موسكو تدعم الحلول السياسية للأزمة السورية..واستهداف المسلحين عملية مستمرة

الثلاثاء 28/مارس/2017 - 08:57 م
طباعة موسكو تدعم الحلول
 
لافروف
لافروف
تتواصل المحاولات الدبلوماسية لحل الأزمة السورية، وسط دعم موسكو غير محدود للرئيس السوري، وسط محاولات من المعارضة السورية لطرح كثير من الخلافات على مائدة المفاوضات.
من جانبه قال  وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف إن تطورات الأوضاع في سوريا والعراق مترابطة، فالبلدان يواجهان عواقب ظاهرة تصدير الديمقراطية، أي تدخلات خارجية لإسقاط أنظمة لا تروق ، مؤكدا  أن نتائج تلك التدخلات أدت إلى إضعاف كيان الدولة، بموازاة تنامي مستويات العنف والتطرف، إذ نشأت في أراضي البلدين بؤر خطيرة للإرهاب الدولي، وبدأت بالتوسع بسرعة.
شدد لافروف إلى أن الحرب السورية شهدت في الآونة الأخيرة نقلة نوعية، إذ بدأت القوات الجوية الفضائية الروسية بتقديم الدعم للجيش السوري في محاربة "داعش" والتنظيمات الإرهابية الأخرى، ما سمح بتوجيه ضربة قوية إلى هؤلاء الإرهابيين وتحرير مدينة حلب، معتبرا بقوله " يبقى الوضع حول سوريا صعبا، على الرغم من توسع المناطق المشمولة بوقف إطلاق النار بفضل إطلاق "عملية أستانا" بمشاركة روسيا وإيران وتركيا، والشروع في حل القضايا الإنسانية الأكثر حدة، وتكثيف عملية التسوية السياسية على أساس بنود القرار رقم 2254".
أقر لافروف بأن مستوى التوتر الميداني في سوريا لا يتراجع. وذكر بأن إرهابيي "هيئة تحرير الشام" (الاسم الجديد لتنظيم "جبهة النصرة")، يلجؤون إلى شتى الوسائل لإفشال نظام الهدنة. وتابع أنه بالتزامن مع الجولة الراهنة من المفاوضات السورية في جنيف، شن الإرهابيون عددا من الهجمات في ريف دمشق وشمالي ريف حماة.
نوه "تصدى الجيش السوري لهؤلاء بشكل لائق، لكن هذه الهجمات وردود الأفعال الدولية عليها، تؤكد أن هناك من لا يريد الحل السياسي في سوريا".، مؤكدا على أن البلاد مازالت تمر بأزمة داخلية بموازاة مواجهة عسكرية مع تنظيم "داعش"، مشيرا إلى استمرار تأجيج الانقسام الطائفي من خارج البلاد، ما يؤدي لزعزعة الاستقرار.
من ناحية أخري دعت منصة موسكو للمعارضة السورية المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا إلى عدم الخضوع للضغوطات وبحث جميع السلات الأربع للتسوية السورية بالتوازي في مؤتمر جنيف-5 لتجنيب المفاوضات فشلا آخر.
الحريري
الحريري
أعلن رئيس منصة موسكو، قدري جميل عقب لقاء أعضاء المنصة نائب وزير الخارجية الروسي، جينادي جاتيلوف، أن الطرفين بحثا الخطوات الرامية لتفعيل مفاوضات جنيف-5. 
وقال: "لقد كنا نصر على قرار دي ميستورا (المبعوث الأممي الخاص إلى سوريا) بضرورة بحث جميع "السلات الأربع" بالتوازي، غير أننا لاحظنا أن ثمة ميلا لمناقشة سلة واحدة أو أخرى من السلات تحت ضغط من هذا الجانب أو ذاك".
وأشار جميل إلى أن مفاوضات جنيف -2 قد فشلت فاشلا تاما، "بسبب مناقشة المسألتين الرئيستين، الإرهاب والانتقال السياسي، ليس بشكل مواز، بل بالتتابع".، واعتبر أن استمرار دي ميستورا في الخضوع لضغوطات من طرف وفد الحكومة السورية أو من طرف وفد المعارضة، كما هو الحال الآن، سيؤدي إلى تكرار "مأساة جنيف-2".
شدد على إنه يجب عدم تفويت الأوان حتى انتهاء الجولة الحالية من المفاوضات و"وضع النقاط على الحروف وتقويم سير المفاوضات".
على الجانب الآخر أكد الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، أن أنقرة تواصل المفاوضات مع كل من موسكو وواشنطن حول العملية العسكرية للسيطرة على مدينة منبج السورية من مقاتلي "قوات سوريا الديمقراطية".، وقال أردوغان، في كلمة ألقاها اليوم أمام تجمع لأنصاره في مدينة سامسون شمال البلاد: "لقد تم تطهير مدن جرابلس والراعي والباب من إرهابيي تنظيم داعش، فيما تقوم الآن القوات التركية بتطهير مناطق سوريا من إرهابيي PYD وYPG (حزب الاتحاد الديمقراطي الكردي ووحدات حماية الشعب الكردية)".
شددد أردوغان على انه جاء الدور لتحرير منطقة مدينة منبج السورية، التي تسيطر عليها حاليا "قوات سوريا الديمقراطية، فيما شدد على أن "المفاوضات مستمرة حول هذا الموضوع مع ممثلين عن التحالف الدولي والولايات المتحدة وروسيا".، وأكد الرئيس التركي أن قوات بلاده لن تغادر سوريا إلا بعد تصفية التهديد الإرهابي بشكل كامل لحدود تركيا  .
ومن الجدير بالذكر أن أردوغان أعلن، في وقت سابق، أن مدينة منبج تشكل، بعد تحرير مدينة الباب من قبضة تنظيم "داعش"، الهدف المقبل لعملية "درع الفرات"، التي تنفذها القوات التركية في شمال سوريا منذ يوم 24/08/2016، بالتعاون مع فصائل سورية معارضة منضوية تحت لواء تنظيم "الجيش السوري الحر".
عملية إجلاء مسلحي
عملية إجلاء مسلحي المعارضةعملية إجلاء مسلحي المعارضة
على صعيد أخر شنت القوات التركية، منذ إطلاق العملية الجارية بمشاركة القوات البرية والدبابات وسلاح المدفعية وبغطاء من سلاح الجو التركي، سلسلة ضربات جوية إلى مواقع وحدات تحالف "قوات سوريا الديمقراطية"، التي يشكل "حزب الاتحاد الديمقراطي" هيكلها السياسي الأساسي، فيما تمثل "وحدات حماية الشعب" الكردية قوته الرئيسية.
وتعد أنقرة جميع هذه القوى حليفة لـ"حزب العمال الكردستاني" المصنف إرهابيا في تركيا، وذلك في وقت يعتبر فيه التحالف الدولي المناهض لـ"داعش" بقيادة الولايات المتحدة "قوات سوريا الديمقراطية" حليفا أساسيا له على الأرض السورية في محاربة التنظيم الإرهابي ويقدم دعما عسكريا ولوجيستيا واستشاريا لها.
ويري مراقبون أن الموقف العدائي للسلطات التركية من "قوات سوريا الديمقراطية" يمثل سببا رئيسيا لامتناع التحالف الدولي عن تقديم دعم عسكري ملموس لقوات "درع الفرات".، وأعلن ما يسمى بـ"المجلس العسكري لمنبج"، الذي يدخل ضمن "قوات سوريا الديمقراطية"، أنه تعرض لهجمات عنيفة من قبل القوات التركية و"الجيش السوري الحر" في منطقة المدينة.
فى حين كشفت وزارة الدفاع الروسية عن بعض تفاصيل عملية إجلاء مسلحي المعارضة السورية من حي الوعر في حمص، والتي جرت بمساعدة العسكريين الروس.
وأكد الفريق سيرجي رودسكوي، رئيس إدارة العمليات العامة في هيئة الأركان، خلال مؤتمر صحفي، إن الاتفاق حول انضمام حي الوعر إلى نظام الهدنة، طرح أمام مسلحي المعارضة 3 خيارات وهي، الالتزام الصارم بوقف إطلاق النار والتخلي عن دعم الإرهابيين، مع إلقاء السلاح والاستفادة من العفو المعلن من قبل السلطات السورية، إلى جانب الانتقال إلى منطقة من المناطق التي لم تنضم إلى نظام وقف العمليات القتالية بعد.
أوضح رودسكوي أن جزءا من المسلحين اختاروا الخيار الأخير، ولذلك بدأت عملية الإجلاء، وجرت المرحلة الأولى من العملية في 18 مارس الجاري، عندما غادر حي الوعر 1400 شخص، هم 344 مسلحا و1056 من أفراد عائلاتهم، توجه جميعهم إلى مدينة جرابلس الخاضعة لسيطرة المعارضة المسلحة المدعومة من قبل تركيا. وأكد أن 204 من المسحلين رغبوا في اصطحاب أسلحتهم الشخصية معهم، وسُمح لهم بذلك.

شارك