لماذا تدعم أميركا "الأكراد" في معركة تحرير الرقة؟

السبت 25/مارس/2017 - 09:41 م
طباعة لماذا تدعم أميركا
 
على الرغم من الأهمية الاستراتيجية لمدينة "الرقة" السورية، معقل تنظيم "داعش" الإرهابي، إلا ان كثرة القوى الدولية التي تسعى لتقديم الدعم للكيانات المسلحة على الأرض تحت مزاعم دعمها في طرد التنظيم الإرهابي، تُثير العديد من علامات الاستفهام من أهداف تلك القوى الدولية من وراء تقديم ذلك الدعم.
والرقة هي أول محافظة سورية خرجت عن سيطرة نظام الأسد، إذ طُرد منها في بدايات عام 2013 من قِبل فصائل المعارضة، وللرقة التي تقع إلى الشرق من العاصمة دمشق بنحو 500 كيلومتر، أهمية استراتيجية، فهي من أهم المحافظات السورية اقتصادياً، ومن المحافظات الزراعية الهامة فضلاً عن غناها بالبترول، كما تحتضن أهم السدود المائية السورية المشيّدة على نهر الفرات الذي يشطرها من الوسط، وهما سد الفرات في مدينة الطبقة وسد “البعث”، وكلا السدين بنيا بخبرة روسية، ومن بحيرتهما تتفرع قنوات صرف مائي تروي مساحات زراعية هائلة تنتج محاصيل استراتيجية (القمح والقطن) كان يعتمد عليها الاقتصاد السوري إلى حد كبير. 

لماذا تدعم أميركا
وتعتبر أميركا من بين أبرز القوى الدولية التي تدعم قوات سورية الدمقراطية (قسد) في تحرير مدينة الرقة، ولعل في السطور المقبلة سنحاول البحث عن أسباب ومبررات اميركا في دعم هذه القوات، وقد نقلت قناة "روسيا اليوم" عن مصادر، أن بدأت قوات سورية الديمقراطية (قسد) بدأت في اقتحام مدينة الطبقة ذات الأهمية الاستراتيجية في ريف محافظة الرقة الغربي، وقد بدأت العملية بعد سيطرة "قسد" بدعم بري وجوي من الجيش الأميركي على سد الفرات الاستراتيجي الذي يزود بالكهرباء مناطق شاسعة من البلاد.

تضرر الأتراك

تضرر الأتراك
ويعتبر الأتراك هم أكثر الجهات المتضررة من دعم الامريكان لقوات (قسد)، خاصة أن الاتراك يعلمون ان الأكراد ليسوا مدعومين فقط من أميركا بل من حلفاء تركيا "الروس"، حيث استدعت وزارة الخارجية الامريكية القائم بأعمال السفارة الروسية في أنقرة إثر نشر صور لعسكريين روس بجانب مقاتلين أكراد في منقطة عفرين، وأعرب الرئيس التركي رجب طيب إردوغان عن ألمه بسبب الاهتمام الذي تبديه روسيا والولايات المتحدة بوحدات حماية الشعب الكردية، مشدداً على ضرورة انسحابها من الأراضي التي تحتلها في سورية.
وفي تصريح لوكالة "قاسيون" للأنباء، أكد القيادي العسكري شيار كردي في "قسد" أن هذه القوات بدأت بالاشتراك مع قوات من البحرية الأميركية "المارينز" اقتحام مدينة الرقة، وأن العملية العسكرية اقتصرت حتى اللحظة على الجبهة الشرقية وتم التمهيد لدخول القوات البرية بقصف بصواريخ متطورة من سبع نقاط عسكرية.
وقال كردي، إن القوات بسطت سيطرتها الكاملة على بلدة الكرامة وقرى عدة في محيطها بريف الرقة الشرقي انتقلت إلى الرقة والمعارك على أشدها في المنطقة، مؤكداً أن قوات التحالف الدولي نشرت صواريخ متطورة قرب المدينة وأن طائرات تتبع له ستشارك في قصف أهداف عسكرية داخلها.

لماذا تدعم أميركا
وبينما أعلن الناطق الرسمي باسم "قسد"، أنه لا مانع من إشراك الجيش السوري في معركة الرقة، أعلن وزير الدفاع الفرنسي أن الرقة باتت ومعركة تحريرها ستكون قاسية جداً لكن أساسية حيث سيجد داعش وزعيمه أبوبكر البغدادي صعوبة حقيقية في الاستمرار وسيخسر، لذلك علينا مواصلة الضغوط، مشيراً إلى اجتماع في الأيام المقبلة في واشنطن مع نظيره الأميركي جيمس ماتيس.
وبينما أكد البنتاجون، ستخدام طائرات أميركية لإنزال عناصر من التحالف العربي السوري تمكنت خلالها من الوصول إلى ريف الطبقة الغربي، انتقلت وحدات أخرى على متن زورق من الضفة اليسرى إلى الضفة اليمنى للفرات قرب قلعة جعبر، فيما قال مسؤولون أكراد، أمس الجمعة إن التحالف الدولي الذي تقوده الولايات المتحدة يدرب قوة من سوريا الديمقراطية لتسليمها الأمور الأمنية في الرقة بعد استعادتها من تنظيم داعش.
وأضافوا أن الجناح السياسي لقوات سوريا الديمقراطية، لديه عدة خطط متقدمة لتشكيل مجلس مدني لقيادة المدينة بمجرد السيطرة عليها، وسيتألف المجلس بالأساس من عرب بما يتسق مع الطبيعة السكانية للرقة لكنه سيضم أيضا مقاتلين أكرادا وعناصر من مجموعات عرقية أخرى.
وتقول الولايات المتحدة التي تدعم قوات سوريا الديمقراطية إن قرارا نهائيا لم يتخذ بعد بشأن كيفية وتوقيت السيطرة على الرقة وهي المعقل الأساسي لداعش في سوريا، كما رفض الجيش الأميركي التعليق على أي أنشطة تدريب محددة لقوات شرطة، لكن مسؤولا أميركيا قال إن الولايات المتحدة تعتقد أن أيا كان من يوفر الأمن الداخلي يجب أن يعكس المكونات العرقية للسكان.

لماذا تدعم أميركا
وفي سياق متصل، قال مسؤولون أميركيون إن وزير الخارجية ريكس تيلرسون سيجتمع خلال أيام مع مسؤولين كبار أتراك في أنقرة لبحث استعادة الرقة خاصة في ظل التباينات والامتعاض التركي من دعم واشنطن تنظيم قوات سوريا الديمقراطية الذي يضم وحدات كردية تتهمها أنقرة بالإرهاب، وتسعى أنقرة لإقناع واشنطن بالاعتماد على جماعات عربية تدعمها تركيا في حملة استعادة المدينة، لكن هذا المقترح لم يقنع الأميركيين الذين يرون أن بإمكان الأكراد لعب دور رئيسي في حملة استعادة الرقة. 

الفيدرالية السورية ونكاية في الأسد وبوتين

الفيدرالية السورية
كانت صحيفة "إيزفيستيا" الروسية تناولت وضع مدينة الرقة السورية، وأشارت إلى أن مشاركة الأكراد في عمليات تطهيرها من مسلحي "داعش" قد تؤدي إلى تعزيز اتجاه فيدرالية سوريا، وقد أعلنت الولايات المتحدة سابقاً أن الأكراد هم القوة الوحيدة حاليا القادرة على مهاجمة الرقة. 
يقول عضو لجنة الشؤون الخارجية في مجلس الاتحاد، الكسندر باباكوف، إن هذا الرهان الأمريكي على الأكراد في تحرير الرقة قد يكون دليلا على نية واشنطن دعم فكرة الفيدرالية في سوريا، واضاف، من الصعب الافتراض بأن الخطة الأمريكية حول الرقة تتضمن الرغبة في إحلال السلام في سوريا. لذلك ليس مستبعدا ان استخدام الأكراد في تطهير المدينة من مسلحي "داعش" هو رغبتها في دعم فكرة الفيدرالية في سوريا، وبالتالي إنشاء منطقة حكم ذاتي للأكراد.
يشير المحلل السياسي السوري طالب زيفا، إلى أن سياسة بعض البلدان لا تتفق مع ما تعلنه. فمثلا، عندما يراهن الأمريكيون على الأكراد، فإنهم يحققون عدة أهداف مرة واحدة. فقبل كل شيء يضغطون على تركيا التي ترفض مشاركة قوات سوريا الديمقراطية في عملية تحرير الرقة. وهم بهذا يحاولون منع تقارب تركيا وروسيا.

لماذا تدعم أميركا
وفي نفس الوقت يدركون جيدا بأن القوات السورية المدعومة من روسيا سوف تتمكن من استعادة مدينة حلب وطرد "داعش" منها. لهذا تحاول واشنطن باستخدام حلفائها "قوات سوريا الديمقراطية" تعزيز وجودها في منطقة أخرى من سوريا. أي أن الولايات المتحدة ستحصل على إمكانيات جديدة للضغط على دمشق وموسكو، أخذا بالاعتبار إعلان الأكراد عن رغبتهم في ضم الرقة لمنطقة الحكم الذاتي. كما أن الهدف النهائي للولايات المتحدة كما أعلنه عدد من عسكريي

 

شارك