مقتل قاري ياسين.. واشنطن تواصل اصطياد قيادات القاعدة في أفغانستان

الأحد 26/مارس/2017 - 01:52 م
طباعة مقتل قاري ياسين..
 
كشف مقتل قاري ياسين، القيادي بتنظيم القاعدة في أفغانستان بطائرة امريكية بدون طيارة، عن مواصةل واشنطن سياسيتها لاصطياد زعماء القاعدة في أفغانستان.

مقتل قاري ياسين

مقتل قاري ياسين
أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون)، اليوم الأحد، مقتل قاري ياسين، القيادي بتنظيم القاعدة في أفغانستان، وذلك في غارة أمريكية نفذتها طائرة دون طيار الأسبوع الماضي.
وقال بيان صدر عن البنتاجون، اليوم، إن "الغارة التي قتلت ياسين نفذت في 19 مارس الجاري في منطقة باكتيكا، الأفغانية، المتاخمة للحدود الباكستانية".
وأضاف البيان، أن "ياسين مسؤول عن العديد من العمليات التي أودت بحياة عشرات المدنيين، إلى جانب الجنديين الأمريكيين، الذين قتلا في تفجير شاحنة مفخخة أمام فندق الماريوت بالعاصمة الباكستانية، إسلام أباد، عام 2008".
وقال وزير الدفاع الأمريكي جيم ماتيس في البيان ذاته، إن "مقتل قاري ياسين دليل على أن الإرهابيين الذين يشوهون الإسلام ويستهدفون بصورة مقصودة الأبرياء من الناس لن يتمكنوا من الفرار من وجه العدالة".
من جانبها، أكدت مصادر أمنية باكستانية، اليوم الأحد، أنباء مقتل ياسين المعروف أيضًا باسم "أستاذ إسلام"، في غارة أمريكية بأفغانستان.

من هو قاري ياسين؟

من هو قاري ياسين؟
قاري ياسين وهو باكستاني، متّهم بتنفيذ هجمات عدّة بينها الاعتداء الذي استهدف في 2008 فندق ماريوت في إسلام آباد وأسفر عن مقتل العشرات بينهم جنديان أمريكيان، وتُنسب إليه أيضا المسؤولية عن هجوم في 2009 استهدف حافلة تقل فريق الكريكيت السريلانكي في لاهور في شرق باكستان، وأدى إلى مقتل ستة من عناصر الشرطة الباكستانية ومدنيين اثنين، فضلا عن إصابة ستة من أفراد فريق الكريكيت.
وتفيد اللوائح الباكستانية للمطلوبين الأمنيين أنه يقف كذلك وراء محاولات فاشلة لاغتيال الرئيس السابق برويز مشرف في 2003 ورئيس الوزراء شوكت عزيز في 2004.
وفيما يذكر البنتاجون أن ياسين يتحدر من إقليم بلوشستان في جنوب غرب باكستان، تفيد السجلات في باكستان أن أصله من إقليم البنجاب المكتظ بالسكان. 

مقرب من زعيم طالبان

مقرب من زعيم طالبان
ويؤكد المحلل الأمني أمير رانا أن ياسين هو الأخير في سلسلة العناصر الباكستانيين الهاربين الذين قتلوا على الحدود الافغانية، وبينهم قاري سيف الله أختر الذي كان مقربا من الملا عمر، القائد الاعلى لحركة طالبان والذي قتل في اشتباك مع قوات الأمن الافغانية في كانون يناير. 
ويوضح رانا أنه "كان شخصية مهمة وأحد قادة طالبان باكستان القليلين غير المنتمين إلى الباشتون"، وتتبادل افغانستان وباكستان منذ فترة طويلة الاتهامات بايواء عناصر من حركتي طالبان في البلدين.
وسيطر متمردو حركة طالبان الافغانية الخميس على اقليم سانجين الاستراتيجي حيث تكبدت القوات الاميركية والبريطانية خسائر كبيرة في الماضي، ويسيطر متمردو طالبان فعليا على عشرة من 14 اقليما في ولاية هلمند التي سقط فيها العدد الاكبر من القتلى العسكريين الامريكيين والبريطانيين خلال العقد الماضي.

استهداف قيادات القاعدة:

استهداف قيادات القاعدة:
تشن الولايات المتحدة الأمريكة حربا ضد تنظيم القاعدة في افغانستان، ويستهدف البنتاجون  قيادات التظيم الارهابي، عشرات القادة خسرتهم القاعدة منذ مقتل زعيمها أسامة بن لادن في الثاني من مايو 2011، ففي نفس العام قتل زعيم القاعدة في شرق افريقيا فضل عبد الله محمد في تبادل لاطلاق النار في الصومال ، وادت غارة شنتها طائرة اميركية بدون طيار، يوم 20 اغسطس، الى مقتل اليمني اميركي الجنسية المتشدد انور العولقي. 
اما عام 2012 فقد قتل العديد من قادة التنظيم، شنت طائرة أمريكية بدون طيار غارة، في التاسع من فبراير، اودت بحياة زعيم القاعدة في باكستان بدر منصور في معسكر للتدريب في ميرانشاه كبرى مدن اقليم شمال وزيرستان.
وتمكنت قوة التابعة لحلف شمال الاطلسي في افغانستان من قتل صخر الطيفي الذي يعد الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في افغانستان. 
كما نفذت  طائرة أمريكية من دون طيار عملية قتل فيها الرجل الثاني في تنظيم القاعدة في ليبيا ابو يحيى الليبي، بتاريخ 5 يونيو، سعيد علي الشهري وهو الرجل الثاني في تنظيم قاعدة باليمن وواحد مؤسسي التنظيم كان من أبرز من تم قتلهم في 2013  .
كما وجهة الولايات المتحدة ضربة قوية لتنظيم القاعدة، حيث قتل  الجزائري عبد الحميد ابو زيد ، احد اهم قادة تنظيم القاعدة في بلاد المغرب خلال معارك في شمال مالي. 
وفي  يونيو 2015 أكد تنظيم القاعدة في جزيرة العرب مقتل زعيمه ناصر الوحيشي في هجوم بطائرة أمريكية  بلا طيار في حضرموت شرقي اليمن.
وفي كتوبر 2106، استهدفت طائرة أمريكية بدون طيار، فاروق القحطاني وبلال العتيبي وهما  أهم قادة القاعدة ، في ولاية كونار الواقعة في شمال شرقي أفغانستان والمحاذية لباكستان. 
وكانت الولايات المتحدة تطارد القحطاني المقرب من أسامة بن لادن منذ سنوات، بحسب ما قال المسؤول نفسه، موضحا أنه من المعروف أنه قام بتجنيد عدد كبير من الشبان في المنطقة في صفوف تنظيم القاعدة الذي يتراجع اليوم. ويبدو أنه قام أيضا بتمويل وإعداد هجمات ضد قوات التحالف في أفغانستان وكذلك في جنوب شرق آسيا والغرب.
وكانت وزارة الخزانة الأمريكية قد أعلنت منذ فبراير أنها تعتبر القحطاني المعروف باسم نايف سلام محمد عجيم الحبابي «إرهابيا». وذكر مصدر أمريكي أن القحطاني قطري مولود في السعودية بين 1979 و1981 وينشط في أفغانستان منذ 2009 على الأقل. ويعتقد البنتاجون أنه أطلق منذ 2012 عددا من الانتحاريين ضد قواعد للقوات الأفغانية وقوافل التحالف الغربي.
ختاما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لن تتخلي عن استراتيجيتها في مواجهة تنظيم القاعدة باعتباره التنظيم الأم والمرجع للجماعات الارهابية والجهادية في مختلف انحاء العالم، وهو ما شير الي أن عناصر القاعدة لن تكون بعيدة من طائرات بدون طيار الامريكية.

شارك