تصاعد التوتر بين برلين وأنقرة..وأردوغان يتهم ميركل بالنازية

الأحد 19/مارس/2017 - 05:55 م
طباعة تصاعد التوتر بين
 
تصاعد التوتر من جديد بين المانيا وتركيا، على خلفية الاستفتاء على التعديل الدستوري المنتظر اقراره فى ابريل المقبل، حيث نظمت فى المانيا مؤخرا مظاهرات رافضة للتعديلات الدستورية، فى الوقت الذى سبق ومنعت فيه تجمعات انتخابية داعمة لهذه التعديلات.
يأتى ذلك فى الوقت الذى شن فيه الرئيس التركي رجب طيب اردوغان هجوما شخصيا جديدا على المستشارة الألمانية انجيلا ميركل متهما اياها باللجوء الى "ممارسات نازية" على وقع توتر بالغ بين أنقرة وبرلين. 

تصاعد التوتر بين
وقال أردوغان متوجها الى ميركل في خطاب متلفز "أنت تقومين الان بممارسات نازية. ضد من؟ ضد إخواني المواطنين الاتراك في المانيا واخواني الوزراء" الذين كانوا توجهوا الى ألمانيا للمشاركة في تجمعات مؤيدة للرئيس التركي تمهيدا للاستفتاء على تعزيز صلاحياته في 16 ابريل.
كما عبرت تركيا عن غضبها الشديد بعد تظاهرة للأكراد في مدينة فرانكفورت الألمانية رافضة للإصلاحات الدستورية التي يعتزم الرئيس التركي رجب طيب اردوغان تنظيمها الشهر المقبل. 
ودعت المظاهرة إلى إحلال "الديمقراطية" في تركيا ورفض التعديلات الدستورية التي ستمنح للرئيس أردوغان صلاحيات أوسع. وكان نحو ثلاثين ألف شخص مؤيدين للأكراد تظاهروا في فرانكفورت غرب ألمانيا تحت شعار "لا للديكتاتورية" و"الحرية لكردستان" بحسب الشرطة. ورفع المتظاهرون شعارات ترمز إلى حزب العمال الكردستاني المتمرد الذي يقاتل تركيا منذ 1984.
تأتي هذه التظاهرة في وقت تشهد فيه العلاقات بين برلين وأنقرة توترا منذ أن منعت ألمانيا وزراء أتراكا من المشاركة في تجمعات مؤيدة لأردوغان قبل استفتاء 16 ابريل.
وقال إبراهيم كالين الناطق باسم الرئيس التركي إن الرئاسة التركية "تدين بأشد العبارات" السماح بهذه التظاهرة. وأضاف "من غير المقبول رؤية رموز وشعارات حزب العمال الكردستاني ، بينما يمنع وزراء وبرلمانيون أتراك من الاجتماع بمواطنيهم". وتابع كالين بأن "فضيحة" تظاهرة فرانكفورت كشفت أن بعض دول الاتحاد الأوروبي تعمل بجد من أجل الترويج لرفض الإصلاحات المطروحة في الاستفتاء. وقال "نذكر مجددا الدول الأوروبية بأن القرار في 16 أبريل عائد إلى الشعب التركي وليس لأوروبا".
وجرت التظاهرة في فرانكفورت بهدوء، وقالت متحدثة باسم الشرطة في فرانكفورت إن المشاركين فيها رفعوا أعلاما ولافتات لحزب العمال الكردستاني المحظور إضافة إلى صور لزعيمه عبد الله أوجلان.
كان المنظمون توقعوا مشاركة عشرين ألف شخص في هذا التحرك الذي نظم بمناسبة رأس السنة الكردية النوروز وكان العدد أكبر من ذلك.، وأوضحت الشرطة أنها لم تتدخل لمصادرة هذه الأعلام لتجنب استفزاز الحشد، لكنها أضافت أنها التقطت صورا قد تؤدي لاحقا إلى القيام بملاحقات.

تصاعد التوتر بين
و اتهمت تركيا ألمانيا أيضا بدعم شبكة تابعة لفتح الله جولن رجل الدين التركي المقيم في الولايات المتحدة الذي تتهمه أنقرة بأنه وراء محاولة الانقلاب التي جرت في البلاد العام الماضي في تصريحات يرجح أن تثير خلافا دبلوماسيا جديدا بين البلدين.
واستدعت أنقرة سفير ألمانيا لديها، للتعبير عن إدانتها لخروج تظاهرة للأكراد في مدينة فرانكفورت الألمانية السبت، حيث رفع عشرات آلاف المتظاهرين شعارات حزب العمال الكردستاني، وقد زادت هذه التظاهرة من التوتر بين البلدين بدأ عندما منعت السلطات الألمانية تجمعات مؤيدة للرئيس التركي تمهيدا للاستفتاء على تعزيز صلاحياته.
وقامت تركيا الأحد باستدعاء سفير ألمانيا لديها للتعبير عن احتجاجها الحازم غداة تظاهرة للأكراد في فرانكفورت رفعت خلالها أعلام لحزب العمال الكردستاني، حسب ما أعلن القصر الرئاسي الذي اعتبر الحادثة "فضيحة".
حيث دعت التظاهرة التي خرجت السبت في مدينة فرانكفورت غرب ألمانيا إلى إحلال "الديمقراطية" في هذا البلد ورفض التعديلات الدستورية التي ستطرح في استفتاء لتوسيع صلاحيات الرئيس رجب طيب أردوغان، كما طالبوا "بالحرية لكردستان" بحسب الشرطة. ورفع المتظاهرون شعارات حزب العمال الكردستاني الذي يقاتل تركيا منذ 1984

تصاعد التوتر بين
وتشهد العلاقات بين برلين وأنقرة توترا منذ أن منعت ألمانيا وزراء أتراكا من المشاركة في تجمعات مؤيدة لأردوغان قبل استفتاء 16 أبريل.
جاء ذلك ردًّا على ما نقلته مجلة "دير شبيغل" الألمانية عن برونو كال رئيس جهاز الاستخبارات الخارجية الألماني قال فيها إن الحكومة التركية لم تستطع إقناع جهازه بأن غولن كان وراء محاولة الانقلاب. وتابع المسؤول الألماني أن كل "ما رأيناه بعد الانقلاب كان سيحدث بغض النظر عن ذلك، ربما ليس بنفس الحجم ونفس التطرف". وأضاف "الانقلاب كان مجرد ذريعة مرحب بها"، مشيرا إلى موجة الملاحقات والتطهير غير المسبوقة التي بدأتها تركيا منذ الصيف الماضي.
أشار رئيس الاستخبارات الألمانية الخارجية (بي إن دي)، أن حملات الاعتقالات لم تبدأ مع الانقلاب، وإنما "قبل الـ15 من يوليو، حيث كانت هناك حملة تطهير كبيرة جارية من قبل الحكومة"، وتابع "لهذا السبب اعتقد البعض في المؤسسة العسكرية أنهم بحاجة للقيام بانقلاب بسرعة قبل أن تطالهم أيضا حملات التطهير، لكن كان الأوان قد فات وكانوا هم أيضا عرضة للتطهير".
أضاف برونو كال بأن حركة غولن هي "مؤسسة مدنية للتعليم الديني والمدني المستمر التي تعاونت على مدى عقود" مع أردوغان وليس مع حركة إرهابية كما تدعي أنقرة. وسخر أنصار جولن من وصف السلطات التركية لجماعته بمنظمة فتح الله الإرهابية، وقالوا إنه بالكاد يدير منظمة سلمية تدعى "خدمة".
وألقت السلطات التركية بالمسؤولية عن الانقلاب الفاشل الذي خلف 248 قتيلا على مجموعة مسلحة اتهمت جولن بتوجيهها، وهو حليف سابق لأردوغان يعيش في منفاه الاختياري في الولايات المتحدة منذ عام 1999، ورغم نفي جولن الشديد لهذه الاتهامات إلا أن أنقرة استمرت في مطالبة السلطات الأميركية بتسليمها إياه.
من ناحية اخري يري مراقبون أنه من اللافت للنظر إتهام الرئيس التركي رجب طيب أردوغان لقضاء الاتحاد الأوروبي، بإطلاق "حملة صليبية" ضد الإسلام، بعد قرار محكمة العدل الأوربية الأخير، بمنح أرباب العمل حق حظر ارتداء الحجاب في أماكن العمل، ضمن العديد من الرموز الدينية الأخرى.
كان هذا القرار للمحكمة الأوروبية قد جاء في ظل توتر تركي أوروبي، على خلفية منع وزيرين تركيين من لقاء أبناء الجالية التركية في هولندا، للترويج للاستفتاء على تحول تركيا للنظام الرئاسي والذي سيجري قريبا، وهو الخلاف الذي شهد تصعيدا شديدا من قبل أروغان تجاه هولندا، كما أبرز أيضا وجود خلاف أكبر مع أوروبا بمجملها.

تصاعد التوتر بين
وقد دفعت اتهامات أروغان للقضاء الأوروبي بإطلاق حملة صليبية، بعضا من المراقبين إلى القول بأن الرجل يستخدم الإسلام كبعد ديني، في الصراع مع أوروبا.
والحقيقة هي أن العنصر الديني في العلاقة بين الجانبين كان واردا، عبر تاريخ طويل ربما يبدو ماثلا في أذهان الجانبين حتى الآن، فالعلاقة بين أوروبا وتركيا أيام الإمبراطورية العثمانية كانت تقوم غالبا على الهوية وتتسم بالعداء.
ولإن كانت العلاقة بين الجانبين قد تغيرت بعد تأسيس أتاتورك للجمهورية التركية، حيث سعت تركيا للحداثة وإلى الوصول إلى أوروبا، عبر السعي للانضمام إلى الاتحاد الأوروبي، فإن التناقضات الواضحة بين أوروبا المسيحية وتركيا المسلمة، كانت العقبة دوما أمام التحاق تركيا بهذا الاتحاد.
وبعيدا عن البعد التاريخي في الأمر، فإن الواضح أن استخدام أردوغان للإسلام في صراعه مع أوروبا، ربما لا يكون مختلفا أيضا عن استخدام اليمين المتطرف في أوربا لنفس العنوان، في صراعه مع تركيا وهو اتجاه باتت تزايد عليه الحكومات والأحزاب السياسية من اتجاهات مختلفة من أجل كسب الأصوات في الشارع، وفق ما يقول مراقبون.
ويرى هؤلاء أن الأمر ربما يكون مرتبطا بترويج كل طرف لنفسه، في ظل ترقب تركيا لاستفتاء مهم سيغير نظام الحكم في البلاد إلى النظام الرئاسي، بينما تستعد عدة دول أوربية لإجراء انتخابات يحشد فيها اليمين المتطرف، لبرامج وأفكار كلها تستهدف الاسلام واللاجئين ،وأن كل طرف يسعى لكسب الأصوات بأي طريقة.

شارك