الإرهاب يتصدر كلمات الزعماء العرب في قمة "البحر الميت"

الأربعاء 29/مارس/2017 - 06:24 م
طباعة الإرهاب يتصدر كلمات
 
في ظل التحديات التي تواجهها المنطقة العربية، انطلقت اليوم الأربعاء 29 مارس 2017 في منطقة البحر الميت بالأردن أعمال الدورة العادية الثامنة والعشرين لمجلس جامعة الدول العربية على مستوى القمة، بمشاركة ملوك ورؤساء وأمراء ورؤساء وفود الدول العربية.
الإرهاب يتصدر كلمات
وتسلم ملك الأردن عبد الله الثاني رئاسة هذه الدورة من سلفه الرئيس الموريتاني محمد ولد عبد العزيز رئيس الدورة الـ27 للقمة العربية.
واجتمع الزعماء جميعا علي كلمة واحدة وهي ضرورة القضاء علي الإرهاب في المنطقة، مؤكدين علي أن المنطقة برمتها تمر بمرحلة خطيرة، مشيرين إلى مركزية قضية فلسطين والوضع في سوريا والإرهاب والتدخل الخارجي.
وسلط الزعماء الضوء علي حساسية الوضع الذي تمر به المنطقة العربية وخطورته.
الملك عبد الله الثاني أكد أن السلام في الشرق الأوسط لا يمكن أن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية على أساس حل الدولتين، مؤكدا أن إسرائيلتواصل مساعيها لتقويض فرص السلام.
وشدد على أن الجهود ستستمر في التصدي لمحاولة فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى والحرم القدسي الشريف.
وأشار ملك الأردن إلى التحديات المصيرية وعلى رأسها الإرهاب والتطرف "الذي يهدد أمتنا"، وقال إنه يقتل من المسلمين أكثر من غيرهم.
وأكد على دعم الحكومة العراقية في حربها ضد ما سماه "الإرهاب"، تمهيدا لعملية سياسية شاملة لكل المكونات العراقية وضامنة لكل الحقوق.
كما أكد على دعم الجهود لتحقيق الأمن والاستقرار لليمن وليبيا، ومواجهة التدخلات الخارجية في الشؤون العربية.
وفي الملف السوري، عبر الملك عبد الله الثاني عن أمله في أن تثمر مفاوضات جنيف بدء عملية سياسية في سوريا، مشيرا إلى أن بلاده تتحمل أعباء اللجوء السوري عن الأمة العربية.
من جانبه أكد العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، أن الإرهاب والتطرف أخطر ما يواجه الأمة العربية.
وشدد الملك سلمان، في كلمته بالجلسة الافتتاحية لأعمال القمة العربية رقم 28، الأربعاء ، على الحل السلمي للأزمة في اليمن، مؤكدا على وحدة اليمن وتحقيق وحدته واستقراره. وأوضح أن الحل في اليمن يجب أن يتم على أساس المبادرة الخليجية ومخرجات الحوار الوطني.
وأشار العاهل السعودي إلى أن الشعب السوري يتعرض للقتل والتهميش ما يتطلب حلا سياسيا سريعا، داعيًا الفرقاء في ليبيا إلى العمل على حفظ أمن واستقرار الأراضي الليبية.
ومن جانبه الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي على أهمية التضامن العربي من أجل التصدي للتحديات التي تواجهها المنطقة.
وقال في كلمته: "هناك تحديات جسيمة تواجه المنطقة بأسرها وتستهدف وحدتنا ... والصراعات الطائفية حلت محل التعايش المشترك".
وأكد السيسى دعم مصر لجهود الأمين العام للجامعة أحمد أبو الغيط من أجل تعزيز العمل العربي المشترك وتطوير دور الجامعة.
وأضاف:"سوريا تشهد تدخلا غير مسبوق واستقطابا طائفيا ومذهبيا.. والحل السياسي للأزمة السورية هو الحل الوحيد القائم لتحقيق طموحات الشعب السوري".
وقال: "علينا العمل على محاربة الإرهاب، وفي نفس الوقت تسوية الأزمات في المنطقة لاستعادة الأمن والاستقرار، مشيرًا إلى أهمية أن تتم محاربة الإرهاب بصورة شاملة تشمل "الحسم العسكري وتنمية المجتمعات ومواجهة الفكر المتطرف".
وشدد على أن القضية الفلسطينية ستظل هي القضية المركزية والأولى، وأكد أن مصر تسعى جاهدة من خلال تواصلها مع الأطراف الإقليمية والدولية من أجل التوصل لحل للقضية انطلاقا من مبادرة السلام العربية.
وفي ضوء ذلك، وجه العاهل السعودي، دعوة للرئيس، لزيارة السعودية، وذلك عقب لقائهما على هامش القمة العربية.
الإرهاب يتصدر كلمات
وعقد الملك سلمان والسيسي "قمة مصرية سعودية على هامش أعمال القمة العربية الثامنة والعشرين المنعقدة فى البحر الميت بالأردن"، حسب بيان الرئاسة المصرية.
ورحب السيسي بالدعوة الذي "وجه بدوره الدعوة لجلالة الملك لزيارة مصر، والتي قبلها جلالته بترحاب ووعد بإتمام الزيارة في القريب العاجل.
ووفق رئاسة الجمهورية فقد تناول اجتماع الطرفين مختلف جوانب العلاقات الاستراتيجية بين البلدين وسبل تعزيزها"، حيث أكدا "حرصهما على دعم التنسيق المشترك في ظل وحدة المصير والتحديات التي تواجه البلدين".
كما "أكد الزعيمان على أهمية دفع وتطوير العلاقات الثنائية في كافة المجالات، بما يعكس متانة وقوة العلاقات الراسخة والقوية بين البلدين والتي تضرب بجذورها في أعماق التاريخ".
كذلك شهد اللقاء التباحث بشأن الموضوعات المطروحة على القمة العربية، حيث أعرب الزعيمان عن تطلعهما لخروج القمة بقرارات عملية ومؤثرة ترقى لمستوى التحديات التي تواجه الأمة العربية".

وأشارا "في هذا الصدد إلى حرصهما على التنسيق المشترك ومع كافة الدول العربية لمتابعة وتنفيذ ما سيتم التوافق عليه من قرارات وآليات للتعامل مع التحديات والأزمات التي تمر بها الدول العربية والمنطقة".
ومن جانب آخر أكد أمير الكويت الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح أن "الربيع العربي وهم أطاح بأمن واستقرار أشقاء لنا وعطل التنمية والبناء لديهم".
ودعا في كلمته أمام القمة العربية بالأردن إلى "استخلاص العبر مما حدث وإلى تصحيح العديد من المسارات، والعمل على تحصين المجتمعات وتماسك الجبهات الداخلية".
ودعا إلى أن تكون هذه القمة "بداية لتحديد مسار جديد، نعمل من خلاله على التركيز على موضوعات محددة تمثل تشخيصا للمعوقات التي نواجهها ولندع بقية موضوعاتنا الاعتيادية للنظر فيها والتعامل معها عبر المستويات الوزارية".
وقال إن "المجتمع الدولي لا يزال يقف عاجزا عن إيجاد حل للكارثة التي يعايشها الأشقاء في سورية بكل أبعادها رغم نتائجها وإفرازاتها الخطيرة"، معتبرا أن "الجهود السياسية ما زالت متعثرة بسبب تضارب المصالح والمواقف المتصلبة".
وحول الوضع في اليمن، قال :"نعبر عن ألمنا الشديد لاستمرار معاناة الشعب اليمني الشقيق نتيجة عدم الانصياع للإرادة العربية والدولية التي وضعت أسس الحل السلمي".
وحث إيران على الالتزام بـ"الأسس المستقرة في العلاقات الدولية والقانون الدولي والتي أساسها احترام سيادة الدول والامتناع عن التدخل في الشئون الداخلية لها واحترام متطلبات حسن الجوار، وأعرب في الوقت نفسه إلى التطلع "إلى استمرار المشاورات والحوار البناء بين دول المنطقة وبينها لتحقيق الأمن والاستقرار فيه".
من جانبه، أكد الرئيس الموريتاني بصفته رئيس القمة السابقة أن حل الدولتين الذي تبلور إثر مسار شامل وطويل، يعد الخيار المناسب الوحيد الذي يحقق السلم والاستقرار في المنطقة، ويحقق للشعب الفلسطيني طموحاته في إقامة دولته المستقلة.
وقال إن الأمة العربية تواجه تحديات وصراعات ونزاعات مسلحة في بعض الدول، نجم عنها تدمير للبنى التحتية ونزوح وأوضاع بالغة التعقيد وتنامي "تيارات إرهابية"، مما يهدد الاستقرار الإقليمي، مؤكدا أن على الأمة أن تتصدى بحزم لأي تدخلات خارجية في الشؤون العربية.
وفي الشأن اليمني أكد ولد عبد العزيز على دعم المبادرة الخليجية من أجل الوصول إلى حل تفاوضي يحفظ وحدة اليمن واستقراره.
وقال إن "النظام العالمي المقبل سيكون متعدد الأقطاب، وعلينا حماية مصالحنا الحيوية، ووضع آليات جديدة للتكامل الاقتصادي العربي في مواجهة التحديات العالمية".
وأشاد الرئيس الموريتاني بتوقيع وثيقة الحوار الشامل في السودان واعتبرها خطوة مهمة، كما رحب بالانفراج السياسي في لبنان الذي مهد لانتخاب رئيس جديد للبلاد.
الإرهاب يتصدر كلمات
من جهته، أكد الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط أن هناك من يوظف الطائفية والمذهبية لتحقيق أهداف تتناقض مع المصالح العربية، مشددا على أن أزمة الأمة الحالية شديدة "لكن يمكن تجاوزها بالوحدة مع صدق النوايا".
وقال أبو الغيط إن إسرائيل تمعن في الاستيطان والتهويد دون رادع، مضيفا أن اليد العربية لا تزال ممدودة بالسلام على أساس المبادرة العربية للسلام، "وللأسف لا يوجد شريك حقيقي".
كما أكد أمير دولة قطر الشيخ تميم بن حمد بن خليفة آل ثاني ألا دولة فلسطينية في غزة ولا دولة فلسطينية بدون غزة، مشددا على ضرورة إنهاء الانقسام، وتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية وفقاً لاتفاقات الدوحة والقاهرة.
قال الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي في كلمة خلال افتتاح أعمال الدورة العادية 28 لمجلس جامعة الدول العربية، إن الحوثيين انقلبوا على التوافقات بعد الحوار الوطني واستولوا على صنعاء.
كما أكد عبد ربه منصور هادي أن أمن اليمن جزء من أمن المنطقة، مشددا على أن اليمنيين لن يقبلوا الفصل عن المحيط الطبيعي والمجال الحيوي للبلاد.
وأفاد رئيس اليمن بأن الحكومة اليمنية حاولت استيعاب الحوثيين، مضيفا أن السلطات اليمنية قدمت لهم تنازلات كبيرة، مضيفًا: إلا إن التأثير والضغط الإيراني  كان أقوى.
كذلك، ألقى الأمين العام لمنظمة الأمم المتحدة، أنطونيو غوتيريش، كلمة أمام الزعماء والقادة العرب، أكد فيها أن التنظيمات الإرهابية، على غرار داعش، هي تنظيمات مناهضة للإسلام. وقال الأمين العام للأمم المتحدة إن الوقت حان لوقف القتال في سوريا، مشيرا إلى أهمية محادثات جنيف وأستانا.
من جانبها، أكدت فيديريكا موغيريني، الممثل الأعلى للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية في الاتحاد الأوروبي، في كلمتها التي استهلتها باللغة العربية، التزام الاتحاد الأوروبي بالتعاون مع الدول العربية من أجل التوصل إلى حل للقضية الفلسطينية. وقالت موغيريني إن الحل السياسي هو المخرج الوحيد من الأزمة السورية.
إلى ذلك، أكد رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، موسى فكي، في كلمته أن دول الاتحاد الأفريقي تقف إلى جانب الدول العربية في السعي إلى التوصل لحل للقضية الفلسطينية، قائلا: "إن الدفاع المستميت على الأقصى الشريف يحتل الصدارة في أولوياتنا".
وتميزت القمة العربية، في هذه الدورة، بمشاركة معظم زعماء وقادة الدول العربية، وكذلك بحضور وفود دول أجنبية، من روسيا وأمريكا وفرنسا والأمم المتحدة.
كذلك ألقيت كلمات من قبل كل من الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي يوسف بن أحمد العثيمين، ورئيس البرلمان العربي مشعل بن فهم السلمي.
ويري متابعون، أن هذه القمة تختلف عن سابقتها في الشكل فقط وليس في المضمون ، فقمة نواكشوط حضرها ثمان زعماء وهذه القمة حضرها ستة عشر زعيما عربيا.
ويروا أن البيان والقرارات فهي متشابهة ولا جديد فيها متمثلة في قضايا سوريا وليبيا واليمن والعراق وفلسطين وفى مكافحة إرهاب داعش واخواتها.
ولفت المتابعون إلي أن كل هذه القضايا حلولها ليس بيد العرب وأن قمتهم تعجز عن حلها، والعرب مفعول بهم وأصبحوا خارج التاريخ ويهرعون إلى عدوهم فى واشنطن يلتمسون رضاه بالرغم من انه سبب الدمار والخراب الذى أصاب الأمه العربية.

شارك