سيناريوهات غامضة للصراع السوري بعد نهاية "درع الفرات"

الخميس 30/مارس/2017 - 03:06 م
طباعة  سيناريوهات غامضة
 
 يبدو أن النهاية  الغير "متوقعة" لعملية "درع الفرات" التركية ستفتح الطريق لسيناريوهات جديدة فى الصراع السورى بعد ما أعلنت تركيا يوم الأربعاء 29-3-2017م  رسمياً ، انتهاء عملية "درع الفرات" التي أطلقتها بالتعاون مع فصائل الجيش السوري الحر في آب 2016، بهدف طرد تنظيم "الدولة" ومنع تمركزه على الشريط الحدودي بين سوريا وتركيا، فضلاً عن منع الميليشيات الكردية من وصل مناطق سيطرتها وإقامة إقليم على حدود تركيا الجنوبية.
 سيناريوهات غامضة
وأكد مجلس الأمن القومي التركي بعد عقد اجتماعه في المجمع الرئاسي بالعاصمة أنقرة، أن "عملية درع الفرات شمالي سوريا تكللت "بالنجاح"، وكانت قد بدأت لتأمين الحدود وعرقلة تهديدات وهجمات تنظيم "الدولة" تجاه تركيا، وإتاحة الفرصة لأشقائنا السوريين للعودة إلى بلادهم، وإتاحتهم فرصة العيش بأمان وسلام في منطقة العملية"، أن الاستعانة بعناصر من ميليشيا "وحدات الحماية" الكردية، في مكافحة تنظيم "الدولة" في سوريا والعراق لن يخدم في تأسيس جو من الأمن والسلام في المنطقة، بل على العكس سيؤدي إلى ظهور مشاكل جديدة على المدى المتوسط أو البعيد"  من جانبه، أعلن رئيس الوزراء التركي "بن علي يلدريم" أن بلاده أنهت العملية العسكرية، لكنه أشار إلى أنه قد تكون هناك حملات مقبلة عبر الحدود وقال يلدريم في مقابلة مع تلفزيون إن.تي.في "عملية درع الفرات كانت ناجحة وانتهت"، مضيفاً "أي عملية تليها سيكون لها اسم مختلف." وليس واضحاً ما إذا كان الإعلان التركي يمهد لإطلاق عملية عسكرية أخرى تحت مسمى آخر، أم أنه نهاية فعلية للوجود التركي في الأراضي السورية  ودعما لفصائل الجيش السوري الحر، أطلقت وحدات من القوات الخاصة في الجيش التركي، بالتنسيق مع القوات الجوية للتحالف الدولي، في 24 اغسطس ، حملة عسكرية في شمال سوريا، تحت اسم "درع الفرات"، استهدفت تطهير المنطقة من المنظمات المسلحة، وخاصة تنظيم "الدولة" ومنع ميليشيات "وحدات الحماية" الكردية من عبور الفرات في اتجاه الغرب ومنعها من ربط المناطق التي تسيطر عليها في شمال سوريا.
 وكانت سيطرة قوات ‹درع الفرات› معززة بجنود أتراك على منطقة الباب بريف حلب إلى تصاعد المخاوف من توجه هذه القوات نحو مدينة منبج القريبة والتصادم مع قوات سوريا الديمقراطية ورى متابعون أن تركيا قد تخطي باتجاه التقدم نحو مدينة منبج، فيما يشير آخرون إلى صعوبة ذلك بسبب الدعم الأميركي لقوات سوريا الديمقراطية وقال الإعلامي مصطفى عبدي  حول فرضية التقدم التركي نحو منبج، قائلاً: «تركيا هدفها منذ التوغل في جرابلس كان واضحا وهو استهداف قوات سورية الديمقراطية بحجة أنها تعمل على إقامة إقليم في شمال سوريا، وإنها تخطط لتقسيم سوريا، وهي حجج واهية لا أساس لها من الصحة، كون خطاب ومشروع هذه القوات واضح، ولكنه ليس إسلامي كما تشتهي تركيا  لانها ساهمت في زيادة تعقيد الوضع السوري وكان لها دور كبير في حربها الأهلية، وهي لم تدعم الثورة كما تدعي وإنما دعمت فصائل إسلامية تعمل وفق أجنداتها ومطالبها، وهو ما ظهر للعيان حينما تخلت عن حلب الشرقية، وجعلت 15 ألف مسلح مدعوم من قبلها ينسحب بدون قتال. 

 سيناريوهات غامضة
عبدي لفت إلى أن «هنالك تناقض واضح في خطاب الأتراك وتخبط، فاليوم قال رئيس هيئة الأركان أن العمليات العسكرية التي تقودها بلاده في شمال سوريا حققت أهدافها كاملة بعد السيطرة على مدينة الباب. ولم يتحدث عن منبج  وأن المرحلة التي تلي الباب، وفيما إذا ستكون باتجاه منبج والاصطدام مع قوات سوريا الديمقراطية أو باتجاه الرقة هو مرتبط بالتوافقات الدولية والدور الروسي الأميركي كان النظام السوري قد لوّح، مؤخراً، إلى إمكانية حدوث صدام عسكري مع تركيا إذا استمرت بالتواجد في الأراضي التركية.
 يذكر أن فصائل الجيش السوري الحر  تمنكنت بدعم من الجيش التركي في إطار درع الفرات تحرير مدينة جرابلس الحدودية على نهر الفرات و طرد تنظيم "داعش" من قطاع من الحدود يمتد لنحو 100 كيلومتر ثم تحركت جنوبا إلى مدينة الباب، وهي معقل للتنظيم، حيث لا تزال القوات التركية متمركزة في المناطق المؤمنة وعلى طول الحدود وكانت تركيا قد توعدت سابقاً، باستمرار العملية للسيطرة على مدينة منبج شرق مدينة حلب، التي تحتلها ميليشيا "قوات سوريا الديمقراطية" (قسد)، ولكن سرعان ما أرسل للتحالف الدولي قوات للمدينة ومحيطها، كما عقدت "قسد" اتفاقا مع روسيا لإدخال قوات الأسد وميليشيات إلى بعض القرى في ريفها، لمنع تقدم "درع الفرات"
 مما سبق نستطيع التأكيد على انه يبدو ان النهاية  الغير "متوقعة" لعملية "درع الفرات"   التركية ستفتح الطريق لسيناريوهات جديدة فى الصراع السورى وهو الامر الذى ستظهر ملامحه خلال الايام القادمة . 

شارك