ماذا تستهدف أمريكا من دمج فصائل مسلحة في سورية؟

السبت 01/أبريل/2017 - 09:55 م
طباعة ماذا تستهدف أمريكا
 
في تطور ميداني جديد للأوضاع التي تشهدها سورية، يبدو أن الإدارة الأميركية الجديدة تستهدف تشكيل كياني مسلح جديد يواجه الإرهاب في سورية، حيث نشرت تقارير استخباراتية أن غرفة العمليات العسكرية التي تديرها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي أي) فرضت على جميع فصائل المعارضة السورية التي تراها "معتدلة" بحسب اعتباراتها الاندماج في كيان واحد، في خطوة يُعتقد أنها ترمي إلى قتال "هيئة تحرير الشام" التي تضم تنظيمات بينها "فتح الشام" (النصرة سابقاً).

ماذا تستهدف أمريكا
قيادي معارض قال لوكالات أنباء إن مسؤولين في "غرفة العمليات العسكرية" جنوب تركيا المعروفة باسم "موم" أبلغوا قياديين في فصائل مدرجة على قوائم الدعم المالي والعسكري الأميركي بـ"وجوب الاندماج" في كيان واحد برئاسة العقيد فضل الله حاجي القيادي في فيلق الشام قائداً عسكرياً للكيان الجديد، مقابل استئناف دفع الرواتب الشهرية لعناصر الفصائل وتقديم التسليح، بما فيه احتمال تسليم صواريخ تاو أميركية مضادة للدروع.

ماذا تستهدف أمريكا
ونقلت شبكة "الدرر الشامية" عن مصادرها القول ‘ن فصائل (الجبهة الشامية، وفيلق الشام، وجيش المجاهدين، والفوج الأول، وتجمع فاستقم، والفرقة الوسطى، والفرقة الساحلية الأولى والثانية، وجيش العزة، وجيش النصر، وجيش إدلب، ولواء الحرية) اتفقت على تشكيل غرفة عمليات عسكرية شاملة تكون مهمتها قتال النظام السوري وإعادة الاستقرار إلى المنطقة، بحسب زعمها.
اللافت للنظر إلى أن إدارة ترامب تتخذ موقف معادي من جميع الحركات الأصولية المسلحة حتى ولو وصمتها تقارير بأنها "معتدلة"، وقبول اميركا التعاطي مع تلك الجماعات يعني أن الإدراة الأميركية الجديدة تحاول البحث عن موضوع قدم بشكل رئيس في سورية، بعد تزايد النفوذ الروسي بشكل كبير في سورية ووصول عدد القواعد العسكرية الروسية وفي سورية ثلاث قواعد هم (طرطوس وحميميم والقلمون).

ماذا تستهدف أمريكا
فيما كانت "غرفة العمليات" جمدت بعد تسلم إدارة الرئيس دونالد ترامب الدعم للفصائل إلى حين توحدها في فصيل واحد أو تشكيل غرفة عمليات مشتركة لتنسيق المعارك مستقبلاً، بعد إعلان "فتح الشام" في بداية السنة تشكيل كيان من فصائل إسلامية متطرفة، بينها جناح في "أحرار الشام" برئاسة هاشم جابر، باسم "هيئة تحرير الشام".
وقال القيادي الذي تحدث لوكالة أنباء دولية: "سي آي أي فرضت الاندماج على المشاركين ولم يبق أمامنا سوى القبول بها"، لافتاً إلى احتمال أن يكون هذا تمهيداً لخوض معركة ضد فصائل إرهابية تضم أكثر من 30 ألف عنصر ينتشرون في ريفي إدلب وحماة.
وسيكون موقف "حركة أحرار الشام" حاسماً إزاء رجحان كفة أحد الفريقين، إذ يُتوقع أن تمارس واشنطن ضغطاً على الحركة للانضمام إلى التكتل الجديد الذي سيعلن عنه بعد أيام أو على الأقل تنسيق العمليات العسكرية، خصوصاً بعد البيان الأخير للمبعوث الأميركي إلى سورية مايكل راتني الذي اعتبر فيه "أحرار الشام جزءاً من الثورة السورية"، مقابل حملة انتقاد على "النصرة" على رغم تغيير اسمها وتحالفاتها.

ماذا تستهدف أمريكا
وفي حال حصلت المواجهة، سيؤدي ذلك إلى تفكك "جيش الفتح" الذي يسيطر على محافظة إدلب منذ ربيع العام 2015 ويضم فصائل بينها "أحرار الشام" و"النصرة"، إضافة إلى تشتيت جبهات القتال في معارك ريف حماة التي شهدت في اليومين الأخيرين استعادة القوات النظامية مناطق واسعة كانت خسرتها أمام فصائل إسلامية وأخرى من الجيش الحر.
وكان قائد «وحدات حماية الشعب» الكردية سبان حمو، أبلغ "صحيفة الحياة" احتمال خوض قوات كردية وعربية معركة ضد "النصرة" في إدلب، فيما قال مسؤول آخر إن تأسيس الجيش الروسي مركزاً له في عفرين شمال غربي حلب يرمي إلى تدريب عناصر الأكراد وفصائل معتدلة لتنفيذ عملية مشتركة للسيطرة على إدلب في حال لم يحصل تنسيق عسكري أميركي- روسي إزاء تحرير الرقة من قوات كردية- عربية بدعم من الجيش الأميركي. وأوضح ديبلوماسي غربي أمس أن هناك سباقاً علنياً أميركياً- روسياً على الرقة وآخر خفياً على إدلب.

شارك