مواجهة إيران وقوات سعودية إلى سورية.. قراءة في تداعيات لقاء بن سلمان بترامب

السبت 18/مارس/2017 - 08:30 م
طباعة مواجهة إيران وقوات
 
وسط محاولات حثيثة من قبل القوى الإقليمية في المنطقة لإعادة ترتيب أوراق المنطقة في ظل الإدارة الامريكية الجديدة التي يأتي الرئيس الأميركي دونالد ترامب على رأسها، سيطرت ملفات عدة على مباحثات ولي ولي العهد، وزير الدفاع السعودي، محمد بن سلمان مع ترامب والمسؤولين في الإدارة الأمريكية الجديدة، بينها الحرب على الإرهاب والأزمة السورية واليمنية، وكذلك مواجهة محاولات إيران التوغل في المنطقة والتدخل في شؤون دول الجوار، فضلاً عن مناقشة المطلب الأميركي بتشكيل حلف عسكري سني "ناتو عربي سني" لمواجهة النفوذ الإيرانية في المنطقة.
وقد تصاعدت مخاوف في الأوساط السعودية من التصريحات المعادية التي أطلقها ترامب قبيل نجاحه في الانتخابات الرئاسية وتنصيبه رئيساً للبلاد، لذلك بادرت المملكة إلى التواصل مع الإدارة الجديدة للتذكير بالأيام الخوالي بين البلدين، وقد وقع بن سلمان مع المسؤولين الأمريكيين اتفاقات بنحو 200 مليار دولار.
في المقابل، كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب، أبدى فور توليه منصبه إعجابه بالرئيس السيسي خاصة في مجالات مواجهة الإرهاب والتحديات الأمنية، وتطلع إلى مقابلته في أسرع وقت، وقد تكرر زيارة مهمة للسيسي لواشنطن الاول من أبريل المقبل، ستناقش ملفات شائكة على رأسها محاربة الإرهاب، وملفات التعاون المشترك على مستويات السياسية والاقتصادية والتجارية والعسكرية.

مواجهة إيران وقوات
واستقبل ترامب منذ توليه العديد من رؤساء الدول، بينها العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو،، ورئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس، وحالياً تزور المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل واشنطن، ولفت مراقبون إلى ان تلك الزيارة محاولة لوضع النقاط فوق الحروف خاصة ان التصريحات الشاذة التي يطلقها ترامب من حين لآخر تثير مخاوف العديد من اللاعبيين الدوليين والإقليميين.
وعلى الرغم من أن الكثير من المراقبين أكدوا ان أميركا دولة مؤسسات ولايمكن أن تلقى تصريحات ترامب الشاذة أي قابلية للتنفيذ، خاصة المتعلقة بوعده نقل السفارة الإسرائيلية من تل أبيب إلى القدس، والانسحاب من الاتفاق النووي الذي تم توقيعه مع الدولة الست الكبرى وإيران بشأن ملفها النووي.
تقارير أمريكية متخصصة في دراسات الشرق الأوسط، أشارت إلى ان زيارة بن سلمان إلى واشنطن تاتي بمثابة رغبة من المملكة السعودية توديع عصر الرئيس السابق باراك أوباما واستعادة "دفء الغطاء الأمني الأمريكي"، وأن التصريحات السعودية جيدة وتعكس الرغبة السعودية في بناء صفحة جديدة مع واشنطن في ظل هجومه الدائم على إيران ومعادته العلنية لها.
ووصفت تلك التقارير تصريحات محمد بن سلمان، بأنها تكشف عن رغبة في إعطاء قبلة وداع لإدارة باراك أوباما والتعامل مع إدارة دونالد ترامب، فيما قال ديفيد وينبيرغ، خبير في الشؤون السعودية في مؤسسة "الدفاع عن الديمقراطيات"، أن التصريحات السعودية التي وصفها بـ"المتملقة" هي "جزء من استراتيجية"، وإنه من الصعب معرفة كم من هذا حقيقي وكم منه إطراء، مشيرا إلى أن وصف السعودية للقاء محمد بن سلمان ودونالد ترامب بأنه "نقطة تحول تاريخية" مُدهشة، وأضاف: "من الواضح أن هناك جزء من استراتيجية لملاحقة الأسلوب الشخصي للرئيس ترامب".

مواجهة إيران وقوات
واختتم ولي ولي العهد السعودي، الأمير محمد بن سلمان، زيارته إلى واشنطن أمس الجمعة، بعمدا شهدت توافقاً ورغبة مُلحّة في التعاون بين الجانبين على جميع الصعد، وقد انتهت الزيارة التي بحثت الملفين الإيراني والإرهاب في المنطقة، إلى الوصول لعدة تفاهمات ورغبة ملحة لمواجهة جميع التحديات.
وبحسب بيان سعودي نشر على موقع "العربية نت"، فقد وصف البيان لقاء ولي ولي العهد، بالرئيس دونالد ترمب، بـ"المتوافق والمنسجم"، وأن الانسجام بين الجانبين تجسد في التوافق على العمل المشترك إزاء العديد من الملفات، أبرزها التصدي للأنشطة الإيرانية الإقليمية المزعزعة للاستقرار في المنطقة، كما اتفق الجانبان على ضرورة توسيع نطاق مواجهة خطر التنظيمات الإرهابية التي باتت تهدد العالم.
واقتصادياً، شهد اللقاء سلسلة تفاهمات هامة، منها إطلاق استثمارات سعودية كبيرة في الولايات المتحدة، فضلاً عن فتح فرص للشركات الأميركية للدخول إلى السوق السعودية وفق رؤية المملكة 2030. كما بحث الجانبان برنامجاً مشتركاً لمشاريع تطوير تقدر قيمتها بنحو مئتي مليار دولار، خلال الأربع سنوات المقبلة.

مواجهة إيران وقوات
كما التقى ابن سلمان في مبنى البنتاجون في واشنطن وزير الدفاع الأميركي جيمس ماتيس وكبار مسؤولي إدارة الرئيس دونالد ترمب، وبحث ولي ولي العهد خلال اللقاء مع ماتيس القضايا الاستراتيجية المشتركة ومحاربة تنظيم داعش والتدخلات الإيرانية في المنطقة، كذلك بحث الطرفان مسائل التسلح في الشرق الأوسط، وان اللقاء استمر أكثر من 3 ساعات، وأن الطرفين أكدا على تطابق المواقف والأفكار وقد تم الاتفاق على مبادرات عديدة خلال الاجتماع، وقد أعلن البنتاجون أن الأمير ولي ولي العهد وماتيس قد أكدا على أهمية العلاقات الدفاعية الثابتة، وناقش الجانبان كيفية مواجهة نشاطات إيران وتدخلاتها في المنطقة، وبحثا أيضاً سبل التعاون من أجل هزيمة تنظيم داعش.
وجرى خلال اللقاء، الذي حضره رئيس هيئة الأركان جوزيف دانفورد، ومستشار الأمن القومي في البيت الأبيض اتش أر ماكماستر، ودينا باول مستشارة الرئيس للمبادرات الاقتصادية، وستيفان بانن كبير الاستراتيجيين في البيت الأبيض، وكبار مسؤولي وزارتي الدفاع والخارجية، البحث في جهود  مكافحة الإرهاب التي تهدد المنطقة، وبالأخص في الشرق الأوسط، حيث قال الأمير محمد بن سلمان إن محاربة داعش يجب أن تكون بمساعدة الولايات المتحدة
اللافت أن المملكة السعودية يبدو انها لا تزال تُصر على فكرة التدخل المباشر في سورية عبر إرسال قوات سعودية إلى سورية، ما يُعقد الامور اكثر من ذلك، حيث نقلت وسائل إعلام سعودية أن ابن سلمان في رد له على سؤال للصحافيين أكد أن السعودية مستعدة لإرسال قوات إلى سورية، ما يعني أن لقاء محمد ابن سلمان كان يحمل في جعبته رؤية المملكة السعودية إزاء الاوضاع في سورية، لكن لا أحد يعلم حتى الان تفاصيل تلك الرؤية اللهم غلا ما صدر عن ولي ولي العهد بغمكانية إرسال قوات سعودية إلى سورية.

مواجهة إيران وقوات
وتحفظ القاهرة على رؤية المملكة السعودية إزاء الازمة في سورية، وترى مصر إنها تُزيد الاوضاع تعقيداً، ورفضت مصر طلبات سعودية بإعلان معادة بشار الأسد وتقديم دعم للقوى المعاسلحة والجماعات المتطرفة هناتك، وسجلت مصر اعتراضها عن استمرار دولاً بعينها في تقديم الدعم لتلك الجماعات الإرهابية.
أهمية الزيارة الأخيرة ينعكس في قوة الوفدة المرافق لابن سلمان، حيث فيما رافقه في الزيارة وزير الدولة عضو مجلس الوزراء الدكتور مساعد العيبان، ووزير الخارجية عادل الجبير، ورئيس الاستخبارات العامة خالد الحميدان، ومساعد وزير الدفاع محمد العايش، والمستشار بالديوان الملكي والمشرف العام على مركز الدراسات والشؤون الإعلامية سعود القحطاني، والمستشار بالديوان الملكي فهد تونسي، ووزير الدولة لشؤون الخليج العربي بوزارة الخارجية ثامر السبهان، والمستشار العسكري لوزير الدفاع اللواء ركن أحمد عسيري.

شارك