اليمين الأوروبي يستغل الخلاف مع تركيا فى التصعيد

الإثنين 20/مارس/2017 - 09:48 م
طباعة اليمين الأوروبي يستغل
 
تتصاعد الانتقادات التركية الأوروبية على خلفية اتهامات أردوغان للقادة الأوروبيين بالنازية، وسط تأكيدات بأن هذه الخلافات تؤثر على مستقبل انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي، واستغلال التيارات اليمينية الشعبوية هذه الخلافات فى طرح أفكارها وبرامجها. 

اليمين الأوروبي يستغل
يأتى ذلك في الوقت الذى حذرت فيه الحكومة التركية أوروبا من خطر الوقوع في "فخ الفاشية" وذلك في معرض دفاعها عن تشبيهات النازية التي أطلقتها على ألمانيا وأغضبت قادة الاتحاد الأوروبي، وقال نائب رئيس الوزراء نعمان كورتولموش "نحن نسمع خطى الفاشية والنازية .. ويجب اتخاذ خطوات لمواجهة ذلك .. ونحن نقول هذه الأمور لأوروبا حتى لا تقع في فخ الفاشية".
أوضح نعمان كورتولموش أن تركيا استخدمت تشبيهات "النازية" انطلاقاً من القلق على الأصدقاء الأوروبيين، معتبرا أن الدول الأوروبية بحاجة أن تتخذ خطوات ضد العنصرية.
كانت ميركل قد هددت بمنع المسؤولين الأتراك من المجيء للمشاركة في تجمعات انتخابية مؤيدة للرئيس التركي في ألمانيا، وذلك بعد الهجمات الجديدة التي شنها ضدها رجب طيب اردوغان، وقالت ميركل إن الحكومة الألمانية "تحتفظ بحق إعادة النظر في الاذونات" التي صدرت حتى الآن بمشاركة مسؤولين سياسيين أتراك في تجمعات في ألمانيا قبل الاستفتاء المرتقب في 16أبريل.

اليمين الأوروبي يستغل
من جانبها كشفت "أنجيلا ميركل" المستشارة الألمانية عن السبب الرئيس الذي أدى إلى تأزم العلاقات الألمانية التركية، منتقدة التصريحات التي وصف من خلالها أردوغان ألمانيا بالنازية، وذكرت المستشارة أنّ السبب الرئيس الذي أدّى إلى تأزم العلاقات بين ألمانيا وتركيا يعود إلى اختلاف وجهات النظر العميقة فيما يخص حرية الرأي والصحافة.
نوهت إلى أن هناك اختلاف كبير في وجهات النظر بين تركيا وألمانيا فيما يخص مصير ما يزيد عن مئة صحفي قابعين في السجون، بما فيهم المواطن الألماني دنيز يوجيل.
جدير بالذكر أنّ السلطات التركية ألقت القبض على “دنيز يوجيل ” من أصول تركية والعامل مراسلا لدى صحيفة دي فيلت الألمانية، بتهمة التعاون مع الإرهاب والترويج له، بالإضافة إلى محاولته زرع الفتنة بين الشعبين التركي والكردي.
ويري مراقبون أن معركة أردوغان الأوروبية وتصريحاته حول "نازية وكلاب ودعم للإرهاب” تصعيد جديد بين تركيا وأوروبا، وأن هذا التصعيد يطرح تساؤلات بشأن ما إذا كان الرئيس التركي رجب طيب أردوغان يناور من أجل كسب أصوات الناخبين في الاستفتاء على الدستور في أبريل المقبل، أم أنه سيأخذ بلاده بالفعل إلى أبعد الحدود من القطيعة مع أوروبا.

اليمين الأوروبي يستغل
كانت أقوى فصول المعركة الدبلوماسية بين تركيا وأوروبا، في هولندا التي منعت وزراء أتراك الأسبوع الماضي من المشاركة في تجمعات لدعم الاستفتاء الذي يوسع صلاحيات الرئيس أردوغان، ومنعت هولندا هبوط طائرة وزير الخارجية التركي على أراضيها ثم رحلت وزيرة تركية إلى ألمانيا ومنعتها من دخول البلاد، وقال أردوغان إن الشرطة الهولندية أطلقت الكلاب على الأتراك وتوعدها بأن تدفع ثمن تصرفاتها.
وأدى اندلاع المواجهة بين البلدين إلى تعليق العلاقات الدبلوماسية بينهما، في حين تبادل أردوغان والمسؤولون في هولندا تصريحات وصفها كثيرون بأنها "حادة"، إلا أن المعركة بدأت أولا مع ألمانيا قبل نحو شهر، عندما حظرت برلين تجمعات مؤيدة للرئيس أردوغان بحضور وزراء من حكومته، بدوافع قالت السلطات إنها “أمنية”.
وشن أردوغان على الإثر هجوما شخصيا على المستشارة الألمانية، أنغيلا ميركل، واتهمها باللجوء إلى "ممارسات نازية"، الأمر الذي صب مزيدا من النار على العلاقات المتوترة بين البلدين، وكان آخر التصريحات الصادرة من تركيا، اتهامات من الرئاسة التركية لألمانيا بأنها دعمت الإرهاب في إشارة إلى تجمعات كردية معارضة له شهدتها ألمانيا، كما اتهمت أنقرة برلين بدعم رجل الدين المعارض فتح الله غولن لتدبير محاولة الانقلاب التي شهدتها تركيا في يوليو الماضي.
واستدعت تصريحات أردوغان بشأن النازية دخول فرنسا على خط المواجهة، إذ أدان بيان فرنسي ألماني مشترك ما صدر عن أنقرة من اتهامات وصفها أنها “غير مقبولة” بشأن انتهاج سياسة نازية، وفي الإطار ذاته، أعلن وزير الخارجية الدنماركي، أندرس سامويلسن، أنه سيستدعي السفير التركي في كوبنهاغن، بعدما أكد مواطنون دنماركيون تلقيهم تهديدات بسبب انتقادهم سياسة الرئيس أردوغان.
وتثير هذه التطورات المتلاحقة من توتر العلاقات بين تركيا وأوروبا الكثير من التساؤلات حول مستقبل العلاقات بين أنقرة والاتحاد، لا سيما مع التحول التدريجي في نظام الحكم في تركيا إلى رئاسي.

اليمين الأوروبي يستغل
وفى سياق متصل قال نعمان قورتولموش نائب رئيس الوزراء التركي إن نهج البلدان الأوروبية تجاه تركيا غير ديمقراطي ويتنافى مع القيم الأوروبية وحقوق الإنسان، وانتقد قورتولموش أيضا تصريحات لمدير المخابرات الألمانية في مطلع الأسبوع والتي قال فيها إن أنقرة لم تقدم أدلة مقنعة على أن رجل دين مسلما يقيم في الولايات المتحدة يقف وراء محاولة الانقلاب الفاشلة في يوليو ، ووصف نائب رئيس الوزراء التصريحات بأنها "غير مقبولة".
أضاف أنه ليس مقبولا أن تحمل الصحف الألمانية كل تلك العناوين الكثيرة عن تركيا معتبرا ذلك تدخلا في الشؤون الداخلية لبلاده.
من جانبها ردت النائبة الفرنسية اليمينية ماريون ماريشال لوبان على الدعوة التى أطلقها الرئيس التركى رجب طيب أردوغان للأتراك فى أوروبا لإنجاب خمسة أبناء.. قائلة "إن مستقبل الأتراك الذين يعيشون فى أوروبا هو تركيا".
وقالت لوبان، التى تنتمى لحزب "الجبهة الوطنية" اليمينى المتطرف"عزيزى أردوغان، أن مستقبل الأتراك الذين يعيشون فى أوروبا هو تركيا".
كان الرئيس التركى قد دعا المواطنين الأتراك الذين يعيشون فى أوروبا لإنجاب خمسة أطفال- على عكس دعواته المعتادة لإنجاب 3 أطفال فقط فى تركيا- فى محاولة لمضاعفة الوجود التركى فى القارة الأوروبية بحيث يكونوا "مستقبل أوروبا".، وقال أردوغان فى تجمع انتخابى بمحافظة أنطاليا فى 17 مارس الجارى "أدعو مواطنينا، إخوتى وأخواتى فى أوروبا لإنجاب خمسة أبناء وليس ثلاثة فقط".
يذكر أن النائبة لوبان "27 سنة" هى ابنة شقيق زعيمة حزب "الجبهة الوطنية" ماريان لوبان المرشحة لرئاسة فرنسا، وهى أصغر زعيمة سياسية فرنسية منتخبة، وتم انتخابها فى انتخابات 2012.

شارك