مستقبل الاخوان بين التلون والانقسام

الأحد 26/مارس/2017 - 02:58 م
طباعة مستقبل الاخوان بين حسام الحداد
 
كثيرة هي الاحداث التي تمر بها جماعة الاخوان الارهابية والتي يشير العديد منها الى اقتراب نهاية الجماعة حسب بعض المهتمين بحركات الاسلام السياسي، الا ان الجماعة كعادتها تحاول التلون بقدر ما تستطيع للخروج من ازمتها الحالية.
وتحت عنوان " آفاق مجهولة: الأحزاب الإسلامية ما بعد جماعة الإخوان" نشرت مؤسسة كارنيجي للسلام الدولي – برنامج الشرق الأوسط، في منتصف ديسمبر الماضي، دراسة للباحث مارك لينش يحاول فيها استشراف مستقبل جماعة الإخوان في العالم العربي.
قال لينش عن جماعة الإخوان المسلمين بعد ثورة 25 يناير في دراسته إن الجماعة تواجه مسارًا أصعب من ذاك الذي ينتظر معظم نظرائهم من الأحزاب الإسلامية وهم بانتظار أن تؤتي الحوارات الداخلية أُكلها من خلال بلوغ توافق بشأن الاستراتيجية السياسية التي ينبغي اتّباعها أو بشأن المسائل الأيديولوجية الرئيسة حول العنف والمشاركة السياسية
لكن ريثما يتحقق ذلك، يُرجّح أن تبقى الجماعة مُستغرقة بانقساماتها ومعزولة عن النظام السياسي المصري"، بحسب مارك لينش
ماهر فرغلي، الباحث
ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية
وقال ماهر فرغلي، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، إن جماعة الإخوان انحرفت عن مبادئ حسن البنا التي أسسها عليها، وهي مهددة بالزوال حال استمرارها بهذا الشكل، مشيرا إلى أنها إذا أرادت الاستمرار فعليها العودة لطريقها الإصلاحي.
وأضاف فرغلي، أن أبناء حسن البنا وقعوا في أخطاء عديدة أوصلتهم للوضع الحالي، منها الغرق في العمل السياسي والتعاون مع المجلس العسكري عقب ثورة يناير، وعدم استيعاب الشباب ومحاولاتهم أخونة الدولة، وكذلك التورط في مشروع واحد مع السلفية الجهادية وبدا ذلك على منصة رابعة العدوية أثناء اعتصامهم عقب عزل محمد مرسي.
وأشار إلى التقييم الأخير أو المراجعات أمر جيد، خاصة أنها خرجت من المجموعة الشبابية التي اشتهرت بتبني العنف، لافتا إلى أنها ستكون لها تأثير إيجابي على مستقبل الجماعة، في حال استغنائها عن سياسة" التجميع" وتحديد هويتهم سواء جماعة دعوية أو سياسية، إضافة للتخلي عن العمل التنظيمي الواسع الذي غالبا ما تتعارض مصالحه مع الدولة.
الدكتور كمال حبيب
الدكتور كمال حبيب
ومن جانبه يرى الدكتور كمال حبيب، الباحث في شئون الحركات الإسلامية، أن جماعة الإخوان المسلمين أصبحت شطرين حاليا، أحدهما تابع للقيادات التاريخية، والثانية تتبنى أفكار العنف مع الدولة وهي المجموعة التي أعلنت ما سمي بالمراجعات الفكرية الأخيرة.
وأضاف حبيب إن انقسام الجماعة حاليا، هو التهديد الأكبر على مستقبلها؛ لأن أي محاولات للرجوع عن النهج الذي اتخذته منذ عزل محمد مرسي، لن يحدث في ظل وجود فريقين بداخلها، إضافة لأن اندماجهم مرة أخرى بالمجتمع المصري أمر بالغ الحساسية.
وأضاف أن الجماعة تحتاج لمراجعات حقيقية حتى تعود مرة أخرى للحياة، وفي حال عدم حدوث ذلك، فستظل في الدوامة الحالية والعمل السري.
وعلى صعيد أخر حذّر باحث في الحركات الدينية الغربَ من مغبة حظر جماعة الإخوان المسلمين، ووصف الخطوة إذا تمت بالتصرف الخاطئ، داعيا الولايات المتحدة على وجه الخصوص إلى الدخول في حوار نقدي معها.
مستقبل الاخوان بين
وجاء التحذير في مقال نشرته مجلة فورين أفيرز الأميركية للباحث النرويجي ستيغ يارلي هانسن نشره "موقع الجزيرة نت" المقرب من الاخوان وقد استهل التقرير بقوله إن حوارا يدور في الغرب حول إذا كان لزاما تصنيف تنظيم الإخوان المسلمين "ذي النفوذ الواسع في الشرق الأوسط" على أنه جماعة إرهابية.
وأشار الكاتب إلى أن بريطانيا أجرت في 2014 تحقيقا لمعرفة إن كان الإخوان المسلمون يشكلون تهديدا لأمنها القومي، وخلص التحقيق إلى أن الانتماء إلى الجماعة أو التأثر بنفوذها يعد مؤشرا محتملا للتطرف لكن دون أن يوصي بحظرها مباشرة.
وفي الولايات المتحدة، هناك حوار مماثل بشأن إذا كان من الممكن اعتبار الإخوان المسلمين تنظيما إرهابيا، وحاول السناتور تيد كروز وعضو مجلس النواب ماريو دياز بلارت في 2015 الدفع بمشروع قانون في الكونغرس لتصنيف الإخوان المسلمين جماعة إرهابية من أجل حظر أنشطة المؤسسات التابعة لها في البلاد، غير أن المشروع توقف عند لجنة العلاقات الخارجية بمجلس الشيوخ.
    "حظر جماعة الإخوان المسلمين لن يضر إلا المصالح الأميركية، لا سيما إذا تعلق الأمر بمحاربة الإرهاب والتصدي للنفوذ الروسي والإيراني في الشرق الأوسط، وإن ما تحتاجه الولايات المتحدة هو حوار نقدي مع الجماعة وليس حظرها"
وفي يناير الماضي، وتحديدا بعد أسبوع من تنصيب دونالد ترمب، دفع كروز مرة أخرى بمشروع القانون إلى الكونغرس، الذي بات تحت سيطرة الحزب الجمهوري، وفي ظل رئيس جديد للبلاد، ألمح هو أيضا إلى نيته جعل الحرب على "الإرهاب الإسلامي المتطرف" أولوية، وإلى أنه يدرس حظرها.
ورأى كاتب المقال أن من الخطأ حظر الإخوان المسلمين؛ فالجماعة ظلت تعبر بانتظام عن دعمها والتزامها بالديمقراطية، بل إن مجلس شورى الجماعة، المسؤول عن صياغة سياساتها، سلّم بالديمقراطية نهجا للحكم، حتى فروعها في دول مثل الأردن والمغرب ظلت تشارك في الانتخابات الديمقراطية، وباتت قوة تدفع نحو التحول الديمقراطي في بلدانها.
ويستدرك ستيغ يارلي هانسن قائلا إن هناك حالات بطبيعة الحال تلكأ إسلاميون مرتبطون بالإخوان المسلمين في السعي إلى تحقيق توافق مع مناوئيهم داخل الحكومة.
وفي مصر على سبيل المثال، تعرضت حركة الإخوان المسلمين للانتقاد لأنها لم تعمل على تحقيق توافق عندما تولت مقاليد السلطة بعد ثورة 25 يناير. وفي ذلك الوقت، أصدر الرئيس حينها محمد مرسي  مرسوما يمنحه صلاحيات واسعة، لكن ذلك لم يغره هو أو الإخوان المسلمين لانتهاك الدستور المصري بعكس ما فعله الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي بحق أطياف من المعارضة ومناوئيه السياسيين المعتقلين.
ومضى الباحث النرويجي إلى القول إنه أُخِذ في لقاءات أجراها مع قادة الإخوان المسلمين بديناميكية الجماعة، وكيف أن رؤى جديدة تسود في قيادتها الهرمة، ومع ذلك فإن فهم الجماعة يتطلب معرفة من يحركونها، وما مواقفهم الأيديولوجية.
إن الحظر الذي يقترحه كروز لا يتغاضى عن الطبيعة الحقة للجماعة فحسب، بل يتجاهل أيضا دورها في مساعدة الغرب في حربه على الإرهاب.
وأشار إلى أن جماعة الإخوان على اختلاف فروعها ومنتسبيها ظلت وما برحت تتحالف مع الولايات المتحدة في مناطق مثل العراق والصومال وسوريا واليمن التي تعاني الأمرين من النفوذ الإيراني، وفي حربها ضد المنظمات الإرهابية كتنظيم الدولة الإسلامية وحركة الشباب المجاهدين.
وحتى إسرائيل التي لم يُعرف عنها مهادنة الإسلاميين، سمحت للحركة الإسلامية -التي تعود جذورها إلى الإخوان المسلمين- بالمشاركة في الانتخابات البرلمانية.
إن حظرا من هذا النوع لن يضر إلا بالمصالح الأميركية، لا سيما إذا تعلق الأمر بمحاربة الإرهاب والتصدي للنفوذ الروسي والإيراني في الشرق الأوسط، وإن ما تحتاجه الولايات المتحدة هو حوار نقدي مع الجماعة وليس حظرها.
وردا على "وثيقة التعايش السلمي" في بريطانيا وصفه مرصد الإسلاموفوبيا التابع لدار الإفتاء المصرية، بأنه نوع من تلون الجماعة خشية إصدار أي قرارات ضدها من الحكومة البريطانية عقب الهجوم الإرهابي بمحيط مجلس العموم البريطاني.
مستقبل الاخوان بين
وأكد مرصد الإسلاموفوبيا في بيانه اليوم 26 مارس 2017، أن إصدار الإخوان لهذه الوثيقة يأتي في إطار محاولة التنظيم استباق أي محاولة من السلطات البريطانية لاتخاذ مواقف عدائية ضده أو ضد التيارات الإسلامية المرتبطة به في لندن عقب الهجوم الإرهابي بمحيط مجلس العموم البريطاني الذي وقع مؤخرًا وأدى لمقتل 5 وإصابة 25 آخرين.
ونشرت النشرة الدورية التي تصدر عن مكتب إخوان لندن، وثيقة أطلقت عليها وثيقة التعايش، وقال مكتب إخوان لندن في وثيقته إنه أطلق عليه إعلان لندن الإسلامي للتعايش والسلم في إطار مجتمع تعددي، وتضمنت الوثيقة قول الإخوان إن هناك 30 مليون مسلم يعيشون في المجتمعات الغربية، وكثير منهم يحمل صفة مواطن ويسهم في ترقية مجتمعه وهم يحققون نموًّا متسارعًا ويساهمون في تشكيل هوية تعددية ثقافية دينية عرقية لأول مرة في تلك المجتمعات.
وأوضح مرصد الإسلاموفوبيا أن تنظيم الإخوان الإرهابي يسعى لطمأنة الحكومة البريطانية وأعضاء مجلس العموم البريطاني تجنبًا لإصدار أي قرارات ضد التنظيم الإرهابي في إطار محاولات التنظيم تضليلهم بأنه ليس له علاقة بالجماعات الإرهابية رغم ارتباطه بقوة بالتيارات المتطرفة.
وكشف المرصد عن أن التنظيم الدولي للإخوان يدرك جيدًا أن تحركاته في دعم الإرهاب والجماعات المتطرفة باتت واضحة للجميع ولن يستمر في سياسات التضليل والخداع التي اعتاد عليها هربًا من مسئولياته في نشر العنف والدمار والخراب في العديد من دول العالم لتحقيق مصالحه الخاصة.
ودعا مرصد الإسلاموفوبيا إلى ضرورة التعاون الدولي في مواجهة التنظيمات والجماعات الإرهابية ومن يدعمها ويساندها حتى يعود الاستقرار والأمن في مختلف أنحاء العالم.

شارك