاهدين "أبو عبد الرحمن البغدادي" رئيساً له.
هامشية منصب "الخليفة" ومن يتولاه، تتجلى من خلال تعيين كل من أبو عمر البغدادي وأبو بكر البغدادي، والذي جاء وفقاً لما وصفه عناصر تنظيم الدولة المنشقين عنه بـ "الارتجالي"، ولم يكن بحسب ما روج له التنظيم للكفاءة الشرعية والخبرة القتالية ووفقاً لرسالة "أبو سليمان العتيبي"، القاضي العام للدولة الإسلامية بالعراق، التي وجهها لقيادة تنظيم القاعدة في خراسان 1428 (وهو قاضي جماعة التوحيد والجهاد "تنظيم القاعدة في بلاد الرافدين")، أوضح فيها ارتجالية تعيين أبو عمر البغدادي "أميراً للمؤمنين"، وفق محادثة له مع أبو حمزة المهاجر، قائلا: "من العجب العجاب هنا أن إعلان الدولة بهذه العجلة ولم يحدد من هو أمير المؤمنين أصلاً، وإنما سمّاه "أبو حمزة المهاجر"، باسم مستعار وهو أبو عمر البغدادي ولم يحدد شخصه، بل قال لي بالحرف الواحد يوجد شخص سوف نختبره شهراً كاملاً فإن صلح أبقيناه أميراً للمؤمنين وإلا بحثنا عن غيره، والله على ما أقول شهيد".
أما عن كفاءة من يسمى بـ"أمير المؤمنين" أبو عمر البغدادي، فقال العتيبي: "أما بالنسبة لأبو عمر البغدادي فهو لا يعرف ما يدور حوله، ويكتفي بآراء من حوله ولا يعارضهم في شيء البتة" من جانبه قال أبو أحمد، من مقاتلي "خراسان والعراق والشام" في رسالة له نشرت عبر منصات القاعدة الإعلامية قام بمراجعتها والتعديل عليها كل من "أبو طلحة مالك وإحسان العتيبي"، بشأن مبايعة "أبو عمر البغدادي": "بايع الشيخ المهاجر بطريقة عجيبة الشيخ أبو عمر البغدادي الذي لم يكن يُعْرف في التنظيم على أنه قيادي كبير أو صغير بل كان شخصاً عادياً".
المستقبل المجهول
ورأى أن اختيار أبو بكر البغدادي جاء "بصورة أتعس"، قائلاً: "كان اختيار أبو بكر أسوأ من سابقه، فلا هو معلوم لنا ولا لغالب الإخوة القادة، وبسبب السرية وضعف التواصل فكل شخص يظن أن فلاناً هو من اختاره " أما الانتساب القرشي لـ "إبراهيم عواد البدري"، فاعتبر حيلة من قبل أعضاء مجلس شورى التنظيم، وذلك لإضفاء الصبغة الشرعية على منصب "الخليفة"  فوفقاً لتدقيق قام به "أبو أحمد"، قال: "البغدادي من قبيلة البو بدري مواليد (سامراء)". وأضاف: "يعلم الله أني بحثت في نسبه وسألت الصالحين والصادقين وتوقفت لفترة فيه، حتى هداني الله إلى أخ مجاهد عالم بالأنساب، فأكد لي أن البو بدري والبدريين ليسوا من آل البيت، ولا من قريش فصاحبنا أبو بكر ليس ببغدادي ولا قرشي حتى".
ولم يقتصر التشكيك في  النسب القرشي لدى معاصريه، وإنما طال أيضا الكفاءة الشرعية والخبرة القتالية، فوفقاً لما أشار إليه المقاتل في جماعة خراسان "لم يحصل البغدادي على درجة الدكتوراه، كما أن رسالة الدكتوراه التي لم ينلها كانت في علم التجويد". وأضاف القيادي المنشق عن تنظيم (داعش) قائلاً: "فهو ليس دكتور شريعة ولا بغداديا ولا قرشيا ولا من نسب الحسن ولا الحسين، ولكن صارت القرشية "كليشة" تنسب لأمير داعش، وليس العكس وهذا من كذب داعش" إلى ذلك، لم يكن أبو دعاء السامرائي (أبو بكر البغدادي)، من نصبه القائمون على مجلس شورى تنظيم داعش "خليفة"، بل مجرد حامل بريد "الدولة"، وفقاً لما كشفته مراسلات المقاتلين.
المستقبل المجهول
إذ أفادت معلومات مستقاة من تلك المراسلات أن أبو بكر البغدادي كان مجرد "مركز بريد"، حيث يأتي أحد المقاتلين ببريد ويرميه في باحة بيته، ثم يأتي مقاتل آخر ويأخذ البريد منه من دون معرفته بالطرفين "وكما جاء في المراسلات فإن: "مناف الراوي كان هو من ينسق البريد ويوزعه، وكان أحد بيوت البريد هو بيت إبراهيم عواد السامرائي أبو بكر، ولم يكن يعرف الطرفين المرسل والمستقبل، وعند اعتقال المراسل جاء أحد أمنيي بغداد يخبر أبو عواد السامرائي باعتقال المراسل فقال له: "إنه يعرف بيت مناف الراوي، فأخبر أحدا بذلك فرد السامرائي أنا مجرد بيت بريد ولا أعرف أحدا" 
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه لازال مصير زعيم "داعش" أبو بكر البغدادي مجهولاً و"خليفته" وسوف   "يتعاظم" هذا الامر  بعد تحرير  الموصل بعد الانباء التى تواردت حول اختفاءه وهروبه  وهو ما يعنى اننا امام سيناريو جديد من الغموض حول مستقبل  التنظيم وزعيمه . 

شارك