متابعة لردود الأفعال حول مراجعات الاخوان في مصر

الثلاثاء 21/مارس/2017 - 05:48 م
طباعة متابعة لردود الأفعال حسام الحداد
 
كنا قد تناولنا في بوابة الحركات الاسلامية في تقرير بالأمس "مراجعات الاخوان بين الوهم والحقيقة" وقد جاءت ردود الأفعال من النشطاء والخبراء اليوم تؤكد وهم ونداعي هذه المراجعات كما بينا في تقريرنا بالأمس واذ نرصد في هذا التقرير ردود الأفعال هذه لأهميتها من ناحية ومن ناحية أخرى لتقديم كل ما يستجد حول ما بدأناه.

متابعة لردود الأفعال
وأول ردود الفعل حول هذه المراجعات جاء من جبهة الذئاب والتي يطلق عليها "الحرس القديم" حيث تبرأت تلك الجبهة والمحسوبة على القائم بأعمال المرشد محمود عزت، من التقييمات والمراجعات التي أعلن عنها تيار الشباب قبل يومين.
وقال طلعت فهمي، المتحدث باسم الجماعة، في بيان إن "جماعة الإخوان المسلمون تؤكد أنه لم يصدر عن أي من مؤسساتها أي أوراق بشأن مراجعات أو تقييم لأحداث".
وأكد فهمي "عدم صلتها (الجماعة) بالبيان الصادر أول أمس الأحد عن البعض والذي تناولته بعض وسائل الإعلام بهذا الخصوص".

متابعة لردود الأفعال
كما انتقد الأكاديمي والإعلامي المختص بالفكر السياسي الإسلامي والحركات الإسلامية، عزام التميمي، ما أعلن عنه المكتب العام لجماعة الإخوان المسلمين المصرية (مكتب الإرشاد المؤقت)، المعبّر عما يُعرف بـ"تيار التغيير" أو "القيادة الشبابية" داخل الجماعة، بشأن نتائج ملف "مراجعة وتقييم" أداء الإخوان، مؤكدا أن هذه الأوراق مجرد دراسة نقدية سطحية من الخارج وليست مراجعة عميقة من الداخل.
وقال في تدوينة له على "فيسبوك" الثلاثاء: "سألني صديق عن رأيي في ما نسبه موقع عربي21 إلى فصيل إخواني من مراجعة لأداء جماعة الإخوان في مصر نُشرت في إسطنبول بالأمس، فاطلعت على التقرير الذي نشره الموقع وعلى نص المراجعة المذكورة، فوجدتها دراسة نقدية سطحية من الخارج لا مراجعة عميقة من الداخل".
وقال التميمي: "إضافة إلى ما يشوب الدراسة من ضعف، فإنه ينال من قيمتها أنها تأتي في سياق شقاق ونزاع وتدابر أفرزته المحنة التي تعرضت لها الجماعة، وتنافس مذموم على من ينطق باسم الإخوان ويمثل قواعدهم في هذه المرحلة العصيبة".
وأضاف: "حسبما أرى، لا يوجد اليوم من الإخوان في مصر ولا خارجها من يملك المبادرة أو لديه وصفة للخروج من المحنة، والذي يتطلب بادئ ذي بدء رأب الصدع ولم الشمل وتوحيد الصف، وهي أمور تتناقض مع الإثارة والدعاية والاستعراض في وسائل الإعلام بما في ذلك موقع عربي21".
وفي تصريح لـ"عربي21"، أكد التميمي أنه "منذ الانقلاب العسكري على الديمقراطية بمصر في صيف 2013 تكرس لدى بعض عناصر الإخوان ممن اضطروا إلى مغادرة مصر – لواذا من حملة القمع والاضطهاد التي مارسها الانقلابيون ضد الجماعة- الظن بأنهم إذا خرجوا على الناس بمراجعات وانتقادات ذاتية فإن ذلك سيساعدهم وسيساعد الجماعة في محنتها".
وتابع: "الحقيقة أن هذا مطب خطير وقع فيه هؤلاء، الذين ساهموا من حيث لا يدركون في تعميق الأزمة. فأيا كانت هفوات الإخوان أو أخطاؤهم، وأيا كانت اجتهاداتهم التي يعتبرها البعض غير صائبة، فإنه لم يكن شيء من ذلك كله ليغير من حقيقة أن الثورة المضادة شحذت كل سكاكينها لذبح الديمقراطية في مصر حتى لا تطل برأسها من جديد في أي مكان آخر في المنطقة العربية".
وأشار التميمي إلى أن "المتضررين من الديمقراطية محليا وإقليميا ودوليا بذلوا جهودا مهولة وأموالا ضخمة على إنجاز مشروع الثورة المضادة. ولذلك، فإن الانشغال بما يسمى المراجعات بينما جل قيادات الإخوان في السجون إنما يعطي صك غفران لمن أجرم في حق الأمة، وتآمر عليها، وأحبط آمالها في الإصلاح والتغيير. ناهيك، عن أن من يشهرون سيوفهم في وجه الإخوان باسم النقد والمراجعة لا يقدمون جديدا، وإنما يعبرون عن حالة من الإحباط والغضب، والأحرى بهم أن يجتهدوا في رأب الصدع بدل أن يوسعوه، وأن يلموا الشمل بدل أن يبعثروه".
وقال المنسق الإعلامي لملف التقييمات بالجماعة، عباس قباري، إن جماعة الإخوان انتهت من المرحلة الأولى من طرح تقييمات فترة ما بعد الثورة، وبدأت ثاني مراحل التقييم بفتح النقاش لأعضاء الجماعة بالداخل والخارج بالتوازي مع فتح النقاش المجتمعي حول هذا الملف بين النخب والرموز السياسية والفكرية والشرعية والمهتمين بالشأن العام.
وأضاف –في بيان له أمس- أن "تقييم الفترة الماضية هو أولى مراحل إعلان رؤيتنا لكسر الانقلاب العسكري، ومن ثم تأسيس وطن حر يقيم العدالة والشفافية ويجمع كل أبناء الوطن".
وأردف: "ستعمل الجماعة على الاستفادة من كل آراء المخلصين والمفكرين وأصحاب الرأي والتجارب، لاستكمال ملف التقييمات، قبل اعتماده بشكله النهائي داخل مؤسسات الجماعة المنتخبة، توطئة لإصدار وثيقة بهذه التقييمات في شكلها النهائي، لتكون سُنة يستن بها القادة المقبلون لجماعتنا، وليكون التقييم والتعديل والتصويب هو منهج جماعتنا بشكل دائم، لنسير دائما بخطى نحسب أن تكون صحيحة لتحقيق المشروع والنهوض بالوطن والأمة".
كما رفض نشطاء سياسيون تقييم الأداء الذي طرحته جبهة القيادة الشبابية لجماعة الإخوان المسلمين تحت عنوان «تقييمات ما قبل الرؤية – إطلالات على الماضي»، مشيرين إلى أن هذه التقييمات مجرد مناورة سياسية.
 بينما  يرى  نشطاء أن هذه التقييمات  لن تعيد  الاصطفاف  بين الإخوان والقوى السياسية التي شاركت بالثورة، إلا  أن خبيرًا  يجد أن المشهد السياسي برُمّته يحتاج  لمراجعات  وليس الإخوان المسلمين فقط .
وقالت جبهة القيادة  الشبابية في بيان نشرته على موقعها الإلكتروني إن الجماعة ستكشف تفاصيل التقييم  الذي تعرضه على 100 من المفكرين والسياسيين وأصحاب الرأي  اليوم الثلاثاء، ثم تنقحها لعرضها على الرأي العام .
والتقييمات وفقًا للبيان الإخواني، تضمنت عدة انتقادات لأداء الجماعة عقب ثورة 25 يناير، أبرزها: تداخل الوظائف بين حزب الحرية والعدالة الذراع السياسي للإخوان وبين الجماعة، معتبرة أن الحزب كان قسما سياسيا للجماعة أقرب منه إلى حزب، فضلاً عن غياب العلاقة المتوازنة مع الكيانات المجتمعية الأخرى داخل الدولة.
وتحدثت التقييمات عن غياب المشروع السياسي المتكامل للتغيير وإدارة الدولة، إلى جانب خطأ الخلط بين رموز وقيادات الحزب والجماعة ما نتج عنه تحميل التجربة الحزبية الناشئة أمورًا لا دخل لها فيها.
كما انتقدت "التقصير في تنمية وتطوير الكوادر السياسية للإخوان، والوقوع في مصيدة الأخونة التي تصاعدت وتيرتها من جانب التيارات والقوى السياسية الأخرى.
 في السياق نفسه، قال حازم عبدالعظيم الناشط السياسي إن من يريد مراجعة نفسه فعليه الاعتراف بأخطائه كاملة، ولكن الإخوان لا يقومون بهذا، لافتًا إلى أنّ المبادرة التي أطلقتها الجماعة ليست مراجعات صادقة بقدر ما هي مناورة سياسية.
وأضاف عبدالعظيم، لـ" مصر العربية"، أن الجماعة عليها مواجهة نفسها بشكل مباشر، من خلال إصلاح السلبيات الكثيرة التي بداخلها أولاً، قبل تقديم مراجعات وهمية، مشيرًا إلى أن طرح الإخوان لهذه المراجعات حاليًا له علاقة بمحاولة التنصل من مسئوليتها عن نتائج استفتاء 19 مارس 2011 الذي اشتهر بـ" غزوة الصناديق".
وتابع،" بيان الإخوان الأخير به مغالطات كثيرة، فهم أكبر من أخطأوا في حق الثورة، كما أنهم لم يتطرقوا لتبنيهم العنف منذ تظاهر القوى السياسية ضد محمد مرسي في ميدان طلعت حرب عقب مرور 100 يوم من حكمه، عندما اعتدوا علينا".
ولفت عبدالعظيم، إلى أنَّ الإخوان ليسوا وحدهم المنوط بهم عمل مراجعات، ولكن جميع السياسيين والقوى المشاركة في ثورة 25 يناير عليها عمل مراجعات والاعتراف بما اقترفوه في حقها.
فيما  وصف شريف الروبي، القيادي بحركة 6 أبريل، ما أصدره الجبهة الشبابية بجماعة الإخوان المسلمين، بأنه " كلام تافه لا قيمة له"، لأنهم يحاولون تزييف الحقائق حتى يبدوا كأنهم غير مخطئين. على حد  تعبيره.
أشار الروبي لـ" مصر العربية" إلى أن الإخوان أول المهاجمين للمتواجدين بميدان التحرير خلال ثورة 25 يناير واتهامهم بالسعي لإسقاط الدولة، كما أنهم رفضوا الحوار الجاد خلال فترة حكمهم وكانوا يرغبون في إجراء حوارات وهمية على غرار ما يقوم به الرئيس عبدالفتاح السيسي حاليًا. حسب قوله-.
وأوضح أنَّ جميع القوى السياسية مخطئة في حق الثورة، لكن جماعة الإخوان ارتكبت أخطاء جسيمة منذ رحيل مبارك بدأت بالتحالف مع المجلس العسكري، أدّت لوقوع القوى الثورية في أخطاء لكنها لم تؤثر على الثورة بشكل كبير، لافتًا إلى أنّ الإخوان هم السبب في وقوع 30 يونيو واندساس الفلول بين القوى الثورية.
وفسر  الروبي هذه المبادرة، بأن قيادات الإخوان يحاولون العودة للمشهد الإعلامي من خلال إطلاق مثل هذه المبادرات الجدلية، مؤكدًا أن الإخوان ليسوا من الداعين للاصطفاف الوطني؛ لأنهم غير قادرين على الوصول إليه فيما بينهم.
لكن  مصطفى كامل السيد، أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأمريكية، يرى أن  التفكير في المراجعات بمصر  دائمًا يأتي متأخرًا، ومحدودًا للغاية، مشددًا على أن جميع القوى السياسية مطالبة بالمراجعات وليس الإخوان فقط.
وأضاف السيد، لـ" مصر العربية"، أن ما قدمه الإخوان في مراجعتهم الأخيرة ، ليس كافيًا، وتعد محاولة متواضعة؛ لإقامة جسور التعاون مع القوى السياسية، لافتًا إلى أنها تحمل كثير من المغالطات، إضافة لأنها استمرار لتنصل الإخوان من مسئوليتها.
وتابع" الإخوان لم يقنعوا القوى السياسية بمصر بما طرحوه، في ظل رفض غالبيتها لعودة الجماعة للعمل السياسي مرة أخرى.

شارك