قراءة في ادعاءات إيران عدم امتلاكها استراتيجية خروج من سورية

السبت 01/أبريل/2017 - 07:59 م
طباعة قراءة في ادعاءات
 
فيما بات محل تأويل واسع من قبل الدوائر المهتمة بتطورات الاوضاع الميدانية في سورية، أهتمت العديد من مراكز الأبحاث بالتصريحات التي أدلى بها رئيس الشؤون الاستراتيجية في معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية مصطفى زهراني، أن بلاده "لا تملك استراتيجية خروج من الحرب في سورية"، متهماً الأسد بأنه أدار ظهره لإيران.
وقال زهراني، في تصريح مساء أمس الجمعة، "اعتقدنا أن الحرب ستكون لفترة قصيرة وأن العدو ضعيف، وأنه بإمكاننا إنهاء الأمر سريعاً"، لافتاً إلى أنه يبدو أن لدى الروس استراتيجية خروج من هذه الحرب، فدورهم اقتصر على التغطية الجوية، وفي المقابل نحن نواجه أزمة في وضع استراتيجية الخروج من سورية.

قراءة في ادعاءات
وإيران من أكبر القوى الإقليمية التي تدعم نظام الرئيس بشار الأسد عبر مشاركة غير علنية لعناصر من قوات الحرس الثوري الإيراني، كما تدعم إيران نظام الأسد بإيعاز الميلشيات المسلحة في المنطقة مثل حزب الله اللبناني والحشد الشعبي العراقي، بالمشارك في الحرب السورية إلى جانب قوات الأسد.
ومن الصعب التعاطي مع تصريحات زهراني على محمل الجد خاصة أن إيران من أكبر المستفيدين من الأوضاع المتردية في سورية إذ حققت إيران مكاسب اقتصادية كبيرة جراء مشاركتها في ذلك الحرب، إذ وقعت عقود اتفاقيات استثمارية مع حكومة الأسد في مجالات اقتصادية بارزة، فضلاص عن ضمان تمرير أنبايب الغاز الإيراني عبر سورية تمهيداً لتصديرها إلى أوربا.
ولا يبدو أن إيران تنوي التخلي عن سوريا، ففي نوفمبر الماضي، قال الجنرال محمد حسين باقري، رئيس أركان القوات الإيرانية، إن إيران يمكنها في المستقبل بناء قواعد بحرية في كل من سوريا واليمن، حيث تقدم طهران دعماً عسكرياً للمليشيات الحوثية في اليمن. 

قراءة في ادعاءات
وربما تكون المحاولات الدبلوماسية الإسرائيلية لعرقلة الوجود الإيراني في سوريا قد فاتت، حيث ذكرت صحيفة نيزافيسمايا غازيتا الروسية، في وقت سابق، أن الأسد أبلغ بالفعل موسكو أن إيران ستبني قاعدة بحرية بالقرب من قاعدة حميميم الجوية التي تستخدمها روسيا حالياً، وفي حال تأكد ذلك، فإن قاعدة بحرية إيرانية بسوريا ستمنح طهران القدرة على نقل الأسلحة إلى حزب الله اللبناني، كما أن ذلك قد يخلق احتكاكاً في مياه البحر المتوسط الذي تنتشر فيه زوارق البحرية الإسرائيلية والأسطول السادس الأمريكي.   
وأميركا وتل أبيب أكثر القوى الدولية والإقليمية التي تسعى لإخراج إيران من سورية، إذ أن الدولتين يُدركان أن يران نجحت في دعم نظام بشار الأسد في سورية، تمهيداً لوجود طويل الأمد.
وبحسب تقارير أمنية فإن إيران أنفقت مئات الملايين من الدولارات لدعم الاقتصاد السوري، كما أنها تشرف على مليشيات شيعية متعددة الجنسيات لتعزيز قدرات جيش الأسد، فضلاً عن تدريب مليشيات سوريَّة على يد عناصر في المؤسسة العسكرية الإيرانية، فيما يعتبر نجاح إيران، وتوسيع نطاق وجودها في سوريا، يعد أمراً حيوياً لها ولحزب الله اللبناني، ومن ثم فإن على الولايات المتحدة أن تعمل بشكل رئيسي في سوريا إذا كانت فعلاً تريد تقويض نفوذ إيران الإقليمي، فعليها مخواجهة التمدد الإيراني في سورية.

قراءة في ادعاءات
وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قد صرح أكثر من مرة بأن إدارته عازمة على ردع إيران، ليس في سوريا وحسب، وإنما في أي مكان آخر بالمنطقة، لكن يبدو ان التصريحات التي أطلقها دونالد ترامب المرشح الرئاسي عجز ترامب الرئيس الاميركي على تنفيذها خاصة ان مؤبسسات الدولة الأمريكية هي أبرز العقبات التي واجهت ترامب إزاء محاولاته تنفيذ وعوده الرئاسية.
وتشير العديد من مراكز الدراسات إلى أن أفضل استراتيجية لردع النفوذ الإقليمي لإيران هو إضعافها في سوريا؛ وذلك بحرمانها من الموارد التي استثمرتها من خلال نظام الأسد، وأن سوريا ترسخ محور إيران وسوريا والعراق وحزب الله، وحرمان إيران من سوريا لا يعني إضعافها في لبنان من خلال حزب الله، وإنما أيضاً في المنطقة ككل.

قراءة في ادعاءات
كان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو قد أبلغ الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، خلال لقائهما في موسكو أخيراً، أنه لا يمكن أن يكون هناك سلام في سوريا ما بقيت القوات الإيرانية هناك، مؤكداً أن إيران تسلح نفسها وقواتها ضد "إسرائيل"، ومن ضمن ذلك داخل الأراضي السورية، وهي في الواقع كسبت موطئ قدم لمواصلة الحرب على "إسرائيل".
نتنياهو أشار خلال لقائه بالرئيس الروسي إلى موضوع القاعدة البحرية الإيرانية، في وقت لا تزال استجابة روسيا حول مخاوف "إسرائيل" غير واضحة، ويرى محللون أن روسيا لا يمكنها أن تمارس أي ضغط على حليفتها الإيرانية في الساحة السورية، وعلى الرغم من أن الحلف الإيراني الروسي واللبناني في سوريا قد أصبحت لهم اليد الطولى في الصراع، فإن الحرب لم تنته بعدُ، خاصة في ظل النقص العددي الكبير الذي يعانيه جيش النظام السوري، مما يعني أنه سيبقى بحاجة إلى حلفائه.

قراءة في ادعاءات
فريدريك سي هوف، الباحث في مركز رفيق الحريري للشرق الأوسط، قال إن إمكانية العمل مع روسيا للحد من النفوذ الإيراني في سوريا يجري بحثها، مشيراً إلى أن الروس أبلغوا أعضاء المعارضة السورية أنهم سئموا من عدم احترافية جيش الأسد والمليشيات الشيعية التي جلبتها إيران من العراق ولبنان وأفغانستان، غير أنه لا يزال من غير الواضح ما الذي ستفعله موسكو حيال ذلك.

شارك