هل يمهد تعديل حماس لميثاقها السياسي إلى فك ارتباطها بـ"الإخوان؟

الأحد 26/مارس/2017 - 09:25 م
طباعة هل يمهد تعديل حماس
 
في الوقت الذي تتجه فيه حركة "حماس" الفلسطينية إلى إعادة صياغة علاقتها بالقاهرة بعدما توترت خلال لافترة الماضية على خلفية اتهام القاهرة للحركة بعدم ضبطها الكامل للحدود فضلاً عن رطلب مصر من الحركة تسليم مطلوبين وتنكر "حماس" وجود تلك العناصر في قطاع غزة، يبدو أن إعلان رئيس حركة حماس، خالد مشعل، العمل على إعادة صياغة ميثاق حماس، الذي أعلنته في 1988 تتجه إلى تعديله، وربط مراقبون بين هذا الاتجاه الحمساوي وبين التطور الأخير في العلاقات مع القاهرة، ما يعني أنه من الممكن ان تعلن حماس فك ارتباطها بجماعة الإخوان المسلمين التي أدرجتها القاهرة منظة إرهابية اواخر 2013.
هل يمهد تعديل حماس
وحركة المقاومة حماس تتبع جماعة الإخوان أيدولوجياً، الامر الذي كان سبب رئيس في توتر علاقتها مع القاهرة طوال السنوات الاخيرة حتى أيام حكم الرئيس الأسبق حسني مبارك، وفي أعقاب ثورة 30 يونيو 2013 التي انهت حكم جماعة الإخوان المسلمين، خرجت العديد من المسيرات المسلحة الحمساوية ورفعت شعار "رابعة" وهدد مشاركون فيها القاهرة، ما أثار استياء العديد من الدوائر المصرية من ذلك الاتجاه.
كما يربط مراقبون بين اتجاه حماس الأخير والقيادة الجديدة للبيت الأبيض، إذ ان ترامب يعادي بشكل واضح كل الجماعات الأصولية في المنطقة ويسعى لإدراج جماعة الإخوان منظمة إرهابية، وربما تخشى القيادة الحمساوية من أن يؤثر إدراج البيت الأبيض لجماعة الإخوان على قائمة الإرهاب على تحرك الحركة ونشاطها الدولي.
وتفيد المعلومات الواردة من قطاع غزة بأن النقاشات بشأن صياغة الـ"وثيقة السياسية" لحركة حماس في مراحلها الأخيرة، فيما تضاربت الأنباء حول ما إذا كانت حماس بصدد إعادة صياغة ميثاق التأسيس الذي سبق وأعلنته عام 1988، أو بصدد الإبقاء على الميثاق وعدم المس به، ولكن اعتماد "وثيقة سياسية" تشكل برنامجاً سياسياً جديداً للحركة، وذكرت مصادر بقيادة حماس في قطاع غزة أن مجلس الشورى يضع اللمسات على الوثيقة الجديدة للحركة، لأجل إعادة تعريف الحركة لنفسها، مشيرة إلى أن الوثيقة السياسية "تنأى بالحركة عما تصفه بـ"الشذوذ الفكري" و"الغلو السلفي الجهادي"، وفق الوثيقة التي ستنشر قريباً.
هل يمهد تعديل حماس
ونقل موقع "الرسالة.نت"، المحسوب على حماس في غزة، عن مسؤولين في الحركة أن الوثيقة السياسية "أعدتها قيادة الحركة في الخارج بمشاركة شخصيات سياسية، وأنها ليست بديلاً عن الميثاق وإنما هي برنامج سياسي واقعي"، ومن أبرز القضايا الجاري بحثها في الوثيقة، تجنب الإشارة إلى المادة الثانية من الباب الأول في ميثاق الحركة، الذي يحدد أن حماس هي جناح من أجنحة الإخوان المسلمين.
ونقلت "الرسالة.نت" عن الناشط حافظ الكرمي، في أوروبا قوله، إن "الوثيقة ترسم ملامح العلاقة بين حركة حماس وبقية الأطراف الداخلية والخارجية، وتحدد معالم الصراع مع الاحتلال"، وقد اعتبر متابعون للحركة أن هذا تلميح إلى نية الحركة التخلص من أعباء كونها جناحاً من أجنحة حركة الإخوان المسلمين العالمية، بما قد يفتح الباب أمام علاقة جديدة مع مصر، وتتجنب العنف بما قد يمهد الطريق إلى حوار سياسي غير مباشر مع سلطات الاحتلال، قد تمهد إلى ترتيبات سياسية في غزة.
وكان الكرمي قد قلل من أهمية الميثاق السياسي، بحسب "الرسالة.نت"، لافتاً إلى أن "ميثاق الحركة من الناحية العملية لا يعود إليه أحد، وليس إحدى الوثائق التي تدرس في الحركة"، موضحاً أنه "وثيقة داخلية في وقت الانتفاضة وأدى دوره وقتها، لكنه ليس من أدبيات الحركة التي يتم تداولها في هذه الأيام".
هل يمهد تعديل حماس
ولفتت المصادر إلى أن الوثيقة السياسية التي صاغت مسودتها حماس في الخارج، ويجري نقاشها في قطاع غزة، على مستوى مجلس الشورى، تميل إلى نبذ الإرهاب وتنوه بأن "الغلو ليس من سمات الدين الإسلامي الحنيف الذي يتمسك بالتسامح الديني"، كما تشير مواد وثيقة حماس قيد الإعداد إلى أن "الوسطية والاعتدال هما سمة الإسلام و الشريعة"، وإن "الأمة الإسلامية أمة وسط"، وإن "حماس حركة سنية والإسلام منهجها".
وثار خلاف في أوساط قيادة حماس في غزة حول موقف مجلس الشورى من المذهب الشيعي وتعبيراته السياسية والدينية المعاصرة، في إشارة إلى الجدل حول الموقف من المساعي التي تقودها مجموعات سياسية لنشر التشيع على حساب السنة التي تنتمي إليها حركة حماس، ووفق ما نشره موقع "العربية نت" فقد تم حسم الجدل على ما يبدو في مجلس الشورى بقبول فتوى الداعية الإخواني يوسف القرضاوي، التي اعتبرت، من وجهة نظره، أن "الشيعة مبتدعون" ولكنه "لا يكفرهم، ولا يخرجهم من ملة المسلمين، لكن قيادات في حماس عبرت عن القلق من سعي المتنفذين السياسيين في المذهب الشيعي للتمدد في العالم السني، ولذلك يجب التعامل مع الشيعة من باب الضرورة".
هل يمهد تعديل حماس
وأوضحت المصادر في قيادة حماس أن القرار في مجلس شورى حماس في غزة يميل إلى الحسم بإسقاط أي إشارة إلى هذا الموضوع، خشية على "مصالح حماس وعلاقاتها مع إيران و حزب الله لاسيما لجهة تلقي المساعدات المالية و التدريبات العسكرية، وتجنباً للتصعيد الطائفي والتوتر الشيعي السني في المنطقة.

شارك