تزايد الفجوة بين أنقرة وأوروبا..وانتقادات لاستخدام الأطفال فى الدعاية الانتخابية

الإثنين 27/مارس/2017 - 08:56 م
طباعة تزايد الفجوة بين
 
اردوغان يهدد
اردوغان يهدد
يتزايد التوتر التركى الأوروبي فى ضوء الانتقادات الشديدة لقمع الرئيس التركى رجب طيب اردوغا لمعارضيه ورغبته فى السيطرة على مجريات الأوضاع السياسية فى البلاد، بينما تهاجم المعارضة أردوغان وحكومته فى ضوء استغلال الأطفال فى الدعاية السياسية السيئة.  
يأتى ذلك فى الوقت الذى فتح فيه الادعاء التركي تحقيقاً بشأن لوحة رفعت في سويسرا، تظهر الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، ومسدسا مصوبا نحو رأسه، مما يزيد من التوتر القائم بالفعل بين تركيا والدول الأوروبية.
وكشفت تقارير اعلامية أن الاتهامات التي قد يقوم الادعاء بتوجيهها تتضمن الانتماء لمنظمة إرهابية والدعاية لمثل هذه الجماعات والإساءة للرئيس، كما قالت الشرطة السويسرية إن الادعاء السويسري يحقق في ما إذا كانت لافتة ظهرت في احتجاج في بيرن تدعو لقتل الرئيس التركي رجب طيب أردوغان تمثل انتهاكاً لقوانين مكافحة التحريض على العنف. وقال دومينيك يجي، المتحدث باسم شرطة بيرن، إن الادعاء سيحدد ما إذا كانت القوانين السويسرية انتهكت برفع هذه اللافتة، التي لم تصادرها الشرطة في الموقع، وأضاف "الشرطة لم تتدخل في المظاهرات."
يذكر أن عدة آلاف كانوا تظاهروا السبت الماضي في برن مطالبين بتحقيق السلام والحرية والديمقراطية في تركيا، وذلك قبل الاستفتاء المقرر على التعديلات الدستورية في أبريل المقبل، والتي من شأنها توسيع سلطات أردوغان.
وحملت جماعة يسارية متشددة لوحة تظهر مسدساً مصوباً نحو رأس أردوغان، وكتب بجانب الصورة عبارة "اقتلوا أردوغان بأسلحته". وقد شُوهِدت في المظاهرة رموزٌ لحزب العمال الكردستاني، الذي يعد جماعة إرهابية في تركيا وعدة دول غربية.
فى حين قالت وزارة الخارجية التركية إن المظاهرة نظمها حزب العمال الكردستاني، الذي تعتبره تركيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة منظمة إرهابية لكن سويسرا لا تعتبره كذلك، واستدعت الخارجية التركية، أمس السفير السويسري لديها، فالتر هافنر.
وفى سياق أخر تعرض وزير البيئة والتخطيط العمراني التركي محمد أوز حاساكي، لموجة كبيرة من الانتقادات بعد ظهوره في مدينة سينوب لعمل دعاية انتخابية حول الاستفتاء الدستوري بسبب وقوف طفل يحمل لافتة سياسية في يده بجانبه.
متظاهرون أتراك
متظاهرون أتراك
كان في استقبال الوزير أوزحاساكي، في بلدة دوراغان التابعة لمدينة سينوب، مجموعة من الأطفال رافعين لافتات مكتوب عليها: “يقولون إنهم سيسقطون الحكومة بينما هم عاجزون حتى عن إسقاط لباسي الداخلي السفلي!”.
في الوقت الذي كان الجميع ينتظرون من الوزير أن يعترض على هذه اللافتات بيد الأطفال، إلا أنه دعا الطفل إلى جانبه وطلب منه التقاط صورة معه بجانب اللافتة، مما تسبب في موجة من الجدل والانتقادات، ولوحظ جلوس نائب وزيرة الأسرة التركية محمد أرصوي بيمين وزير البيئة محمد أوز حاساكي، خلال كلمته في مدينة سينوب، إلا أنه أيضًا لم يكن له رد فعل ملحوظ، وإنما اكتفى بالنظر إلى اللافتة التي تتضمن تعبيرات جنسية والابتسام في وجه الطفل.
نشر نائب حزب الشعب الجمهوري باريش ياركاداش صور الواقعة المثيرة للاستغراب على مواقع التواصل الاجتماعي قائلًا: “لا تلوثوا براءة الأطفال بأخلاقكم القذرة… إن مستواكم الأخلاقي متساوٍ بالأرض؛ لا تستغلوا الأطفال في وساخاتكم".
من جانبها أكدت كاميليا انتخابي المحللة السياسية أن تركيا كانت منذ فترة ليست بعيدة مثالاً لمعظمنا في الشرق الأوسط عن لقاء الغرب بالشرق. أمّة مسلمة تتمتع بديمقراطية كبيرة وحرية تعبير واقتصاد يتنامى بسرعة، وهو ما كانت معظم الدول الإسلامية تتطلع إليه وتسعى لتحقيقه من أجل بلدانها.
انصار اردوغان
انصار اردوغان
إن سماء إسطنبول الزرقاء الصافية والجو اللطيف الآمن يجعل المدينة أكثر وجهة سياحية مرغوبة لدى الكثيرين. وربما تكون هي المدينة الوحيدة في الشرق الأوسط التي يشعر فيها السياح الإسرائيليون والعرب والمسلمون والأوربيون بالراحة وهم يستمتعون بحمام شمسي دون القلق حيال أي شيء، إلا أن تركيا الحالية أبعد ما تكون عن تلك التي عرفناها وأحببناها في السابق. من "تورطها" العميق في الحرب الأهلية السورية إلى تدهور علاقاتها مع إسرائيل واضطراب علاقاتها مع امريكا، وكذلك مع السعودية وإيران إلى حد ما، كل ذلك أدى إلى تدهور كبير في قطاع السياحة في تركيا. إن التوتر الشديد بين السلطات التركية ومواطنيها الأكراد، ومشكلة الإرهاب، واعتقال الصحفيين والسياسيين بشكل واسع في هذا البلد، يوضح لنا حقيقة أن هذا البلد غير الذي كنا نعرفه في السابق.
شددت على انه كانت هناك محاولة انقلاب فاشلة في الصيف الماضي من قبل بعض ضباط الجيش، وردت السلطات التركية باعتقال عشرات آلاف الأشخاص، كما قُتل المئات في الشوارع خلال الاتقلاب وفي الفترة التي سادت فيها الفوضى بعد الانقلاب مباشرة، وانقلب الرئيس التركي أردوغان ضد الولايات المتحدة واتهم زعيم المعارضة التركية السيد فتح الله غولن، الذي يعيش في الولايات المتحدة، بتدبير مؤامرة الانقلاب ضد حكومته. لكن الحكومة التركية لم تستطع تقديم أدلة كافية إلى الولايات المتحدة لإثبات هذه الاتهامات وإقناعها بتسليم غولن إلى القضاء التركي.
أوضحت أن الأموال التي تصب في تركيا بسبب أزمة اللاجئين فتحت للرئيس أردوغان فرصة كبيرة للتفاوض مع الاتحاد الأوروبي ليس للاستفادة من الأموال المخصصة للاجئين فقط، ولكن لتسهيل عملية انضمام تركيا للاتحاد الأوروبي أيضاً، إلا أنه ليس فقط سياسة الحكومة التركية هي التي جعلت قطاع السياحة يتدهور بسرعة كبيرة، بل لعبت نشاطات تنظيم داعش الإرهابي والعمليات الدموية التي قام بها في بعض المناطق المأهولة بالسكان دوراً رئيسيا أيضا في قتل هذه الصناعة التي كانت مصدراً رئيسياً للاقتصاد التركي.
شددت على انه في الاستفتاءات التي ستجرى في 16 آبريل القادم، إذا نجح الرئيس أردوغان في إجراء التغييرات الدستورية، فإن ذلك قد يؤدي إلى إغلاق فصل فريد من الديمقراطية الإسلامية التي كان هذا البلد يتمتع بها في رأي كثير من المراقبين. هذه التعديلات الدستورية تهدف إلى إحداث تغييرات جذرية في طريقة الحكم في تركيا.

حيث يسعى مشروع الدستور المثير للجدل، والذي يطلق عليه اسم "الرئاسة على الطريقة التركية"، الى استبدال النظام البرلماني الحالي بنظام رئاسي، وذلك لتمهيد الطريق للرئيس رجب طيب اردوغان الذي تولى الحكم لمدة 13، أولاً كرئيس للوزراء ومن ثم رئيس للبلاد منذ عام 2014، بأن يصبح السلطة التنفيذية الوحيدة في البلاد، والنقاد يقولون أن التغييرات المقترحة تهدف في الحقيقة إلى إضعاف البرلمان، وخلق نظام سياسي دون ضوابط، مما قد يضع تركيا في نهاية المطاف تحت حكم رجل واحد، إلا أن القرار الذي سيتخذه الاتراك في 16 نيسان سيؤثر علينا في منطقة الشرق الأوسط أيضاً. من الصعب التنبؤ بما يخبئه المستقبل للأتراك وما إذا كان هذا الاستفتاء سيجلب الاستقرار والأمن لهذا البلد. لكن الكثير من السياح قرروا الابتعاد عن تركيا هذه الفترة لأن التوقعات تنبئ باحتمال حدوث اضطرابات.
الناس ينتظرون ليروا ما سيحدث للديمقراطية التركية التي أسرت قلوبنا بجمالها في يوم من الأيام. هل ستعود جميلة أم أنها غرقت مع ذلك الطفل الكردي السوري إيلان الذي قذفته الأمواج غريقاً على الشواطئ التركية في 2015؟

شارك