مستقبل المسيحية في أرض الميلاد (ا)

الخميس 23/مارس/2017 - 03:47 م
طباعة مستقبل المسيحية في
 
مستقبل المسيحية في

نشرت مجلة نيويورك تايمز تقريرا مطولا عن مستقبل المسيحية في بلدان الشرق الأوسط، خاصة تلك التي شهدت ميلاد المسيح ومهد نشر ديانة المسيحية بعنوان "مستقبل المسيحية في الشرق الأوسط"، سلطت فيه الضوء عن تغير الخريطة الديموغرافية لسكان العراق وبالتحديد في الموصل، والتي تقع فيها مدينة قراقوش على سهل نينوى، وتبلغ مساحتها 1500 متر مربع من الأرض المتنازع عليها بين الشمال الكردي العراقي وجنوبها العربى، وذكر التقرير أنه حتى صيف عام 2015، كانت عدد سكانها يبلغ 50 ألف نسمة، وهي بلدة ذات أغلبية مسيحية، وكانت معروفة بصناعة الخبز العراقي وحقول القمح ومزارع الدجاج والماشية، مليئة بمظاهر الحياة من مقاهي وحانات وحلاقين، وصالات الرياضة وغيرها من الزخرفة من الحياة الحديثة.

وذلك قبل أن تسقط مدينة الموصل العريقة في أيدي تنظيم "داعش" الإرهابي، والتي تبعد 20 ميلا غربا من مدينة قرارقوش، حيث كتب عناصر التنظيم الإرهابي حرف "النون" باللون الأحمر، وهي اختصار لكلمة "النصارى"على منازل المسيحيين، بعدها استولوا على إمدادات المياه التي تقدمها البلدية، التي تغذي الكثير من سهول نينوي، مما دفع السكان للفرار إلى قراقوش، دون أن يعرفوا أن أحكام الإعدام وقطع رؤوسهم جماعيا قد صدرت مسبقا.

وكان أهالي مدينة قراقوش يخشون استمرار التنظيم في توسيع الخلافة التي أطلقتها الجماعة، والتي تمتد الآن من الحدود التركية مع سوريا إلى جنوب الفلوجة في العراق، وهي منطقة تقع تقريبا في منطقة إنديانا.

وقام التنظيم في الأسابيع التي سبقت التقدم في قراقوش بقطع مياه المدينة، كما جفت الآبار، وفي يوليو 2015، كانت التقارير تفيد بأن داعش على وشك السيطرة على قراقوش، ما دفع الآلاف للفرار، ولكن لم يصل التنظيم إلى المدينة، وخلال بضعة أيام، عاد معظم أهالي المدينة مرة أخرى، ورفض العديدون المغادرة، ظنا منهم أن داعش لن يسيطر على المدينة.

وقتها انسحبت القوات الكردية، المعروفة باسم البشمركة، التي اتهمتها الحكومة العراقية بالدفاع عن قراقوش. وقال جبار الياور، الأمين العام لـ "البشمركة" آنذاك: "أن قوات البشمركة لم تمتلك من الأسلحة لوقف زحف التنظيم"، كما لم يٌسمح للشعب الكردي بتسليح أنفسهم وهرب عشرات الآلاف بالسيارات على طول الطريق السريع الضيق المؤدي الى مدينة آربيل، عاصمة كردستان الشمالية، والتي تبعد 50 ميلا، كملاذ آمن نسبيا بعيد عن أيدي التنظيم.

أضحت المدينة خاوية على عروشها، لم يتبق في المدينة سوى 100 شخص في قراقوش، معظمهم يقعون تحت خط الفقر المدقع من كبار السن أو المرضى غير قادرين على تحمل مشقة السفر، ومنهم من لم يأخذ التهديد على محمل الجد، ليجد المتبقي من الأهالي في صباح أحد الأيام التي تلت سقوط المدينة في أيدي التنظيم، وانتشار عناصرهم الإرهابية في أرجاء المدينة.

 

قصة كريستينا وعايدة ورنا .. ناجيات ولكن:

طرد المسلحون معظم أهالي البلدة من منازلهم خلال الاسبوعين اللاحقين، ليحلوا مكانهم، يجوبون شوارع قراقوش سيرا على الأقدام وفي سيارات صغيرة، رافعين عليها لافتات تفيد أن البلدة الصغيرة أصبحت ضمن "ممتلكات الدولة الإسلامية"، ولتصبح "داعش" لا تحتل فقط مدينة الموصل ثاني أكبر مدينة في العراق، بل أيضا الرمادي والفلوجة. (خلال الحرب العراقية، كان القتال في هذه الأماكن الثلاثة يمثل 30% من الضحايا الأمريكيين).

ومثل ما حدث في المدن الأخرى لم يترك داعش خيارا للمسيحيين في قراقوش، وعرض التنظيم الإرهابي على السكان أحد خيارين لا ثالث لهما: إما أن يتحولون لدين الإسلام وإما دفع الجزية، وضريبة الرأس مفروضة على جميع "أهل الكتاب"، المسيحيون والزرادشتون واليهود، أما في حالة الرفض فإنهم سيقتلون أو يسبون أو يتم استعبادهم، وسيتم مصادرة ثرواتهم وممتلكاتهم على أنها غنائم حرب.

بعد ذلك بأيام قليلة ترددت شائعة بسماح االتنظيم الإرهابي للمتبقين من أهالي البلدة آخر سكان قرقوش من مغادرة البلدة سالمين دون التعرض لهم، بشرط أن يتم فحصهم بالمركز الطبي التابع للتنظيم، على أن يقوم الأهالي بإبلاغ المركز الطبي المحلي صباح اليوم التالي لتلقي الفحوصات قبل ترحيلهم من أراضي تنظيم داعش.

كان الجميع يعرف أن الفحوصات هي عمليات تفتيش للجسم لمنع السكان من أخذ الأشياء الثمينة من قراقوش، قبل أن يسمح لهم تنظيم داعش بمغادرة البلاد - إذا سمحوا لهم – وذلك حتى يستولوا على كل ما لديهم، كما عرف السكان أنهم فعلوا في أماكن أخرى.

 على الرغم من الارتعاب والخوف الذي تسبب بهما التنظيم للأهالي، ولكن ذلك لم يمنع أحد الأزواج يدعو "ضياء" بحشو ملابس زوجته، "رنا" بالمال والذهب وجوازات سفرهما وأوراق هويتهما؛ الأمر الذي ممكن أن تكون نهايته قطع رأسها لأخذ غنائم من الدولة الإسلامية- على حد زعمهم.

وفي صباح اليوم التالي، اتجه الزوجان إلى فرع مركز قروقوش الطبي رقم 2، والذي يبعد خمس دقائق سيرا على الأقدام من منزلهما، المبنى المجاور لمسجد المدينة الوحيد، كما تجمع النازحزن المسيحيون أمام المركز الطبي منتظرين الكشف عليهم.

بحلول التاسعة صباحا، فصل تنظيم الدولة الإسلامية الرجال عن النساء، وجلس وسط الحشد، أمير التنظيم لمدينة قراقوش المحلي، سعيد عباس، وأشار لبعض الأسرى، وقال الناجون في وقت لاحق، أنهم يقومون بتقسيم الشباب وفقا لقوتهم الصحية من كبار سن وضعفاء، وبينما يفحص عباس المسيحيين الواقفين في الطابور من رجال ونساء، توقف ليتفحص إمرأة تحمل على كتفها ابنتها كريستينا ذات الثلاثة أعوام، وكانت "عايدة" والدة كريستينا قد أرسلت قبل سيطرة التنظيم على المدينة ابنها الكبير، 25 عاما، ومعه ثلاثة من إخوته والذين تتراوح أعمارهم بين 10- 13 عاما في الذهاب إلى أربيل، لتبقى هي وصغيرتها مع زوجها خضر، 65 عاما، المصاب بالعمى؛ وبعد أن صعد زوجها على متن الحافلة التي ستقلهم على أربيل، فوجئت بأحد أتباع التنظيم يأخذ طفلتها منها، ظلت تتوسل له بترك الصغيرة، حمل السائق كريستينا إلى المركز الطبي، ليعود بدونها خالي الوفاض.

ذهبت الأم المكلومة تناشد الأمير بترك صغيرتها التي يحملها الإرهابي على صدره، ويحيط به اثنين من المقاتلين، وناشدته بترك ابنتها، قبل أن يرد أحد الحارسين بأنه عليها ركوب الحافلة المغادرة وإلا سيكون الذبح هو مصير الأم ومصير العائلة، وفي النهاية عادت كريستينا لأمها ليغادر الناجون بشق الأنفس في اتجاه الشمال.

اتجهت الحافلة شمالا للخروج من البلدة، وجلست "عايدة" وصغيرتها بجوار زوجها، ليبكي راكبوا الحافلة ممن تجاوزت أعمارهم الأربعين حالهم وحال كريستينا، قبل أن تنحرف الحافلة عن مسارها لتحاذي نهر الخزير الواقع تحت سيطرة تنظيم داعش، وبعد عدة دقائق توقف السائق وأمر الجميع بالترجل والنزول، لتبدأ رحلتهم مشيا إلى آربيل والتي استغرقت 12 ساعة.

أما الحافلة الثانية – وهي مليئة بالشباب اليافعين - توجهت شمالا أيضا، ولكن بدلا من أن تتجه للشرق، اتجهت غربا، نحو الموصل، بينما كانت هناك سيارة دفع رباعية تقل الشابات المسيحيات ومن بينهن رنا، اللائي تم أسرهن كسبايا لدى التنظيم.

وقال الناجون منهم أن أسباب الفصل لعدة أسباب منها هو التفتيش الذاتي للتأكد من عدم أخذ أي أشياء قيمة أو مجوهرات، أما السبب الثاني فأخذ النساء ممن يقل أعمارهن عن الأربعون كسبايا لعناصر التنظيم، أما الرجال الشباب فلضمهم للجهاد بعد إجبارهم على اعتناق الإسلام بدلا من الذبح بتهمة الكفر، حيث يضعهم التنظيم أمام أحد خيارين إما الإسلام أو الذبح!

أما النساء اللائي تم اقتيادهن إلى الموصل، اقترب أحد عناصر التنظيم من رنا التي كانت تعتني بالطفلة كريستينا، ليعطيها الهاتف لتحادث أخيها، ولكن قبل أن يعطيها سماعة الهاتف هدده بعدم الاقتراب منها وانقاذها، لأنه سوف يفجر المنزل، ثم أعطى الهاتف إلى السيدة التي تكلمت بهمس، ​متحدثة باللغة ​السريانية، لتقص على أخيها ما حدث لها، قبل أن ينهي الأخ المحادثة خوفا على أن تتعرض أخته للمتاعب بسبب تحدثها بلغة غير العربية ولكنها قالت: "أنا أهتم بالطفلة كريستينا البالغة من العمر 3 سنوات".

 

المسيحية في بلاد الرافدين وبلاد الشام:

يطلق معظم مسيحيي العراق على أنفسهم الآشوريين والكلدانيين والسريانية، أسماء مختلفة لعرق مشترك متجذر في ممالك بلاد ما بين النهرين، والتي ازدهرت بين نهري دجلة والفرات لآلاف السنين قبل المسيح.

أما المسيحية كديانة فقد وصلت خلال القرن الأول، وفقا للمؤرخ يوسابيوس، وهو مؤرخ الكنيسة في وقت مبكر الذي ادعى أنه ترجم الرسائل بين يسوع وبين ملك بلاد ما بين النهرين، قبل أن يبعث النبي توماس، أحد الرسل الاثني عشر، ثاديوس، يهوديا تحول للمسيحية، إلى بلاد ما بين النهرين للتبشير بالإنجيل.

ومع نمو وانتشار المسيحية، تعايشت الديانة جنبا إلى جنب مع التقاليد القديمة - اليهودية والزرادشتية وتوحيد الدروز واليزيديين والمندائيين، من بين أمور أخرى - وكلها هذه الديانات مازالت موجودة حتى الآن في المنطقة، وإن تضاءل عدد معتنقيها بشكل ​​كبير، ويمتد النصف الشرقي من المسيحية من اليونان إلى مصر، ليعيش في مجتمعات مقسومة على الاختلافات العقائدية والتي لا تزال قائمة حتى يومنا اليوم، كما اختلفت مذاهب المسيحية أيضا باختلاف الكنائس فهناك الكاثوليكية وهناك المذهب الأرثوذكسي إلى جانب الكنيسة الآشورية في الشرق، وهي ليست كاثوليكية ولا أرثوذكسية.

عندما وصلت الجيوش الإسلامية الأولى من شبه الجزيرة العربية خلال القرن السابع، كانت الكنيسة الآشورية في الشرق ترسل مبشرين إلى الصين والهند ومنغوليا. وقد حدث التحول تدريجيا من المسيحية إلى الإسلام، وفي ظل الحكم الإسلامي، كان المسيحيون الشرقيون يعيشون كأشخاص يتم حمايتهم مقابل دفع الجزية، لكنهم سمح لهم في كثير من الأحيان بممارسات يحظرها الإسلام، بما في ذلك تناول لحم الخنزير وشرب الكحول، وكان الحكام المسلمون أكثر تسامحا تجاه الأقليات من نظرائهم المسيحيين، وازدادت الأديان المختلفة جنبا إلى جنب لمدة 1500 سنة.

تعد فترة الحرب العالمية الأولى والتي تزامن معها سقوط الإمبراطورية العثمانية أسوأ فترات العنف التي شهدتها المنطقة ضد المسيحيين؛ حيث شن الأتراك باسم القومية، وليس باسم الدين، حملة إبادة جماعية ضد المسيحيين خلفت ما لا يقل عن مليوني قتيل ما بين أرمني، وآشوريين ويونانيين، وكان جميعهم تقريبا مسيحيين، أما الناجون منهم – والذين حظوا بفرص تعليم أفضل – فقد تركوا بلدانهم متجهين إلى الغرب، واستقر آخرون في العراق وسوريا، حيث كانوا محميين من قبل الدكتاتوريين العسكريين الذين يملكون هذه الأقليات القوية اقتصاديا في كثير من الأحيان.

من 1910 إلى 2010، أخذت نسبة المسيحيون في الشرق الأوسط - في بلدان مثل مصر وإسرائيل وفلسطين والأردن - في الانخفاض؛ ليشكل المسيحيون حاليا نحو 4 %، بعدما كانت 14% من السكان، بينما يظلزن بأعداد كبيرة في كل من إيران وتركيا، أما لبنان، فهي البلد الوحيد في المنطقة التي يتمتع فيها المسيحيون بسلطة سياسية كبيرة، وإن تقلصت أعدادهم على مدار القرن الماضي، من 78% إلى 34٪ من السكان. وقد أسهم انخفاض معدلات المواليد في هذا الانخفاض، فضلا عن البيئات السياسية المعادية والأزمة الاقتصادية، إلى جانب هجرتهم إلى أوروبا وأمريكا لتصورهم بأن مجتمعاتهم تتلاشى.

 أما حديثا وعلى مدار أكثر من عقد من الزمان، استهدف المتطرفون المسيحيين والأقليات الأخرى، الذين غالبا ما يكونون بمثابة دعم للغرب، وكان هذا واضحا وبقوة في العراق بعد الغزو الأمريكي للأراضي العراقية، والذي تسبب في فرار مئات الآلاف، ووفقا لشهادة رئيس أساقفة الكلدان الكاثوليك في أربيل: "منذ عام 2003، فقدنا الكهنة والأساقفة وأكثر من 60 كنيسة قصفت. ومع سقوط صدام حسين، بدأ المسيحيون يغادرون العراق بأعداد كبيرة، ليقل عدد المسيحيون اليوم في العراق إلى أقل من نصف مليون بعدما كان عددهم 1.5 مليون في عام 2003.

 مع ظهور ما يعرف بـ"الربيع العربي"، فإن الأمور ازدادت سوءا، ومع الإطاحة بديكتاتوريين مثل مبارك في مصر والقذافي في ليبيا، انتهت أيضا حمايتهم الطويلة الأمد للأقليات، خاصة وأن تنظيمات مثل داعش تستهدف المسيحيين والأقليات الأخرى تماما، التنظيم الذي جاء ليعكس التاريخ ويخضع المسيحيين في المنطقة، حيث قام التنظيم الإرهابي بنشر عدد من الفيديوهات التي تحدد وضع المسيحيين في الخلافة، وإن أولئك الذين لا يرغبون في دفع الجزية أو اعتناق الإسلام سيتم قتلهم، مستدللا بمشاهد المسيحيين المصريين الذين تم ذبحهم على سواحل ليبيا في فبراير 2015.

 طرحت المجلة سؤالا عن مستقبل المسيحية في منطقة مهدها، المستقبل الذي أصبح وفقا للأحداث غير مؤكد الآن، متسائلة على لسان أحد الصحفيين: "ما هو الوقت الذي يمكننا أن نهرب فيه قبل أن تصبح الأقلية المسيحية والأقليات الأخرى قصة في كتاب التاريخ؟"، يقول نوري كينو، وهو صحفي وصاحب مبادرة "العمل من أجل العمل".

ووفقا لدراسة قام بها مركز "بيو" للدراسات والأبحاث، فإن المسيحيون يواجون اضطهادا دينيا في بلدان أكثر من أي جماعة دينية أخرى.

تقول آنا إيشو، عضو الحزب الديمقراطي الأمريكي لولاية كاليفورنيا، "أن التنظيم سلط الضوء على مستقبل المسيحية التي تتعرض لتهديد وجودي"، آنا ينتمي والديها إلى المنطقة، ويدافعان عن المسيحيين الشرقيين.

تعد لبنان أحد المقاصد الرئيسية للمسيحيين الهاربين من الشرق الأوسط، خاصة هؤلاء الفارين من سوريا والعراق حيث وجد الآلاف من المسيحيين من قرى شمال شرق سوريا على طول نهر خابور مأوى في لبنان فرارا من هجمات داعش، بعدما أسر التنظيم 230 شخصا للحصول على فدية، وهذه ليست المرة الأولى التي تلعب فيها لبنان دور المعبر للهاربين من ديارهم، فقد لعبت نفس الدور عام 1933 بعد مجزرة أسفرت عن مقتل 3000 شخص في يوم واحد من المسيحيين الآشوريين العراقيين.

 

قصص من سوريا:

تسرد المجلة في التحقيق قصص واقعية من مسيحيو سوريا خاضوها من أجل الفرار، حيث تسرد قصة إحدى الفارات من الحسكة، وهي بلدة تقع في شمال شرق سوريا، كانت تحت السيطرة المشتركة لحكومة الأسد والأكراد، ولكنها سقطت منذ ذلك الحين إلى داعش، قالت إشايا إنها سافرت 400 ميل إلى دمشق. ومن هناك، توجهوا إلى الحدود اللبنانية. وقد دفعت شركة الخطوط الجوية السورية 180 دولارا للرحلة، متهمة حكومة الأسد بالتورط في تحصيل 50 دولارا للشخص، وفقا لما ذكره اللاجئون.

وكان نظام الأسد سمح للمسيحيين بمغادرة البلاد، منذ اندلاع الحرب الأهلية في سوريا عام 2011، ليجد ما يقرب من ثلث المسيحيين السوريين، والبالغ عددهم حوالي 600 ألف أنفسهم لا خيار لهم سوى الفرار من البلاد، بعد أن سيطرت جماعات متطرفة مثل جبهة النصرة والآن داعش عليها، وقد استخدم الأسد صعود داعش لتدعيم نظامه، ويقول بسام أحد الفارين المسيحيين من سوريا، الآن وبعدما رأى المسيحيون قطع رؤوس بعض منهم، أصبح الأسد عدوا لهم فهو لا يقل شرا عن بقية التنظيمات الإرهابية، هو فقط نسخة معدلة وأقل حدة من داعش ليس أكثر".

شارك