سياسية بريطانية .. منفذ هجوم لندن كان متطرفا مسيحيا قبل إسلامه

الثلاثاء 28/مارس/2017 - 02:22 م
طباعة سياسية بريطانية ..
 
قالت البارونة سعيدة وارسي عضو مجلس الوزراء السابق في حزب المحافظين ببريطانيا، أن مرتكب تفجير وستمنستر كان متطرفا مسيحيا قبل أن يكون متطرفا إسلاميا، وذلك في لقاء تلفزيوني الأحد الماضي، في برنامج الاعلامي أندرو مار، والذي يعرض بقناة BBC الإنجليزية، قائلة: "إن مرتكب الهجوم الإرهابي في وستمنستر كان مسيحيا متطرفا منذ فترة طويلة وأدين بعدة جرائم قبل أن يدخل السجن ويشهر إسلامه، ولكنه أصبح أيضا مسلما متطرفا".
وانتقدت وارسي في اللقاء استراتيجية الحكومة البريطانية في مكافحة الإرهاب، قائلة: "إنه من الخطأ التركيز فقط على الإسلام"، وقالت: "أن البحوث المتعلقة بالارهاب وجدت ما بين 15 إلى  28 علامة منبهة  تشير للاشخاص الذين يمثلون تهديدات محتملة".
وقالت: "هناك تساؤل ملح ظللت أردده لسنوات عن الأسباب التي تصنع إرهابي متطرف؟ ما العوامل التي تصنع إرهابيا؟، وقلت وقتها أن الحكومة غالت في ترديد أن صناعة الإرهابي تعود إلى أيديولوجية الإسلام ذاتها".
وردا على سؤال لأندرو مار عن كيفية تعقب الأجهزة الأمنية للإرهابيين، أجابت: "كان هناك دائمة مقولة خاطئة تتردد بأن المسلمين يعرفون بعضهم البعض وبالتالي فإنهم يعرفون من هم هؤلاء المجرمين، ويصل الأمر أنهم لا يعرفونهم فقط بل أنهم يتغاضون عن أفعالهم ومخططاتهم ويؤويهم كذلك".
واضافت "اعتقد ان ما رأيناه في الهجوم الارهابي الاسبوع الماضي كان من الصعب جدا أن نتنبئ به، فمنفذ الهجوم ولد ونشأ في منزل مسيحي، وكان يعيش ويستمتع بحياة مرفهة ومريحة ويبدو إلى حد كبير، ثم تورط في عدة أعمال إجرامية ولم يتحول إلى الإسلام إلا في وقت لاحق من حياته .. لذلك كان مسيحيا عنيفا طويلا قبل أن يكون مسلما عنيفا، ومن المؤكد أن أفراد عائلته كانت تعرف سلوكه المتطرف منذ صغره منذ فترة
من جانبه سأل أندرو مار بدوره عن سبب تحول كل من كان متورطا في قضايا مخدرات إلى الإسلام، ولا يتحولون إلى البوذية أو الهندوسية أو أي ديانة أخرى، بل يختارون الإسلام على وجه التحديد؟
ردت عضوة حكومة المحافظين بدورها قائلة ان هناك أناس في أنحاء العالم كانوا متطرفين وقاموا بأعمال إرهابية وهم من المسيحيين والبوذيين والانجيليين... دائما ما يبحث الناس عن سبب".
وأشارت أنه لن يوجد شخص في العالم سيعلن ويقول عن نفسه "أنا متطرف أو إرهابي، أريد أن أرتكب أعمالا إرهابية، مشيرة إلى إنهم يتجهون إلى العنف ليكتسبوا احترام من حولهم بالقوة قائلة: "إنهم يريدون أن يحاولوا إيجاد جو من الاحترام كمبرر لذلك، ومسعود خالد نموذج مثالي حي على كلامي.. وإذا عدت إلى تقارير إحدى محاكماته التي تمت إدانته فيها ستجد بعض الحجج التي قدمها إلى المحكمة هو أنه قد تعرض لسوء المعاملة العنصرية وأنه ارتكب أعمالا متطرفة بناءً على هويته العرقية.
وكان خالد مسعود (52 عاما) قد قام باستهداف البرلمان البريطاني يوم الأربعاء الماضي 22 مارس 2017، ودهس بسيارته المستأجرة عددا من المارة فوق جسر ويستمنستر، قبل أن يصطدم بالسياج الحديدي حول البرلمان، كما طعن حارسا شرطيا عشر طعنات مما أسفر عن وفاته، قبل أن يردى قتيلا برصاص الشرطة البريطانية، الهجوم الذي أسفر عن مقتل خمسة اشخاص، وإصابة 50 أخرون بجروح في لندن.
يذكر أن البارونة سعيدة وارسي هي محامية وسياسية بريطانية من أصل باكستاني، تولت رئاسة حزب المحافظين في الفترة من مايو 2010 إلى سبتمبر 2012، تم اختيارها لعضوية مجلس اللوردات عن حزب المحافظين وهي في سن السادسة والثلاثين، وتعد أول مسلمة تخدم في مجلس الوزراء البريطاني وثالث وزير مسلم سواء من الذكور أو الإناث في الحكومة البريطانية، وأول وزيرة مسلمة في المملكة المتحدة، استقالت وارسي من منصبها في 5 أغسطس 2014، اعتراضًا على موقف الحكومة من الحرب في غزة، قائلة أنها لم تعد قادرة على دعم سياسة الحكومة نحو قطاع غزة واصفة إياها بأنها "لا يمكن الدفاع عنها أخلاقيا".
تم تصنيفها أكثر من مرة كواحدة من أكثر 500 شخصية مسلمة تأثيرًا في العالم من قبل مركز الدراسات الاستراتيجية الإسلامية الملكية، كما منحتها لجنة المساواة وحقوق الإنسان لقب المرأة المسلمة الأكثر نفوذًا في بريطانيا.
لمشاهدة الحوار كاملا اضغط على الرابط

شارك