في عهد ترامب.. هل تنجح مساعي "التحالف الدولي" في القضاء علي "داعش"؟

الأربعاء 22/مارس/2017 - 06:05 م
طباعة في عهد ترامب.. هل
 
مع مواصلة المساعي للقضاء علي تنظيم "داعش" الإهاربي، يجتمع وزراء خارجية 68 دولة في واشنطن اليوم الأربعاء 22 مارس 2017 للاتفاق على الخطوات المقبلة في سبيل هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وذلك في أول اجتماع من نوعه للتحالف العسكري بقيادة الولايات المتحدة منذ فوز دونالد ترامب بالرئاسة العام الماضي.
في عهد ترامب.. هل
ويستضيف وزير الخارجية الأميركي ريكس تيلرسون الاجتماع. وتعهد ترامب بجعل محاربة الدولة الإسلامية أولوية ووجه وزارة الدفاع الأميركية "البنتاغون" ووكالات أخرى في يناير بوضع خطة لهزيمة التنظيم المتشدد.
ويفقد متشددو التنظيم السيطرة على أراض في العراق وسوريا إذ تتقدم ثلاث قوى منفصلة تدعمها الولايات المتحدة وتركيا وروسيا باتجاه مدينة الرقة السورية معقل الدولة الإسلامية.
وهذا الاجتماع الأول للتحالف الدولي منذ انتزاع القوات العراقية السيطرة على عدد من المدن العراقية من الدولة الإسلامية العام الماضي وتحريرها لشرق الموصل.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأميركية مارك تونر، إن بلاده ستبحث خلال المؤتمر الدولي لمحاربة داعش، طرقاً لتسريع الحرب ضد التنظيم الإرهابي.
وأوضح تونر في مؤتمر صحافي سيكون هنالك مباحثات موسعة تتعلق بالمضي إلى الأمام، وسنتطلع، بالتحديد، إلى طرق لتكثيف الحملة الحالية لمحاربة داعش، والتي تتفق مع ما طرحة البيت الأبيض مقدماً من استراتيجية، مشيرًا إلي أن المسؤولين الأميركيين "يتطلعون قدماً" لسماع آراء اعضاء الحلف بتسريع جهود التحالف الدولي في القضاء على المنظمة الإرهابية.
وأوضح أن تيلرسون، سيحاول اللقاء بممثلي الدول الأعضاء في حلف الناتو، كنوع من التعويض عن عدم قدرته حضور اجتماع وزراء خارجية دول حلف شمال الأطلسي "ناتو" المزمع انعقاده للفترة 4-5 نيسان المقبل في العاصمة البلجيكية بروكسل.
وعلى الرغم من أن أفراد القوات العراقية يفوقون المتشددين عددا بكثير فإن التنظيم يلجأ إلى تفجير السيارات الملغومة وللقناصة دفاعا عما تبقى من معاقله.
ودشن التحالف الدولي في أعقاب سيطرة التنظيم علي مدن العراق وسوريا، وذلك لمواجهة التنظيم؛ ما أدى إلى تحفيز دول غربية وعربية على رأسها الولايات المتحدة الأمريكية على تنسيق الجهود لمواجهة تحول الإرهاب إلى دولة. 
وضم التحالف حوالي 65 دولة أبرزها الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا والسويد والدنمارك وإيطاليا وإسبانيا وهولاندا وبلجيكا والنرويج وكندا، فضلًا عن نيوزيلندا وأستراليا، كما ضم أيضًا 6 دول عربية هي السعودية والبحرين والإمارات وقطر والأردن والمغرب.
 وقد نفذ التحالف بحسب مصادر أمريكية أكثر من 20 ألف غارة جوية على مواقع لتنظيم داعش في كل من العراق وسوريا خلال عام ونيف من بدء عملياته، واتخذ التحالف شكلًا مرنًا من التنظيم بحيث تم تعيين منسق عام له أمريكي الجنسية لينسق العمليات بين الجيوش؛ حيث حددت كل دولة شكل ودرجة انخراطها في هذا التحالف طوعيًّا، وبحسب مصالحها ومدى قدرتها على العطاء في كل مرحلة من مراحل الصراع مع داعش.
في عهد ترامب.. هل
وقال رئيس الوزراء العراقي حيدر العبادي الذي التقى بترامب في واشنطن الاثنين إنه حصل على تأكيدات بمزيد من الدعم الأميركي في الحرب على الدولة الإسلامية.
وجاء في بيان للبيت الأبيض بعد اللقاء أن اتفقا ترامب والعبادي على أنه "لا يمكن هزيمة الإرهاب بالقوة العسكرية وحدها" وأن الزعيمين يحثان على تعزيز الروابط التجارية.

وتركز مناقشات الأربعاء أيضا على سبل المساعدة في إعادة إعمار الموصل وأساليب التصدي لعمليات الدولة الإسلامية في ليبيا وغيرها.
في سوريا، باتت الرقة "العاصمة" الفعلية للتنظيم معزولة بشكل شبه كامل عن العالم اذ ان القوات العربية الكردية التي تحارب الى جانب التحالف قطعت كل الطرق المؤدية لها.
ويأمل العسكريون في الا يعود الجهاديون قادرين على السيطرة على دير الزور آخر معقل لهم في منطقة الفرات.
ويقدر البنتاغون ان تنظيم الدولة الاسلامية خسر في المجموع 65 بالمئة من الاراضي التي كان يسيطر عليها في ذروة صعوده في 2014.
لكن خلافات بين بعض دول التحالف بشأن الاستراتيجية التي يجب اتباعها في الرقة والموصل على حد سواء، تؤدي الى اضعاف هذا التحالف، ويتعلق الخلاف بين الولايات المتحدة وتركيا بالقوات التي يجب ان تقود الهجوم النهائي على الرقة. 
ولا تريد تركيا أن تشارك وحدات حماية الشعب التي تعتبرها أنقرة مجموعة "إرهابية" في الهجوم.

وتشكل هذه الوحدات رأس حربة التحالف العربي الكردي في قوات سوريا الديموقراطية لذلك يعتبر البنتاغون انها الاكثر قدرة على استعادة الرقة بسرعة.
وتنوي وزارة الدفاع الأمريكية إرسال الف جندي أمريكي إضافي إلى سوريا مما سيضاعف عديد القوات الاميركية التي يبلغ عديدها حاليا 850 عسكريا اميركيا منتشرين في هذا البلد الذي يشهد نزاعا مدمرا منذ 2011.
وتقدمت القوات السورية التي تتلقى دعما عسكريا روسيا منذ سبتمبر 2015 في شمال البلاد ووصلت الى مواقع قريبة من منبج المدينة التي حررتها قوات سوريا الديموقراطية.
ووفق مراقبون فإن التحالف الدولي شهد منذ إطلاقه جدلًا كبيرًا حول أهدافه والإطار الزمني الذي يتوجب فيه تنفيذ هذه الأهداف؛ حيث جاءت الصياغات فضفاضة في مؤتمرات صحفية دولية لقادة الدول المشاركة فيه ودبلوماسييها لتعلن عن أن الهدف النهائي هو القضاء على داعش، وأن هذا الهدف قد يتطلب بضع سنوات لتحقيقه.

شارك