الاوضاع العسكرية فى سوريا " الوجبة المفسدة " للعلاقات التركية الروسية الامريكية

الإثنين 20/مارس/2017 - 08:43 م
طباعة الاوضاع العسكرية
 
يبدو ان طبيعة العمليات العسكرية فى سوريا ستفسد العلاقات بين تركيا وموسكو وواشنطن فى ان واحد وهو الامر الذى تجلى مؤخرا فى أعلان وحدات حماية الشعب الكردية يوم  الاثنين  20-3-2017م أنها ستتلقى تدريبات عسكرية من  القوات الروسية في شمال  سوريا، بناء على اتفاق ثنائي تم التوصل إليه، ويأتي في إطار "التعاون ضد  الإرهاب"،  وأشار المتحدث الرسمي باسم الوحدات ريدور خليل الى "اتفاق بين وحداتنا والقوات الروسية العاملة في سوريا في إطار التعاون ضد الإرهاب، يقضي بتلقي قواتنا تدريبات على أساليب الحرب الحديثة".

الاوضاع العسكرية
وإلى ذلك، قالت وحدات حماية الشعب الكردية السورية إنها تستهدف زيادة قواتها بواقع الثلثين إلى أكثر من 100 ألف مقاتل هذا العام في خطة ستعزز  الجيوب الكردية ذات الحكم الذاتي والتي تثير قلق تركيا بشدة وأفاد المتحدث ريدور خليل إن وحدات حماية الشعب الكردية، التي تلعب دورا حاسما في الحملة المدعومة من الولايات المتحدة على تنظيم داعش في سوريا، أطلقت حملة كبيرة هذا العام لتحول نفسها إلى قوة أكثر تنظيما تماثل جيشا وأن الوحدات كانت بحلول نهاية 2016 تضم 60 ألف مقاتل بما في ذلك وحدات حماية المرأة، موضحا أن الوحدات شكلت بالفعل 10 كتائب جديدة منذ بداية هذا العام كل كتيبة مؤلفة من نحو 300 مقاتل.
 وسبق ذلك ما أعلنت تركيا، عنه على لسان مسؤولين رفيعي المستوى، أن عملياتها في شمال سوريا قد تستغرق سنوات  و أن الخلاف مع روسيا ما زال قائماً وأن التباينات مع موسكو على أهداف الحل السياسي في سوريا ما زالت مستمرة في حين أن المفاوضات مع الجانب الروسي بشأن سوريا محدودة وحذرت أنقرة من أن أي عملية هجومية تشارك فيها وحدات حماية الشعب الكردية في الرقة ستشعل مواجهة عرقية وقالت تركيا إن عناصر الوحدات لم تنسحب من منبج وفق ما أعلن سابقاً، ولم تستبعد أنقرة استمرار عملياتها في شمال سوريا لسنوات في حال اقتضت الضرورة.

الاوضاع العسكرية
يذكر انه سبق و اشتعل الخلاف بين روسيا وتركيا حول مشاركة حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في مفاوضات جنيف 3،  بسبب رفض أنقرة الصارم لمشاركة هذا الحزب ضمن وفد المعارضة السورية، باعتباره امتدادا لوحدات الحماية الكردية (السورية) التي تعتبرها تركيا امتدادا لحزب العمال الكردستاني في تركيا والذي تصفه بالإرهابي، في حين تعتبر روسيا أنه من المستحيل التوصل إلى حل دون مشاركة الأكراد في الحوار بين المعارضة السورية والنظام  و انحازت أمريكا إلى الموقف الروسي على حساب حليفتها تركيا، ومارست ضغوطا على المعارضة السورية لضم الأكراد إلى وفد التفاوض، بالرغم من أنهم لم يسبق وأن أطلقوا رصاصة واحدة ضد الجيش السوري، على حسب قول الأتراك، في حين أعلن زعيم أكراد العراق، أمس، استعداده لتنظيم استفتاء حول استقلال كردستان العراق، خاصة وأن الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا لا تبديان معارضة لقيام دولة كردية في المنطقة، ستضم في البداية إقليم كردستان العراق، وقد تمتد لاحقا إلى كردستان سوريا ثم إلى أجزاء من تركيا وإيران. 
 ليرد رئيس حزب “الاتحاد الديمقراطي الكردي”، صالح مسلم، أمس، إن الحزب يتوقع دعوته للمشاركة في محادثات السلام في “جنيف”، لكنه لا يعرف “بأي شكل من الأشكال”، وسط إبداء تركيا رفضها “القاطع” لمشاركة الحزب في المحادثات و أن “الدعوة ستتم طبعا ولكن لا أعرف بأي شكل من الأشكال”، وسط دعوات روسية لضم الحزب إلى وفد المعارضة التي ترفض ذلك”.

الاوضاع العسكرية
من جهته شدد داود أوغلو، أمام نواب حزب العدالة والتنمية، فى وقت سابق على أن تركيا “ترفض بشكل قاطع حضور حزب الاتحاد الديمقراطي ووحدات حماية الشعب (الجناح العسكري لحزب الاتحاد الديمقراطي) حول طاولة المفاوضات”، مذكرا بأن حكومته تعتبر هاتين الحركتين المقربتين من حزب العمال الكردستاني “إرهابيتين”. وأضاف “إذا كان حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي يرغب في المشاركة بهذه المحادثات، فعليه أن يشارك إلى جانب النظام السوري الذي يقوم بالتعاون معه لقتل الشعب السوري" . 
 هذا وقد فرض الخلاف بين تركيا وأميركا نفسه على مجمل التطوارات السياسية والعسكرية في سوريا، لا سيما بعد امتعاض أنقرة الكبير من التواصل بين واشنطن والأكراد الذين سيطروا على مناطق حدودية شديدة الحساسية بالنسبة إلى تركيا، فيما ترفض الولايات المتحدة المنطق التركي، معتبرة أن الأكراد يشكلون حجر الزاوية في مواجهة داعش ويدور الخلاف الجديد، وهو الأحدث في سلسلة الخلافات بين الولايات المتحدة وحلفائها خلال سنوات حرب سوريا الخمس، حول دعم الغرب مقاتلي وحدات حماية الشعب الكردية في شمال شرق سوريا، فالولايات المتحدة تنظر الى المقاتلين الأكراد على انهم من أشد حلفائها فاعلية في الحرب ضد تنظيم داعش، فيما ترى تركيا أنهم امتداد لحزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره منظمة ارهابية تريد اقامة دولة كردية مستقلة في جنوب شرق تركيا.  
 
الاوضاع العسكرية
وإزاء خلاف بمثل هذا العمق، تزداد مقاومة تركيا لضغوط واشنطن من أجل وقف ضرباتها الجوية ضد الأكراد، فيما قال الباحث اندرو تابلر، الخبير بالشؤون السورية في معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى: "إن الولايات المتحدة تريد ان يتوقف الأكراد والاتراك وان يروا الصورة الأكبر، لكني لا أعتقد بحدوث ذلك" إلى ذلك، ترى الولايات المتحدة ان أكراد سوريا يمثلون فصيلًا شرعيًا من فصائل المعارضة السورية، ويجب معاملتهم على هذا الأساس. ولم تكن الولايات المتحدة وحدها التي ترى ذلك، بل اتفق معها وزير الخارجية المصري سامح شكري، الذي قال في مقابلة مع مجلة "فورين بولسي" الاميركية ان الأكراد "جزء أساسي من المعارضة، وهم شديدو الفاعلية ضد داعش، وكنا ندعو دائما الى ان يكونوا جزءًا من العملية"  وقال الباحث تابلر، من معهد واشنطن لسياسة الشرق الأدنى، إن هناك خلافا بين واشنطن وأنقرة "على حجم دور حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي في الحرب السورية، وان تركيا لا تريد ان يشمل دعمه أي اراضٍ غرب الفرات، كما ولا تريد ان يتلقى أسلحة ثقيلة، وهذا خلاف كبير. 
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان طبيعة العمليات العسكرية فى سوريا ستفسد العلاقات بين تركيا وموسكو وواشنطن فى ان واحد وهو الامر الذى ستكشف عنه الايام القادمة . 

شارك