بعد عامين من الحرب في اليمن.. تصاعد وتيرة الحرب وغياب الحل السياسي

الأحد 26/مارس/2017 - 06:01 م
طباعة بعد عامين من الحرب
 
تدخل العمليات العسكرية للتحالف العربي بقيادة السعودية عامها الثالث، وهي بذات الوتيرة التي بدأت بها، فمع غياب فرص سلام حقيقية وإخفاق مبعوث الأمم المتحدة، إسماعيل ولد الشيخ أحمد، في إقناع طرفي النزاع بالقبول بخارطة الطريق الأممية، تتواصل الضربات الجوية لمقاتلات التحالف على مواقع الحوثيين، فيما يستمر الطرف الأخير بإطلاق الصواريخ الباليستية صوب الأراضي السعودية ومعسكرات الحكومة في الداخل.

هادي و"عاصفة الحزم":

هادي وعاصفة الحزم:
فقد أكد الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي أهمية "عاصفة الحزم" التي حمت اليمن من الحلول الطائفية، بحسب تعبيره.
وبحسب ما نقلت صحيفة "الرياض" السعودية عن الرئيس هادي، الذي كان في طريقه من الرياض إلى العاصمة الأردنية عمّان للمشاركة في القمة العربية المقرر عقدها في 29 مارس، فقد أكد الرئيساليمني على عدة نقاط، منها أن قرار شن عاصفة الحزم ألغى الحلول الطائفية، مشيراً إلى أن هناك طلابا ابتعثهم الحوثي ليتم تحويلهم إلى عملاء لإيران.
وقال هادي إن الحوثي رفض فكرة سحب الطلبة اليمنيين من قم، مضيفاً: "قبضنا على الإيرانيين المتورطين في تهريب السلاح".
وأشار الرئيس اليمني إلى أن معركة صنعاء لم تتأخر، ولكن "لا نريد إحداث حرب"، بحسب تعبيره، مؤكداً أن تعز تم تعطيشها وتجويعها على مرأى ومسمع من العالم.
من جانبه صرح رئيس الحكومة اليمنية المعترف بها دولياً، أحمد عبيد بن دغر، اليوم الأحد، بأن 85% من الأراضي اليمنية باتت تحت سيطرة الجيش الموالي لهم، وذلك بعد عامين من عاصفة الحزم.
وقال بن دغر، في تصريح نقلته وكالة الأنباء الرسمية "سبأ"، إن "عاصفة الحزم استعادت هيبة وأمجاد العروبة مع استشعار الخطر الفارسي الشيعي الذي انتحر وسُحق على جدار عروبة اليمن الأزلي"، مشيراً إلى الدعم الذي قدمته قوات التحالف العربي لتمكين الحكومة الشرعية من تطبيع الأوضاع في المناطق المحررة.
وأكد أن الجيش الوطني بات على مشارف صنعاء، بفضل الدعم المتواصل والسخي من التحالف العربي.
ولفت بن دغر إلى اقتراب تحقيق هدف قوات التحالف العربي وهو إنهاء الانقلاب على الشرعية في اليمن، وسحق المشروع الإيراني والقضاء على خطط الدولة الفارسية في إيجاد موضع قدم لها في اليمن يكون بمثابة شوكة في خاصرة دول الجوار الخليجي لاستهداف أمنها واستقرارها، وتستطيع من خلاله ابتزاز المجتمع الدولي كعادتها بتهديد سلامة الملاحة الدولية في مضيق باب المندب أحد أهم ممرات التجارة العالمية.
وتابع: "أذيال وأدوات إيران المتمثلة في مليشيا الحوثي وصالح الانقلابية، لم تعد، بعد الهزائم والضربات الموجعة التي تلقتها من الجيش الوطني وقوات التحالف العربي لدعم الشرعية والمقاومة الشعبية، وتضييق الخناق عليها، قادرة على فرض مشروع سادتها في طهران".
واعتبر أن الحل في اليمن ومرجعياته "متمثلة في المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية المزمنة ومخرجات مؤتمر الحوار الوطني وقرار مجلس الأمن الدولي 2216، المدعومة أممياً وإقليمياً ودولياً".
وأضاف أن "رهان المليشيا على عامل الوقت ليس في صالحها وسيكون الحسم العسكري أقرب ولن تقبل الحكومة الشرعية والتحالف العربي باستمرار معاناة اليمنيين في بقية المناطق الخاضعة لسيطرتها، ولتعلم هي ومن يدعمها أن إنهاء الانقلاب وتسليم السلاح والانسحاب من المدن التي تسيطر عليها خيار لا رجعة فيه، وأي تنازل سيكون استهانة بدماء وتضحيات اليمنيين وأشقائهم في التحالف العربي".

الوضع الميداني:

الوضع الميداني:
فيما تخوض القوات الحكومية بمساندة قوات التحالف العربي، معارك عنيفة ضد الحوثيين والقوات الموالية للرئيس السابق، علي عبدالله صالح، فقد قصف الجيش الوطني الليلة الماضية مناطق دارالرئاسة والمواقع العسكرية المحيطة بها وميدان السبعين بالصواريخ والقذائف المختلفة.
وأكد مصدر عسكري في الجيش الوطني أن هذا القصف يعد تحولاً استراتيجياً في المعركة مع الميليشيات التي لم تكن تتوقع وصول مدفعية الجيش الوطني إليها، ويتزامن القصف مع حلول الذكرى الثانية لانطلاق "عاصفة الحزم" لمساندة الشرعية.
وقالت مصادر في صنعاء إن قصف الجيش الوطني لمناطق دار الرئاسة والمواقع المحيطة بها أثار بلبلة وفوضى وسط الميليشيات التي فوجئت بالقصف.
كما دمرت طائرات التحالف العربي فجر الأحد مخزن أسلحة للميليشيات شمال شرق العاصمة صنعاء.
وأكد شهودعيان من سكان المدينة أن سلسلة انفجارات شديدة هزت أرجاء العاصمة بعد تعرض مخزن أسلحة للقصف بخمس غارات متتالية من طائرات التحالف.
كما استهدفت الطائرات بغارت أخرى عدة مراكز وتجمعات للانقلابيين في أرحب شمال العاصمة. أما جنوب العاصمة فقصفت الطائرات تعزيزات عسكرية و تجمعات للمتمردين.
فيما تجددت المعارك بين مسلحي جماعة الحوثيين وقوات صالح من جهة، والقوات الحكومية من جهة أخرى، اليوم الأحد، في محيط مدينتي ميدي وحرض بمحافظة حجة (شمال غرب اليمن).
ونقل المركز الإعلامي للمنطقة العسكرية الخامسة في تدوينة له على صفحته بموقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، عن مصدر عسكري قوله، إن معاركاً عنيفة تدور بين الطرفين منذ ساعات الصباح.
وأشار إلى أن مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، شنت عدد من الغارات، مضيفا «تمكن أبطال الجيش الوطني قطاع اللواء الثاني حرس حدود من تدمير طقم عسكري تابع للانقلابيين ظهر اليوم أمام قرية العشش في ميدي».
وقال مصدر عسكري إن القوات الحكومية والمقاومة الشعبية سيطرت اليوم الأحد، على أجزاء كبيرة من منطقة حسي سالم شمال مديرية المخا غربي تعز (جنوب غرب اليمن)، وإنها تتقدم في اتجاه الخوخة جنوب محافظة الحديدة (غرب).
وذكر المصدر لـ«المصدر أونلاين»، إن الحوثيين انسحبوا من شرق منطقة حسي سالم، بعد تطهيرها من شبكات الألغام.
بدورها، شنت مقاتلات التحالف العربي الذي تقوده السعودية، غارات على مواقع الحوثيين في مديرية موزع، وأربع غارات على مواقع غربي معسكر خالد في موزع، وثلاث غارات على تجمعات بين موزع وذوباب.
وبحسب المصدر فإن غارات جوية استهدفت تعزيزات للحوثيين، في مفرق المخا بمديرية موزع غرب تعز، وإن قتلى وجرحى من الحوثيين سقطوا في القصف.
وفي المقابل، قصف الحوثيون المتمركزون في موزع بالمدافع وصواريخ الكاتيوشا مواقع القوات الحكومية، في منطقة كهبوب غربي المضاربة في محافظة لحج (جنوب)، وأدى ذلك إلى جرح 4 جنود.
كما شنت البوارج الحربية التابعة لقوات التحالف العربي بقيادة السعودية، والمتواجدة قبالة مدينة المخا غرب اليمن وفي الساحل الغربي لليمن، أمس السبت، قصفاً بالصواريخ على مواقع الحوثيين وقوات صالح.
وأفاد مصدر ميداني وفقاً لموقع المصدر اليمني، أن 7 صواريخ استهدفت مواقع الجماعة المسلحة وقوات المخلوع غرب معسكر خالد في مديرية موزع، مرجحاً سقوط قتلى وجرحى جراء القصف.
في سياق متصل، أزالت البحرية التابعة للتحالف ألغاماً بحرية قرب ميناء مدينة المخا، كانت تستهدف عشوائياً الناقلات والسفن، التي ترسوا في الميناء الاستراتيجي.
وسبق أن حذرت البحرية الأميركية من أن الألغام البحرية التي زرعها الحوثيون في سواحل المخا، وبالقرب من باب المندب تهدد أمن الملاحة البحرية، وأمس الجمعة أزالت فرق مكافحة الألغام لغماً كبيراً من سواحل ميدي.

علاقة الحوثيين بإيران:

علاقة الحوثيين بإيران:
وقد كشفت عاصفة الحزم ، العلاقات الحقيقة بين  الحوثيين وإيران ة، والتي ظهرت جليا بعد سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء بتواطؤ من حليفهم صالح والقوات التابعة له، لمواجهة الضغوط الدولية و العزلة التي فرضت على الانقلابيين ليجدوا في طهران المنفذ الوحيد.
وشكل توقيع القيادي الحوثي، صالح الصماد، مستشار الرئيس هادي آنذاك، سلسلة من الاتفاقات مع إيران، نقطة تحول في علاقة الحوثيين بطهران التي سعت لتسهيل دخول عناصر من الحرس الثوري الإيراني إلى صنعاء، عبر استحداث خط نقل جوي مباشر من 14 رحلة أسبوعياً بين عاصمتي البلدين.
وسهلت هذه الرحلات من تنقل الوفود الحوثية والإيرانية بين البلدين، ليتنامى نفوذ إيران في اليمن، معتقدة أنها أصبحت قريبة من حلمها بالسيطرة على مضيق باب المندب الاستراتيجي، وهو ما أكدته تصريحات مسؤولين إيرانيين أن صنعاء أصبحت العاصمة العربية الرابعة التي تقع في أيدي طهران.
أما علي صعيد شعار الموت لامريكان فقد اعترف قيادي حوثي باستخدام ميليشيات الحوثي والمخلوع صالح للمساعدات الإغاثية الإنسانية في مجهودهم في الحرب، كما يدعمون بها الجبهات. هذا الاعتراف جاء بعد أن سيطر جنود المنطقة العسكرية السابعة واعتقال القيادي في ميليشيات الحوثي محمد الهَجْرَةْ.
فبعد سيطرة جنود المنطقة العسكرية السابعة على جبال شرق صنعاء، بما فيها جبل المنارة وهو الأعلى، أصبح رصد واستهداف التحركات العسكرية للميليشيات أكثر سهولة.
فقد تم استهداف عناصر من الميليشيات قبل اعتقال القيادي الحوثي محمد الهجرة، والذي اعترف للجيش اليمني بحجم التضليل الذي تقوم به الميليشيات.
كما اعترف بأنه لا حقيقة لشعار "الموت لأميركا"، مؤكداً: "نحن نقاتل المسلمين وليس أميركا".
عناصر ميليشيات الحوثي الذين يحتلون رتبة مشرف نادراً ما يشاركون في المعارك مما يدل على حجم النقص في القيادات بعد مقتل عشرات القيادات في معارك مديرية نهم محافظة صنعاء.

دور الإخوان:

دور الإخوان:
وعلي صعيد دور الإخوان في اليمنن فقد اقبت الولايات المتحدة الأمريكية القيادي الإخواني المتشدد عبد الوهاب الحميقاني، ووضعته على قائمة ممولي الإرهاب وتنظيم القاعدة في اليمن. 
وأعلنت الولايات المتحدة الأمريكية فرض عقوبات على سياسي يمني وأكاديمي قطري وضمهما إلى لائحة داعمي الإرهاب، متهمة إياهما بنصرة تنظيم القاعدة.
وبحسب وكالة "أسوشيتدبرس" الأمريكية، أضافت وزارة الخزانة اسمي الدكتور عبدالوهاب الحميقاني أمين عام حزب الرشاد اليمني السلفي والأكاديمي القطري عبدالرحمن بن عمير إلى لائحة الداعمين للإرهاب.
وقالت واشنطن إن الحميقاني استغل منصبه كرئيس لمنظمة خيرية يمنية من أجل جمع الأموال وإرسالها إلى تنظيم القاعدة في جزيرة العرب، كما اتهمته بتسهيل التحويلات المالية من داعمي القاعدة في السعودية إلى اليمن.
وأقرت وزارة الخزانة الأمريكية تجميد أي أصول للرجلين قد يكونا تحت الولاية القضائية الأمريكية، كما حظرت على الأمريكيين التعامل معهما.
وينتمي الحميقاني إلى محافظة البيضاء، هو أمين عام جمعية الرشد الخيرية، وشارك في تأسيس حزب الرشاد السلفي واختير أميناً عاماً له، وهو أيضاً عضو في مؤتمر الحوار الوطني، ورئيس مكتب منظمة الكرامة الدولية لحقوق الإنسان في اليمن، وكان مُدرساً في جامعة الإيمان المملوكة لرجل الدين المثير للجدل عبدالمجيد الزنداني القيادي الكبير في حزب الإصلاح اليمني فرع تنظيم الإخوان الدولي في اليمن.

مظاهرات صنعاء:

مظاهرات صنعاء:
وقد نظم الآلاف من مناصري جماعة الحوثيين وحزب صالح اليوم الاحد، مظاهرة في ميدان السبعين بالعاصمة صنعاء، في الذكرى الثانية لتدخل التحالف العربي في اليمن، من أجل إعادة شرعية الرئيس هادي.
وانتشر العشرات من الجنود والمسلحين الحوثيين في شوارع العاصمة صنعاء، لتنظيم وحماية المشاركين في المظاهرات، في الوقت الذي طافت سيارات بمكبرات الصوت المدينة لحث اليمنيين على المشاركة في المظاهرات.
وبثت قناتي «المسيرة» و«اليمن اليوم» مظاهر من الاحتشاد الكبير في الميدان.
وقالت إن العشرات من المشاركين في المظاهرات قدموا من خارج العاصمة صنعاء، «للاحتشاد تعبيراً عن الصمود في وجه العدوان»، في إشارة للسعودية ودول التحالف العربي العشر.
وقبل عامين، شنت المقاتلات الحربية التابعة للتحالف فجر 26 مارس، عملية عسكرية واسعة استهدفت الدفاعات الجوية التابعة للقوات الموالية لصالح والحوثيين، بعد أيام من الانقلاب على حكومة الرئيس عبدربه منصور هادي، وفراره إلى مدينة عدن، جنوبي اليمن.
وشارك في المظاهرات الرئيس السابق علي عبدالله صالح، فيما ألقى رئيس ما يُسمى بـ«المجلس السياسي» المشكل مناصفة بين الحوثيين وقوات صالح، صالح الصماد كلمة مطوّلة.

صالح والسعودية:

صالح والسعودية:
من جانبه قال الرئيس اليمني السابق على عبدالله صالح، إن السعودية أمام خيارين في اليمن، أما الهزيمة على يد اليمنيين، أو السلام وإنهاء الحرب دون قيد أو شرط.
وأضاف الرئيس اليمني، في الذكرى الثانية لعمليات التحالف بقيادة السعودية ضد"الحوثيين وصالح"،:"أن الإرادة الصلبة والمقاومة الباسلة لشعبنا ستهزمهم وستجبرهم على جرّ أذيال الهزيمة والعار وراءهم، وهذه حتمية تاريخية لا غبار عليها، وهذا أيضًا ما أثبته -عمليًا- شعبنا اليمني العظيم، فقد مرّغ اليمانيون الأحرار المدافعون عن كرامتهم ووطنهم وسيادتهم، أنوف الأعداء ومرتزقتهم في التراب، وألحقوا -وسيلحقون- بهم الهزائم النكراء، سواءً في الحدود أو في جبهات القتال الأخرى"، على حد قوله.
وتابع صالح، إن الشعب اليمني إذا كان بخيار المقاومة والصمود طالما استمرت الحرب بقيادة السعودية، فإنها يريد أيضا السلام، وقال: "شعبنا يدرك بأن السلام واستعادة الأمن والاستقرار ووقف العدوان وإنهاء الحصار هو الخيار الوطني الذي لا بديل عنه لحل أي خلافات بين اليمنيين والوصول عبر الحوار المباشر والمسئول وبدون أي شروط مسبقة، إلى تسوية سياسية شاملة وعادلة تضمن حق الجميع في شراكة وطنية حقيقية، وتزيل مخاوف كل الأطراف، بعيدًا عن أي تدخلات أو إملاءات أو وصاية من أية جهة خارجية مهما كانت، وبما يحفظ ويحقّق لليمن وحدتها وسيادتها واستقلالها الوطني الكامل".
وسخر الرئيس اليمني السابق، مما أسماه إعادة الشرعية إلى اليمن، في إشارة إلى حكومة الرئيس عبد ربه منصور هادي، قائلا:"ادعاء السعودية والمتحالفين معها بأنهم يساندون الشرعية، غير مدركين بأن الشرعية تُستمد من الشعب ولا تُستمد من دول العدوان".
واتهم صالح، السعودية بإشعال الحروب الطائفية والمذهبية والمناطقية وتغذيتها بالمال والسلاح، بهدف تفكيك النسيج الاجتماعي للشعب اليمني، وتمزيق وتفتيت الوطن والعودة به إلى عهود ما قبل الثورة والجمهورية والإستقلال"، على حد قوله.
وأردف صالح قائلا: "ما أقدم عليه النظام السعودي من عدوان على اليمن إنما يقوم به بالوكالة عن القوى الإمبريالية والصهيونية، وتنفيذ مخططات تدمير المشروع القومي في كل ربوع الوطن العربي".

المسار التفاوضي:

المسار التفاوضي:
وعلى الرغم من التحركات الأممية المكثفة التي يجريها ولد الشيخ، إلا أن مسار السلام ما يزال متعثرا منذ فشل مشاورات الكويت التي استمرت لأكثر من 90 يوما (منذ 21 إبريل 6 أغسطس 2016).
وخاض المبعوث الأممي عقب ذلك جولات مكوكية في عدد من العواصم الدولية والإقليمية من أجل التسويق لخارطة طريق لحل النزاع، لكن فشل حتى الوقت الحالي في إقناع طرفي النزاع بالقبول بها.
وتنص الخارطة على "تعيين نائب رئيس جمهورية تؤول إليه صلاحيات الرئيس، وانسحاب الحوثيين من صنعاء وتسليم السلاح، ثم الانتقال إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية تشارك فيها جماعة أنصار الله".
وفي حين ترفض الحكومة هذه النسخة من الخارطة وتطالب بعدم المساس بصلاحيات هادي كونه الرئيس المنتخب حتى إجراء انتخابات رئاسية جديدة، لا يزال الحوثيون يرفضون الشق الأمني فيها، والمتعلق بالانسحاب من صنعاء وتسليم السلاح الثقيل والصواريخ الباليستية.

المشهد اليمني:

مع فشل مسعي المبعوث الأممي في التوصل الي جولة جدية لمفاوضات في اليمن، وتأكيد الرئيس عبدربه منصور هادي، علي مخرجات الحوار الوطني  والمبادرة الخليجية والقرارات الأممية ذات الصلة، في مقدمتها القرار 2216، كمرجعية للحل في اليمن، تشير الي تعقد المشهد السياسي، واستمرار الخيار العسكري كخيار وحيد للاطراف المتصارعة في اليمن في العام الثالث لبدأ التحالف العربي بقيادة السعودية عملياته العسكرية في اليمن.. ليثبت مرة أخري أن السلاح أقوي علي الأرض من حمائم السلام.

شارك