تعرف على سيناريو الجيش السوري لتحرير الرقة من يد "داعش"

السبت 18/مارس/2017 - 09:05 م
طباعة تعرف على سيناريو
 
يبدو أن روسيا ستلعب دور "الميسترو" في معركة تحرير مدينة "الرقة" التي يعتبرها تنظيم (الدولة) عاصمة الخلافة، خاصة مع تصاعد تنافس القوى الميدانية المتنافرة على الأرض في تحرير المدينة فضلاً عن دور ونسب كلاً من هؤلاء الفرقاء، لذلك من المؤكد أن موسكو في مركز "المايسترو" أو ضابط الإيقاع للتحركات العسكرية لكافّة الأطراف في سورية.
ومن الخطأ الاعتقاد أنّ معركة الرقّة ستكون أقل جهداً وصعوبة من معركة الموصل، ففي الموصل يوجد أكثر من مائة ألف مقاتل من القوات العراقية وحلفائها، وأكثر من أربعة آلاف جندي أميركي يشاركون فيها من أصل ثمانية آلاف جندي أميركي بالعراق ومع ذلك التطورات الميدانية في إطار تحرير الأرض من "داعش" بطيئة لصعوبة المعركة، والرقّة هي "عاصمة الخلافة" والملجأ الأخير لتنظيم الدولة، ولا تكفي لإطلاق معركتها دراسة مواقع التنظيم وقوّته الحاليّة، بل المرتقبة أيضا. فبعد استعادة الموصل، يُنتظر أن يصل إلى البادية السورية المئات من عناصر التنظيم، إن لم نقل الآلاف.

تعرف على سيناريو
وتُشير تقارير إلى انه لا يمكن الفصل المطلق، بين ما يجري في غرب الفرات -وتحديداً في منبج وريفها- وما سيجري في شرقه، وتحديداً معركة استعادة الرقة المرتقبة، وأن اجتماع أنطاليا في تركيا، عُقد يوم 7 مارس الجاري وجمع رؤساء أركان الدول الثلاث: روسيا، وتركيا، والولايات المتحدة- ليرسم ما يمكن تسميته مسوّدة خريطة ميدانيّة، تنتظر موافقة الأطراف المعنيّة عليها، وبالتالي إقرارها، بشأن المشاركين في تحرير الرقة.
اجتماع أنطاليا، بحسب ما رشح عن ذلك الاجتماع كان طابعه العسكري أقوى من صبغته السياسية، وقد نتج عنه فوراً تصريح تركي بأنّ أنقرة غير مستعدّة للقتال جنباً إلى جنب مع من تعتبرهم "إرهابيين"، وهي تقصد بذلك القوى الكردية مهما اختلفت تسمياتها، ما يعني أنّ مسألة عدم مشاركة تركيا في استعادة الرقّة قد حسمت، أما غرباً، فإنّ القوات المدعومة من تركيا تقترب من مدينة منبج ولن تدخلها في أغلب الظن نتيجة تفهمات برعاية روسية بين الجيش السوري وتركيا. 
وقد ساهم سيطرة الجيش السوري النظامي على طريق (الباب/الرقة) ومساحات واسعة شرق وشمال مدينة حلب وتوسّعه، فهي في الواقع هدف عسكري إستراتيجي أو رسالة ميدانيّة لتركيا مفادها أن عليها أن تتوقّف حيث وصلت (مشارف مدينة منبج) وأنّ هذه المنطقة مدينة منبج خط أحمر.
الضفّة الغربيّة لنهر الفرات التي يسعى الجيش السوري النظامي للسيطرة عليها، لملء الفراغ الذي سيُحدثه انسحاب القوّات الكرديّة المرتقب من مدينة منبج، وكامل منطقة غرب الفرات، كما تطالب بذلك تركيا، يطرح تساؤل من سيقوم باستعادة الرقة؟ وهل تكفي القوات الكردية التي تدعهما أميركا لتنفيذ مهمّة كهذه؟ والجواب هو "لا" حتماً. وذلك لاعتبارات عدّة، عسكريّة وجغرافيّة وسياسيّة، فهذه القوات غير مؤهلة -حتى هذه الساعة- لدحر تنظيمٍ بهذه القوّة. لا من ناحية العدد -الذي يقال إنه بلغ أكثر من 20 ألف مقاتل- ولا العتاد، ولا الكفاءة القتالية.

تعرف على سيناريو
وتقول تقارير عسكرية متخصصة ان استعادة الرقّة تقتضي أن تسبقها عسكريا استعادة دير الزور شرقا، ومطار الطبقة العسكري و"سد تشرين" غربا، أو أن تُفتح هذه الجبهات الثلاث بصورة متزامنة، ويعتقد مراقبون أنّ الجيش السوري النظامي توقّف العام الماضي عند تخوم تدمر الشرقية بعد استعادتها، ولم يلاحق تنظيم الدولة في البادية السورية -كما تقتضي بذلك العلوم العسكرية حسبما يسمّى "استغلال الانتصار"- ممّا أدّى إلى إعادة سيطرة التنظيم على المدينة، أما الآن فإنه لن يتوقّف هذه المرّة خاصة بعد التفاهم بين موسكو وواشنطن، بل سيتابع تقدمه باتجاه دير الزور، لتأمين الاتصال سراً مع الحامية السورية النظامية المحاصرة -منذ حوالي عامين- والعمل على طرد تنظيم الدولة منها.

تعرف على سيناريو
وللجيش السوري مهمة أخرى بعد دخوله منبج والسيطرة على الضفّة الغربيّة لنهر الفرات؛ وهي عبور النهر شرقاً للسيطرة على "سد تشرين"، ثمَّ الإعداد للانطلاق من ريف حماة الشرقي باتجاه مطار الطبقة العسكري، الذي وصل بداية العام الماضي إلى مسافة 30 كلم منه، ثمّ انسحب تحت ضغط هجوم معاكس لتنظيم الدولة، ولاعتبارات إقليمية ودولية، ساعتئذٍ ستكون الخطة العسكرية لاستعادة الرقّة قد أصبحت جاهزة، والمهمّة باتت أقل صعوبة.
لكن ما هو الثمن الذي ستطلبه تركيا لقاء منعها من ضمّ منبج واستكمال مربّع درع؟؟

شارك