فايننشيال تايمز: الغارات الأمريكية تعمل لمصلحة داعش

الإثنين 27/مارس/2017 - 06:37 م
طباعة فايننشيال تايمز:
 
تقدم بوابة الحركات الإسلامية كل ما هو جديد يومًا بيوم وذلك من خلال تناول الصحف العالمية اليومية، وكل ما يخص الإسلام السياسي فيها اليوم  الاثنين 27/3/2017
تأتي الحملة المتصاعدة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة ضد الجهاديين في سوريا والعراق بنتائج كارثية بالنسبة للسكان المدنيين بعد مقتل المئات منهم، خلال الغارات الجوية في الأيام الأخيرة.
وقد أثارت الهجمات موجةَ غضبٍ لدى الأسر التي قامت بالحفر لاخراج جثث أحبائها من تحت الانقاض، في الوقت الذي تحتج فيه الزعامات المحلية هناك بأن مثل هذه الحوادث من شأنها أن تؤدي إلى زيادة نزعة التطرف والتعاطف مع المسلحين الجهاديين؛ ويقول أحد تلك الزعامات المحلية من شمال سوريا- والذي طلب عدم الافصاح عن هويته لدواعي أمنية- "يبدو أن أمريكا غير مهتمة لا من قريب ولا من بعيد بأرواح أهلنا، ففي كل مرة تقوم بهجوم كبير، نزيد من شعبية تنظيم القاعدة وتنظيم الدولة المعروف بداعش، وعندما نرى كل هذا العدد من القتلى بين المدنيين فإن تلك الشعبية تزيد وتزيد."
وتفيد الأنباء بأن المسئولين الأمريكيين يدرسون تغيير قواعد الاشتباك التي كان معمولًا بها في ظل ادارة الرئيس السابق باراك اوباما- والتي كانت تسعى إلى تقليص الغارات التي تشكل خطرًا على المدنيين- وقد استغل تنظيما القاعدة وداعش الفوضى في الحرب الأهلية في سوريا في تقوية وجودهما بشكل أدى إلى استيلاء داعش على أراضٍ عبر الحدود السورية - العراقية مما دفع الولايات المتحدة الى قيادة حملة لمواجهة ذلك.
ويقول سام هيلر- محلل الشئون السورية في "مؤسسة القرن" البحثية الأمريكية- "لا جدال بأنه كان هناك تصعيدٌ في عدد الغارات في شمال سوريا بداية من الأشهر الأخيرة لإدارة اوباما، وعلى حد علمي فإن قواعد الاشتباك لم يتم تغييرها بشكل رسمي، وإن كان الناس قلقين بشكل واضح من التعليقات التي أدلى بها الرئيس دونالد ترامب."
وكان التحالف قد أعلن في بيان له أنه مطلع على التقارير، وأنه أرسل بمعلومات بشأن الحوادث التي تقع إلى فريق الضحايا المدنيين التابع له للقيام بتحقيق أوسع.
وطالب ترامب بحملة أقوى ضد داعش، وكان أول اجراءٍ عسكري لإدارته هو شن غارة من قبل القوات الخاصة ضد تنظيم القاعدة في اليمن، أدت إلى مقتل 25 مدنيًا؛ بينهم 9 أطفال.
وفي الأونة الاخيرة؛ وفي مدينة الموصل- ثاني أكبر المدن العراقية- يذكر الأهالي أن العديد من المباني في حي الجديدة قد انهار إثر تعرضه لغارات جوية أمريكية، وقد حدد عددٌ من المسئولين حصيلة القتلى بأكثر من 130 شخصا.
وتشن القوات العراقية -تحت غطاء جوي من قوات التحالف- معركةً لاستعادة النصف الغربي من المدينة بعد استعادة الضواحي الشرقية في مطلع هذا العام، وقد أعلن مؤخرًا برونو جيدو- ممثل المفوض الأعلى لمفوضية اللاجئين التابعة للأمم المتحدة في العراق- أن" الأسوأ لم يأت بعد، لأن 400 ألف شخص محاصرون في المدينة القديمة، في حالة من الذعر والهلع والبؤس بشكل يمكن أن يؤدي إلى وقوع مأساة في أي مكان وفي أي وقت".
وفي إشارة لمدى الصعوبة التي باتت عليها المعركة في غرب الموصل؛ أعلنت القوات العراقية أنها تعمل على تعزيز العمليات هناك، ويمثل القتال في الأزقة الضيقة للمدينة القديمة تحديًا كبيرًا في مواجهة قناصة داعش، وانتحارييه، وقذائف الهاون التي تلقي بظلالٍ كئيبة على المدنيين، وتسعى القوات العراقية إلى تطوير تقنيات جديدة من بينها خططٌ لنشر مزيد من وحدات القناصة عند استئناف الهجوم.
ويذكر عددٌ من سكان الموصل أن الأعداد الكبيرة من الضحايا وقعت نتيجةً لغارة جوية على مركبة كان يُشتبه أنها تحتوي على متفجرات كانت بجوار منزل مكتظ بالمدنيين الذين يبحثون عن مأوى.
وأثناء القتال العنيف؛ غالبًا ما يتزاحم المدنيون على المنازل التي تحوي ملاجئ تحت الأرض أو المباني التي يبدو أنها آمنة، مما يعني أن غارة واحدة يمكن أن تقتل عشرات الأشخاص.
مؤخرًا؛ قتلت غارة أمريكية في ريف حلب أكثر من 45 شخصًا خلال أدائهم الصلاة حسبما يذكر محليون، وأعلنت وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاجون" أنها لم تستهدف المسجد بل اجتماعا لمتشددين في المبنى المجاور، في حين أعلن المحليون أن هذا المبنى أيضًا كان دارًا للعبادة، يقول هشام سكاف الزعيم المحلي من محافظة حلب" ليس مقبولًا بأي حالٍ من الأحوال ما تذكره أمريكا بكل قوتها العسكرية، عندما تعلن أن ذلك مجرد خطأ استخباراتي"
وعلى مدار الأسابيع الماضية في محافظة الرقة شمال سوريا- العاصمة الفعلية لدولة الخلافة التي أعلنها داعش- قتلت الغارات الجوية لقوات التحالف 138 مدنيًا من بينهم 19 طفلًا، حسب منظمة رصد لحقوق الانسان السورية، والتي أعلنت أن مخبزًا ومدرسةً كانت تؤوي أسرًا قد تم استهدافهما في غارة، ويقول أحد سكان الرقة الذي ذكر أن 11 من أقاربه قد قضوا في شهر فبراير الماضي" كنا نعتاد على الخوف من غارات النظام السوري أو الغارات الروسية وليس من غارات يقوم بها أمريكيون، أما الآن فإننا نخاف من التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة بشكل أكبر من أي شيء آخر، وذلك أن أسلحة هذا التحالف متقدمة جدًا، وبالنسبة لنا فإنهم يستخدمون أكثرها فتكا."

موقع مجلة فوكس :إخلاء مبنى ألادارة المحلية بمدينة كاسل الالمانية  بعد ورود تهديدات بتفجيره
أخلت الشرطة الألمانية مبنى الادارة المحلية لمدينة كاسل، بعدما ورد تهديد بالبريد الإلكتروني بنية أحد الأشخاص في تفجير المبنى. وقد فرضت الشرطة حزاما أمنيا حول الشوارع المحيطة بمبنى البلدية. 
بعد ورود تهديدات بالبريد الإلكتروني عن نية أحد الأشخاص في تفجير المبنى. وقد تم قطع الشوارع في محيط المبنى، مما قد ينتج عنه تعطيل لحركة المرور، وجدير بالذكر أنه جرى إخلاء للمبنى نفسه الخميس الماضي وتم البحث عن قنبلة، غير أنه لم يُعثر على شيء.

التايمز:داعش يستغل هجوم لندن
يقول التقرير إن "تنظيم الدولة الإسلامية نشر المئات من تسجيلات الفيديو العنيفة عبر اليوتيوب بعد هجوم لندن الأسبوع الماضي في محاولة للاستفادة من المأساة". 
وأضاف التقرير أن "غوغل - التي تملك يوتيوب- فشلت في منع عرض هذه الفيديوهات رغم أن العشرات منها نشر تحت أسماء تدل على علاقتها بالتنظيم مثل : دولة الخلافة أو وكيل تنظيم الدولة الإسلامية". 
وأشار التقرير إلى أن العديد من شرائط الفيديو التي نشرت على اليوتيوب أنتجها الجناح الإعلامي للتنظيم وبتقنيات عالية، وغلبت عليها عمليات قطع رؤوس ومشاهد عنيفة جداً يظهر فيها أطفال. 
وأوضح التقرير أن أحد الشرائط المسجلة المتداولة على اليوتيوب جاء بعنوان " خمسة كفار قتلوا في لندن، والآف من المؤمنين قتلوا بسبب الضربات الجوية الأمريكية"، مضيفاً أن فيديو آخر جاء تحت عنوان "من هم الإرهابيون الحقيقيون؟". 
وأضاف أن فيديو آخر أنتجته "الأنبار"، الوكالة الإعلامية للتنظيم، جاء تحت عنوان "توثيق هجوم وستمنستر يجب مشاهدته". 
ونشر على يوتيوب بيان للتنظيم بعد هجوم لندن يزعم أن "مسعود كان جندياً من تنظيم الدولة"، ولا يزال الفيديو على اليوتيوب وكتب أحد الداعمين والمؤيدين للتنظيم " الله أكبر، شاكراً الله"، بحسب التقرير. 
وفي فيديو آخر، بث على اليوتيوب أمس يظهر تسجيل بطيء لقتل أحد السجناء بإطلاق رصاصة في رأسه، وفيديو آخر يظهر عناصر من التنظيم يصدحون بأغنية "سنقطع أعناقهم بسكاكين حادة وسنشرب من دمائهم، اللذيذة والحمراء الغامقة". 
وقال التقرير إنه " بعد الكشف عن هذه التسجيلات المصورة للتنظيم والمنتشرة على اليوتيوب، سيتوجب على غوغل تفسير لماذا يتمكن تنظيم الدولة من الحصول على منصة لترويج نشاطاته على مواقعها". 
الجارديان :الرعب في الموصل 
يصف كاتب التقرير رجلين هربا من الموصل والغبار يغطي أيديهم بعدما حاولا جاهدين إنقاذ عائلتهما من تحت الأنقاض في شرقي الموصل. 
وقال كاتب التقرير إن " علي أسعد وابن عمه اضطرا لترك عائلتهما تحت الأنقاض في شرق الموصل والهروب قبل أن يلاقيا نفس المصير". 
وأشار كاتب التقرير إلى إن الرجلين هما من ضمن المئات من العراقيين الذين هربوا الأحد بعدما اشتد القتال وارتفعت حصيلة القتلى المدنيين بعد اشتدت الضربات الجوية التي حاصرت المدنيين لمدة 8 أيام. 
وأكد الرجلان أن 15 فرداً من عائلتهما يرقدون تحت الأنقاض في منطقة اليرموك في الموصل، بحسب كاتب التقرير . 
ونقل عن أسعد قوله "لا يوجد في منطقته فرق إغاثة أو حماية مدنية، ويترتب على كل شخص حماية عائلته بنفسه". 
وقال أحد الناجين إن "العديد من المصابين ومن بينهم أطفال كانوا يطلبون النجدة من تحت الأنقاض، إلا أن عدم وجود أي مساعدة من السلطات المحلية وعدم توفر وسائل للحفر يمكن استخدامها، وقف الجميع في حالة عجز عن إنقاذهم وبقوا تحت الأنقاض". 
وأضاف عبد الوهاب هاشمي للصحيفة " لم يكن بإمكاننا فعل شيء"، مضيفاً "ما زالت جثث جيراني تحت الأنقاض". 
وختم كاتب المقال بالقول إنه "ما يزال في شوق الموصل نحو 350 ألف شخص، البعض منهم يستخدمهم تنظيم الدولة الإسلامية كدروع بشرية والبعض الآخر غير قادر على الهروب"، مشيراً إلى أن الهروب من شرق الموصل "محفوف بالمخاطر، إذ يتوجب عليهم المرور بقلب المعركة للوصول إلى مخيم اللاجئين". 
نيوزويك الأمريكية :مستقبل حزب البديل من أجل ألمانيا 
عندما أصبح دونالد ترامب الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة؛ بدا كما لو كان معظم الألمان في حالة حداد، وحذّر نائب مستشارة الدولة زيجمار جابرييل من "رياح عاصفة" تلوح في الأفق، وبعد مرور أسبوع؛ وجهت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل تعنيفًا إلى ترامب بشأن اتفاقيات جنيف، حيث أخبرته أن الحرب ضد اعتداءات المتطرفين لا تبرر حظر دخول اللاجئين الذين يلوذون بالفرار من ويلات الحرب والاضطهاد.
 ولكن في مطلع عهد ترامب؛ أخذ يتألق ويبزغ نجمُ حزبٍ سياسي كان في السابق على هامش المجتمع الألماني، وهو حزب البديل من أجل ألمانيا المناهض للهجرة وللاتحاد الأوروبي.
  وبعد مرور أربعة أيام على تنصيب ترامب في يناير الماضي، إلتقيتُ زعيمة الحزب "فراوكه بيتري"- التي تمثل منطقة ساكسونيا- في مكتبها بمدينة لايبزيج حيث شبهت فوز ترامب بتصويت البريطانيين على الخروج من الاتحاد الأوروبي، وقالت إن كلا الحدثين يمثلان مصدرَ إلهام لأحزاب مثل حزبها، حيث توجه تلك الأحزاب النقد إلى الاتحاد الأوروبي لأنها تثبت أن الاتحاد المتزايد للسلطة في بروكسل ليس حتميًا، حيث صرحت قائلةً: "إن هذا يدلنا على الأقل الى أن التغيير بات ممكنا."
  وبينما حظي زعماء آخرون بارزون من الجناح اليميني مثل مارين لوبان رئيسة الجبهة الوطنية الفرنسية وجيرت فيلدرز، رئيس حزب الحرية الهولندي، باهتمام أكبر نظرًا لطابعهم السياسي الناري، فإن "بيتري" زعيمة حزب البديل من أجل ألمانيا، ربما تكون نوعًا ما الأكثر ثقلًا وأهميةً بين جميع الساسة الأوروبيين المناهضين للهجرة.
اكتسب هذا الحزب نفوذًا سياسيًا بسرعة غير عادية؛ فبعد مرور أربعة أعوام فقط على تأسيسه، أصبح ذلك الحزب -الذي كان يومًا مجرد حزب هامشي- يمثل قوةً رئيسةً، حيث نال مقاعد في عشرة برلمانات من بين 16 برلمانًا في ولايات ألمانيا، كما حقق الحزب نجاحًا في بعض المناطق بشكل مثير للدهشة ليدحر بذلك حزب ميركل "الديمقراطيون المسيحيون"، في عُقر دارها بولاية مكلنبورج فوربومرن.
وفي سبتمبر 2016؛ فاز الحزب بنسبة 14% في التصويت في برلين الليبرالية، فيما تعد أعلى نسبة يحرزها هناك حزب من اليمين المتشدد منذ الحرب العالمية الثانية.
وحاليًا يبدو أن حزب "البديل من أجل ألمانيا" - الذي ندد به المنتقدون لما يروجه من نزعة رهاب الأجانب- يعتزم أن يبلي بلاءً حسنًا في الانتخابات الفيدرالية الألمانية في سبتمبر المقبل، والتي قد يجني من ورائها لأول مرة مقاعد في البرلمان الوطني الألماني (البوندستاج).
وتتكهن استطلاعات الرأي والمحللون السياسيون بأن حزب الديمقراطيين المسيحيين سوف يفوز بأكبر قدر من الأصوات، مما يعني أن ميركل على الأرجح سوف تظل المستشارة الألمانية على الرغم من التحدي القائم من جانب اليسار، ولكن إذا استمر الدعم لحزب "البديل من أجل ألمانيا" فسوف يصبح ثالث أكبر حزب في البوندستاج، وأبرز حزب. 
وبينما أصبحت ميركل أقوى مدافعة في ألمانيا، بل وفي القارة، عن الديمقراطية الغربية الليبرالية؛ أصبحت بيتري بمثابة وجه آخر لسياسة ترامب في أقوى دولة أوروبية.
فقد شن حزبها حملة لإلغاء سياسات ميركل للهجرة عبر الحدود المفتوحة ومعارضة موقفها المتشدد حيال العدوان الروسي، كما يسعى الحزب إلى تقليص دور ألمانيا في الاتحاد الأوروبي.
ويدل الصعود السريع للحزب -في دولة حملها تاريخها المظلم إلى توخى الحذر الشديد بشأن النزعة القومية- على هول الإحباط والرهاب من الأجانب اللذين أثارهما ترامب- وآخرون على شاكلته- داخل التيار السياسي الغربي السائد.
على النقيض من الجبهة الوطنية الفرنسية وحزب الحرية النمساوي- اللذين تأسسا منذ عقود- فإن حزب البديل من أجل ألمانيا يعد حديث العهد نسبيًا؛ فقد تأسس في فبراير 2013 على يد خبراء اقتصاديين ناقمين على خطط الإنقاذ المالي المكلفة، والتي أُعدت من أجل دول أعضاء أصغر حجمًا في الاتحاد الأوروبي مثل؛ اليونان وإسبانيا، ومن ثمّ فقد أخفق الحزب في دخول البرلمان الألماني ذلك العام، ولكن في عام 2015، دفعت أزمة اللاجئين بمئات الآلاف من طالبي اللجوء السياسي- وكان معظمهم من المسلمين الفارين من الحرب والعنف والاضطاد في سوريا والعراق وأفغانستان وغيرها- إلى شواطئ أوروبا.
وأثار ذلك شعورًا معاديًا للمهاجرين وللمسلمين- وخاصةً في ألمانيا- التي استوعبت مليون شخص ينشدون اللجوء السياسي عام 2015، لتفوق بهذا العدد سائر الدول الأوروبية مجتمعةً، وكان قرار القيام بذلك هو قرار ميركل، حيث أعلنت الحكومة في العام ذاته الترحيب باللاجئين السوريين كافةً ليقيموا في ألمانيا وأن الدولة لن تحدد عدد طالبي اللجوء السياسي والمصرح لهم بتقديم طلبات للجوء.
وبينما إرتأى الكثير من الألمان أن هذه السياسة التي تسمح بفتح الحدود تتسم بالجرأة والشجاعة والاستجابة الإنسانية اللازمة؛ فقد أسفرت عن حالة من السخط بين بعض أبناء وطنهم الذين استشعروا أن هذا يشكل تهديدًا للأمن القومي وللهوية القومية.
وقد تم استغلال هذه الحالة من السخط لتساعد بيتري على أن تتزعم عملية تحويل حزب البديل من أجل ألمانيا إلى حزب مناوئ للهجرة عندما تولت منصبها في يوليو 2015، وتحت قيادتها؛ استقال بيرند لاكي مؤسس الحزب نظرًا للمخاوف من أن يصبح الحزب موصومًا "برهاب الإسلام ورهاب الأجانب".
وفي الآونة الأخيرة؛ فاز الحزب بأصوات الكثير من الناخبين الذين دأبوا أن يؤيدوا الحزب الوطني الديمقراطي- وهو حزب انتهج النازية الجديدة- وحاولت مؤخرًا برلمانات الولايات الألمانية الستة عشرة أن تعمل على حظره، وقد ألغت المحكمة العليا ذلك الحظر، حيث دفعت بأنه على الرغم من أن أهداف الحزب غير دستورية فأنه أضعف من أن يحققها.
ولكن رسالة حزب البديل من أجل ألمانيا التي تدعو إلى استعادة الكبرياء القومي والهوية القومية باتت أكثر من مجرد كونها رسالة للأتباع الهامشيين، وقد أظهرت استطلاعات الرأي الأخيرة نسبة التأييد للحزب لتصل إلى ما بين 10% و15% من الناخبين- ومن شأن هذه النتيجة السماح للحزب بدخول (البوندستاج) في سبتمبر المقبل.
ومقارنةً بالفوز الكبير الذي حققه ترامب في نوفمبر؛ قد تبدو هذه الأرقام التي أسفر عنها استطلاع الرأي متواضعةً؛ ولكن الشعبية الصاعدة للحزب تثير قلق الكثيرين في ألمانيا حيث إن الشعور بالذنب جراء الماضي النازي للدولة، طالما لعب دورًا مهمًا في تشكيل عقليتها وسياستها، وقد عمد بعض زعماء الحزب إلى إثارة القلق نظرًا لتصريحاتهم، حيث وصف أحد المسئولين في الحزب ويُدعى "ولفجانج جِدعون" المنكرين لمحرقة الهولوكوست، بأنهم "منشقون"، وأسف لأن أحد أكبر النصب التذكارية في الدولة -ومقره برلين- غير مُهدى إلى أبطال الأمة بل إلى الهولوكوست، وهو الأمر الذي وصفه بأنه "سوء تصرف". وفي يناير الماضي؛ أشعل مسئول آخر في الحزب يُدعى "بيورن هوك" ثورة من الغضب الوطني العارم، عندما وصف ذاك النصب نفسه بأنه "نصب الخزي والعار".
عندما إلتقيتُ بيتري في مكتبها بمدينة لايبزيج في الرابع عشر من يناير الماضي، سرعان ما بات جليًا للعيان أسباب اختيارها لزعامة حزب البديل من أجل ألمانيا، وكيف أنه، تحت قيادتها، تمكن حزب قومي من أن ينال تلك القاعدة العريضة من الأتباع، فهي تبدو شخصية عادية على نحو مذهل.
فلدى وصولها متأخرةً فقط لبضع دقائق؛ أخذت تلك الأم الحُبلى التي تبلغ من العمر 41 عامًا تعتذر كثيرًا عن التأخير، حيث أوضحت أنها كان لابد أن تقوم بتوصيل أطفالها إلى المدرسة، قائلةً: "إن الطرق قد اكتست تمامًا بالجليد"، وأضافت أن أحد أبنائها لم يرغب في مغادرة المنزل.
وعندما أطلت بيتري بوجهها الجميل وشعرها القصير مرتديةً بنطالًا من الجينز وسترة شتوية مبطنة، تحدثت مستخدمةً جملًا مطولة مستفيضة تليق بأستاذة جامعية لا بزعيمة حزب شعبي، ويبدو أن هناك أمورًا قليلة مشتركة تجمعها بشخصيات أكثر إثارةً للجدل داخل الحزب، وخاصةً هؤلاء المعروفين بعدائهم للسامية.
وحسبما ذكرنا؛ فقد انبرت بيتري لانتقاد دعوة "هوك" إلى "التحول بمعدل 180 درجة" في أسلوب إدراك الألمان للتاريخ، حيث يعني أنه ينبغي على ألمانيا أن تُبارح ما يعتقده الألمان من أن الإحساس بالذنب هو الذي يسفر عما يصدر من قرارات سياسية مثل؛ قبول دخول اللاجئين، وذلك شعور أخبرني العديد من أعضاء الحزب أنهم يتفقون معه، حتى وإن ودوا لو أن هوك قد أعرب عنه بعبارات مختلفة.
وعلى الرغم من منهج بيتري المحسوب على النزعة القومية؛ فإن قناعاتها بشأن التيار متعدد الثقافات لا تختلف عن المعتقدات الأكثر تشددًا لليمين، ولعل فقدان الثقة من جانب بيتري في الإسلام تذكي انفعالاتها السياسية: حيث استشهدت بالشريعة وبتقارير عن اعتداءات جنسية ارتكبها لاجئون في ألمانيا، ودفعت بأن المسلمين يشكلون تهديدًا لأي مجتمع غربي حر، وأضافت أن المهاجرين المسلمين يأتون إلى هنا "بتصرفات تتعارض كثيرًا مع سلوكياتنا وعاداتنا الأوروبية السائدة، وإنها ببساطة مجرد أكذوبة من جانب الحكومة التي تردد أن هؤلاء المهاجرين سوف يتواءمون مع المجتمع."
وفي انتخابات 2016 على مستوى الولايات الألمانية؛ دشنت بيتري حملةً بناءً على برنامج انتخابي مناهض "لأسلمة" ألمانيا، حيث صرحت بأنه ينبغي أن يتضمن البرنامج إدخال تغييرات على سياسة الأسرة، كما تدفع بأنه يتعين على الحكومة تقديم حوافز ضريبية ورعاية للأطفال أقل كلفةً لتشجيع الألمان على إنجاب المزيد من الأطفال من أجل الحفاظ على الهوية القومية، بدلًا من الاعتماد على الهجرة لملأ الفجوات التي حدثت جراء انخفاض معدل المواليد في الدولة، فهي تنتظر طفلها الخامس وهو الأول من زوجها الثاني، ماركوس بريتزيل الذي يمثل الحزب في البرلمان الأوروبي ببروكسيل، ولدى سؤالها عما إذا كانت تتطلع إلى أن تصبح المستشارة الألمانية، استبعدت بيتري هذا الاقتراح، ولكنها هبت قائلةً إنه لا بد أن يقود ألمانيا شخص لديه أبناء- وميركل ليس لديها أبناء- لأن ذلك، حسبما أشارت: "يجعلك تتطلع إلى ما وراء حياتك الخاصة."
وتنتقد بيتري ألمانيا لتطبيقها قوانين على ملتمسي اللجوء السياسي تختلف عن تلك التي تطبقها على مواطنيها، حيث صرحت قائلةً: "إن الحكومة تسمح لهم أساسًا بالعيش في عالم مختلف" إذ أفادت بأن الإحصائيات -إذا تسنى لكم قراءتها- تدل على أن الجرائم العنيفة قد ازدادت في ألمانيا بسبب اللاجئين، وهذا غير صحيح؛ فالإحصائيات الفيدرالية تثبت أن اللاجئين لم يسهموا في زيادة معدل الجريمة، وأنهم من غير المرجح أن يرتكبوا جرائم أكثر من المواطنين الألمان أنفسهم.
وإذا لم يبدُ ذلك الأمر مشابهًا لسياسة ترامب بالقدر الكافي؛ فيبدو أن بيتري تُردد تصريحات ذلك الملياردير الذي ينتمي إلى نيويورك، بشأن روسيا أيضًا، فهي تنشد علاقات أوثق بموسكو وتصبو إلى التحدث مع الرئيس فلاديمير بوتين في القريب العاجل، وتضيف أن أعضاءً من حزبها قد التقوا بالفعل مسئولين من الكريملين، كما قالت: "إن أوروبا بأسرها تحتاج إلى علاقات طيبة مع روسيا، وهذا لا يعني أننا نؤثر الهيمنة الروسية على أوروبا بأي حال من الأحوال، أعني، أننا القادمون من ألمانيا الشرقية، كفانا ما أصابنا من الهيمنة الروسية، ولكن، نعم، مع ترامب تبدو الكثير من الرؤى الجديدة ممكنة."
 وبينما أعرب الكثير من الزعماء عن قلقهم بشأن تصريحات ترامب حول تقليص الانخراط الأمريكي في قضايا الخارج، ترحب بيتري بالفكرة؛ فقد صرحت: "بأن الانخراط الأمريكي في القضايا الأوروبية منذ الحرب العالمية الأولى أدى إلى وضع اعتمدت فيه الكثير من الدول الأوروبية على أمريكا بدلًا من أن تضطلع تلك الدول بمسئوليتها"، حيث أشارت إلى القوات الأمريكية التي رابطت في ألمانيا منذ اندلاع الحرب العالمية الثانية، وأضافت أنه "مثلما اضطر الروس إلى ترك ألمانيا في التسعينيات، أعتقد أن الوقت قد حان لكي يرحل الأمريكيون أيضا."
  قبل أن تسهم في تأسيس حزب "البديل من أجل ألمانيا"، كانت بيتري تعمل كيميائية وهي التي أنشأت شركة "ورينفينت" التي تنتج منتجات صديقة للبيئة، وحاليًا يقوم الموقع الالكتروني للشركة بشكل واضح بفصل بورينفينت عن الحزب، وقد دأبت أن تصوت لصالح حزب الديمقراطيين المسيحيين- الذي يعد أكبر حزب محافظ في ألمانيا- إلى أن دفعت به ميركل إلى الوسط حتى أنها فكرت أن تصبح أحد أعضاء الحزب في مطلع الألفينيات، وقد قالت: "إن حزب الديمقراطيين المسيحيين اعتاد أن يدافع عن القيم الأسرية والسياسة المحافظة وانتهاج سياسة اقتصادية منطقية، ولكنهم تنصلوا من الكثير من تلك الأفكار، فقد اعتادوا أن يكونوا الحزب الذي يضمن الأمن والأمان لمواطنيه، ولكننا نرى مع ميركل أنه لم يعد بمقدورها تأمين الحدود، بل إنها لا تريد أن تفعل ذلك."
وشأنها شأن بيتري؛ دأبت أغلبية من حزب "البديل من أجل ألمانيا" على تأييد حزب الديمقراطيين المسيحيين، في حين أن آخرين استشعروا أنه ليس هناك موطن سياسي تأوي إليه وجهات نظرهم المحافظة، على حد قول كاي أرزهايمر- أستاذ العلوم السياسية بجامعة مينز وخبير أنماط التصويت لدى اليمين المتشدد- ويدل تحليل "أرزهايمر" على أن معظم المصوتين لحزب "البديل من أجل ألمانيا" تقل أعمارهم عن الخامسة والستين، وأن الكثيرين منهم في مرحلة الشباب وتتنوع مشاربهم وخلفياتهم التعليمية والاقتصادية الاجتماعية، كما تنحسر نسبة الذكور بين الناخبين لهذا الحزب، علاوة على أن الدعم لصالح الحزب يزداد إلى حد بعيد في ألمانيا الشرقية سابقًا أكثر مما هو عليه في ألمانيا الغربية سابقًا، حيث يُعزى ذلك جزئيًا إلى ما اتسم به الحزب من مناهضة المؤسسة، حسبما صرح "فيرنر باتزيلت" الخبير في الشئون السياسية بجامعة دريسدن التقنية.
وفي ألمانيا، يبدو أيضًا أن مواقف حزب "البديل من أجل ألمانيا" إزاء الإسلام أمست سائدة على نحو مثير للدهشة: حيث أوضح استطلاع للرأي نشرته العام الماضي شركة "إنفراتيست ديماب" الألمانية بأن 60% من الألمان الذي تضمنتهم الدراسة يعتقدون أن الإسلام لا ينتمي إلى الثقافة الألمانية، بينما توصل استطلاع آخر أجرته عام 2006 مؤسسة "فريدريك آيبرت" إلى أن 25% يعتقدون أن اليهود "يستغلون ماضي الرايخ الثالث"، ولعل تلك الرؤى تفسر أسباب التنامي الذي يشهده دعم حزب "البديل من أجل ألمانيا" بين الشعب الألماني على نطاق أوسع.
فقد صرح "أرزهايمر" قائلًا: "إن الشعب يتوخى الفطنة والحذر الشديدين عندما يتعلق الأمر باليمين المتشدد في ألمانيا، وأعتقد أن وصف الحزب بأنه حزب النازيين الجدد يعد مضللا."
وبالنسبة للأغلبية الليبرالية؛ بات صعود هذه الحركة الجديدة مثيرًا للقلق؛ فقد صرح "هاجو فانك"- الأستاذ بجامعة برلين الحرة ومؤلف كتاب عن حزب "البديل من أجل ألمانيا" بعنوان: "عن المواطنين ومجرمي الحرائق الحانقين"- بأن بيتري لا تعدو كونها الوجه المقبول لحزب قبيح، حيث دفع بأنها لم تبذل ما يكفي كي تنأى بالحزب عن العداء للسامية ورهاب الإسلام، وقال: "إن المفهوم الشعبي الكلاسيكي للجناح اليميني، والذي يكمن في ’نحن نمثل الشعب، نحن لدينا الحلول‘، جاعلين من الإسلام كبش الفداء، إنها بمثابة موجة أخرى من العداء للسامية التي عاودت الظهور."
وهذا ما يؤيده "ريتشارد ويس"- عضو حزب الخضر في ميونيخ حيث يقول إن الألمان من بين الناس قاطبةً، لابد وأن يتصدوا للخطاب المناوئ للمسلمين، فقد صرح لمجلة "نيوزويك" قائلًا "لا بد وأن نستفيق لأن هذا الوضع سيكون في غاية الخطورة إذا وصمنا المسلمين بالوصمة ذاتها التي أسأنا بها إلى اليهود، فليس هناك اختلاف، ونحن نعلم جيدًا أكثر من أي شخص آخر في العالم أننا لا يسعنا أن نسمح بحدوث ذلك."       
فايننشيال تايمز : الإصلاحيون الإيرانيون يعرضون المصالحة مع المتشددين لإنقاذ الوطن
صرح مصطفى تاج زاده قائلًا "إنه خلال السنوات السبع التى قضاها فى سجن "إيفين" -سىء السمعة- قضى ست سنوات منها فى حالة حبس انفرادى، ودفن فيها الأحقاد والكراهية". 
ويطالب الآن تاج زاده- الذى يعد أحد كبار الشخصيات الإصلاحية رفيعة المستوى- بإجراء مصالحة مع متشددى النظام الذين حاكموه على ما يعتبرونه حركة ضرورية لإنقاذ إيران من التهديدات الأجنبية والمحلية، وتعكس مشاعره قلقًا متزايدًا بشأن تقويض آمال الإيرانيين فى تحقيق رخاءٍ اقتصادى واستقرارٍ سياسى بسبب توافق الأحداث المحلية والعالمية معا.
وقد زاد انتخاب الرئيس" ترامب" من حدة التوترات مع الولايات المتحدة التى تواصل فرض ضغوطٍ قوية قبل إجراء الانتخابات الإيرانية الحاسمة فى مايو، والتى من المتوقع أن يسعى فيها "حسن روحانى" - الرئيس الوسطى-  إلى الفوز بفترة رئاسة ثانية.
وقد وضع" ترامب"- الذى هاجم الاتفاق النووى الذى تم التوصل إليه فى عام 2015 والذى أدى إلى رفع العقوبات عن إيران- بالفعل طهران فى وضع ينذر بزيادة التوقع بفرض قيود اقتصادية جديدة، أو حتى حدوث مواجهة عسكرية، ويخشى الإصلاحيون من أن الموقف العدوانى لواشنطن سوف يشجع متشددى النظام- الذين استخدموا الاتفاق النووى لانتقاد "روحانى"- وسوف يعمق الهوة بين الفصائل المتناحرة.
وبمقارنة الحال فى إيران ببناءٍ متداعٍ يحتاج إلى ترميم ، يصرح"تاج زاده" قائلًاؤ"أنت تعلم أن البناء كله فى خطر لكن لا تعرف متى أو كيف أو أى جزء منه سوف ينهار أولًا؟ ويضيف تاج زاده - البالغ من العمر واحدًا وستين عامًا، والذى قام الإصلاحيون بالترحيب به على أنه بطل يُحتفى به- "أن البناء بحاجة للإصلاح الآن وليس بعد أن ينهار.."
إن تصريحاته تأتى تكرارًا لتلك التى كان يرددها محمد خاتمى- الرئيس السابق والزعيم الإصلاحى- الذى أطلق نداءً غير عادى، وطالب فيه بإجراء مصالحة وطنية.
ويعتقد معظم المحللين من مؤيدى الإصلاح أن"روحانى" سوف يفوز، وأنه حتى الآن يجب على المتشددين تحديد مرشح، وعلى أيه حال؛ فإن خطاب إدارة "ترامب" والوفاة الأخيرة لأكبر هاشمى رافسنجانى- الرئيس السابق والحليف القوى للإصلاحيين- تخاطر بميل الكفة للمتشددين على المدى الطويل.
إن العلاقة بين الفصائل السياسية المتناحرة صارت أكثر توترًا، وذلك منذ إجراء الانتخابات المتنازع عليها فى عام 2009، وكان قد تم القبض على" تاج زاده" فى اليوم التالى لإجرائها، وفاز فيها "محمود أحمدي نجاد" -المتشدد الشعبوى فى الانتخابات بمنصب الرئاسة لفترة رئاسية ثانية- لكن أسفرت النتائج عن حدوث مظاهرات عرفت باسم"الحركة الخضراء" والتى تعد أكبر الاحتجاجات ضد النظام منذ قيام الجمهورية الإسلامية فى عام 1979.
وقد تم قمع الاحتجاجات بقوة وحشية، وسُجن" تاج زاده" بتهمة الإضرار بالأمن القومى، وبخلاف غيره من السجناء السياسيين، فإنه لم  يعترف- أبدا- بأى من الجرائم المزعومة، وبدلًا من ذلك، استمر فى المطالبة بالإصلاح من خلال خطابات كان يقوم بتسريبها من سجن" إيفين".
ومنذ تم إطلاق سراحه؛ صار مقتنعًا- أكثر من ذى قبل- بالحاجة إلى التغيير ويقول" تاج زاده"، الذى شغل منصب نائب وزير الداخلية فى التسعينيات وكذلك مستشار للرئيس خاتمى"، لا تتمتع أية جماعة سياسية ، بما فى ذلك الإصلاحيون، بأغلبية مطلقة وهذا يعنى أنه يمكن معالجة غالبية هذه المخاطر فقط من خلال إجراء مصالحة وطنية وأضاف "أن إجراء الجراحة يعد أمرًا محتوما بشكل كبير".
وليس هناك وضوح فيما يتعلق بكيفية عمل المصالحة المرتقبة؛ إذ يُصر "تاج زاده"على العمل من أجل تنفيذ الإصلاحات التى يحتاجها الوطن؛ وطالب الحرس الثورى بإيقاف التدخل فى السياسات والاقتصاد، وبدلًا من ذلك التركيز على كونه قوة عسكرية قوية وقوة رادعة للفساد ومسانِدة لحقوق الإنسان" وأن أى دين أو قومية لا يدركان أهمية حقوق الإنسان، سيؤول بهما الحال إلى ما آلت إليه حركة طالبان والحركة النازية".
ويساور الإصلاحيون القلق من أنه ربما يستغل المتشددون الانتقاد السلبى "لترامب" للاتفاق النووى، كى يفرضوا العزلة عليهم بسبب مساندتهم للاتفاقية.
إن وفاة"رافسنجانى" فى شهر يناير الماضى- وهو أحد أعمدة الجمهورية الإسلامية- سبب عاصفة للإصلاحيين حيث كان يمثل القوة المتوازنة بين الفصائل المنقسمة، ولعب- أيضًا- دورًا محوريًا فى مساعدة "روحانى" فى الحصول على تأييد آية الله خامنئى- القائد الأعلى الإيرانى- على توقيع الاتفاق الإيرانى.
وتواجه مقترحات الإصلاحيين بشأن التغيير مانعًا كبيرًا، فقد وقعوا فى تخبط منذ أحداث الحركة الخضراء، وليس واضحا ما إذا كان خامنئى "سوف يتدخل لتخفيف التوترات السياسية، إذ أنه لم يرحب أو يرفض مبادرة الإصلاحيين."
ويقول "تاج زاده" "نحن الآن أكثر قلقًا من ذى قبل بشأن ما سيحدث فى حال وفاة خامنئى قبل حل هذه المشاكل الكبيرة، فهو الوحيد الذى يستطيع ردع المزيد من التهديدات، وأضاف "أنه حتى فى حال رفضنا فى النهاية، فإننا على الأقل نكون قد صنعنا تاريخًا، بدقنا لناقوس الخطر خشية من وقوع أزمات عظمى مرتقبة.."
  
دويتشه فيله:القوات العراقية تستأنف عملياتها ضد "داعش" في غرب الموصل 
استأنفت القوات العراقية عملياتها ضد "داعش" في المدينة القديمة وسط الجانب الغربي للموصل بعد أيام على صدور تقارير تحدثت عن مقتل عدد كبير من المدنيين جراء ضربات جوية استهدفت التنظيم.
ذكر بيان صادر عن الشرطة الاتحادية العراقية أن القوات العراقية استأنفت عملياتها لتحرير غرب الموصل من تنظيم "داعش". ونقل البيان الذي صدر اليوم الاثنين (27 آذار/مارس 2017) عن الفريق رائد شاكر جودت قائد الشرطة الاتحادية، أن "وحدات (الشرطة) الاتحادية وفرقة الرد السريع شرعت اليوم بالتقدم في محور جنوب غرب المدينة القديمة".
وأشار جودت إلى أن القوات اندفعت باتجاه أهدافها في مناطق قضيب البان وطريق الفاروق القريب من جامع النوري الكبير.
وتضم المدينة القديمة مباني متلاصقة وشوارع ضيقة لا تسمح بمرور غالبية الآليات العسكرية التي تستخدمها قوات الأمن، ما يجعل المعارك فيها أكثر خطورة وصعوبة. ويقع في داخل المدينة القديمة مسجد النوري الذي أعلن منه زعيم تنظيم "داعش" أبو بكر البغدادي عام 2014 "الخلافة" في مناطق سيطرة التنظيم في العراق وسوريا.
وتخوض قوات وزارة الداخلية، الشرطة الاتحادية والرد السريع، معارك ضارية في المدينة القديمة منذ عدة أسابيع، لكنها تواجه مقاومة شديدة أدت إلى تباطؤ التقدم. وأعلنت قوات مكافحة الإرهاب أنها حققت تقدما على المحور الغربي من هذا الجانب.
وقال العميد يحيى رسول المتحدث باسم قيادة العمليات المشتركة إن قطعات وزارة الداخلية نشرت قناصة لاستهداف عناصر تنظيم "داعش" الذين يتخذون من المدنين دروعا بشرية.
وتمكنت القوات الأمنية التي بدأت الشهر الماضي عملية لاستعادة الجانب الغربي من الموصل، من استعادة عدد كبير من أحياء هذا الجانب من المدينة، في حين تعرض المعارك حياة المدنيين للخطر. وقال مسؤولون عراقيون وشهود عيان أن الضربات الجوية خلال الأيام الماضية أدت إلى وقوع خسائر كبيرة بين المدنيين في منطقة الموصل الجديدة، في غربي الموصل، وتحدث البعض عن عشرات وآخرون عن مئات الضحايا ولكن لم يتم التأكد من عدد القتلى. وتمثل قذائف الهاون والصواريخ غير الموجهة خطرا كبيرة على السكان.
وأدت المعارك إلى وقوع أعداد كبيرة من القتلى والجرحى من المدنيين، ما دفع أكثر من 200 ألف شخص إلى الفرار من الجانب الغربي للموصل.
دويتشه فيله:نازحو الموصل- الهروب من جحيم داعش إلى شقاء المخيمات
مع اشتداد المعارك في غربي الموصل بين القوات العراقية وعناصر "الدولة الإسلامية" اضطر الآلاف من السكان المدنيين إلى الفرار من المدينة والنزوح إلى خارجها. آنه ليكاس ميلر التقت أحد هؤلاء النازحين وأعدت تقريرا لـ DW.
قبل نحو أسبوع كانت منطقة شاماكور الواقعة في إقليم كردستان، خالية. لكنها تحولت بسرعة إلى منطقة مأهولة تعج بالسكان، حيث أقيم فيها مخيم لآلاف اللاجئين الذين نزحوا من غربي الموصل هربا من المعارك التي اشتدت حدتها بين القوات العراقية وتنظيم "الدولة الإسلامية" داعش.
"الرجال إلى هنا" يقول أحد عناصر البيشمركة الذين يستقبلون النازحين القادمين إلى المخيم في حافلات سوداء كبيرة. حيث يتم في البداية فصل الرجال عن النساء لأسباب أمنية، ليتم تفتيشهم والتدقيق في هوياتهم وفيما إذا كان لأحدهم علاقة مع تنظيم "داعش" قبل نزوحه من الموصل.
رحلة النزوح كانت شاقة للكثيرين الذين اضطروا إلى اصطحاب حقائب كبيرة وضعوا فيها ما استطاعوا حمله معهم. وتقول دربة خضر وهي أم لتسعة أولاد وجدة لأربعين حفيدا، لـ DW "الطريق إلى هنا كان جيدا، لكن حالنا ليست جيدة. إننا متعبون".
في الأيام الأولى من المرحلة الثانية لمعركة تحرير الموصل، وبدء العمليات في الجزء الغربي من المدينة، طلبت القوات الأمنية من السكان المدنيين التحلي بالصبر والبقاء في منازلهم، وهي تحرر غربي الموصل من تنظيم "داعش" حيا بعد آخر.
لكن مع تقدم القوات العراقية واشتداد المعارك، وإطلاق عناصر "داعش" قذائف الهاون بشكل عشوائي على المدنيين وتعرض حياتهم للخطر، اضطر هؤلاء إلى مغاردة بيوتهم والنزوح إلى الجزء الشرقي المحرر من الموصل حيث لهم أقارب هناك أو متابعة طريق النزوح إلى المخيمات التي تمت إقامتها لاستقبالهم فيها مثل مخيم شاماكور الذي يبعد حوالي 20 كيلومترا عن الموصل. ويقدر عدد النازحين من غربي الموصل بأكثر من 150 ألف نازح وهو في تزايد مستمر حيث ينزح كل يوم الآلاف.
"الحياة كانت سيئة" تقول دربة وهي تصف بمرارة الوضع في الموصل خلال الأسابيع الأخيرة تحت حكم "داعش"، وتضيف "إذا كنت مريضا ولا تستطيع الحصول على الدواء. ما هذه الحياة؟" وعلاوة على قصف الأحياء السكنية بقذائف الهاون، احتجز تنظيم "داعش" 750 ألف من سكان غربي الموصل كدروع بشرية خلال الشهور الخمسة الأخيرة.
وفي نهاية العام الماضي حين حررت القوات العراقية شرقي الموصل وبدأت تتقدم في غربي المدينة، قام مقاتلو "داعش" بتخزين الأدوية والمواد الغذائية والوقود ومنعوها عن السكان المدنيين غير الموالين لهم.
ومع اشتداد الحصار، ارتفعت السعار بشكل جنوني في الموصل، فمثلا وصل سعر ربطة/ كيس من الخبز إلى 10 يورو وكيلوغرام السكر 20-30 يورو!. ومن لم يكن مقربا من التنظيم كان يصعب عليه أن يجد عملا وأن يؤمن معيشته، وازداد الوضع سوء مع اشتداد الحصار. وكل من كان يضبط يبيع موادا غذائية داخل المناطق التي تحت سيطرة "داعش" دون علم التنظيم ومراقبته، كان يعاقب بغرامة باهظة جدا ويتعرض للتعذيب وحتى للإعدام.
وتصف دربه في حديثها لـ DW أزمة المواد الغذائية في الموصل بأنه لم يكن هناك حتى حليب للأطفال، وتضيف مشيرة إلى إحدى بناتها مع ثلاثة من أحفادها يجلسون على أمتعتهم التي اصطحبوها معهم أثناء هروبهم من الموصل، "بناتي كن يطعمن أطفالهن بمزيج مكون من الطحين والماء".
الكثير من النازحين إلى مخيم شاماكور تظهر عليهم علامات التعب والإرهاق والإجهاد والخوف على وجوههم الشاحبة وعيونهم الغائرة وبشرتهم الجافة. فخلال الأيام الأخيرة من حصار "داعش" للمدنيين في غربي الموصل، كانت دربة خضر وغيرها من السكان يقتاتون على الخبز الجاف ومعجون الطماطم الفاسد، ويأكلون وجبة واحدة في اليوم. واضطر البعض إلى حرق أثاث بيوتهم للتدفئة والوقاية من البرد للبقاء على قيد الحياة، حيث كان هناك نقص كبير في الوقود خلال أيام فصل الشتاء الباردة جدا في الموصل. وتقول دربة واصفة حياتها وحياة عائلتها القاسية خلال الشهور الخمسة الأخيرة "كنا نأكل أحيانا أوراق الأشجار، لنسد بها رمقنا"!.
ولدى وصولهم إلى المخيم، كان مئات النازحين يتجمعون حول مبنى الإدارة للحصول على سلة من المساعدات الإنسانية. وهم سيبقون هنا مدة طويلة على ما يبدو. فنظريا يمكن أن تعود دربة خضر وغيرها من النازحين إلى بيوتهم في غربي الموصل بعد تحريره من "داعش"، لكن الواقع أن الكثير من البيوت قد تدمرت مع اشتداد المعارك وتحولت إلى أنقاض. وحتى لو بقيت بعض البيوت سالمة، فإن عناصر التنظيم يمكن أن يكونوا قد زرعوا فيها الألغام وفخخوها، وهو ما يشكل خطرا على حياة السكان ويعيق عودتهم إلى بيوتهم. هذا ناهيك عن تدمير البنية التحتية وشبكة المياه والكهرياء والصرف الصحي، وهو ما يجعل الحياة غير ممكنة في المدينة لمدة طويلة حتى يتم إعادة بنائها.
"لقد عشنا ثلاث سنوات تحت سلطة "الدولة الإسلامية" وبعدها نعيش في مخيم!" تقول دربة خضر والدموع تنهمر من عينيها وهي تحمل أحد أحفادها وتشد عليه. وتختم حديثها مع  DW بالقول "أنا في نهاية عمري، والآن ليس لدي مكان أعيش فيه سوى خيمة".
دويتشه فيله:عسكري أمريكي: التحالف يأخذ مزاعم مقتل مدنيين في العراق على محمل الجد
في حادث لم يتبين بعد المتسبب به، أعلن الجيش العراقي عن انتشال 61 جثة من تحت الأنقاض في الموصل، في حين قال شهود عيان إنه تم انتشال 200 جثة. كما أعلن مصدر عراقي عن مقتل 3 من الحشد العشائري العراقي شمال شرقي الشرقاط.
قال الجيش العراقي اليوم الأحد (26 آذار/مارس 2017) إن "61 جثة انتُشلت من تحت أنقاض مبنى قام تنظيم 'الدولة الإسلامية' (داعش) بتلغيمه في غرب الموصل، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن غارة جوية للتحالف‭‭‭ ‬‬‬الذي تقوده الولايات المتحدة استهدفته".‬‬‬
واختلف البيان العسكري عن تقارير شهود عيان ومسؤولين محليين قالت إن ما يصل إلى 200 جثة انتُشلت من تحت أنقاض المبنى بعد غارة للتحالف الذي تقوده واشنطن ضد "داعش" الأسبوع الماضي استهدفت مقاتلين وعتاداً للتنظيم في حي الجديدة.
ولا تزال ملابسات الواقعة التي حدثت في 17 مارس/ آذار غير واضحة وتفاصيلها يصعب التحقق منها، فيما تقاتل القوات العراقية "الدولة الإسلامية" للسيطرة على مناطق مكتظة بالسكان في الشطر الغربي من الموصل آخر معقل كبير للتنظيم في العراق.
وقال جنرال أمريكي اليوم الأحد إن التحالف يأخذ على محمل الجد كل زعم بشأن مقتل مدنيين وإن القوات العراقية ملتزمة بحماية المدنيين أثناء تقدمها في معقل المتشددين بالموصل. وقال البريجادير جنرال ماثيو إيسلر، نائب القائد العام لعملية "العزم الصلب"، إنه لا يستطيع تقديم تفاصيل بشأن التحقيق العسكري الذي يجري في مقتل مدنيين بغرب الموصل في غارة 17 آذار/ مارس. وقال الجيش الأمريكي أمس السبت إن ضربة للتحالف الذي تقوده الولايات المتحدة أصابت منطقة يقول سكان ومسؤولون إن زهاء 200 مدني قد يكونوا قتلوا فيها نتيجة غارة جوية.
وفي سياق آخر أعلن مصدر أمني عراقي بمحافظة صلاح الدين مقتل ثلاثة من عناصر الحشد العشائري اليوم الأحد في كمين لتنظيم "داعش" بالقرب من قرية الشبالي شمال شرقي قضاء الشرقاط، على بعد 280 كم شمال بغداد.
وكان مصدر عسكري أفاد اليوم بمقتل سبعة من عناصر تنظيم "داعش" وثلاثة من القوات الأمنية في هجوم شنه التنظيم على منطقة الخانوكة جنوبي قضاء الشرقاط. يشار إلى أن مناطق غربي الشرقاط وجنوبها تخضع لسيطرة عناصر تنظيم "داعش".

شارك